الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزارة تلبس طاقية (الخَرْشَة) .. والتعليم يعود الي ضلاله القديم!

محمد الصادق

2023 / 1 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في اخبار السودان هذين اليومين
الخبر الاكثر بروزا
والموضوع الاكثر تداولا
في الصحف
وفي البرامج المباشرة للفضائيات
هو استمرار اضراب المعلمين
واغلاق المدارس
لكن في القنوات الفضائية الرسمية
الأمر مختلف
كأن هذه القنوات
هي قنوات دولة اخري
فهم يتحدثون عن:
(العودة الي المدارس) !!
عن اي مدارس يتحدثون

وزارة التعليم
تصدر تعديلا للتقويم
والدراسة معطلة
اذ لم تحل المشكلة
استجابة لضغط المدارس الخاصة
الذين وقفوا بصورة واضحة
في مواجهة اضراب المعلمين
والاعلام يظهر كأنما معلمي المدارس الخاصة
ضد الاضراب المعلن من قبل لجنة المعلمين
يريدون تكرار المشهد الذي اعتادوا تسويقه
في العملية السياسية
ان هؤلاء ضد هؤلاء
هؤلاء يريدون كذا
وهولاء لا يريدون
لكن الامر ليس كذلك
فمن يتحدثون باسم المدارس الخاصة
هم في الحقيقة مُلّاك المدارس
وهؤلاء اقرب الي تجّار
منهم الي معلمين
هم لا يريدون رفع اجور معلمي التعليم الحكومي
حتي لا يطالب معلمو الخاص برفع اجورهم اسوة بزملائهم
المدارس الخاصة اصبحت اكثر تجارة رابحة
ولهذا الكل يجري عليها
هذه طبيعة السودانيين
لكن معلمي الخاص لا يتقاضون اجورا مجزية
كما يظن البعض
بالرغم من الزيادات الكبيرة في رسوم الدراسة
الرسوم اصبحت في المتوسط مليار جنيه
فهناك من يأخذ مليار و نصف
كل مرتبات المعلمين بالاضافة الي المنصرفات الاخري
لا تتجاوز رسوم فصل واحد
صافي ارباح المدارس
يصل الي مئات المليارات سنويا
ولهذا ظلت وزارة التعليم في العهد البائد
تستفيد من هذه المدارس
من ناحية من خلال رسوم التصاديق
ومن خلال علاقات فساد نتن لا تليق بمؤسسات تربوية
ومن ناحية اخري
فأن اغلب مسؤولي الوزارة
كان لديهم استثمارات في المدارس الخاصة
ولذلك كانوا يتركون لهذه المدارس
الحبل علي الغارب
واصبح الملاك يفعلون ما بدا لهم
حتي صارت الكثير من تلك المدارس
بؤرا لترويج المخدرات
خاصة ما يسمي (الخرشة)
حتي اشتهر بعضها باسم
مدارس الخرشة

فبسبب المصالح الشخصية
تم تجريف التعليم الحكومي
لصالح تجار التعليم
فالوزارة فمها مليان
بالجراد الذي يلقمونه لها الملاك
وصارت هي و هم
رأس في طاقية
كأنها (وزارة التعليم الخاص)

الوضع الآن صار اسوأ من ذي قبل
انتشار كثيف للمدارس الخاصة
ولايوجد عليها اي رقابة او كنترول
سمعة الحكومية صارت في الحضيض
من حيث التحصيل الاكاديمي

في كل امتحانات شهادة
صار الحديث عن التسرب عادي جدا
لدرجة اللجوء الي قطع الانترنت
وصار هناك حديث عن اوراق عمل
تظهر قرب الامتحانات
هي قريبة جدا
من امتحان الشهادة
كل هذا لأن التعليم صار تجارة
ولأن التجارة عندنا ليس لها ضوابط
تبيع ما تشاء وكيف ومتي واين تشاء
وباي سعر تريد
صاروا يشترون الطلاب المتفوقين
حتي يمتحنوا باسم المدرسة
وكل يوم تدخل اساليب و اشياء
في منتهي الخسة والفساد وانعدام الضمير
واليوم دخلت انوع جديدة من المخدرات
وهناك تحرش وسوء ادب ظاهر للكل
والمدارس بدل ان تكون مؤسسات تربوية
صارت اماكن مشبوهة للانحلال و سوء الخلق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت