الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تطمح بوظيفة عامة: إليك المرشد والدليل؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 1 / 30
كتابات ساخرة



في الدول الساقطة والمتساقطة والمفككة المتداعية والمنهارة أو تلك الآيلة أو على وشك السقوط والتداعي والانهيار وحافة الإفلاس، لم تعد للخبرات والمعارف والشهادات والكفاءات والمؤلفات والكتب والمقالات والأبحاث والدراسات الأكاديمية وحتى "نوبل" والإبداع والذكاء والإنجاز وسنين الخدمة والعمل والوفاء والمواهب وإتقان اللغات والجد والمثابرة والإخلاص معايير وشروطا للنجاح والترقي وتبوء الوظائف العامة وتقلـّد المسؤوليات والوصول للمناصب والمراكز العليا والارتقاء بالأوطان بهذه الدول المنكوبة والفاشلة، كل هذه الشروط والمعايير المتعارف عليها، تاريخياً، ودولياً ومهنياً واخلاقياً، حتى في أكثر الدول فقراً وتخلفاً وانحطاطاً، غير معمول بها عمليا في هذه المنظومة المستباحة والهشة، ولا اعتبار لها في معايير العمل والترقية وتولي المسؤوليات وشغل الوظائف العامة، وتكفي توصية من فلان أو تزكية من "علتونة" العلتونات أو الانتساب لمافيا، والانتساب لـ"جهة" أو التبعية لعصابة، والمحسوبية على شلة والتبني من لص وحرامي شرير كبير شبه جاهل وأمي، أو، والأهم درجة القرابة والصلة بكبير الكهنة وشهبندر الزعران والتزلف للحيزبونات وكبيرة القهرمانات والمعرفة بفلان وعلان والتقرب والتذلل للماسكين بالقرار وإدارة الشأن العام، ولا حاجة لشهادة وخبرة ومعرفة واختصاص وووو للوصول لأي من المناصب بالدولة والتشبث والبقاء بها حتى تحين وتأذن الزيارة اليتيمة والتاريخية لسيدهم عزرائيل عليه السلام لتنزع ذاك المحظي والمدلل من عليائه وترسله للعدم والغيب وحجز تذكرة له لزيارة الرحمن، لكن بعدما يكون قد أبلى بلاء حسناً، وأيما بلاء، في تخريب الممتلكات العامة والتدمير والإفساد ونهب المال العام والتجويع والإذلال والإفقار، وساهم مساهمة فعالة في عملية الهدم والخراب وحصد سمعة دولية ولا أسوأ في مجال العمل العام، وليس هذا وحسب بل، يقال، ويحكي، في مجال التعيينات وتولى الإقطاعات، أن هناك بنكا للمعلومات وقاعدة بيانات تضم أسماء الأقرباء والحواشي والمواشي والمحاشي والباشاوات وأبناء الذوات المرضي عنهم والمحظوظين والمحظيين والمحظيات "المفلترين" والمدروسين بعناية تامة وفائقة وعالية، ووفقاً لاعتباراتأخرى "شديدة الخصوصية"،(لا يمكن البوح بها في هذا المقام خوفاً من أبو رياح)، وحتى من دون امتلاكهم لأية مواهب وخبرات، اللهم باستثناء درجة القرابة وضمان الولاء المطلق وقبول السير في مسيرة الفساد والإفساد والإهلاك المنظم للزرع والضرع والناس، ويكفي أن ترضى عنك شرشوحة الشرشوحات وتحظى بإعجاب لهلوبة من اللهلوبات و"خليلة" من الخليلات كي تصبح نجماً في عوالم السياسة والمال والدبلوماسية والإعلام، والأنكى من ذلك كله، وهذه ثالثة الأثافي، والطامة الكبرى، التي لم تعرفها أحط بازارات النخاسة والسمسرة والبيع والشراء والبغاء، بروز ظاهرة شراء المناصب العامة والوظائف الدسمة ذات البروظة و"المدرة" ماليا وتحقق لشاري الوظيفة عائدات خرافية تجعله من الأمراء وأصحاب المليارات بالعملات الإمبرياليات، ولكل من هذه الوظائف "تسعيرتها" الخاصة المحددة، و"بازارها" وسمسرتها، وحسب العائد المادي لها، وادفع "المعلوم" لتصبح قاضياً، ومستشاراً، ونائباً بالبرلمان، ووزيراً ومديراً عاماً لإحدى بقرات و"ضروع" المال العام، وسفيراً مفوهاً فوق العادة لا يشق لك غبار، ولا تفتح لك الأزرار ومعصوماً وذا حصانة أمام القانون والقضاء.
أما الدهاليز والدراسات الأمنية فتلك متاهة أخرى من المتاهات، و"شربوكة" لا يخرج منها إلا كل طويل عمر حتى لو كان شكسبير وإينشتاين عصره وإديسون وديكارت، فليس له أية قيمة واعتبار، فهو متهم ومشكوك فيه، حتى تثبت إدانته ويصدر بحقه حكم الإعدام، وعادة من يقوم بتلكم الدراسات والمتابعات والأبحاث الأمنية، رجال من خلفية علمية ودراسية ومهنية ومجتمعية متواضعة وربما و"وضيعة" جداً، وأعلى تحصيل دراسي يمكن أن يكون قد وصل له هذا الجهبذ الخانق لأعناق الناس، هو درجة راسب ثالث ابتدائي ويعيد، ونفس هذا الشخص سيدبج دراسة أمنية ويقدّم "تقييماً" عن أكاديمي متمرس ومخضرم باختصاصه وله مئات الأبحاث ذات الصلة، ودكتور جامعي خريج جامعة غربية محترمة، وليست من جامعة موسكوفية ترللية للصداقة بين الشعوب وتبادل السوتيانات والكحول وصنوف المشروب.
أما شهاداتكم وخبراتكم ومعارفكم ومواهبكم وعبقرياتكم الفذة وذكاؤكم الطبيعي والصناعي وإبداعاتكم فاحتفظوا بها لأنفسكم و"بروظوها" على جدران حيطانكم المهترئة وتأملوها وأنتم تقرقعوا المتة وتنفثوا النرجيلة ومن ثم انقعوها واشربوا ماءها فلا نفع لها أبداً ولا شغل لها في تلكم الديار المتهالكة، أو سأقول لكم والأفضل ارموها في اقرب مزبلة ومكب للنفايات وتخلصوا من هذا الشحار والشنار والعار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با