الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية

دلير زنكنة

2023 / 1 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


غابريل روكهيل
ترجمة دلير زنگنة

تم ترشيح أحد أبرز المفكرين في العالم المعاصر إلى قائمة "أفضل 100 مفكر عالمي" في مجلة فورين بوليسي في عام 2012. [1] يشاركه هذا التمييز ديك تشيني ، رجب طيب أردوغان ، بنيامين نتنياهو ، ومدير الموساد السابق مئير داغان. أفضل فكرة للمُنظِّر - وفقًا لهذا المنشور المعروف الذي يُعد في حقيقته ذراعًا لوزارة الخارجية الأمريكية - هو أن "الثورة العظيمة التي ينتظرها اليسار لن تأتي أبدًا". [2]

كانت الأفكار الأخرى بالتأكيد منافسة قوية ، ويمكننا أن نضيف إلى القائمة المزيد من المواقف الأخيرة. لاختيار أمثلة قليلة فقط ، وصف هذا المفكر العالمي الاول شيوعية القرن العشرين ، وبشكل أكثر تحديدًا الستالينية ، بأنها "ربما تكون أسوأ كارثة أيديولوجية وسياسية وأخلاقية واجتماعية (وما إلى ذلك) في تاريخ البشرية." [3] في واقع الأمر ، يضيف للتأكيد أنه "إذا قمت بقياس مستوى معين من المعاناة ، فإن الستالينية كانت أسوأ من النازية" ، معربًا على ما يبدو عن أسفه لأن الجيش الأحمر بقيادة ستالين هزم آلة الحرب النازية. [4] لم يكن الرايخ الثالث "راديكاليًا" في عنفه مثل الشيوعية ، كما يصر ، و "كانت مشكلة هتلر أنه لم يكن عنيفًا بدرجة كافية ". [5]ربما كان بإمكانه أخذ بعض النصائح من ماو تسي تونغ الذي ، وفقًا لهذا النظري العظيم ، اتخذ "قرارًا لا يرحم بتجويع عشرات الملايين حتى الموت". [6] هذا التأكيد غير الموثق يضع مؤلفه جيدًا على يمين الكتاب الأسود للشيوعية، المناهض للشيوعية ، والذي اعترف بأن ماو لم يكن ينوي قتل مواطنيه. [7] مع ذلك، مثل هذه المعلومات ليست ذات أهمية ، لهذا المنظر لأنه يعمل على افتراض أن أسوأ "جريمة ضد الإنسانية" في العالم الحديث لم تكن النازية أو الفاشية ، بل الشيوعية.

المفكر المعني هو أيضًا معلن ذاته مركزيًا أوروبيًا و يشير إلى أن أوروبا متفوقة سياسيًا وأخلاقيًا وفكريًا على جميع المناطق الأخرى من كوكب الأرض. [8] عندما اشتدت أزمة اللاجئين الأوروبيين بسبب التدخلات العسكرية الغربية الوحشية حول منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوسع ، قام بتكرار عقيدة صموئيل هنتنغتون "صراع الحضارات" بإعلانه "الحقيقة البسيطة أن معظم اللاجئين يأتون من ثقافة تتعارض مع مفاهيم أوروبا الغربية لحقوق الإنسان ". [9] أيد هذا الناقد رفيع المستوى أيضًا دونالد ترامب لمنصب الرئيس في انتخابات عام 2016. [10]في الآونة الأخيرة ، وضع نفسه صراحةً على يمين مروج الحرب سيئ السمعة هنري كيسنجر باتهام الأخير "بالسلمية" والتعبير عن "دعمه الكامل" لحرب الولايات المتحدة بالوكالة في أوكرانيا ، مدعيًا أننا "نحتاج إلى حلف شمال الأطلسي أقوى" للدفاع عن "الوحدة الأوروبية". [11]

إن احتفاء هذه المجلة البارزة التي شارك في تأسيسها هنتنغتون المحافظ المتشدد و ناشط دولة الأمن القومي، ليس سوى غيض من فيض لهذا النجم العالمي ، الذي حقق مستوى من الشهرة الدولية نادراً ما يُمنح للمثقفين المحترفين. [12] بالإضافة إلى كونه من المشاهير الأكاديميين مع التعيينات المرموقة في المؤسسات الرائدة في العالم الرأسمالي وعدد لا يحصى من الرحلات العالمية الباذخة، فقد حصل على منصة إعلامية هائلة. ويشمل ذلك نشر الكتب والمقالات بسرعة مذهلة لبعض أبرز المنافذ ، و الظهور في أفلام متعددة ، و حظور منظم على شاشات التلفزيون وفي كبرى المشاهد الإعلامية.

بالنظر إلى طبيعة هذه المواقف السياسية وتضخيمها من قبل الجهاز الثقافي البرجوازي ، يمكن للمرء أن يفترض أن المفكر المعني هو أيديولوجي يميني تروج له مراكز الفكر الإمبريالية ودولة الأمن القومي الأمريكية. على العكس من ذلك ، هذا هو الاسم الذي سيراه على الفور تقريبًا ،أي شخص يبحث على الإنترنت عن النظرية الراديكالية أو حتى الماركسية، لأنه أحد أكثر المفكرين المرئيين الذين يُنظر إليهم على أنهم يمثلون اليسار: سلافوي جيجيك.

أعرب دونالد ترامب عن إيمانه بقوة آلة الدعاية الأمريكية من خلال الادعاء المشين بأنه يستطيع "الوقوف في وسط الجادة الخامسة ويطلق النار على شخص ما" دون أن يخسر ناخبًا واحدًا. [13] في مجتمع الفرجة الفاسد والمنحل في مركز الإمبريالية ، ينطبق الأمر نفسه إلى حد كبير على هذا النموذج لصناعة النظرية العالمية. يمكن لجيجيك أن يتخذ أكثر المواقف السياسية التي يمكن تخيلها رجعية ، ويجعلها تبث في جميع أنحاء العالم من قبل الجهاز الثقافي الرأسمالي ، ولا يزال يتم تقديمه كمفكر يساري بارز. في الواقع ، لقد فعل ذلك بالضبط.

سجق خطابي لغير المتعلمين

كطالب فلسفة شاب في الولايات المتحدة في أوائل التسعينيات ، يجب أن أعترف بأنني خدعت من قبل هذا التاجر المخادع والنظام الذي روج له. لقد انطلق عندما كنت طالبًا جامعيًا إلى المشهد مثل إيفيل كنيفيل صناعة النظرية {إيفيل كنيفيل، ممثل ترفيهي و مجازف امريكي- م }. بدلاً من الابحاث اللانهائية عن التاريخ الفلسفي الأوروبي الذي لم أكن أعرف عنه شيئًا ، كان هنا شخص يمكنه التحدث عن كل شيء ، إلى مثقف ضعيف التعليم يبلغ من العمر 19 عامًا: أفلام هوليوود ، وقصص الخيال العلمي ، والمجتمع الاستهلاكي ، وثقافة الإنترنت ، و نظريات رائعة من أوروبا ، والمواد الإباحية ، والجنس ، و حسنًا ، جنس أكثر. كان ممتعًا للقراءة ، لا سيما لشخص مشوش الفكر بسبب الجهاز الأيديولوجي الرأسمالي ،ومتعطش لشيء - يتم تسويقه على أنه - مختلف.

التهمت كل كتاب صدر له في التسعينيات وأوائل الالفين. لقد سعيت أيضًا في خطاه بالحصول على الدكتوراه تحت اشراف من والده الفكري في باريس: آلان باديو. ومع ذلك ، بينما واصلت تثقيف نفسي ، بدأت أتعب من تكراراته ، والسطحية النظرية ، و الخطابية المحفوظة عن ظهر قلب. لقد رأيت على نحو متزايد تصرفاته الاستفزازية بمثابة تصنع هزيل للتحليل التاريخي والمادي. وصل هذا إلى ذروته في عام 2001 عندما سعى إلى شرح أحداث 11 سبتمبر من خلال تفسير لاكاني صفيق لفلم المصفوفة The Matrix.. لقد تضاءلت صورته الباهرة ، بينما كان يباع مثل الكعك الساخن ، مقارنة بالتحليلات المادية الصارمة لتاريخ الإمبريالية الأمريكية ومكائد دولة الأمن القومي ، ان كان ذلك في اعمال نعوم تشومسكي ، أو الأفضل بكثير ، مايكل بارينتي. [14]

ثم أتيحت لي فرصة فريدة لرؤية كيف يتم صنع سجق جيجك الخطابي عندما قمت كطالب دراسات عليا بترجمة كتاب لجاك رانسيير Jacques Rancière. نظرًا لأن رانسيير لم يكن معروفًا إلى حد كبير في العالم الناطق بالإنجليزية في ذلك الوقت ، فقد رفض جميع الناشرين المشروع. عندما تمكنت أخيرًا من التحدث إلى أحدهم للنظر في الأمر ، بعد رفض أولي متسرع ، فرض محرر القبول لدار النشر - لم يعد الدار موجودًا الآن - شرطًا واحدًا: لضمان مبيعات مربحة ، كنت بحاجة إلى تأمين مقدمة للكتاب من قبل وجه تسويق رئيسي في النظرية الراديكالية مثل جيجك. وافق الأخير وأرسل لي لاحقًا نصًا مشوشًا يحمل أكثر من تشابه كبير مع القسم الخاص عن رانسيير في كتابه The Ticklish Subject [15].لقد أضاف إلى هذا بعض التأملات غير المترابطة الحرة والتعليقات التمهيدية لأحد كتب رانسيير عن السينما ، والتي أظهرت القليل من المعرفة بعمل الأخير في علم الجمال أو الكتاب المعني (لقد قمت بترجمة Le Partage du sensible: Esthétique et politique ). شعرت بالاشمئزاز من هذا التجاهل الوقح للصرامة الأكاديمية ، و لكن لعدم توفر أي سلطة مؤسسية أو تحليل سياسي أعمق في ذلك الوقت ، شعرت أن يدي كانتا مقيدتين لأنني كنت بحاجة إلى قبول استخدام الصناعة النظرية لهذا الدجال للترويج لسلعها، إذا أردت لترجمتي رؤية ضوء النهار. لقد سعيت إلى دفن المقدمة من خلال تحويلها إلى خاتمة وإحاطتها بتوضيحات علمية لعمل رانسيير. ومع ذلك ، عند العودة إلى الماضي ، كان يجب أن الغي المشروع ببساطة.

بالنظر إلى تجاربي مع من يسمى بإلفيس النظرية الثقافية ، أرى الآن أنه كجزء من الطبقة الإدارية المهنية الصاعدة و مشوشة التفكير في مركز الامبريالية، كنت الجمهور المستهدف لأفعاله الغريبة. في عام 1989 سقط جدار برلين ، وصدر أول كتاب رئيسي لجيجيك من دار نشر ڤيرسو باللغة الإنجليزية : موضوع الإيديولوجيا السامي The Sublime Object of Idology . مع مقدمة بقلم ما بعد الماركسي - و تعني باسلوب رنّان، المعادي للماركسية - الديموقراطي الراديكالي إرنستو لاكلاو ، تم تقديمه كمنشور رئيسي في سلسلته الجديدة مع شانتال موف. سعت السلسلة ،إلى الاعتماد على الاتجاهات النظرية "المعادية للماهية" “anti-essentialist”، مثل تلك الموجودة في فرنسا المستوحاة من مارتن هايدغر ، من أجل تقديم "رؤية جديدة لليسار مبنية على أساس ديمقراطي راديكالي وتعددي"بدلاً من دعم الاشتراكية. [16]

لعب هذان الديموقراطيان الراديكاليان - اللذان كان لتوجههما السياسي صدى مع الحركات المناهضة للشيوعية التي تم تقديمها على أنها "مؤيدة للديمقراطية" واستخدمت لتفكيك البلدان الاشتراكية - دورًا مركزيًا في الترويج لجيجيك. دعوه لعرض أعماله في العالم الناطق باللغة الإنجليزية وفتحوا له منصات نشر مرموقة. ورد بالمثل صراحةً باستخدام مصطلحاتهم ما بعد-الماركسية ، في كتابهم الهيمنة والاستراتيجية الاشتراكية (1985) ، لتأطير كتابه الأول ، بناءً على معارضتهم جميعًا"لثورة الحل الشامل" "للماركسية التقليدية". [17] في عام 1991 ، تم تفكيك اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ، ونشر المنظر الطموح لما بعد الماركسية الذي يخدم الغرب كتابين آخرين، احدهما في سلسلة لاكلاو وموف ، والآخر ككتاب أكتوبر .[18] ومن ثم فقد أدرك تمامًا بشكل قاطع الموجة النظرية المتصاعدة للديمقراطية الراديكالية ، كما كانت الحركات المنشقة "المؤيدة للديمقراطية" المدعومة من الدول الإمبريالية وأجهزة استخباراتها تدفع الى الوراء بقوة مكاسب الطبقة العاملة ، لغرض تحويل الثروة إلى{ طبقات }أعلى.

عندما كان يتم تفكيك الاشتراكية على النمط السوفيتي ، قدم هذا المخبر من أوروبا الشرقية بشكل متزايد ما بعد-ماركسيته على أنه ليس أقل من الشكل الأكثر راديكالية للماركسية. على عكس إلفيس پريسلي، الذي اشتهر بسمعة طيبة في صناعة الموسيقى من خلال اعادة استعمال موسيقى المجتمعات السوداء التي غالبًا ما كانت متجذرة في صراعات حقيقية للغاية ، و جعلها محلية و شائعة ، أصبح جيجيك رائدًا في صناعة النظرية العالمية من خلال استعارة أهم أفكاره من التقليد الماركسي مع إخضاعه لتلاعب مزيج ثقافي ما بعد حداثي لسحق جوهره ، وبالتالي تحويله إلى سلعة للاستهلاك الشامل في العصر الليبرالي الجديد من الانتقام المعادي للشيوعية. من الضروري أن نلاحظ في هذا الصدد أنه بينما احتفلت المؤسسة الرأسمالية بالنهاية المفترضة للتاريخ في التسعينيات ، فقد روجت أيضًا ، للشريحة الاجتماعية المتخصصة من المثقفين الراديكاليين الليبراليين ، كرمز للماركسية ، يُزعم أنه تحرر من جوهره ، مثل بالون أحمر يطفو في أي اتجاه تهب فيه الرياح - مدفوعة بالرأسمالية.

كان هذا جيجك: كان من المقرر أن يصبح "الماركسي" الأكثر شهرة في العصر النيوليبرالي المعادي بشراسة للشيوعية. الرجل الغامض من الشرق - صورة كاريكاتورية فعلية لـ "الماركسي المجنون" ، أفضل ما عبر عنها، كان لقب "بورات الفلسفة" - نهض مثل طائر فينيق منحرف يستمني علنًا على النيران التي دمرت الاشتراكية السوفيتية. {بورات شخصية كوميدية لساشا كوهن، الممثل البريطاني في فلم بورات}

السفسطة الجدلية

مثل العديد من زملائه المفكرين الراديكاليين ، الذين يمارسون خداع الاخرين لانه مفيد لهم للغاية ، يفتخر جيجيك بنثره المراوغ وسلوكه غريب الاطوار. عند قراءته ، يأتي المرء ليتوقع ، في نهاية كل صفحة ، لحظة "مسكتك" أخرى عندما نعلم أنها في الواقع عكس ذلك(الذي قادنا إلى الإيمان به في الصفحة السابقة)! مثل الطفل الذي لا يتعب أبدًا من لعبة الغميضة ، على الرغم من عدم قدرته على الاختباء فعليًا ، فإن العبقري السلوفيني يتنصل باستمرار ويخرج عن السيطرة الخطابية ليقول كل شيء وعكسه على أمل أن يتمكن من تغطية مساراته و تبقى مراوغة ابدأ . يبدو أنه يجهل حقيقة أن هناك أيديولوجية واضحة ومتسقة تنطبق على نوعية المثقفين المتلونين من أمثاله. إنها تسمى الانتهازية.

عندما تمت مقابلة جيجيك من أجل كتالوج أبيركرومبي وفيتش A & F، قالت المحاورة التي أجرت معه المقابلة بانها ستشاركه النص قبل النشر. أجاب: "أوه ، هذا ليس ضروريًا. مهما قلتْ ، يمكنكِ أن تجعلني أقول عكس ذلك! " [19] إن قول شيء ما هو مثل قول نقيضه لانتهازي هدفه الرئيسي هو جعل اسمه في الأضواء. في الواقع ، إذا قلت كلاهما بمرور الوقت - بينما تنسب بشكل مخادع هذه الخطوة الخطابية المضجرة إلى "الديالكتيك" من أجل توفير غطاء فكري زائف لما هو أكثر من خداع من اجل الترويج الذاتي الفاضح - فأنت تحتل مساحة أكبر وتستهلك وقت اكثر، على حساب أي من أولئك الذين قد يمتلكون شيئًا ذا قيمة ليقولوه. إن حقيقة أن الجهاز الثقافي البرجوازي يمنحه مثل هذا المنبر الهائل يكشف عن ميل هذا الجهاز للترويج لمثل هذه السخافة ،بدلًا من و بالضد من الانماط الراديكالية للتحليل. ومن الجدير بالذكر ، في هذا الصدد ، أن ديالكتيكه الدادائي يعرف حدودًا دقيقة للغاية. لم نسمعه أبدًا على حد علمي يقول ، شيئًا مثل: "تقول الأيديولوجية المهيمنة باستمرار أن الاشتراكية الموجودة بالفعل كانت مروعة تمامًا ... لكنها عكس ذلك تمامًا !"

قد نتساءل لماذا يعتنق (المسمي لنفسه )الماركسي بشكل غير نقدي العناصر الأكثر فجاجةً في صناعة الثقافة التي تروج له ، و يبيع نفسه عن طيب خاطر إلى مجموعة شركات الملابس العملاقة التي تم وضعها في "قاعة العار لمصانع الاستغلال" من قبل المنتدى الدولي لحقوق العمال في عام 2010. هذا ، مجرد مثال واحد من بين العديد من الأمثلة الأخرى للعلاقة الحميمة بين صناعة النظرية العالمية والصناعة العامة للرأسمالية الاستهلاكية. جيجك لا يبيع الكتب فقط ؛ أنه أيضا يبيع الأفلام والفن والأدب والمجلات والصحف والنظارات العامة والملابس ذات الطراز الأمريكي "للأشخاص الرائعين وذوي المظهر الجميل" ، على حد تعبير الرئيس التنفيذي لشركة A & F. [20]

المنشق المؤيد للغرب ، المناهض للشيوعية

نظرًا لأن هذا المحتال يقول ويعيد قول كل شيء وعكسه تقريبًا، فمن المفيد التركيز على ما فعله بالفعل وطبيعة ممارسته النظرية. لفهم هذا الأخير بشكل كامل ، من الضروري وضعه ومراوغته الخاصة ضمن العلاقات الاجتماعية للإنتاج الفكري. بعبارة أخرى ، من خلال الممارسة النظرية ، لا أعني فقط أنشطته الذاتية كعنصر فكري ، بل أعني أيضًا الكلية الاجتماعية الموضوعية التي يعمل من خلالها ، والتي روجت له كنجم عالمي. جزء من حجتي هو أن جيجك يحتاج إلى أن يُفهم على أنه نتاج ثقافي لصناعة النظرية العالمية بدلاً من أن يُفهم كموضوع فريد من نوعه .

ولد مؤلف كتاب " دفاعًا عن قضايا خاسرة " في عام 1949 ، ونشأ في جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية (SFRY). سيؤكد لاحقًا ، بدون أي دليل لدعم ادعائه سوى الحكايات، أن "الحياة في دولة شيوعية كانت في الغالب أسوأ من الحياة في العديد من الدول الرأسمالية". [21] ومع ذلك ، فقد وفرت موطنه نوعية حياة للجماهير تستحق التذكير بإيجاز:

بين عامي 1960 و 1980 كانت [يوغوسلافيا] واحدة من أكثر معدلات النمو ارتفاعًا، إلى جانب الرعاية الطبية المجانية والتعليم ، حق مضمون في الدخل ، إجازة شهرية مدفوعة الأجر ، ومعدل معرفة القراءة والكتابة لأكثر من 90 في المائة من السكان، و متوسط العمر المتوقع اثنين وسبعين عاما. عرضت يوغوسلافيا أيضًا على مواطنيها متعددي الأعراق وسائل النقل العام والإسكان والمرافق بأسعار معقولة ، في اقتصاد سوق-اشتراكي مملوك في الغالب للقطاع العام. [22]

وفقًا لكاتب سيرته الذاتية توني مايرز ، كره جيجك الثقافة الشيوعية في وطنه. من المؤكد أن هذا المثقف الشاب الفاسد ، الذي أدرك الفرص المحتملة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي الشخصي في العالم الرأسمالي الأكبر ، كرس نفسه لتشرب ثقافة البوب الغربية Western pop culture. كتب مايرز: "كطالب ، طور اهتمامًا بالفلسفة الفرنسية وكتب عنها بدلاً من نماذج الفكر الشيوعية الرسمية". [23] أطروحة الماجستير الخاصة به حول النظرية الفرنسية "اعتبرت مشبوهة سياسياً" لأن ، على حد تعبير زميله الفيلسوف السلوفيني ملادين دولار ، "كانت السلطات قلقة من أن تعليم جيجيك الكاريزمي قد يؤثر بشكل غير مقبول على الطلاب بتفكيره المنشق. " [24]

انتهى به الأمر بكتابة كتابه الأول عن النازي غير التائب مارتن هايدغر ، المرجع الرئيسي للمعارضة السلوفينية المناهضة للشيوعية وفقًا لجيجيك نفسه. كما نشر أول ترجمة سلوفينية للفيلسوف الفرنسي الذي قدم مساهمة هائلة في إعادة تأهيل سمعة هايدغر بعد الحرب العالمية الثانية: جاك دريدا. [25] كان الساحر الفرنسي للتفكيكية نفسه متورطًا بشكل مباشر في النشاط السياسي المعارض للشيوعية ضد الحكومة في تشيكوسلوفاكيا. [26]شارك في تأسيس الفرع الفرنسي لمؤسسة جان هوس التعليمية ، والتي تم تمويلها من قبل مجموعة مثيرة للاعجاب من الشركات والمصادر الحكومية الغربية مع سجل في دعم التخريب المناهض للشيوعية ، منها مؤسسة مارغريت تاتشر ، وصندوق المجتمع المفتوح (سوروس) ، ومؤسسة فورد ، ووكالة المعلومات الأمريكية ، و الوقف الوطني للديمقراطية (NED) و الذي هو جزء من وكالة المخابرات المركزية. [27]

بعد إقامة في باريس لإكمال درجة الدكتوراه الثانية ، عاد جيجيك إلى جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية في عام 1985 ولفت الانتباه العام لأول مرة كمعارض ذات توجه غربي مناهض للشيوعية موالي للنظرية الفرنسية. [28] "[في] أواخر الثمانينيات ،" أوضح ، "كنت شخصيًا منخرطًا في تقويض النظام الاشتراكي اليوغوسلافي." [29] كان "كاتب العمود السياسي الرئيسي" في صحيفة ملادينا الأسبوعية البارزة التي كانت جزءًا من الحركة المنشقة ضد الحكومة الشيوعية. [30]المجلة ، التي كتب لها عمودًا أسبوعيًا ، اتُهمت في تقرير طويل ومفصل من قبل الحزب الشيوعي اليوغوسلافي بتلقي دعم وكالة المخابرات المركزية، نفس التقرير سلط الضوء أيضًا على انتشار معادي الثورة الذين كانوا يهددون بقاء يوغوسلافيا الاتحادية. [31]

جيجك ادعى لاحقًا ، في مناسبات عديدة ، أن هذا هو بالضبط توجهه كمعارض ساهم في سقوط الشيوعية. [32] شارك ، من بين أمور أخرى ، في لجنة حماية حقوق الإنسان للمتهمين الأربعة في عام 1988 التي طالبت ، على حد تعبيره ، "بإلغاء النظام الاشتراكي القائم" و "الإطاحة العالمية بالنظام الاشتراكي ". [33]كان هذا يتماشى تمامًا مع توجيه الأمن القومي رقم 133 (NSDD) للرئيس رونالد ريغان ، والذي دعا في عام 1984 إلى "توسيع الجهود لتعزيز" ثورة هادئة "للإطاحة بالحكومات والأحزاب الشيوعية" في يوغوسلافيا ودول أوروبا الشرقية الأخرى. [34]

شارك جيجيك في تأسيس الحزب الليبرالي الديمقراطي (LDS) ، وكان أحد المتحدثين الرسميين البارزين فيه. [35] كان LDS متجذرا في التقاليد الليبرالية لتعزيز "التعددية" وستهيمن على سلوفينيا خلال العقد الأول بعد نهاية الاشتراكية. [36] جيجيك كان مرشح الحزب للرئاسة المكونة من أربعة أشخاص لأول جمهورية انفصالية ، والتي كانت بمثابة إسفين لتفكيك جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية. لقد قطع الوعد التالي في حملته الانتخابية في نقاش متلفز عام 1990: "يمكنني ، بصفتي عضوًا في الرئاسة ، أن أساعد بشكل كبير في تفكيك الجهاز الأيديولوجي لدولة الاشتراكية-الفعلية ".
[37]

وأعرب عن رغبته في تنفيذ سياسات إعادة الهيكلة الاقتصادية الليبرالية ، والتي كان لها بالفعل عواقب وخيمة على العمال ، مؤكدًا أنه "براغماتي" في هذا المجال: "إذا نجحت ، فلماذا لا تجرب جرعة منها؟" [38] في الواقع ، دعا علنًا إلى "الخصخصة المخططة" وأكد بشكل قاطع ، مثل أيديولوجي رأسمالي جيد: "المزيد من الرأسمالية في حالتنا سيعني المزيد من الضمان الاجتماعي." [39] كان هذا ، مرة أخرى ، منسجمًا تمامًا مع NSDD 133 لريغان ، والذي دعا صراحةً إلى "لبرلة داخلية طويلة الأجل في يوغوسلافيا" وتعزيز "هيكل اقتصادي يوغوسلافي موجه نحو السوق." [40]

كما أكد الليبرالي الشرقي دعمه ، على الأقل في المدى القصير لتخريب الاشتراكية، لما أسماه الفيلسوف المعادي للشيوعية كارل بوبر "المجتمع المفتوح". وادعى أن جورج سوروس ، المؤسس المعادي للشيوعية لصندوق المجتمع المفتوح (وطالب بوبر السابق) ، كان "يقوم بعمل جيد في مجال التعليم واللاجئين والحفاظ على روح العلوم النظرية والاجتماعية". [41]دعم بوبر تدخل الناتو في جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية ، وتم الترويج لعمله من قبل المؤتمر من أجل الحرية الثقافية ، المنظمة سيئة السمعة التابعة لوكالة المخابرات المركزية. استثمر سوروس بعمق في عمليات تغيير الأنظمة المناهضة للاشتراكية في أوروبا الشرقية. في يوغوسلافيا ، "قام معهد المجتمع المفتوح التابع له بتوجيه أكثر من 100 مليون دولار إلى خزائن المعارضة المناهضة لميلوسوفيتش ، بتمويل الأحزاب السياسية ودور النشر ووسائل الإعلام" المستقلة ". [42] علاوة على ذلك ، اعترف سوروس علانية بأنه - من خلال التمويل السخي لمؤسسته للمنظمات والأنشطة المعادية للشيوعية - "تورط بعمق في تفكك النظام السوفيتي." [43]

على الرغم من هزيمة جيجيك بفارق ضئيل في ترشحه للرئاسة ، فقد عمل كسفير للعلوم في جمهورية ما بعد الاشتراكية الناشئة ويبدو أنه يواصل تقديم المشورة غير الرسمية للحكومة. [44] في الواقع ، أعرب عن "دعمه الصريح للدولة السلوفينية بعد استعادة الرأسمالية في التسعينيات" ، وظل مخلصًا لليبرالية المناهضة للشيوعية: "لقد فعلت شيئًا فقدت من أجله جميع أصدقائي تقريبًا ، لا يوجد يساري جيد يفعل ذلك على الإطلاق: لقد دعمت الحزب الحاكم في سلوفينيا بالكامل ". [45]إن LDS ، كحزب لرأس المال ، سعى إلى إلغاء التأميم والخصخصة. كان هذا في سياق كان فيه صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يدفعان من خلال إصلاحات اقتصادية قاسية كانت تدمر القطاع الصناعي ، وتفكك دولة الرفاهية ، وتعزز انهيار الأجور الحقيقية ، وتسرح العمال بوتيرة مرعبة (614000 عامل من إجمالي القوة العاملة الصناعية البالغ حوالي 2.7 مليون تم تسريحهم بين 1989-1990). [46] كان الحزب المؤيد للخصخصة الذي دعمه جيجك علنًا ، خلال فترة "التدهور الهائل في مستويات المعيشة لقطاعات كبيرة من سكان العالم" ، حريصًا أيضًا على أن يصبح شريكًا صغيرًا في المعسكر الإمبريالي. لقد كان "الداعم الرئيسي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (EU) ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)". [47]بدأت هذه العملية في التسعينيات ، وانضمت سلوفينيا رسميًا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2003 وحلف شمال الأطلسي في العام التالي. [48]

لا ينبغي أن يغيب عنا إذن أن هذا المثقف الريادي كان مع المجتمع المدني الموالي للغرب وضد الدولة عندما كانت الأخيرة اشتراكية ، بينما كان بفخر ضد المجتمع المدني و مع الدولة عندما تحولت الأخيرة إلى رأسمالية (و سعت للحصول على العضوية في المنظمات عبر الوطنية الرأسمالية والإمبريالية). [49] في واقع الأمر ، دعا في حملته الرئاسية إلى تطهير معادي-للاشتراكية لجهاز الدولة ، مضيفًا أنه سيكون صارمًا للغاية و "يبدأ من الصفر" فيما يتعلق بـ "إدارة الشؤون الداخلية والشرطة السياسية وهكذا." [50]لقد دعا صراحة إلى تطوير جهاز استخبارات يتم تصفيته بالكامل من جميع العناصر الاشتراكية ، وأعلن ما لا يمكن تفسيره إلا على أنه حلم وكالة المخابرات المركزية في أول جمهورية انفصالية (الأمر الذي يثير تساؤلات جدية حول علاقته الحقيقية بالوكالة التي لعبت دورًا مركزيًا في الإطاحة بالحكومات الاشتراكية في جميع أنحاء العالم ، غالبًا من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع الأحزاب السياسية المحلية المناهضة للاشتراكية ووكالات الاستخبارات ومنافذ النشر والمثقفين):

"هناك [فيما يتعلق بإدارة الشؤون الداخلية و الشرطة السياسية] سأقوم بقطع. الآن سأقول شيئًا خاطئًا. أعتقد أنه في هذه الأوقات المضطربة ، ستحتاج سلوفينيا إلى جهاز استخبارات لأنه خلال هذه المعركة من أجل السيادة ستكون هناك إجراءات لزعزعة استقرارها. لكن بالنسبة لهذه الخدمة ، من المهم بشكل خاص ألا تشترك في أي استمرارية مع الإدارة الحالية للشؤون الداخلية [أي الإدارة الاشتراكية]. أنا هنا أدعو إلى قطع ".[51] الشيوعيون ، وفقًا لما يقوله الغرب ، يكرهونه. إنهم يدركون بلا شك أنه انتهازي يلعب لعبة خطيرة للغاية للتقدم في مسيرته - بالإضافة إلى مخططات الخصخصة الوحشية والتوسع الإمبريالي - على حساب جماهير العمال. يكتب المهرج اللاكاني عن كيفية رؤيته في سلوفينيا: "يُنظر إلي على أنني شخص متلاعب قاتم ، مشؤوم ، متآمر ، سياسي" ، "وهو دور أستمتع به كثيرًا وأحبه كثيرًا". [52]

على الرغم من أنه قدم صدًا خفيفًا ضد رواية الدعاية الغربية بأن الكراهية العرقية كانت السبب الرئيسي لتفكك جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية ، فإن منطقه لهذا الموقف يتوافق تمامًا - مثل العديد من مواقفه السياسية الأخرى - مع الدعاية التي يروج لها مكاتب العلاقات العامة المؤيدة للرأسمالية مثل رودر و فين Ruder & Finn و وسائل الإعلام التابعة ل CIA. وفي نص عنوانه "الناتو ، اليد اليسرى لله" أكد بشكل قاطع: "العدوان الصربي وحده ، وليس الصراع العرقي ، هو الذي أشعل فتيل الحرب". [53] وتجدر الإشارة إلى أن الصرب كان لديهم "نسبة أعلى نسبيًا من عضوية الحزب الشيوعي من الجنسيات الأخرى." [54]وهكذا كان جيجيك يردد كالببغاء الموقف الذي قدمه جيمس هارف ، مدير رودر و فين ، الذي تفاخر بأن خبراءه للدعاية كانوا قادرين على بناء "قصة بسيطة عن الأخيار والأشرار" لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية. [55]

حتى أن الليبرالي الشرقي حاول إلقاء اللوم على الشيوعيين ، الذين أشرفوا على دولة عاملة متعددة الأعراق لعقود ، على إنتاج القومية و "الارتباط الاجباري بالقضية القومية". [56] كما اعتنق الشيطنة الغربية للرئيس الاشتراكي سلوبودان ميلوسيفيتش من خلال الدعوة الى نظرية حدوة الفرس الليبرالية ، مدعيا أنه "تمكن من تجميع مزيج لا يمكن تصوره من الفاشية والستالينية." [57]ومع ذلك ، مهما كانت الأخطاء أو الأفعال السيئة التي ارتكبها الاشتراكيون ، فإن حقيقة الأمر هي كما أوضح مايكل بارنتي في كتاب مبني على الحقائق حول هذا الموضوع: "لم تكن هناك حرب أهلية ، ولم تكن هناك عمليات قتل واسعة النطاق ، ولا تطهير عرقي" حتى بدأت القوى الغربية بحقن نفسها في الشؤون الداخلية ليوغوسلافيا ، وتمويل المنظمات الانفصالية وخلق الأزمة السياسية الاقتصادية التي أشعلت فتيل الصراع السياسي ". [58]

أين موقف المؤيد-للرأسمالية من القصف الإنساني حسب ما أعلنه حلف الناتو عن نفسه ضد السكان المدنيين العزل والبنية التحتية الاشتراكية ، والذي كان هدفه الحقيقي هو "عالم ثالثية البلد والاستعمار الفعلي للأمة الوحيدة في المنطقة التي رفضت التخلص من ما تبقى من اشتراكيتها؟ لقد أكد بوقاحة ، بحماسته المميزة للاستفزاز الصبياني: "إذن ، بالضبط بصفتي يساريًا ، إجابتي على معضلة" قصف أم لا؟ " هي: القنابل لم تكفِ بعد ، وهي متأخرة جدًا ". [59]نظرًا لأنه قدم هذا التأييد الرنان لتكثيف القتل الجماعي غير القانوني للمدنيين في مسودة تم تداولها عبر الإنترنت ، وقد تم استبعاد هذا النص بالذات من البيان عند نشره ، يجب أن نلاحظ أنه كان واضحًا تمامًا في المقابلات الأخرى ، كما هو الحال عندما كان يؤكد بشكل قاطع: "لقد كنت دائمًا أؤيد التدخل العسكري الغربي ". [60]

في حياته المهنية اللاحقة كواحد من أكثر مفكري الفضاء العام ظهوراً في العالم ، اتخذ مراراً مواقف قوية ضد الاشتراكية القائمة بالفعل. كوبا ، بالنسبة له ، ليست سوى "حنين خامل متبقي من الماضي" لا يوفر أي أمل في المستقبل ولا يستحق حتى الدعم الحذر. [61] في انسجام تام مع الدعاية الرأسمالية ، وصف الصين بأنها تهديد وجودي ، ووصف الزعيم الشيوعي الصيني شي جين بينغ بلا تردد بأنه رأسمالي سلطوي ينتمي الى نفس العصابة الفاسدة مثل ترامب وبوتين ومودي وأردوغان. [62] من الواضح تمامًا في قراءته ، على الرغم من تصويره التمثيلي المتطرف ، أنه يلتزم بشعار مارغريت تاتشر النيوليبرالي سيئ السمعة: "TINA - لا يوجد بديل". في الواقع ، يقول بنفسه بانتظام: "لست على علم بأي بدائل يسارية راديكالية مقنعة" و "ليس لدي أي آمال أساسية في ثورة اشتراكية أو أي شيء آخر." [63] في المناظرة الرئاسية لعام 1990 المذكورة أعلاه ، تبنى صراحة وجهات نظر ونستون تشرشل - الذي جعله دفاعه الصارم عن المجزرة الاستعمارية "على الجانب الأكثر همجية ووحشية من الطيف الإمبريالي البريطاني" - من خلال الادعاء بأن الرأسمالية "هي الأسوأ من كل الأنظمة "ولكن" ليس لدينا نظام آخر أفضل" [64]

في الوقت نفسه ، كان يتدخل بانتظام في النقاشات العامة للتعبير عن دعمه للاتحاد الأوروبي (مشروع رأسمالي طويل الأمد تروج له دولة الأمن القومي الأمريكية باعتباره حصنًا ضد الشيوعية) وأعمال مختارة للإمبريالية الغربية ، بما في ذلك بعض الأعمال الوحشية لحلف شمال الأطلسي. التدخلات العسكرية ، ولا سيما تلك الموجودة في أوروبا أو بالقرب منها. [65]إن فكرته العظيمة لمستقبل البشرية ليست موجودة في الدول الاشتراكية في جنوب الكرة الأرضية التي خاضت صراعات ناجحة مناهضة للاستعمار ضد الإمبريالية. وهي تقع بدلاً من ذلك في المركز التاريخي للاستعمار والإمبريالية. يكتب: "في العالم الرأسمالي العالمي اليوم ، تقدم (فكرة أوروبا) النموذج الوحيد لمنظمة عبر وطنية لها سلطة تقييد السيادة الوطنية ومهمة ضمان الحد الأدنى من المعايير للرفاهية البيئية والاجتماعية . هناك شيء قائم في هذه الفكرة ينحدر مباشرة من أفضل تقاليد التنوير الأوروبي ". [66]في واقع الأمر ، وفقًا لروايته التاريخية للتوسع الأوروبي ، فإن النضالات ضد الاستعمار في العالم الثالث تعتمد في حد ذاتها على مفاهيم يُزعم أنها مستوردة من الغرب ، بما في ذلك ما يصفه جيجك بأنه "ممارسة النقد الذاتي" للأخير لـ "عنفه واستغلاله "في العالم الثالث. [67] بصفته اشتراكي شوفيني يؤمن بعمق بأن أوروبا هي القائدة الطبيعية لتطور العالم ، إنه حتى يتفق مع تأكيد برونو لاتور الرجعي بأن "أوروبا وحدها التي يمكنها إنقاذنا". [68]

كوسبلاي (متنكر )شيوعي

على الرغم من التوجه السياسي الواضح لجيجيك في الممارسة العملية باعتباره مناهضًا للشيوعية مؤيدًا للغرب ، والذي أيد بقوة الإطاحة بالاشتراكية لصالح الرأسمالية ، فإن غريب الاطوار (حسب وصفه لنفسه )هذا، لا يتعب أبدًا من الادعاء بأنه شيوعي. حتى أنه يحاول أن يتقمص الدور ، إذا جاز التعبير ، مقدمًا نفسه على أنه "الشيوعي القذر" من الشرق. بالإضافة إلى اللحية الإجبارية والمظهر الأشعث ، يتحدث بشكل عدواني مع محاوريه ، ويطلق وساخة لا نهاية لها من الأثارة اليسارية، من الثرثرات الفكرية الزائفة التي أصبحت عتيقة الطراز. أداء حقيقي للحصول على اعجاب البرجوازية épater les bourgeois.

جيجك هو مهرج بلاط الرأسمالية النيوليبرالية. متقمصا شخصية الماركسي غير الاجتماعي المتعصب ، يشجع على ازدراء مشروع الاشتراكية الحقيقي في العالم ، بينما يروج لبضائع المجتمع الاستهلاكي الغربي من خلال مزيجه من ثقافة البوب. العرض المسرحي الذي يقدمه هذا الولد المتمرد الفضيع هو - يجب ألا ننسى أبدًا - على مسرح الراسمالية . المحتال هو مجرد موظف، وعرَض معبر عن الجهاز الثقافي للنيوليبرالية. إن البلاط الرأسمالية هي التي جعلت من المهرج نجما ، على وجه التحديد لأنه لعب دوره بشكل جيد للغاية. مثل كل المهرجين الجيدين، يتخطى حدود لياقة البلاط ويقول أكثر الأشياء فظاعة في مشهد النقد الهستيري ، بينما في النهاية يمشي مع الخط الأكثر أهمية من خلال إظهار ولائه لمحرك الدمية (الملك رأس المال).

لكي يلعب دوره الاستفزازي بشكل مقنع ، لا يقول هذا المهرج أنه ماركسي فحسب ، بل إنه يصر على أنه ليس أقل من لينيني. دعونا نستمع إلى واحدة من تبجحاته السخيفة ، والتي ، بالطبع ، جزء من روتينه وبالتالي تتكرر في العديد من النصوص: "أنا لينيني. لم يكن لينين خائفا من تلطيخ يديه. […] إذا استطعت ان تحصل على السلطة ، خذها. افعل كل ما تستطيع ". [69]يرقى تصوير الكوسبلاي الشيوعي هذا إلى القول بأن اللينينية تدور حول اللعب القذر والسعي وراء السلطة بلا رحمة. مثل هذا التمثيل المخادع للينين والماركسية اللينينية بشكل عام يتوافق تمامًا مع تاريخ أيديولوجي طويل.

بينيديتو كروس ، الإيطالي الليبرالي و المتعاطف مع الفاشية، قال الشيء نفسه بالضبط عن ماركس: لقد كان ميكافيلي البروليتاريا لأنه اعتبر القوة الاهم وسعى بلا رحمة للاستيلاء على السلطة. [70] ستيف بانون ، بالاعتماد على الخلط المشابه بين اللينينية وسياسة القوة الغاشمة ، أعلن أيضًا عن نفسه "لينيني" على غرار جيجيك. [71]من المحتمل أن يكون هذا أحد الأسباب التي دفعت زعيم للنازية الجديدة ريتشارد سبنسر إلى القول: "سلافوي جيجيك هو اليساري المفضل لدي. لديه الكثير ليعلّم اليمين المتطرف alt Right أكثر مليون مرة من المغفلين من الأمريكيين المحافظين ". [72]

نظرًا لأن المهرج لديه دائمًا المزيد ليقوله حول كل موضوع ، فلنستمع إليه عما يعنيه أن تكون لينينيًا في عام 2009 ، عندما أدلى بالادعاء المذكور أعلاه: "أنا لينيني. [...] هذا هو سبب دعمي لأوباما ". [73] هذه واحدة من أفضل نكاته على الإطلاق. مزحته الجافة حقيقية لأنه يعني ذلك في الواقع . إنه يساوي حرفيًا بين اللينينية و دعمه للقائد العام لطرد اللاجئين Deporter-in-Chief النيوليبرالي الذي وفر شعاراته حول التنوع الثقافي غطاءًا رقيقًا لتسريع محرك الآلة الإمبريالية الأمريكية حول العالم ، مما أدى إلى تصريح أوباما السيئ السمعة حول برنامج اغتيالاته ، "كان جيدًا حقًا في قتل الناس ". [74]كذلك ، فإن جيجيك يتعامل مع نهج الرئيس السابق الثوري المزعوم للرعاية الصحية ، مما يعني تفويضًا مفروضًا لتأمين القطاع الخاص على غرار خطة الجمهوري ميت رومني: "أعتقد أن المعركة التي يخوضها الآن بشأن الرعاية الصحية مهمة للغاية ، لأنها تتعلق بجوهر الفكر الحاكم ". [75] قد نتذكر أن أوباما رفض أي نقاش من أي نوع حول الرعاية الصحية ذات الدافع الواحد single-payer healthcare ، وهو نظام للتغطية الشاملة ذات جذور اشتراكية.

عندما تكون مهرجاً مثاليًا مثل جيجك ، فإن اللينينية هي مجرد كلمة ،ذات دلالة فارغة ، يمكنك اللعب بها ، واستخدامها كدعامة أو وسيلة للتحايل. وهذا واضح بشكل مؤلم في كتابه الهزلي " تكرار لينين " . على الرغم مما قد يوحي به العنوان الصريح للساذج و المستجد ، يقول: "إنني حريص على الحديث عن عدم تكرار لينين. أنا لست احمق. إن العودة إلى حزب الطبقة العاملة اللينيني اليوم لن تعني شيئًا ". [76] ما يحبه في لينين "هو بالضبط ما يخيف الناس منه - الإرادة القاسية للتخلص من كل الأحكام المسبقة. لم لا العنف؟ على الرغم من أنه قد يبدو فظيعًا ، أعتقد أنه ترياق مفيد لجميع النزعات السلمية ، المعقمة ، المحبِطة و اللائقة سياسياً ". [77]

إنها دفعة الموت الجامحة التي يشعر اللاكاني السلوفيني بأنه مدفوع لتكرارها. كتب بأسلوب مهرج: " لتكرار لينين ، لا يعني العودة إلى لينين - إن تكرار لينين يعني قبول أن " لينين مات "، وأن حله الخاص قد فشل ، بل إنه فشل بشكل فظيع ، ولكن كان هناك شرارة طوباوية فيه يستحق الاحتفاظ بها . [...] إن تكرار لينين لا يعني تكرار ما فعله لينين ، ولكن ما فشل في القيام به ، الفرص الضائعة ". [78]وبما أن "اللينيني" الأكثر وضوحا لم يتعب من التكرار ، فإن الشيوعية كانت ولا زالت فشلا ذريعا. وبالتالي ، فإن إجباره على تكراره يُفهم على أفضل وجه في جملة بيكيت الذي يقتبسه بانتظام في سياقات مثل هذه: "حاول مرة أخرى. تفشل مرة أخرى. تفشل بشكل أفضل. " ما يخبئه المستقبل ، وفقًا لهذا المتمرد بقضية خاسرة ، ليس أكثر من فشل معزز: "علينا أن نقبل حقيقة أنه من المستحيل على الشيوعية أن تفوز [...] ، أي ، بهذا المعنى ، الشيوعية قضية خاسرة ". [79]

المردود المادي الأخير لمهرج الكوسبلاي الشيوعي هو ان اصحاب الثراء الفاحش وهم يمسكون بسعادة قدح المارتيني ،يدعوه لكتابة نسخة لإعلاناتهم. وفي الوقت نفسه ، يشتري بعض الطلاب وأعضاء الطبقة الإدارية المحترفة professional managerial class فلسفته الشعبية معتقدين أنهم ربما سيتعلمون شيئًا عن الماركسية. وبدلاً من ذلك ، يتم اصطحابهم في جولة نظرية على السجادة السحرية التي توضح مدى سخافة الماركسية و في نفس الوقت ،تقوم بالإعلان عن أفلام هوليوود الرائجة والبرامج التلفزيونية وروايات الخيال العلمي ومنتجات استهلاكية متنوعة لصناعة النظرية العالمية.

السحر الخفي للبرجوازية الصغيرة

جيجيك ، مثل باديو ، ليس ماديًا تاريخيًا. [80] لا ينخرط أي من هؤلاء الفلاسفة في تحليل دقيق للتاريخ المادي الملموس للرأسمالية والحركة الاشتراكية العالمية ، ويتجنبون الاقتصاد السياسي الجاد لصالح مناقشة عناصر البنية الفوقية ومنتجات الجهاز الثقافي البرجوازي. كلاهما ينغمس بجلاء في نهج فلسفي مثالي يمنح الأولوية للأفكار والخطابات ، وهما ميتافيزيقيان يدافعان عن الإيمان بالخرافات المعادية للعلم .

إذا قمنا بوضع مفرداتهم الخاصة بين قوسين وفحصنا ممارساتهم النظرية خارج الحدود الأيديولوجية للصنمية الثقافية للسلع، فإن نسختهم المحددة من المثالية يمكن تعريفها بشكل أفضل بانها مثالية متعالية. إنهم يقدمون علامتهم الخاصة لإطار عملهم المفاهيمي (يعتمد إلى حد كبير على التفسيرات الشخصية للخطابات غير الماركسية مثل تلك الخاصة بجاك لاكان و هيغل) باعتباره الهيكل المتعالي للواقع. ثم يختارون عناصر تجريبية محددة - حدث حالي ، أو نص ، أو فيلم هوليوود ، أو غلاف خارجي لقطعة حلوى ، أو ظهر علبة حبوب سيريل ، أو فنجان قهوة ستاربكس ، أو موقع إباحي ، أو حرفيًا أي شيء ، لا سيما في حالة جيجيك - التي تقنعهم بانها تؤكد هذا النموذج النظري المحدد مسبقًا ، مما ينتج عنه وهمهم بأنه قد تم إثبات صحته. ومع ذلك ، لا يمكن أبدًا اختبار مثل هذا الادعاء بشكل جماعي بأي طريقة صارمة ، لأن الأمر متروك لأهواء كل متكهن مشعوذ لتحديد ما هي البيانات التجريبية التي تدعم افتراضاتهم النظرية (وبالتالي ما هي المعلومات التي يمكن تجاهلها).

يمكن رؤية هذا بوضوح في مقاربتهم للشيوعية. على عكس كارل ماركس وفريدريك إنجلس ، اللذين أكدوا أن "الشيوعية هي الحركة الواقعية التي تلغي [ aufhebt ] الوضع الحالي للأشياء" ، يؤكدون أن الشيوعية هي "فكرة" و "رغبة". [81] في الوقت نفسه ، يتبعون بانتظام خط الدعاية الرأسمالية بإدانتهم للحركة الحقيقية للشيوعية لانغماسهم المزعوم في الإرهاب المتعطش للدماء ، والديكتاتورية العنيفة ، والإبادة الجماعية (متجاهلين بصراحة الحاجة إلى تقديم وثائق لمثل هذه الادعاءات ، أو ببساطة التذرع بـ "إثبات" عمل الرجعيين المعادين للشيوعية أو المصادر الممولة من وزارة الخارجية الأمريكية وصندوق المجتمع المفتوح). [82]الاستثناءات المحتملة التي يشيرون إليها أحيانًا من الأفضل وصفها بأنها أناركية ، على الأقل كما يفسرونها ، لأنها تميل إلى الاحتفال بلحظات التمرد المناهض للدولة والحزب ، بما في ذلك ضد الدول الاشتراكية (كما في تفسير باديو للثورة الثقافية الصينية). [83] وفي الوقت نفسه ، يتم تقديم أولئك الذين يدعمون الاشتراكية القائمة بالفعل على أنهم مخدوعين أيديولوجيين أو بقايا حقبة ماضية ، محاصرين في عالم خيالي لا يختلف عن أولئك الذين وقعوا في شرك الأيديولوجية الرأسمالية. "لقد اختفى اليسار الذي انحاز إلى" الاشتراكية القائمة بالفعل "أو تحول إلى فضول تاريخي" هو ما قيل لنا في مقدمة مجلدهم المشهور على نطاق واسع "فكرة الشيوعية" . [84]

عندما نشر {دار نشر }فيرسو Verso هذا الكتاب في عام 2010 ، تفاخر الحزب الشيوعي الصيني بحوالي 80 مليون عضو ، وهو ما فاق إجمالي عدد سكان كل من فرنسا وسلوفينيا بحوالي 16 مليون شخص. من أين ، إذن ، قد نتساءل ، يحصل هؤلاء الاشتراكيون الشوفينيون على معلوماتهم حول الوضع الحالي للعالم؟ الإجابة بسيطة بشكل محرج لهؤلاء الفلاسفة المثاليين: جاك لاكان والعناصر اللاكانية في أعمال لويس ألتوسير. وقد استند الأخير إلى مرحلة المرآة التي قدمها لاكان وتصوره للخيال لخلق صورة مضللة للأيديولوجية في مشهد الاستجواب الشهير. [85] كما أكد ألتوسير في مقطع يتعارض مع تحليله السابق ، يصبح الفرد ذاتًا أيديولوجيًا عندما يتعرف على نفسه على أنه الشخص الذي يتم توجيه النداء له (interpellé ) بواسطة رجل شرطة في الشارع ، مما يعني أن الفرد يتطابق مع الصورة التي يضعها الآخر ، ويحتل مكانه في الترتيب الرمزي الموجود.

ومع ذلك ، هناك احتمال آخر أشار إليه لاكان في ندوته السابعة على أنه اتباع واجب عدم المساومة على رغبة المرء ( ne pas céder sur son désir ) ، والتي نظّر جيجك لها بمفهوم "الفعل الأخلاقي". وبدلاً من أن يظل المرء ذاتًا أيديولوجيًا محاصرًا في علاقة متخيلة بعلاقات الإنتاج الاجتماعية داخل النظام الرمزي ، يمكن للمرء أن يصبح ذاتًا [على غرار باديو à la Badiou] من خلال السعي بلا خوف الى الواقعي، وهو ذلك [لست أدري ماذا je ne sais quoi] الذي يقاوم النظام الرمزي. (في نفس الوقت "متضمن في نفس الصورة الرمزية" بقدر ما يكون الواقعي "السبب الغائب للرمزي"). [86]

الموضوع - السبب للرغبة ، ما أسماه لاكان الكائن الصغير أ [objet petit a]، هو في كلمات جيجك "الفراغ [من الواقع] تم ملؤه بالخيال الرمزي الإبداعي." [87] إنه دافع تلذذنا بمعنى أننا نتوق إليه على وجه التحديد بسبب استحالته: لا يمكن أبدًا دمج الواقعي بسلاسة في النظام الرمزي أو ببساطة ترجمته إلى ما يسميه لاكان "الواقع". [88]

بما أن باديو أكثر منهجية وصرامة من جيجك المشتت ، والأخير يستعير بغزارة من المثالي الذي يشير إليه على أنه أفلاطون حي ، يجدر التذكير بالبنية اللاكانية الأساسية لـ "فكرة الشيوعية" لباديو: "الفكرة الشيوعية هي العملية الخيالية التي من خلالها يُسقط الذات الفردية جزءًا من الواقعي السياسي في السرد الرمزي للتاريخ ". [89] بلغة أكثر وضوحًا ، هذا يعني أن فكرة الشيوعية هي عملية يلتزم من خلالها الفرد إيديولوجيًا (الخيالي) بحدث سياسي غير قابل للتفسير (الواقعي) - مثل احداث مايو 68 لباديو - الذي يتم محاولة تتبع عواقبه في حالة تاريخية معينة (الرمزي ). هذا لا يمكن القيام به في الواقع (réellement ) ، وفقًا لما قاله الميتافيزيائي الفرنسي ، لأن الحدث (qua Real )متمرد على العالم الرمزي "للتاريخ" و "الدولة" ؛ لا يمكن أن يتم ذلك إلا بشكل تخيلي ( imaginairement ) بواسطة الذات الفرد. [90]

هذا هو أحد الأسباب التي جعلت باديو يعلن بشكل قاطع أنه لا يمكن استخدام "الشيوعي" كصفة لوصف حزب أو دولة فعلية. [91] قرن من التطلعات الجماعية والرعب قد أظهر على ما يبدو أن "شكل الحزب ، مثل شكل الدولة الاشتراكية ، من الآن فصاعدًا غير كافٍ لضمان الدعم الحقيقي للفكرة". [92] في واقع الأمر ، يمكن للفكرة الشيوعية فقط أن تدعم السياسة التي "سيكون من العبث أن نقول انها شيوعية".[93] الأناركي {اللاسلطوي}هو المصطلح الشائع ، وبشكل أكثر تحديدًا اللاسلطوية المتمردة ، مندمجة مع جرعة غير صحية من الميتافيزيا والاشتراكية الطوباوية. بعد كل شيء ، هذه سياسة يصبح فيها الفرد ذاتًا من خلال كونه مخلصًا لحدث لا يمكن تفسيره يقطع التاريخ ، ويتصرف بناءً على عواقبه مثل أتباع المسيح.

وبالتالي فإن "الشيوعية الواقعية" هي شيوعية ميتافيزيائية للواقع اللاكاني. وفقًا لذلك ، يقال لنا ، إن المشروع الجماعي لتحويل العالم ماديًا محكوم عليه بالفشل في الواقع إذا اتخذ شكل أحزاب أو دول لأن هذه ستعطي شكلاً ملموسًا أو "ترميزًا" للعالم الآخر الواقعي. وهكذا تنحرف الشيوعية عن مجال العمل الجماعي الهادف إلى مشاريع بناء الدولة الاشتراكية - كخطوة أولى لكنها ضرورية لكسر قيود الإمبريالية - إلى الوعي الفردي والتجربة الذاتية للقلة المتميزة التي أشار إليها نيتشه باسم " أرواح حرة". في تمييز-تضادي لهذه المجموعة الصغيرة من المفكرين والفنانين العظماء في العالم يوضح جيجك بازدراءه المميز للطبقة العاملة ، أن 99٪ من "الأشخاص الملموسين" هم "أغبياء مملين". [94]لم يدرس هؤلاء العامة والفلاحون التعساء في باريس ، مع النجوم البورجوازيين الصغار في صناعة النظرية العالمية ، لذا فهم لم يفهموا ما هو أكثر أهمية: الشيوعية هي عملية ذاتية لمقاومة النظام الرمزي للمجتمعات القائمة والرغبة في المستحيل ، بل حتى "العمل على" هذه الرغبة فرديًا . [95]

أحد الأسباب التي تجعل المثاليين يزدرون الماديين و كأن الاخيرين و بطريقة ما يمارسون اختزالية فظة و "غير فلسفية " ، هو على وجه التحديد لأن الماديون قادرون على الكشف عن البنى المادية التي تدعم وتحدد الألعاب المفاهيمية التي يلعبها هؤلاء . إذا أخضعنا "الشيوعية المثالية للواقع" لتحليل طبقي ، يصبح واضحًا بسهولة أنها ترفض ، تحت عنوان " الاشتراكية الموجودة بالفعل ، مشروع الجماهير، الكوني ل (دون البشر) Untermenschen الذين تخيلوا أن يتمكنوا من تحويل رغبتهم الحقيقية إلى حقيقة تاريخية. وهنا يظهر التوجه النيتشوي لهؤلاء الأرستقراطيين الراديكاليين بوضوح لأنهم يسخرون من الجهل المزعوم للعوام Hoi polloi، بسبب وبالضد من ماديتهم الفظة.

يتطلع "الشيوعيون الواقعيون" إلى ما هو أكثر بكثير من السعي المتواضع للوصول الجماعي إلى المياه الصالحة للشرب والغذاء والمأوى والرعاية الصحية وما إلى ذلك من خلال مشاريع بناء الدولة العملية المعادية للإمبريالية (كل هذه في عالم ما أسماه لاكان "حاجة" مقابل "رغبة")."الشيوعيون الواقعيون " ، بالمعنى اللاكاني ، يتمتعون بالكرامة الذاتية العليا المتمثلة في المطالبة الفردية بالمستحيل - ليس شيئًا يمكن أن يساعد ماديًا في تحسين حياة الجماهير العالمية ،هنا الان . [96]

يعني هذا الموقف حرفيًا أن هؤلاء المسمون لانفسهم بالمفكرين الراديكاليين يطالبون بشيء لا يمكن تحقيقه، و هذا مثال للراديكالية البرجوازية الصغيرة. ما يرغبون فيه حقًا ، إذا قمنا بترجمة الانغماس الذاتي النرجسي الفكري الزائف إلى مصطلحات مادية ، هو في الظاهر المطالبة بأكثر المطالب راديكالية يمكن تخيلها ، وفي الوقت نفسه ، تجنب أي تهديد للنظام المادي للتسلسلات الهرمية الاجتماعية التي رفعتهم كمثقفين قياديين في النواة الإمبريالية. إنهم يرغبون في المستحيل ، بل وحتى "يتصرفون" بناءً على هذه الرغبة ، على وجه التحديد لأنهم لا يريدون أي تغيير جوهري. هذه إذن هي فكرتهم الكبرى عن الشيوعية ، أي أنها مستحيلة . [97]

كتب ف. أ.لينين في فقرة تنبأت بالميول الليبرالية لأتباع لاكان-ألثوسير: "إن عمل الماركسيين دائمًا صعب ، لكن الشيء الذي يجعلهم مختلفين عن الليبراليين هو أنهم لا يعلنون ما هو صعب، مستحيلاً. الليبرالي يسمي العمل الشاق مستحيل حتى يخفي تخليه عنه ". [98] وصف ماركس أيضًا ببصيرة هؤلاء المتوافقين مع الرأسمالية avant la lettre عندما شخَّص جوهر سفسطة البرجوازية الصغيرة في نقده للاناركية ، التي تتوافق مع الأيديولوجية الليبرالية في نقاط أساسية. لقد أرجع جذورها المادية إلى النزعة الانتهازية داخل المركز الرأسمالي. ما يقوله هنا عن برودون يصف السفسطة المثالية لباديو والتناقضات الكثيرة لجيجك بدقة ملحوظة:

"كان لدى برودون ميل طبيعي للديالكتيك. ولكن نظرًا لأنه لم يستوعب أبدًا الديالكتيك العلمي ، لم يذهب أبدًا إلى أبعد من السفسطة. هذا في الواقع مرتبط بوجهة نظره البرجوازية الصغيرة. البرجوازي الصغير ،مثل المؤرخ رومر، يتألف من عبارتي "من ناحية "و "من ناحية أخرى". نفس التجاذب المتضاد في مصالحه الاقتصادية وبالتالي في ارائه السياسية والدينية والعلمية والفنية. وكذلك في أخلاقه، و بأختصار في وجوده كله. إنه التناقض و قد تجسد رجلًا . فإذا كان بإلإضافة الي ذلك ، مثل برودون ، رجلًا موهوبًا، فسرعان ما يتلاعب بتناقضاته الخاصة ويطورها وفقًا للظروف إلى مفارقات صاخبة، تكون أحيانًا فاضحة و أحيانًا نابهة. و لا يمكن ان يفصل الدجل في العلم و الوفاقية في السياسة عن مثل وجهة النظر هذه. و لا يبقى سوى دافع واحد فقط ، هو غرور الفرد ، و لا يعود يهم له ، -كما هو الحال بالنسبة لجميع المغرورين- سوى التأثير الوقتي و النجاح اليومي. وهكذا تخمد بالضرورة تلك الحصافة الخلقية البسيطة التي صانت روسو مثلًا من كل وفاقية-و لو ظاهرية- مع السلطات القائمة."[99]

تعويض راديكالي

إن انهيار البيئة، وصعود الفاشية ، وخطر تحول الحرب الباردة "الجديدة" إلى الحرب العالمية الثالثة ، كلها تعني أن مخاطر الصراع الطبقي المعاصر لا يمكن أن تكون أكبر. إن مهرج بلاط الرأسمالية ، مثله مثل المثقفين الآخرين من أمثاله ، يُثني عليه من قبل نخبة مدراء الطبقة الحاكمة ويتم الترويج له عالميًا لتشجيعنا على الانطلاق بلا خوف الى نهاية العالم "الحقيقي" بينما نشاهد بحماس لقطاته المثيرة الاستفزازية، و الأفلام الرائجة والبرامج التلفزيونية التي يروج لها.

وهكذا فإن هذا المخادع النيوليبرالي هو مثال للتعويض الراديكالي. إنه يزرع ويسوق مظاهر الراديكالية من أجل تعويض العناصر الراديكالية المحتملة في المجتمع ، وخاصة الشباب والطلاب ، في المجموعة المناهضة للشيوعية المؤيدة للإمبريالية. هذا هو بالضبط سبب كونه أشهر "ماركسي" في العالم الرأسمالي ، مزخرف بأمثال صحيفة مرتبطة بمحرك الإمبريالية الأمريكية. شعاره ليس سوى تحريف انتهازي للأسطر الختامية للبيان الشيوعي : "المستهلكون الثقافيون للعالم الموالي للغرب إتحدوا- واشتروا كتابي التالي ، أو الفيلم ، أو المنتج المتقاطع ، أو أي شيءٍ، وما إلى ذلك ، و وما إلى ذلك!"


ملاحظات.

[1] أود أن أعبر عن امتناني لجنيفر بونس دي ليون وإدواردو رودريغيز ومارسيلا روميرو ريفيرا على تشجيعي لكتابة هذا المقال وتقديم ملاحظات عليه ، إلى جانب هيلموت هاري لوين وجوليان سيمبيل. ومع ذلك ، فأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن أي أخطاء أو سوء إستخدام .

[2] انظر Foreign Policy (ديسمبر 2012): (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[3] انظر مقابلته في برنامج BBC البريطاني "HARDtalk" في 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2009: (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[4] المرجع نفسه. انظر أيضًا سلافوي زيزيك. هل قال أحدهم شمولية؟ خمسة مداخلات في (سوء) استخدام فكرة (لندن: فيرسو ، 2001) ، 127-129.

[5] سلافوي جيجيك ، دفاعًا عن قضايا خاسرة(لندن: فيرسو ، 2009) ، 151 (تأكيد جيجيك).

[6] المرجع نفسه. 169.

[7] انظر نقد دومينيكو لوسوردو الثاقب لجيجيك في الماركسية الغربية . ترجمة ستيفن كولاتريلا (نيويورك: 1804 بوكس ، سيصدر قريباً).

[8] انظر ، على سبيل المثال ، سلافوي جيجيك. "نداء يساري من أجل" المركزية الأوروبية ". تحقيق نقدي 24: 4 (صيف 1998): 998-1009 ؛ سلافوي جيجيك. “Nous pouvons encore être fiers de l’Europe!” Le Figaro (31 أكتوبر 2022) ؛ وتعليقاته الشفوية حول مستقبل أوروبا متوفرة هنا: <https://www.youtube.com/watch؟v=8pA35HuhEYY> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[9] مقتبس في توماس مولر نيلسن. "ما فائدة جيجك؟" Curret Affairs(سبتمبر / أكتوبر 2019): <https://www.currentaffairs.org/2019/10/what-is-zizek-for> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[10] انظر ، على سبيل المثال ، تصريحاته خلال مقابلة عام 2016 مع القناة الرابعة المؤرشفة هنا: <https://www.facebook.com/watch/؟v= 10154211377601939 > (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[11] انظر سلافوي جيجيك. "السلام هو الرد الخاطئ على الحرب في أوكرانيا." The Guardian (21 يونيو 2022): <https://www.theguardian.com/commentisfree/2022/jun/21/pacificsm-is-the-wrong-response-to-the-war-in-ukraine> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[12] عمل هنتنغتون كمنسق البيت الأبيض للتخطيط الأمني لمجلس الأمن القومي. كما عمل مستشارًا للرئيس الجنوب افريقي پ. و. بوتا لشؤون الأمن اثناء الفصل العنصري بجنوب إفريقيا (كان بوتا معارضًا صريحًا للسلطة السياسية السوداء والشيوعية الدولية ، بالإضافة إلى كونه مدافع غير نادم عن الفصل العنصري).

[13] رينا فلوريس. "دونالد ترامب : يمكنني إطلاق النار على شخص ما ولن أفقد أي ناخبين. قناة سي بي إس الاخبارية <https://www.cbsnews.com/news/donald-trump-i-could-shoot-somebody-and-i-wouldnt-lose-any-voters/> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[14] انظر ، على سبيل المثال ، نعوم تشومسكي. 11/9: هل كان هناك بديل؟ (نيويورك: Seven Stories Press ، 2001) و Michael Parenti. فخ الإرهاب: 11 سبتمبر وما بعده (سان فرانسيسكو: سيتي لايتس بوكس ، 2002).

[15] نشأت قضايا الانتحال والانتحال الذاتي كثيرًا فيما يتعلق بعمل جيجيك حتى أن هناك قسمًا من صفحته على ويكيبيديا به روابط لمقالات متعددة حول هذا الموضوع. انظر ، على وجه الخصوص ، جاي بينهو. "عام من الكتابة الخطيرة: مسلسل جيجيك في السرقة الذاتية". الضحية الأولى (22 سبتمبر 2012): <http://archives.jaypinho.com/2012/09/22/the-year-of-writing-dangerously-slavoj-zizeks-serial-self-plagiarism/> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[16] انظر وصفهم لسلسلة الكتب "Phronesis" في سلافوي جيجيك. موضوع الأيديولوجيا السامي (لندن: فيرسو ، 1989). للحصول على نقد ثاقب للديمقراطية الراديكالية ، انظر لاري آلان بوسك. الديمقراطية على الرغم من الديمقراطيين: من أرندت إلى مدرسة فرانكفورت (لندن: Rowman & Littlefield International ، 2020).

[17] جيجك ، موضوع الإيديولوجيا السامي ، 6 (حول احتضان جيجك لمصفوفتهم النظرية ، انظر اعترافه في الصفحة xvi). أحيل القارئ أيضًا إلى الكتاب الذي كتبه جيجيك ولاكلو مع زميلته الديمقراطية الراديكالية جوديث بتلر "المناهضة للشمولية" لسلسلة "Phronesis". في مقدمتهم التي شاركوا في تأليفها ، قدموا الكتاب على أنه مؤسس على الهيمنة والاستراتيجية الاشتراكية بقدر ما "يمثل منعطفًا إلى نظرية ما بعد البنيوية داخل الماركسية ، التي اعتبرت مشكلة اللغة ضرورية لصياغة نظرية مناهضة للشمولية. ، مشروع ديمقراطي راديكالي "( امكانية ، هيمنة ، عالمية: حوارات معاصرة على اليسار . لندن: فيرسو ، 2000 ، 1 ، تركيزي).

[18] وصف جيجيك كتابه الثاني لسلسلة "Phronesis" بأنه يستند إلى سلسلة من المحاضرات في سلوفينيا "تستهدف الجمهور" الخير المحايد "من المثقفين الذين كانوا القوة الدافعة للدفع نحو الديمقراطية" ( هم عرفوا ليس ما يفعلوا: التلذذ كعامل سياسي ، لندن: فيرسو ، 1991 ، 3). بالإضافة إلى لاكلاو و موف ، ساعد اللاكاني جوان كوبجيك في تسهيل صعود جيجيك في العالم الناطق بالإنجليزية من خلال ترويجها لعمله في دوائر النظرية الفرنسية التي تحركها مجلة مدينة نيويورك للفنون في أكتوبر . كما يشير في شكر وتقدير لكتابه الصادر عام 1991 " أنظر إلى الانحراف " ، الذي نُشر في تشرين الأول ( أكتوبر )كتابًا مع MIT Press ، Copjec "كان حاضرًا من الفكرة ذاتها" للمشروع ، وشجعه على كتابته ، وقضى وقتًا في مساعدته في المخطوطة ( الظهور منحرفًا : مقدمة لجاك لاكان من خلال الثقافة الشعبية . كامبريدج ، ماساتشوستس: مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، 1991 ، 11).

[19] جودي دين. سياسة جيجيك (نيويورك: روتليدج ، 2006) ، xi.

[20] بينوا دينزيت لويس. "الرجل خلف أبركرومبي وفيتش." Salon (24 يناير / كانون الثاني 2006): <https://www.salon.com/2006/01/24/jeffries/> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[21] سلافوي جيجيك. "الرغبة الشيوعية". استعراض لوس أنجلوس للكتب . "الصالون الفلسفي" (25 يوليو / تموز 2022): <https://thephilosophicalsalon.com/the-communist-desire/#_ednref1> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[22] مايكل بارنتي. لقتل أمة: الهجوم على يوغوسلافيا (لندن: فيرسو ، 2000) ، 17. بالاعتماد على بيانات البنك الدولي ، التي لا يمكن الشك في تعاطفها مع الاشتراكية ، يقدم ميشيل شوسودوفسكي صورة مماثلة ليوغوسلافيا قبل 1980 في عولمة الفقر و النظام العالمي الجديد(باينكوت، كندا، جلوبل ريسيرچ)، 259.

[23] توني مايرز. سلافوي جيجيك (نيويورك: روتليدج ، 2003) ، 10.

[24] السابق. 7.

[25] حول "المعارضة" الهايدغرية" وكتاب جيجيك الأول ، انظر كريستوفر هانلون وسلافوي جيجيك. "التحليل النفسي وما بعد السياسي: مقابلة مع سلافوي جيجيك." التاريخ الأدبي الجديد 32: 1 (شتاء ، 2001): 1-21.

[26] انظر ، على سبيل المثال ، باربرا. داي. الفلاسفة المخمليون (لندن: مطبعة كلاريدج ، 1999).

[27] حول NED ، انظر ويليام بلوم. الدولة المارقة: دليل القوة العظمى الوحيدة في العالم (لندن: كتب زيد ، 2014) ، 238-243. ألين وينشتاين ، الذي ساعد في صياغة التشريع المؤسس لـ NED ، اعترف علانية بأن "الكثير مما نفعله اليوم تم القيام به سرًا قبل 25 عامًا من قبل وكالة المخابرات المركزية" (المرجع نفسه. 239).

[28] انظر ، على سبيل المثال ، إيان باركر. سلافوي جيجيك: مقدمة نقدية (لندن: مطبعة بلوتو ، 2004). حول دعم وكالة المخابرات المركزية للنظرية الفرنسية والمعاداة الفكرية للشيوعية بشكل عام ، انظر غابرييل روكهيل. "وكالة المخابرات المركزية تقرأ النظرية الفرنسية: حول العمل الفكري لتفكيك اليسار الثقافي." استعراض لوس أنجلوس للكتب . "الصالون الفلسفي" (28 فبراير 2017): <https://thephilosophicalsalon.com/the-cia-reads-french-theory-on-the-intelictures-labor-of-dismantling-the-cultural-left/> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[29] توماس مولر نيلسن. "الدجل غير التائب (مع رد سلافوي جيجيك)". استعراض لوس أنجلوس للكتب . “The Philosophical Salon” (November 25، 2019): <https://thephilosophicalsalon.com/unrepentant-charlatanism-with-a-response-by-slavoj-zizek/> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[30] إرنستو لاكلو. "مقدمة." كتاب جيجيك، موضوع الأيديولوجيا السامية ، xi.

[31] شاهد فيلم بي بي سي الوثائقي "موت يوغوسلافيا": < https://www.youtube.com/watch؟v=H3VyGPu6PKc > (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022). حول العمود الأسبوعي لجيجيك ، راجع موسوعة بريتانيكا عنه: <https://www.britannica.com/biography/Slavoj-Zizek> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[32] من بين المصادر الأخرى ، انظر مقابلته في برنامج BBC البريطاني "HARDtalk" في 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2009: < https://www.youtube.com/watch؟v=ThTJBKYPiNo&t=153s > (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022) ).

[33] جيجك ، "نداء يساري لـ" المركزية الأوروبية "، 990.

[34] مقتبس في ف. ويليام إنغدال. القدر الواضح: الديمقراطية تنافر معرفي (فيسبادن: لي ، كتب ، 2018) ، 101.

[35] يدعي ماثيو شارب أن جيجيك كان أحد مؤسسي LDS في مقالته عن الفيلسوف السلوفيني في موسوعة الإنترنت للفلسفة : <https://iep.utm.edu/zizek/> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022) . على الرغم من أنني لم أجد تاكيد هذه المعلومات من مصادر أخرى ، فمن الواضح جدًا أن جيجيك كان ، على الأقل ، متحدثًا رسميًا رئيسيًا باسم LDS.

[36] انظر ، على سبيل المثال ، "لاكان في سلوفينيا: مقابلة مع سلافوي جيجيك وريناتا سالكل." الفلسفة الراديكالية 58 (صيف 1991). سيكون من المثير للاهتمام باستكشاف تاريخ تمويل هذا الحزب ، حسب تحليل مايكل بارينتي العظيم لتفكيك يوغوسلافيا: "قام قادة الولايات المتحدة - باستخدام الوقف الوطني للديمقراطية NED ، و واجهات عديدة من وكالة المخابرات المركزية ، ووكالات أخرى - بتحويل أموال الحملة ونصائح للجماعات السياسية الانفصالية المحافظة ، الموصوفة في وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "مؤيدة للغرب" و "معارضة ديمقراطية" ( To Kill a Nation ، 26).

[37] انظر إلى مناظرة انتخابات 1990 المتلفزة المحفوظة هنا: < https://www.youtube.com/watch؟v=942h8enHCZs > (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[38] "لاكان في سلوفينيا" ، 30.

[39] انظر مقطعًا آخر من نفس النقاش المتلفز حول انتخابات 1990 ، المحفوظ هنا: <https://www.youtube.com/watch؟v=rGfNeIRQ350> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[40] انظر الأرشيف الرقمي لـ NSDD-133 المتاح هنا: <https://irp.fas.org/offdocs/nsdd/nsdd-133.htm> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[41] غِيرْت لوفينك. "المجتمع المدني والتعصب والواقع الرقمي: حوار مع سلافوي جيجيك." Ctheory (21 فبراير 1996): < https://journals.uvic.ca/index.php/ctheory/article/view/14649/5529 > (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[42] نيل كلارك. "بروفايل الامن القومي - جورج سوروس." New Statesmen (2 يونيو / حزيران 2003): <http://www.slobodan-milosevic.org/news/ns062203.htm> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022). يحدد كلارك في هذا المقال "من عام 1979" ، "قام [سوروس] باعطاء 3 ملايين دولار سنويًا على المنشقين بما في ذلك حركة التضامن البولندية ، وميثاق 77 في تشيكوسلوفاكيا وأندريه ساخاروف في الاتحاد السوفيتي. في عام 1984 ، أسس أول معهد "مجتمع مفتوح" له في المجر وضخ ملايين الدولارات في حركات المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة. تهدف هذه المبادرات ظاهريًا إلى بناء "مجتمع مدني" ، وقد تم تصميم هذه المبادرات لإضعاف الهياكل السياسية القائمة وتمهيد الطريق لاستعمار أوروبا الشرقية في نهاية المطاف بواسطة رأس المال العالمي ".

[43] مقتبس في نيستور كوهان. Hegemonía y Cultura en tiempos de continsurgencia "soft" (Ocean Sur، 2021)، 63.

[44] انظر مايرز ، سلافوي جيجيك ، 9.

[45] لوفينك ، "المجتمع المدني والتعصب والواقع الرقمي."

[46] انظر ، على سبيل المثال ، Chossudovsky، The Globalization of Poverty ، 267: "وافقت كرواتيا وسلوفينيا ومقدونيا على حزم القروض لسداد حصصهم من الديون اليوغوسلافية [...]. استمر النمط المألوف للغاية لإغلاق المصانع ، وفشل البنوك المستحث ، والإفقار بلا هوادة منذ عام 1996 [أي في أعقاب اتفاقات دايتون في تشرين الثاني / نوفمبر 1995]. ومن الذي يجب أن ينفذ إملاءات صندوق النقد الدولي؟ لقد تعاون قادة الدول ذات السيادة الجديدة بشكل كامل مع الدائنين ".

[47] كتب مينكي لي أن "سقوط جدار برلين تبعه انخفاض هائل في مستويات المعيشة لقطاعات كبيرة من سكان العالم. ساهم تفكك الاقتصاديات الاشتراكية في إضعاف الطبقات العاملة العالمية. تمت إعادة توزيع الدخل القومي من العمل إلى رأس المال في كل جزء من العالم تقريبًا "(" القرن الحادي والعشرون: هل هناك بديل (للاشتراكية)؟ " العلم والمجتمع 77: 1 (يناير 2013): 11). انظر أيضا Božo Repe. "سلوفينيا" في Günther Heydemann و Karel Vodicka. من الكتلة الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي: عمليات التحول المقارنة منذ عام 1990 (نيويورك: Berhahn Books ، 2017) و Leopoldina Plut-Pregelj and Carole Rogel. سلوفينيا من الألف إلى الياء(لانهام ، ماريلاند: مطبعة الفزاعة. 2010) ، 241. حول التفكيك الإمبريالي ليوغوسلافيا ، التي كانت عواقبها المروعة على غالبية السكان المحليين متناسبة مع الأرباح المتزايدة للطبقة الرأسمالية الحاكمة ، انظر أيضًا الفيلم الوثائقي لبوريس مالاجورسكي وزن السلاسل (2010) ومحاضرة مايكل بارينتي عام 1999 بعنوان "حرب الولايات المتحدة على يوغوسلافيا": < https://www.youtube.com/watch؟v=waEYQ46gH08 > و <https://www.youtube.com/watch ؟ v = GEzOgpMWnVs> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[48] انظر Matjaž Klemenči و Mitja Žagar. الشعوب المتنوعة في يوغوسلافيا السابقة (سانتا باربرا ، كاليفورنيا: ABC-CLIO ، Inc. ، 2004) ، 300-301.

[49] انظر ، على سبيل المثال ، لوفينك ، "المجتمع المدني ، التعصب ، والواقع الرقمي."

[50] انظر الجزء الثاني من المناظرة الرئاسية لعام 1990 المذكورة أعلاه: <https://www.youtube.com/watch؟v=rGfNeIRQ350> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[51] السابق.

[52] لوفينك ، "المجتمع المدني والتعصب والواقع الرقمي."

[53] سلافوي جيجيك. "الناتو ، اليد اليسرى لله". Nettime (29 يونيو 1999): <https://www.lacan.com/zizek-nato.htm> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[54] لقتل امة لمايكل بارينتي 81

[55] مقتبس في المرجع نفسه. 92.

[56] سلافوي جيجيك. "جمهوريات جلعاد في أوروبا الشرقية." مراجعة New Left I / 183 (سبتمبر / أكتوبر 1990): 58.

[57] جيجيك ، "لاكان في سلوفينيا" ، 29. ورد أن ميلوسيفيتش أطلق حملته "للتطهير العرقي" ضد كوسوفو في خطاب ألقاه في عام 1989. كما أفاد مايكل بارينتي ، الذي قدم سياقًا أساسيًا يتعارض ، في نقاط عديدة ، لقطات جيجيك الساخنة ، هنا جزء مما قاله ميلوسيفيتش: "يعيش المواطنون من جنسيات وديانات وأعراق مختلفة معًا بشكل متكرر أكثر وأكثر نجاحًا. الاشتراكية على وجه الخصوص ، كونها مجتمعًا ديمقراطيًا تقدميًا وعادلاً ، يجب ألا تسمح للناس بالانقسام حسب التمايزات القومية والدينية"( To Kill a Nation ، 188).

[58] جيجك ، "الناتو ، اليد اليسرى لله".

[59] مقتبس في باركر ، سلافوي جيجيك ، 35.

[60] لوفينك ، "المجتمع المدني والتعصب والواقع الرقمي."

[61] "سلافوي جيجيك حول كوبا ويوغوسلافيا" (1 ديسمبر / كانون الأول 2016): < https://zizek.uk/slavoj-zizek-on-cuba-and-yugoslavia/ > (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022). انظر أيضًا جيجك ، "الرغبة الشيوعية".

[62] جيجك ، "Nous pouvons encore être fiers de l Europe!"

[63] انظر المقابلة التي أجراها في برنامج البي بي سي البريطاني "HARDtalk" المذكور أعلاه ، و لوفينك ، "المجتمع المدني ، التعصب ، والواقع الرقمي".

[64] تم أرشفة هذا الجزء من المناظرة المتلفزة هنا: <https://www.youtube.com/watch؟v=rGfNeIRQ350> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022). للحصول على ملخص موجز لبعض مساهمات تشرشل في الفظائع الإمبراطورية ، بما في ذلك مجاعة البنغال عام 1943 التي أودت بحياة ثلاثة ملايين شخص ، انظر يوهان هاري. "ليست أفضل أوقاته: الجانب المظلم من ونستون تشرشل." مستقل (28 أكتوبر 2010).

[65] فيما يتعلق بأوروبا ، انظر ، على سبيل المثال ، ستيف وايزمان وفيل كيلي ومارك هوزينبول. "وكالة المخابرات المركزية تدعم السوق المشتركة." العمل القذر: وكالة المخابرات المركزية في أوروبا الغربية . محرران. فيليب أجي ولويس وولف (نيويورك: مطبعة دورست ، 1978). من المهم أيضًا ملاحظة أن الاتحاد الأوروبي كان قوة مهمة مناهضة للشيوعية. في عام 2019 ، أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا ساوى إلى حد كبير بين الشيوعية والفاشية وأدان "جميع مظاهر ونشر الأيديولوجيات الشمولية مثل النازية أو الشيوعية" <https://www.europarl.europa.eu/doceo/document/TA- 9-2019-0021_EN.html> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[66] جيجك ، "Nous pouvons encore être fiers de l Europe!"

[67] سلافوي جيجيك. أولاً كمأساة ، ثم كمهزلة (لندن: فيرسو ، 2009) ، 115.

[68] جيجك ، "Nous pouvons encore être fiers de l Europe!"

[69] سلافوي جيجيك. "مقابلة رجل دولة جديد، مع جوناثان ديربيشاير." New Statesman (29 أكتوبر 2009): <https://zizek.uk/new-statesman-interview-with-jonathan-derbyshire/> (تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022).

[70] انظر ، على سبيل المثال ، انتقادات دومينيكو لوسوردو الثاقبة لكروس في” Gramsci: Deliberismo al comunismo crítico (مدريد: disenso ، 1997).

[71] رونالد رادوش. "ستيف بانون ، رجل ترامب الأعلى ، قال لي إنه كان لينينيًا." Daily Beast(13 أبريل 2017): <https://www.thedailybeast.com/steve-bannon-trumps-top-guy-told- me-he-was-a-leninist> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[72] تم أرشفة تغريدة سبنسر هنا: <https://archive.ph/qT5Xu> (تم الوصول إليها في 22 نوفمبر 2022).

[73] سلافوي جيجيك. "مقابلة رجل دولة جديد."

[74] مايكل بي كيلي. "الرئيس أوباما أخبر مساعديه العام الماضي أنه" جيد حقًا في قتل الناس ". بيزنس إنسايدر (2 نوفمبر 2013): <https://www.businessinsider.com/obama-said-hes-really-good- at-kill-people-2013-11؟ op = 1> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[75] جيجك ، "مقابلة رجل دولة جديد."

[76] "مقابلة دوغ هينوود مع سلافوي جيجيك." بلا موضوع - موسوعة التحليل النفسي (27 فبراير 2002): < https://nosubject.com/I_am_a_fighting_atheist > (تم الوصول إليها في 22 نوفمبر 2022).

[77] السابق.

[78] سلافوي جيجيك. تكرار لينين (زغرب: كتب غير شرعية ، 2001) ، 137.

[79] جيجك ، "الرغبة الشيوعية".

[80] لنأخذ مثالاً واحداً من بين العديد من الأمثلة الأخرى ، جيجيك لديه الجرأة في الادعاء بأن الصراع الطبقي ليس جزءًا من "الواقع الاجتماعي الموضوعي" ولكنه بدلاً من ذلك هو الواقعي "بالمعنى اللاكاني الصارم" ، مما يعني أن الصراع الطبقي "لا شيء سوى اسم الحد الذي لا يمكن فهمه والذي لا يمكن تحديده موضوعيًا ، والموجود داخل الكلية الاجتماعية "(Slavoj Žižek، Ed. Mapping Ideology . London: Verso، 2000، 25، 22).

[81] كارل ماركس وفريدريك إنجلز. الأعمال المجمعة . المجلد. 5 (موسكو: Progress Publishers ، 1976) ، 49.

[82] يلفت باديو الانتباه بشكل خاص إلى كتب المنشق اليميني ألكسندر سولجينتسين ، الذي رحب به هينريش بول وشبكاته من وكالة المخابرات المركزية التي كان يعمل معها في ألمانيا (انظر فيلم هانز روديجر مينو الوثائقي لعام 2006 عن ARTE ، Quand la CIA infiltrait la culture : <https://www.youtube.com/watch؟v=58QTcf_mFag> ، تم الوصول إليه في 22 نوفمبر 2022). يشير الميتافيزيائي أيضًا إلى "العمل المتميز الذي لا جدال فيه" حول الإرهاب الستاليني و يضعه "في المرتبة الأولى" , "الكتاب العظيم" بقلم ج. آرتش جيتي ، "الطريق إلى الإرهاب: ستالين و التدمير الذاتي للبلاشفة 1932 -1939 "(سلافوي جيجيك ، محرر ، فكرة الشيوعية. المجلد. 2. لندن: Verso، 2013، 6). يرفض باديو الإشارة إلى أن هذا العمل تم تمويله من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ، والهبة الوطنية للعلوم الإنسانية ، وصندوق المجتمع المفتوح. كما أنه يتجاهل حقيقة أن الكتاب نُشر في سلسلة يضم مجلسها الاستشاري أعضاء أقوياء من النخبة الإمبراطورية الأمريكية ، بما في ذلك الناشط في وزارة الخارجية الأمريكية ستروب تالبوت ومستشار الأمن القومي المناهض للشيوعية زبيغنيو بريجنسكي. شارك الأخير ، من بين أمور أخرى ، في عمليات سرية لوكالة المخابرات المركزية في أفغانستان التي مولت ودعمت المجاهدين - بما في ذلك أسامة بن لادن - لمحاربة الاتحاد السوفيتي (انظر تشومسكي ، 9/11 ، 82).

[83] للحصول على نقد ممتاز لباديو على هذا المنوال ، انظر لوسوردو ، الماركسية الغربية .

[84] كوستاس دوزيناس وسلافوي جيجيك ، محرران. فكرة الشيوعية (لندن: Verso Books ، 2010) ، viii.

[85] انظر غابرييل روكهيل وجنيفر بونس دي ليون. "نحو نموذج تركيبي للأيديولوجيا: المادية والجماليات والتخيلات الاجتماعية." الفلسفة اليوم 64: 1 (شتاء 2020).

[86] جيجك ، الظهور منحرفًا، 39 ؛ سلافوي جيجيك. نقائل التلذذ: ست مقالات عن المرأة والسببية (لندن: فيرسو ، 1994) ، 30. "الواقعي" ، كتب جيجك ، "هو بالتحديد ما يقاوم ويفتقد فهم الرمز ، وبالتالي ما يمكن اكتشافه داخله. الرمز فقط تحت ستار اضطراباته "( نقائل المتعة ، 30).

[87] السابق. 76.

[88] جيجك ، الظهور منحرفًا ، 12. ليس لدي أي وهم فيما يتعلق باستقرار مواقف جيجك السياسية أو ، في هذا الصدد ، تفسيره لاكان أو قضايا أخرى. بصفته انتهازيًا ، فقد اتخذ بالطبع العديد من المواقف المختلفة ، والتي يُظهر بعضها علامات واضحة على تناقض الذات. ما أشير إليه هنا ، إذن ، هو ببساطة أحد الخطوط الفوقية الأكثر تماسكًا في عمله ، أي موضوع الفعل الأخلاقي ، لأنه يتقاطع مع نظرية باديو للموضوع.

[89] آلان باديو. L hypothèse communiste (Paris: Nouvelles Éditions Lignes ، 2009) ، 189. في مناسبات عديدة ، يحتضن جيجك صراحة فكرة باديو عن الشيوعية ، والتي تتداخل مع كتابات السابق الواسعة عن الفعل الأخلاقي. إليك مثال واحد: "وهكذا تستمر الفكرة الشيوعية: إنها تنجو من إخفاقات تحقيقها كشبح يعود مرارًا وتكرارًا ، في إصرار لا نهاية له تلخصه كلمات بيكيت المقتبسة بالفعل:" حاول مرة أخرى. تفشل مرة أخرى. أفشل بشكل أفضل (دوزيناس وجيجيك ، محرران ، فكرة الشيوعية ، 217).

[90] باديو ، لوبوتيس الشيوعية ، 188.

[91] السابق. 189.

[92] السابق. 202. حتى لا يتم التفوق عليه في عالم المبالغة ، يضاعف جيجك موقف باديو ويأخذ الأمر إلى أبعد من ذلك: "إذا أراد اليسار الراديكالي البقاء على قيد الحياة ، يجب أن يعيد التفكير في المقدمات الأساسية لنشاطه. يجب ألا نرفض فقط الشكلين الرئيسيين لاشتراكية الدولة في القرن العشرين (دولة الرفاهية الديمقراطية الاجتماعية وديكتاتورية الحزب الستاليني) ولكن أيضًا المعيار ذاته الذي يقيس بواسطته اليسار الراديكالي عادة فشل الشكلين الأولين: رؤية الشيوعية كجمعيات ، وتعددية ، ومجالس ، وديمقراطية مباشرة مناهضة للتمثيل على أساس المشاركة الدائمة للمواطنين "(Taek-Gwang Lee and Slavoj Žižek. فكرة الشيوعية . المجلد 3. مؤتمر سيول . لندن: فيرسو ، 2016).

[93] باديو ، L hypothèse communiste ، 190. يشير باديو بشكل واضح إلى الأمثلة التالية:
حركة التضامن Solidarno في بولندا في الأعوام 1980-1981 ، التسلسل الأول للثورة الإيرانية ، التنظيم السياسي في فرنسا [جماعة باديو السياسية] ، حركة زاباتيستا في المكسيك ، الماويين في نيبال "(المرجع نفسه 203). في المجلد الثالث من "فكرة الشيوعية" ، الذي استند إلى مؤتمر عقد في كوريا الجنوبية - دولة رأسمالية ومستعمرة أمريكية بحكم الأمر الواقع يحتلها جيش - يصر باديو في تعليقاته الافتتاحية على أن المشاركين في المؤتمر "ليس لديهم علاقة مع الدولة القومية والعسكرية لكوريا الشمالية "، مضيفًا كمقياس جيد:" ليس لدينا ، بشكل عام ، أي علاقة بالأحزاب الشيوعية التي تستمر هنا وهناك على النمط القديم للقرن الماضي [أي الاشتراكية القائمة بالفعل] ".

[94] "سلافوي جيجيك:" الإنسانية على ما يرام ، لكن 99٪ من الناس حمقى مملين. " The Guardian (10 حزيران / يونيو 2012): <https://www.theguardian.com/culture/2012/jun/10/slavoj-zizek-humanity-ok-people-boring> (تم الاطلاع عليه في 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2022).

[95] جيجك كتب على نطاق واسع عن أنتيجون كشخص قام بمثل هذا الفعل من خلال التمرد على الدولة ورفض حكم "مبدأ الواقع" لصالح التفاني الذي لا هوادة فيه لرغبتها (دفن شقيقها وبالتالي تكريم أعلى قانون الآلهة). يجادل في تمجيده للرغبة الفردية على غرار أنتيغون: "إن الفعل ليس فقط لفتة" تفعل المستحيل "، بل هو تدخل في الواقع الاجتماعي يغير إحداثيات ما يُنظر إليه على أنه" ممكن "( هل قال أحدهم شمولية؟ ، 167).

[96] اتخذ باديو وجيجك من حين لآخر مواقف سياسية لدعم الطبقة العاملة ، وهذا ليس موضوع انتقادي. وبدلاً من ذلك ، فإن معارضتهم القوية - مع استثناءات طفيفة للغاية ويمكن تفسيرها - للحركة الاشتراكية الدولية من عام 1917 إلى الوقت الحاضر ، هي التي اتخذت شكل مشاريع بناء الدولة المناهضة للإمبريالية من الاتحاد السوفياتي إلى فيتنام والصين وكوبا و غيرها.

[97] انظر راديكا ديساي. "الشيوعيون الجدد من اجل العموم: برودون القرن الحادي والعشرين." الفكر النقدي الدولي 1: 2 (1 أغسطس 2011): 204-223.

[98] السادس لينين. الأعمال المجمعة . المجلد. 19 (موسكو: Progress Publishers ، 1977) ، 396.

[99] كارل ماركس وفريدريك إنجلز. الأعمال المجمعة . المجلد. 20 (موسكو: Progress Publishers ، 1976) ، 33.

المصدر
‏Counterpunch.org

ملاحظات المترجم {بين القوسين الكبيرين من هذا النوع فقط }


غابرييل روكهيل  

فيلسوف وناقد ثقافي وناشط فرنسي أمريكي. هو المدير المؤسس  لورشة عمل النظرية النقدية وأستاذ الفلسفة في جامعة فيلانوفا. تشمل مؤلفاته كتاب  التاريخ المضاد للحاضر: الاستجوابات المفاجئة في العولمة والتكنولوجيا والديمقراطية  (2017)  والتدخلات في الفكر المعاصر: التاريخ والسياسة والجماليات  (2016)  والتاريخ الراديكالي وسياسة الفن  (2014) ،الخ. بالإضافة إلى عمله الأكاديمي ، شارك بنشاط في أنشطة خارج الأكاديمية في عالم الفن وعالم النشطاء ، بالإضافة إلى انه مساهم منتظم في النقاش الفكري العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت