الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة وسعي إسرائيل لحسم الصراع (1من2)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 1 / 30
القضية الفلسطينية


المقاومة وسعي إسرائيل لحسم الصراع (1من2)
نهاد أبو غوش
حسم تحالف اليمين الإسرائيلي المتطرف حالة الصراع الداخلي في إسرائيل، وكسر التعادل الذي ظل قائما خلال السنوات الأربع الماضية التي شهدت إجراء خمس دورات انتخابية، فحصل هذا التحالف على 64 مقعدا في الكنيست مقابل 56 مقعدا لجميع قوى واتجاهات المعسكر المضاد التي هي خليط من القوى المتنافرة. هذه النتيجة التي تمخضت عن انتخابات الأول من نوفمبر 2022 أغرت تحالف اليمين الإسرائيلي الحاكم بالتقدم خطوات ملموسة لحسم الصراع الأصعب والأطول على الجبهة الأكثر سخونة واشتعالا وهي جبهة الصراع مع الفلسطينيين. فإلى جانب الأغلبية الميكانيكية المريحة التي يملكها اليمين، والتفوق العسكري الحاسم على الفلسطينيين توجد مجموعة من العوامل الدولية والأقليمية والمحلية أبرزها الانقسام الفلسطيني، وضعف السلطة، وحالة التفكك والأزمات الداخلية التي تعيشها عدد من الدول العربية، ثم انشغال العالم بأزماته المستعصية والمتجددة مثل جائحة كورونا والحرب في اوكرانيا، كل ذلك يوفر فرصة تاريخية سانحة ويشجع إسرائيل على تنفيذ مخططها الاستراتيجي بالسيطرة على أكبر مساحات ممكنة من الأرض الفلسطينية والجولان السوري المحتل، وتصفية القضية الفلسطينية بجعل الحكم الإداري الذاتي المحدود سقفا لطموحات الفلسطينيين الوطنية، واختزال هذه الحقوق إلى مجرد حق البقاء من دون اية حقوق سياسية او سيادية.
فرض الحل النهائي بالقوة
الحل الذي تسعى إسرائيل لفرضه بقرار أحادي، وبقوة الحديد والنار من دون أية مفاوضات أو اتفاقيات، يعني أولا إخضاع الفلسطينيين، وقبولهم العملي بالتعايش معه والتكيف مع شروطه، أو من خلال القضاء على كل أشكال المقاومة واجتثاثها ومنع أي مظهر من مظاهر معارضة الاحتلال.
تُجاهر الحكومة الإسرائيلية الحالية، بنواياها بشأن أطماعها التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فخلافا لما درجت عليه الحكومات السابقة من عبارات ملتبسة بشأن مسيرة التسوية، والسلام المستند إلى مبدا حل الدولتين واتفاقيات أوسلو، فهذه الحكومة على لسان رئيسها في جلسة طلب الثقة بتاريخ 29/12/2022 أن "للشعب اليهودي حقا حصريا لا ريب فيه على أرض إسرائيل الكاملة، وأن الحكومة الجديدة سوف تعمل على توسيع الاستيطان وتعزيزه في أرجاء أرض إسرائيل كافة، بما يشمل الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة أي الضفة الغربية".
لا ذكر إذن لأية عملية سلام ولا لاتفاقيات موقعة، ولا حتى إشارة لوجود فلسطينيين وسلطة فلسطينية، والعبارة في حد ذاتها هي تطوير لما ورد في قانون أساس القومية العنصري الذي أقر في العام 2018 من أن " ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل هي حصرية للشعب اليهودي"، وأن تطوير الاستيطان اليهودي يمثل "قيمة قومية، ويجب العمل على تطوير الاستيطان ودعمه وتثبيته".
ما يكشف اتجاهات عمل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ليس إعلاناتها وتصريحات رئيسها فقط، فهذه الأخيرة تراعي أحيانا اعتبارات وقواعد العلاقات العامة، وصورة إسرائيل أمام اصدقائها وحلفائها القدامى والجدد، ولكنها تتكشف أكثر من خلال الاتفاقيات الائتلافية التي أبرمها حزب الليكود وزعيمه مع شركائه الأقربين وبخاصة حزب الصهيونية الدينية بزعيميه الأكثر تطرفا بتسلئيل سموتريتش وايتامار بن غفير، ثم اتضحت الاتجاهات التصعيدية لهذه الحكومة أكثر عبر توزيع الحقائب والمسؤوليات، حيث أسندت وزارة الأمن الداخلي بعد أن تغير اسمها لوزارة الأمن القومي لبن جفير، كما أنيطت بهذا الوزير المتطرف مهمة الإشراف على قوات حرس الحدود، وتولى وزير آخر من حزبه مسؤولية وزارة "تطوير الجليل والنقب". أما سموتريتش فتسلم حقيبة المالية وإلى جانبها استحدث له موقع وزير ثان في وزارة الأمن تكون مهمته الإشراف على الإدارة المدنية التابعة للجيش والمكلفة بالعلاقة مع الفلسطينيين، وعلى شؤون الاستيطان والمستوطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف