الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقف ضد الثالوث: عدو الانتفاضة

محمد علي الماوي

2023 / 1 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لنقف ضد الثالوث عدو الانتفاضة (ارشيف الماويين في تونس :فيفري 2011)


1- الخطر الامبريالي:

عبرت كاثرينه اشتون الناطقة باسم السوق الأوروبية المشتركة عن استعدادها لتقديم إعانة تقدر ب250 مليونا اورو ودعم الشراكة مع تونس ومساعدتها على تحقيق "التحول الديمقراطي".فمتى كان للاستعماريين الجدد نوايا حسنة وكيف تحولوا إلى ديمقراطيين وهم الذين يدعمون الآن أكثر العملاء غطرسة. فاجتماعات الامبرياليين مع الحكومة الحالية لا تهدف إلا إلى ضمان مصالح أوروبا في تونس ومساعدة الحكومة الحالية على إيقاف الانتفاضة والسيطرة على الهبة الشعبية .

فأمريكا وفرنسا - من خلال الاجتماعات المتعددة مع الحكومة ومع وجوه من المعارضة - تعملان على إيجاد الإصلاحات الشكلية التي تمتص من خلالها غضب الشارع وتحقق الاستقرار لمصالحها ولعملائها الجدد :عصابة النهضة التي تعول عليها امريكا خاصة في احتواء الانتفاضة والغضب الشعبي


2- خطر العملاء المحليين(وجوه النظام القديم- الاخوان- )




إن النظام الدستوري العميل – رغم أنه فقد رأسه – فإن جسمه بكل أجهزته و مؤسساته ما يزال قائما ، والحكومة الحالية لا تمثل إلا استمرارية له وهي تستعمل كل الوسائل من اجل مواصلة تسيير شؤون البلاد ، فهي تعتمد أولا على الجيش وثانيا على البوليس وثالثا على مليشيات الحزب الدستوري ، وتعمل على تغذية الصراعات الكتلوية بين هذه الأطراف بهدف فرض واقع الرعب والفوضى والتقدم للشعب بعد ذلك كحكومة إنقاذ. وتقف الحكومة الحالية وراء كل أعمال العنف والتخريب بل إنها تمول هذه الأعمال و تنظمها عن طريق أعوان وزارة الداخلية وعناصر التجمع التي تقف وراء بعض الاضرابات المطلبية المشبوهة وذلك بشهادة العديد من أبناء الشعب في مختلف مناطق البلاد .

كما تعتمد الحكومة على المعارضة بكل مكوناتها وتسعى في نفس الوقت إلى شق صفوفها استعدادا للانتخابات القادمة والتعامل مع النهضة التي تطرح نفسها كبديل مع امكانية تحالفات مشبوهة ببعض الوجوه التجمعية او البورقيبية




3- خطر القوى الاصلاحية والانتهازية



تلهث المعارضة وراء إمكانية التوظيف السياسي والسمسرة بمطالب الانتفاضة وتتنكر لدماء الشهداء جريا وراء المواقع والامتيازات وتسارع بتكوين العديد من اللجان المؤقتة للضغط على الحكومة من جهة ولضمان بعض التمثيلية لاحقا من جهة أخرى.وقد استقر راي المعارضة بعد الاخذ والرد على تكوين "مجلس وطني لحماية الثورة" الذي يجمع اليمين واليسار في نفس الخندق وسشمل 28 طرف تجمعوا حول فرضية الحصول على بعض التمثيلية في الحكومة المقبلة.وافتضح امر اليسار الذي بعد ان رفع شعار اسقاط الحكومة والمطالبة بمجلس تأسيسي أصبح في علاقة مباشرة وغير مباشرة مع الحكومة المنصبة ويحاول عبثا الضغط حسب إدعاءاته لحماية الانتفاضة التي يسميها ثورة مثله مثل الحكومة القديمة والاخوانجية الخ...وبالرغم من تظاهره بعدم الاعتراف بهذه الحكومة فهو يطلب منها ومن الرئيس المؤقت الاعتراف به كمجلس "تقريري"



إن هذا الثالوث لا يمثل مصالح العمال والفلاحين ولا يدافع عن مصالح العاطلين عن العمل ولا يساهم في تقوية صف البروليتاريا ولا يساعد الجماهير المنتفضة على التنظم بصفة مستقلة عن طريق ممثلين فعليين للجهات وللشباب العاطل وللفلاحين الفقراء والمهمشين ولا ينير طريق التحرر بل يبث الاوهام ويغالط الجماهير.

ينخرط هذا الثالوث في تحقيق هدف موحد ألا وهو التصدي لكل نفس شعبي وثوري يطرح تفكيك النظام ككل ويقترح الأشكال التنظيمية الآنية من اجل أن يصبح الشعب سيد الموقف ويأخذ مصيره بيده. إن هذا الثالوث يحاول سلب الشعب حق التنظم ويصادر حق الشعب في التمثيل الفعلي بل يطرح نفسه بديلا ليفرض من جديد واقع الهيمنة والتخلف. ويسعى هذا الثالوث الى تهميش مطالب الانتفاضة والاستجابة إلى مطالب قطاعات أخرى يقع تحريضها على التحرك وشن الإضرابات بتأطير من البيروقراطية النقابية بهدف خلط الأوراق ودعم شرعية الحكومة الحالية من خلال تقديم بعض الزيادات او ترسيم بعض الاعوان...



وفي هذا الإطار لابد من التمييز بين من يدعم الانتفاضة ومن يتاجر بشعاراتها . يجب على كل من يدعي الوقوف إلى جانب الانتفاضة أن يقطع كل علاقاته مع الحكومة الحالية خاصة وان البعض يرفع عدم الاعتراف بهذه الحكومة لكنهم يتعاملون معها بصفة مباشرة أو غير مباشرة .فلا اعتراف ولا تفاوض مع الحكومة الحالية ولابد من التمسك فعليا بشعار حل الحكومة واتخاذ التدابير التنظيمية في الجهات وفي كل القطاعات من اجل إسقاط الحكومة العميلة .

ولا بد من تشكيل اطر بديلة تتكون أساسا من الجماهير التي ساهمت مباشرة في الانتفاضة وإيجاد إطار تنسيقي بين هذه الأطر وأطر الأحزاب السياسية المتشكلة في جبهات مع الاشارة الى انه لامجال لتواجد نفس العناصر في أطر مختلفة وهو ما تحاول جبهة 14 فعله باهداف لاتخدم شعارات الانتفاضة بل بدوافع فئوية ضيقة.

ولابد من تبويب المطالب حسب الأهمية والتركيز حاليا على مطلب حل الحكومة وإيجاد حكومة وقتية من عناصر مختصة وطنية- لا علاقة لها بالحزب الحاكم ولا بالمعارضة الحالية وتعد هذه الحكومة الظروف اللازمة من أجل انتخاب مجلس تأسيسي وفي الاثناء يمكن الدخول في تفاوض مع هذه الحكومة المؤقتة حول مضمون الإصلاحات السياسية التي يجب أن تخدم مصالح الفئات الشعبية وليس مصالح ضيقة لبعض السماسرة.

وفي هذا الاطار ندعو كل اللجان المحلية والجهوية وكل الاطراف المتمسكة بشعارات الانتفاضة ان تعيد نشر هذه المطالب وتقطع الطريق امام سماسرة الانتفاضة الذين يتلونون كالحرباء باسم التكتيك ويتنكرون لشعار اسقاط الحكومة واسقاط النظام وحل الحزب الحاكم الخ...(لا لعودة اعوان النظام بوجوه مختلفة-لا للاخوان المتربصين- لاللمعارضات الانتهازية)
19-02-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟