الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لإرهاب عدو الانسانية جمعاء..

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2023 / 1 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


----------------------------
كلّما ذُكرتْ كلمة الإرهاب ، في وصف عمل شائن أو سلوك عنف أو جريمة اعتداء ، قفز أحد ما ، من هنا او هناك، ولسبب أو أخر ،كي يقول لنا بأن للأمر معنى آخر، غير الذي نقول أو نعقل أو نفهم،
و بأننا قوم مسروقون بالهذر الأجنبي ، بل مُستغْرِبون ، ومُبتدعون في الرأي والتعبير السياسي، أو مُستلبون و تابعون لفهم و خطاب دوائر خارجية .. .
هم يقولون كل ذلك فقط ، لأن مفهوم " الارهاب" - في تقديرهم - هو مفهوم سياسي مُبتدع صرف ، تمَّ فقط ، من قبل بعض الجهات العالمية المُعادية لثقافتهم.
ثم يسوقون حجة شبه صحيحة ، تقول بانّ تلك الدوائر السياسية والاعلامية ، حدث أنْ استخدمت - ومازالت - هذا المصطلح لتحقيق اجندتها ومصالحها السياسية الخاصة.
و أن مصطلح الارهاب بحد ذاته ، مازال مفهوماً ضبابياً ، غير محدد المعالم والحدود تماماً ، - حسب تعبيرهم - ولا يوجد له تعريف " جامعاً مانعاً . يمنع عنه اللغط أو يزيل عن فحواه الإلتباس.
بالطبع ، نحن نزعم تماما ، أنّ مثل هذا التدهور العقلي المقصود ،
يندرج تحت باب تمييع المفاهيم،
والتخفي وراء الاعتقاد بمبدأ نسبوية الحقيقة،
والتذاكي من أجل نفي صفة الإرهاب عن نضاله أو عن تاريخ قضيته المزعومة،
أو من أجل الدفاع عن أفعال أشباهه من الارهابيين، ضد وطنهم و أبناء جلدتهم،
أو تجميلا لفظائع تاريخ يعرفه القاصي والداني ، أو تنزيهاً لنصوص المعتقد المقدس الذي يدعوه للقتل والعنف ومازال يؤمن به.
أو يأتي أحياناً ، من باب الهذر في همروجة الخصوصية الثقافية والدينية - دونً عن العالمين - لكل مجتمع ، الذي يدأب معظم الاصوليين بعامة ، على الترويج لها .
نظراً لان تلك الأرض النسبوية ، التي تميع الحقائق ، وتُشكّك بالفلسفات وتحقيق المفاهيم ، توفر لهم أرضية خصبة ، لزرع أفكارهم الخاطئة ، والترويج ليقينياتهم المقدسة والمُضللة ..
لا شك أن الإرهاب هو ظاهرة معقدة ، ويمكن أن ينتج عن مجموعة من العوامل المختلفة ، مثل الاضطهاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني ، ونقص التعليم والتوظيف والآفاق والتطرف.
ولكن في المقابل يمكن الفهم ببساطة أن الإرهاب :
هو أي عمل عنيف، يُرتكب بهدف بث الخوف ، وتحقيق قضية أو هدف سياسي مهما بدا عادلاً ، أو هدف أيديولوجي مهما بدا سامياً .
اي العمل العنيف الذي يمكن له أن يستهدف المدنيين أو الحكومات أو الأهداف المدنية أو العسكرية.
وبلا شك - في كثير من الاحيان - نجد ان الارهاب يرتبط بجهات فاعلة غير حكومية ، مثل الجماعات المتطرفة أو الأفراد ، ولكن يحدث أحيانًا أن يرتبط أيضًا بجماعات وميليشيات تسيطر عليها الدولة .
و أياً تكن النوايا النبيلة ، التي قد تقف من وراء هذا العنف ، إلا أنه يجب التنديد بالإرهاب بكل أشكاله ، باعتباره عملًا وحشياً ولا إنسانيًا ، لأنه غالبًا ما يؤثر على المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى خسائر في الأرواح ، وله تأثير كبير على المجتمع والاقتصاد ، وبالتالي يمكن أن يعرض استقرار المناطق وازدهار المجتمعات الانسانية للخطر. .
قصارى القول :
لا شك لديَّ ، بأن العدوانية الوقحة للاصوليات الدينية ، و أساليبها الخبيثة في مُهاجمة التفكير النقدي العلمي و تسخيف منجزات الأنوار العقلية بمكر و شراسة ، ستبقى الى حين ، فهي - بالنسبة لها- الطريقة المُثلى لدعم واستمرار ظلمات الجهل الغاشم ، الذي تستميت بالدفاع عنه في التأثير على العامة.
لكن لربما لا تدري ، أنه في ذات الوقت ، هي تُعطي إشارة تفاؤل للآخرين ،
عن مصير حال وجودها المُرتبك والهَشْ ..
الآيل للزوال - بلا شك - أمام التقدم الحتمي لضياء العلم وجبروت عقلانيته . ...
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل