الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصاعد تنظيم النقابات الامريكية في عام 2022: لندفع باتجاه حركة عمالية راديكالية في عام 2023

عثمان محمد حمدان

2023 / 2 / 1
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة


me





تصاعد تنظيم النقابات الامريكية في عام 2022: لندفع باتجاه حركة عمالية راديكالية في عام 2023

نشر في Truthout 2022/12/29

https://truthout.org/articles/--union---organizing-surged-in-2022-lets-push-for-a-radical-labor-movement-in-2023/



شهد العام 2022 نمواً كبيراً في تكوين النقابات في امريكا، شمل ذلك مجموعة واسعة من المهن، على سبيل المثال، عمال مستودعات شركة امازون، والعمال الزراعيين، وموظفي قطاع الخدمات، والعمال الأكاديميين من باحثين ومساعدي التدريس في عدد من الجامعات. يجيء ذلك النشاط تعبيراً عن رفض العمال معاملتهم على أنهم مجرد سلع خاضعة للرقابة، والتجسس، والاستهلاك، والتسريع بتكثيف جهد العمل مع تجميد الأجور. يرفض العاملون تكريس حياتهم لكسب المال لمن يمتلكون أماكن عملهم، ويطالبون بالأجور المجزية وتخفيض ساعات العمل وتحسين شروط الخدمة بضمان ظروف عمل آمنة تحفظ كرامتهم. حُظيت جهود عمال مستودعات شركة أمازون وعمال مقاهي ستاربكس بأكبر قدر من التغطية الإعلامية، حيث حققت تلك الجهود انتصارات كبيرة تُوجت بانتزاع الحق في تكوين نقاباتهم.  

تميزت حملات تكوين النقابات بملامح ثلاثة، أولها ابتداع تكتيكات فعّالة مثل زراعة المُنَظمِين النقابيين المدربين من قبل منظمة عمالية في أماكن عمل لا توجد بها منظمة نقابية واستخدام مهاراتهم لبدء حملة تنظيم النقابات في هذه الأماكن. تُطلق تسمية "الملح" على المنظم النقابي المدرب وتُسمى العملية نفسها ب “التمليح". تتطلب العملية مهارة كبيرة من المنظم النقابي حيث يواجه دائماً خطر الاكتشاف. تم تأسيس مدرسة "المُنَظِم الداخلي" لتدريب الأملاح على مهام تكوين اللجان النقابية، وتم نشر أولئك المُنَظمِين الذين تم تدريبهم في أماكن العمل المختلفة في جميع أنحاء البلاد.  

الملمح الثاني تمثل في نزوع بعض العمال لتكوين نقابات مستقلة غير مرتبطة بالنقابات التقليدية المنضوية تحت الاتحاد الامريكي للعمل ومجلس المنظمات الصناعية الذي تسيطر عليه قيادات بيروقراطية مدجنة غارقة في الفساد تابعة للحزب الديمقراطي. تكوين اتحاد عمال شركة أمازون المستقل هو أحد الأمثلة المهمة على تلك النزعة الاستقلالية. نقابة العمال المتحدة في ستاربكس مستقلة نسبياً، إذ تتبع للاتحاد الدولي لموظفي الخدمة. مؤخرا، تم تشكيل نقابة عمالية مستقلة لتنظيم عمال قطاع الخدمات في الجنوب الامريكي، هي اتحاد عمال الخدمة الجنوبية. 

الملمح الثالث المميز لهذا النشاط يتمثل في غلبة قياداته الشبابية، فالعديد من أولئك الذين يقودون هذه النضالات التنظيمية هم من الشباب، ممن هم على اطلاع جيّد وقدرات وخبرات تكنولوجية وذوي صلات جيّدة جدًا على مستوى القاعدة الشعبية. هؤلاء العمال الشباب حريصون على التعرف على تاريخ الحركة العمالية والنقابية في الولايات المتحدة. لقد استوعبوا رؤى أبطال العمل المنسيين منذ زمن طويل مثل ويليام ز. فوستر، الذي قاد الكفاح البطولي لتنظيم صناعة الصلب في عام 1919.  

لقد أدت زيادة التنظيم النقابي إلى تصاعد وتيرة الإضرابات والتوقف عن العمل. بالنسبة لأولئك الذين لم ينخرطوا بعد في الإضرابات، كانت هناك موجة واسعة من "التوقف البطيء" تتمثل في إبطاء وتقليل جهد العمل وهي استراتيجية عمل قديمة تُعرف باسم "العمل حسب العقد"، وتعني عدم القيام بأكثر مما هو منصوص عليه تعاقديا. حسب أحد التقارير كان هناك أكثر من 1000 توقف عن العمل منذ بداية جائحة الكوفيد في مطلع عام 2020. كانت تلك في الغالب إضرابات قصيرة، مثل إضراب عمال ستاربكس في 17 نوفمبر من العام الماضي. وكانت هناك أيضا إضرابات أكبر وأطول مدى. شارك المئات من عمال مناجم الفحم في ألاباما في إضراب لمدة 20 شهرا، بدعم من مجتمعاتهم المحلية ومن "عمال المناجم المتحدون" في أمريكا.  ذكرت صحيفة الغارديان في سبتمبر الماضي: "تضمنت بعض أكبر الإضرابات في الأسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة 15000 ممرض شاركوا في إضراب لمدة ثلاثة أيام في مينيسوتا، وأكثر من 1100 عامل غابات في أوريغون، واشنطن، وأكثر من 4500 مدرس وموظف في كولومبوس، أوهايو، وأكثر من 6000 مدرس وموظف في سياتل، و2000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية العقلية في كاليفورنيا، و1200 عامل في مصانع الصب (المسابك) في ستيلانتيس في إنديانا، و700 عامل في دار رعاية المسنين في ولاية بنسلفانيا. في الآونة الأخيرة، أضرب 48000 طالب دراسات عليا وباحث أكاديمي، ممثلين بأربع نقابات، في جامعة كاليفورنيا. ومن المحتمل جدا أن يكون هذا الإضراب أكبر إضراب أكاديمي في تاريخ الولايات المتحدة وبالتأكيد أكبر إضراب خلال العام 2022. يقوم هؤلاء العمال الأكاديميون بمعظم مهام التدريس في حرم جامعة كاليفورنيا ويساعدون في الكثير من الأبحاث، ويتلقون رواتب غير كافية، تماما مثل نظرائهم في جميع أنحاء البلاد. في الأسبوع الماضي شارك أكثر من 7000 من الممرضين في مدينة نيويورك في أكبر إضراب منذ عقود لقطاع التمريض. ويسعى الممرضون إلى الحصول على أجور أعلى، فضلا عن تعهدات بتحسين بيئة العمل والعناية بالمرضى بزيادة نسبة الممرضين إلى المرضى.    

يحذر كاتب المقال من الميل في أوساط اليسار لرؤية كل صعود في نشاط الطبقة العاملة كعلامة على ولادة جديدة لحركة عمالية راديكالية إذ ينبغي النظر لهذا الصعود في الإطار التاريخي لتطور الحركة العمالية الامريكية. "في عام 2021، كانت نسبة العمال المنضوية للنقابات تمثل حوالي 10 في المئة أضافة إلى 6.1 في المئة في القطاع الخاص - وهو نفس معدل عام 2019.  بالمقابل في عام 1983 كانت نسبة العمال المنضوية للنقابات تمثل 20.1 في المئة، وبالمقارنة يقل إجمالي عدد أعضاء النقابات الآن بمقدار 3.7 مليون عضوا عما كان عليه في عام 1983. كانت نسبة العمال النقابيين على الأرجح أعلى من 30 في المئة في منتصف الخمسينات، وكانت النسبة في القطاع الخاص أعلى من ذلك قبل 100 عام.  وبمقارنة الإضرابات الكبرى (أكثر من 1000 عامل مضرب) بين الأعوام 1952 و1980 و2021 نلحظ انخفاضا واضحاً من 470 إلى 187 إلى 16 إضراباً. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكوين نقابة شيء، والقدرة على فرض اتفاقية مفاوضة جماعية شيء آخر. تمتلك أمازون وستاربكس وقوقل والجامعات الكبيرة ميزانيات ضخمة وقوانين عمل تمنحها مزايا هائلة في مواجهة النقابات. سيتطلب الأمر قدرا كبيرا من الإبداع والتضامن داخل صفوف الطبقة العاملة لتحقيق الانتصار والحصول على أجور وساعات عمل وظروف عمل أفضل." ويرى ييتس أن زيادة عضوية النقابات بشكل كبير والتوصل إلى عقود عمل أفضل، لا ترقى إلى مهمة بناء حركة عمالية تهدف إلى تغيير المجتمع بشكل جذري. فالعمل النقابي يقود عادة، في أحسن الأحوال، إلى بعض التحسينات في شروط وأحكام التوظيف. ويخلص ييتس إلى أن "ما نحتاجه هو حركة عمالية ذات مبادئ قوية وبرنامج تعليمي جذري؛ حركة تمتلك الإرادة لمواجهة السيطرة العميقة للأثرياء على كل جوانب حياتنا تقريبا، ومقاومة التفاوت وعدم المساواة البشعة في الثروة والتحيز المناهض للعمال في النظام السياسي. لا يسعنا إلا أن نأمل أنه عندما يبدأ العمال الشباب في إدراك الطبيعة الأساسية للقوى التي تهيمن على حياتهم، سيبدؤون في اتخاذ إجراءات جماعية تسمح لهم ليس فقط بتحدي أرباب عملهم، ولكن أيضا بالانخراط في عملية طويلة وشاقة لتنظيم الإنتاج والتوزيع بأنفسهم. لدينا أمثلة كثيرة: العديد من برامج حركة الفهود السود في الستينات، تنظيم الفلاحين في المناطق الريفية في الهند، الكوميونات في فنزويلا، الحركة التعاونية في جاكسون، والزراعة الحضرية في ديترويت. يجب على الحركة العمالية الجديرة بهذا الاسم أن تتعهد هذه العملية بالتنظيم، بتوسيعها وتعميقها، وبناء مجتمع جديد على أنقاض القديم."  



مايكل د. ييتس (اقتصادي أكاديمي ومدير تحرير دار النشر الاشتراكية)

ترجمة وتلخيص عثمان محمد حمدان














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا