الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزو الظلام رواية متميزة شكلا ومضمونا

كامل عباس

2023 / 1 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات




بتاريخ 26/1/2023 نشر موقع الحوار المتمدن ترجمة عن اللغة الكردية للصديق دلير زنكنة لمقال بقلم بكر أحمد يلخص فيه رواية غزو الظلام للكاتب الكردي ابراهيم خليل , وبالرغم من مرضي ومشاغلي مع عائلتي سارعت للتعليق عليها حبا بها وبصديقي. دلير مشكورا على هذه الترجمة الجميلة.
ذكرتني هذه الرواية بروايات عالمية تتعاطف جميعها مع الانسان من كونه انسان وترصد معاناته وتعامل الدول معه في هجرته التي يضطر لها بسبب اضطهاده في بلده , أذكره منها هنا
- رواية التراب الأمريكي للكاتبة الأمريكية جنين كمنز.
- مهاجروا القارب للكاتبة السيرلنكية شارون بالا .
- برلين تقع في الشرق للكاتبة الروسية يلينا فيرغية
- الشمال والجنوب للكاتبة البريطانية ايزابيل غاسكل
الأدب بكل انواعه - من رسم وتصوير وسينما وموسيقى وقصة قصيرة ورواية- تفّوق على العلم في تعاطفه مع الانسان في حين كان تقدم العلم والتكنولوجيا نقمة عليه وليس نعمة والحديث الأن يدور عن يوم قيامة جديد بسبب تقدم العلم الذي اهدانا كل انواع القنابل التي تنهش لحم الانسان . وُفقت الراوية بشكل منقطع النظير في اظهارها معاناة الكرد في القرن الواحد والعشرين
جاء في مطلعها ما يلي :
عندما يبحر تشارلز مارلو ، بطل قلب الظلام لجوزيف كونراد ،على ظهر سفينة "ياولن" البخارية، عبر نهر الكونغو إلى محطة عليا لشركة إستعمارية في إحدى المستعمرات الأوروبية ، يريد مقابلة ممثل الشركة الساكن هناك ، السيد كورتز.....لكنه يشعر بالتدريج أن الأمور ليست على ما يرام. ما يجري ويحدث هناك يصبح جوهر وصف كونراد لهذه الرحلة ، والذي يظهر لنا في كتاب صغير ركنًا صغيرًا من هذا الاستعمار لجزء من إفريقيا. يعتبر "قلب الظلام" أحد أعظم كلاسيكيات الأدب لإظهارها جزء صغير من المشروع الاستعماري في الكونغو. مشروع يقوم على قمع واستئصال "الآخر" المتوحش الذي يعيش خارج حدود أوروبا البيضاء والمتحضرة ، من أجل، حسب الرجل الابيض، أن يُروض و يصبح إنسانًا متمدناً.

.
باختصار ، "قلب الظلام " لكونراد ، نظرة عنصرية للمستعمرين تجاه الآخر ، الوحشي ، غير المتمدن .
و ستساعدني في قراءتي ل"غزو الظلام " لبَخْتيار علي.
وفي وسطها ما يلي:
كتابة "غزو الظلام" لـ "بختيار علي" حول العلاقة بين الحق في اللغة وغياب هذا الحق في المجتمع التركي، أشبه بالسير في حقل ألغام. إن عدم وجود منظور إنساني قوي عند المرور عبر حقل الألغام هذا يمكن أن يضع المؤلف في دائرة عدم ثقة القارئ ، عندما يلقي بظلال احتمال اتهامه بالانتماء العاطفي الى المجموعة المحرومة من حق اللغة. لكن بختيار علي سوف يجتاز هذا الاختبار بنجاح كبير.
وفي نهايتها ما يلي
دعونا نلقي نظرة على هذه المحادثة الشيقة بين الدكتور سنان وعلي إحسان في إحدى اماكن الرواية: "أنا خائف جدًا . لدي ما يكفي من الذنوب حتى لا يغفر لي الأكراد هل تعرف ما قاله لي ضابط قبل عدة سنوات؟ قال: "أفظع لحظة في التاريخ هو عندما يقتل الضحية جلاده".وسألته لماذا قال ذلك. فأجاب: "لأن الكراهية في يد الضحية عندما يضرب بفأسه على رأس الجلاد أكبر بكثير من الكراهية التي في ضربة الجلاد."
لا يمكن اعتبار غزو الظلام و كانه انتقام الضحية من الجلاد ، لا سيما في احتمال أن تتهم الرواية بانها كتبت من بلغة المحرومين من اللغة . وبدلاً من ذلك ، فإن الرواية هي محاولة لجعل الجلاد والضحية ، بعد إرث أكانسو وجنرالات الدين والجيش، يقفان معًا أمام مرآة وينظران إلى وجوه بعضهما .
كنت أتمنى من صديقي أن يختصر الترجمة لتصبح بحدود صفحة واحدة بدلا من عشرات الصفحات , فذلك العدد مرهق لمتتبع موقع الحوار المتمدن ولو انه قدّمها بشكل مختصر لقرأها عدد اكبر من ذلك وبالتالي عندما ستنشر ورقيا سيكون التعريف الالكتروني بها ذات فائدة عظيمة .
شخصيا استمتعت بهذه الرواية الجميلة وانصح كل مهتم بالشأن العام في قراءتها فهي تخدم القضية الكردية أكثر مما تخدمه احزاب سياسية ...الخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح