الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية

رائد الحواري

2023 / 1 / 31
الادب والفن


التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية
كتاب يضم نصوص وقصائد لأربعة عشر كاتبا وشاعرا، وهو الكاتب السادس لمنتدى الكلمة، صدر في كانون أول، 2022، تكمن أهمية الكتاب في أنه يعرف القارئ على مجموعة من كتاب فلسطين، فالكُتاب والنصوص متنوعي الأشكال والأجناس، فهناك كتاب وكاتبات، وهناك قصائد وهناك قصص ونصوص نثرية، سنحاول التوقف عند بعض ما جاء في الكتاب، ونبدأ من قدمت "أسامة الحلبي" الذي قدم صورة قاتمة للواقع، يقول في "عصر انحطاط":
"رياضة العقول في سبات
ريادة الخمول في ثبات
لا نعتلي إلا ظهور الكراسي
ولا نرى إلا كعاب الغانيات" ص.
فكرة الخمول حاضرة وبقوة، لكن الشاعر لا يكتفي بالفكرة، بل يضيف عليها الحركة، فالرياضة/سبات، الريادة/ثبات، ونعتلي/الكراسي لرؤية الغانيات، ونلاحظ أن الشاعر يهتم بما هو جسدي وبما هو عقلي وأيضا بما هو مشاهد، بمعنى أنه يتطرق لسلوكنا في الحياة، فرغم أننا كسالى: "سبات/ثبات، إلا أن رؤيتنا أيضا منحطة/كعب الغانيات، وهذا يعني الكسح الجسدي والفكري والأخلاقي.
ومنهم من تغني بأمجاد العراق كما هو الشاعر جمال أسدي، الذي يقول في قصيدة "حكاية عشق بغدادية":
"صحبت أطياف شعري صوب أمجادي فأنزلت رحلتها في دار بغدادي
فطافت الروح نشوى في حدائقها والود يغمرها يغشاه إنشادي
وفي يدي صحف يمتاز زخرفها فيها سنكتب ذكرا منذ أكادي" ص52.
اللافت في هذه الأبيات أن الشاعر يلتحم مع بغداد، العراق، فهناك أكثر من لفظ يجمعهما: "شعري، أمجادي، بغدادي، إنشادي، سنكتب" وهذا يشير إلى الحميمة التي تجمع الفلسطيني بالعراق، ببغداد، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ سنجدها بمجملها جاءت بيضاء، وهذا يخدم فكرة العطاء/الجمال/الأصالة في العراق، وعندما تحدث الشاعر عن التاريخ/أكادي" ودور العراق في الحضارة الإنسانية من خلال الكتابة التي علمها لبقية الأمم، نعلم حجم الوفاء والاحترام والحب والتعلق بالعراق.
ويقدم الشاعر "مالك حجيرات" قصيدة "بيت جدي" يتناول فيه تعلقه بالمكان وعلاقته به:
"بيت جدي، لو زرته...
لكنت تلمس التاريخ عند العتبات
تسمع صدى الحكايا يجتاحك عبق الذكريات
وتأسرك ضحكات
ما زالت تحوم في مدار الوقار
تلامس في الفراغ وجنتيك
دبدبات أحزان..
ترسم رغما عنك
تقاسيم وطن" ص100و101.
الجميل في هذه القصيدة أن الشاعر يوجه خاطبه إلى المتلقي مباشرة، بحيث يشعر بالحميمية، ونلاحظ أن الشاعر يهتم بالروحانيات وليس بالماديات: "التاريخ، الحكايا، وجنتيك، أحزان" وكأنه بها الشكل يرد على من يقول: أن الفلسطيني في ظل الاحتلال يحصل على كل متطلبات الحياة، لكنه يحتاج إلى ما هو مفقود، إلى بيت الجد، إلى المكان الذي فقدت منه البهجة والحياة، ونلاحظ أن هناك علاقة بين المكان وتدفق تلك المشاعر العاطفية والإنسانية وهذا أيضا يخدم فكرة الحميمية/التماهي بين المكان والفلسطيني.


أما القاص "حسن عبادي" فإنه يقدم قصة "الوطن غالي يا بهيجة" تبدو أقرب إلى حكاية شعبية، حيث بدأها بحديث (عادي/شعبي): "كان حسين مزارعا ميسور الحال في قرية الدامون" ص62، حيث تتحدث عن هجرة الفلسطيني مكرها وغصبا من وطنه، لهذا عندما يشاهد الخيام وما فيها يقول: "والله ريحة مزابل بلدنا أطيب" وهذا ما دفعه للعودة إلى فلسطين بعد أن تجاوز العديد من القرى، ليجد زوجته "بهيجة".
وفي قصة "أريد منك ولدا" تتحاث عن علاقة السجانة "تاليا" بالسجين الفلسطيني "طارق" الذي تعجب به، فتمارس معه الجنس، لتلد مولودا "سالم" يشب ويكبر ليكون سجانا على أبيه، فهو تربى بفكر عنصري صهيوني: "يتالذذ بتعذيب الأسرى ومضايقتهم" ص65، وبما أن "سالم" يشبه "طارق" فقد تقدما بطلب مشترك من إدارة السجون لفحص أنسجة (t.e) كل وأسبابه" ص 65، فهذه القصة تبين أن الجينات الأبوية ليس لها علاقة بالسلوك، فالابن سجان والأب مناضل، وهذا يعود إلى التربية الصهيونية العنصرية، ما يحسب للقصة أنها من القصص القلائل التي تتحدث عن طبيعة الصراع بين الفلسطيني والصهيوني.
أما القاصة "حوا بطواش" فتتناول في قصة "المرأة الأخرى" العلاقة الزوجية، فالزوجة التي تقرأ ورقة مكتوبة فيها: "لاقيني بكرا حد البوابة الخضراء في الجنينة الساعة خمسة ونص" ص71، ورغم أنها تقرر أن تنتظر للقاء لتفاجأ زوجها بانكشاف أمره، إلا أنها في اللحظة الأخير تغادر مكانها، دون أن تعرف من تكون تلك المرأة، لكن بعد مضي عشرين سنة، تقرر مكاشفة زوجها في أمر الورقة، لتعرف الحقيقة من زوجها: "سامية أختي، كنا نحضر لك مفاجأة عيد ميلادك" ص76، وهنا تكون العشرين سنة التي ضمنت أن زوجها يخونها ما هي إلا وهما، ما اللقاء الذي كان إلا تعبيرا عن حبه وتعلقه بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى