الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب والدولار-2-

شفان شيخ علو

2023 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب والدولار -2-
يظهر أننا سنتوقف عند علاقة الشعب، شعبنا المكافح والذي يعاني من مآس كثيرة، بالدولار، ومعرفة نوع العلاقة هذه بين الاثنين، وفي أكثر من حلقة، لأهمية الموضوع وحساسيته.
بالتأكيد، كما يعرف الجميع. ليس من علاقة بين شعبنا العراقي، وشعبنا الكردي ضمناً، أو بالعكس. إنما وجود قهر تاريخي وسياسي، منح الدولار هذا النفوذ، ومن خلال أفراد لا هم لهم إلا أن يزيدوا غناهم غنىً ، لأن لدينا عملة وطنية يعرَف بها العراق، كما هو معلوم " الدينار ". وحين يدخل الدولار على الخط، ويوتّر السوق: سوق العملات، ولا يبقى سعر الدينار على حاله، ففي ذلك إنذار، وتأكيد على وجود من ليس لديهم استعداد لأن يحموا بلدهم، أو شعبهم، بالعكس، لا بد أنهم من وراء السماح للدولار بأن يغيّر في الأسعار في السوق، إنما ليؤكدوا أنهم أقوياء. إنما ممن لا يريد لهم خيراً فعلاً.
الشعب لا يريد الدولار، إنما يريد الدينار، ولا يريد الدينار، إلا وهو محمي وثابت في سعر صرفه، لأنه بذلك يؤكد عملياً أن المواطن يعيش في اطمئنان، وأن الذي يمثّله في الدولة، هو محل ثقته، وهو بالطريقة هذه، يستطيع أن يجتمع بأفراد أسرته، ويسهرون معاً، وهم في راحة بال، وأن ينام الجميع دون خوف من تعرضهم لكابوس معين، وأن يستيقظوا دون أن يشعروا بوجع في رأسهم، إنما وهم يقبلون على الحياة، وكل واحد يقوم بعمله، دون شعور بضغط معين .
أن يتحدث الناس عن الدولار، أكثر من حديثهم عن الدينار، وأن ينظر أحدهم إلى العملة الوطنية العراقية: الدينار، وفي قلب كل منهم غصة، ويعصره ألم من الداخل، وكأنه يخاطب الدينار قائلاً: لماذا تفعل بنا هكذا؟ ماالذي جرى لك، لتزيد في قهرنا ومعاناتنا؟ فهذا يعني أن الناس ليسوا بسطاء، أو جاهلون لحقيقة ما يجري، إنما لا يريدون أن تظهر مشكلة اجتماعية، لأن مشكلة اقتصادية وقعت طبعاً، لأن الذي يعانون منه وفي وضعهم هذا، أكثر مما يتحملونه من أعباء، وكأن الذين هم سبب لانخفاض قيمة الدينار، وهم ينتمون إلى العراق مجتمعاً وشعباً لة، ليس لديهم أدنى شعور بالمسؤولية التي تبقيهم مرتبطين بمشاعر أبناء شعبهم، بقواه الحية، بكفاحهم ضد الذين يريدون بهم شراً.
الشعب مخلص لمجتمعه، لوطنه، لوعوده، وهو أنه لا يخاف من الأعداء، أنه يجوع عند اللزوم، ويعطش عند اللزوم، ويشقى عند اللزوم، ولديه استعداد أن يحمل آلام البرد والحر، إذا كان في ذلك دوام ثبات المجتمع واستقرار أمنه، بشرط أن يكون ذلك هكذا فعلياً. أما أن يزداد جوعاً وفيه جوع، وأن يزداد فقراً وهو فقير، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وأن يبقى فريسة للذين يريدون المزيد من جمع المال أو تخزين الدولارات، وتحقيق المكاسب، فهذا ما لا يمكنه تصديقه.
وما يعيشه شعبنا بمختلف فئاته، في الخوف مما يجري، والقلق مما يجري، فقط لأن هناك من يخطط لكل ذلك، وهم قلة، لكنهم خطيرون على الشعب والبلد، لا يخدم إلا من يبدلون دينارهم الوطني بدولارهم الأجنبي والغريب والمسموم، وهو مصدر للشؤم، والتعاسة، والتوتر، وتلاشي الأمن طبعاً.
ارجعوا إلى ديناركم يا أهل الدولار تكسبوا أنفسكم، وثقة شعبكم، وحتى احترام أعدائكم لكم !
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام