الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منطقتنا تحتاج الى ثورة ثقافية وصحوة إسلامية لتستيقظ من غفوتها لتلحق بالعصر الحالي

احمد موكرياني

2023 / 2 / 1
حقوق الانسان


ان الفوضى تعم منطقتنا، حيث كثر الظلم وساد الفساد والإسراف وضاعت القيم والأخلاق، فلا يمكن لأمة ان تصلح نفسها إذا لم تقييم وضعها للتجاوز المعوقات وتلحق بالحضارة في القرن الحادي والعشرين، وقد أبلغنا الله عزوجل في القرآن الكريم: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "(الرعد، الآية: (11)).

المعوقات والسلبيات الحالية في منطقتنا:
• عدم سيادة القانون على الجميع ولا عدالة القضاء، القضاء أداة بأيد الملوك والأمراء والحكام وقيادات الأحزاب في السلطة، مثلهم مثل الوعاظ السلاطين في عهد الأمويين والعباسيين والسلطنة العثمانية المغولية.
• عدم احترام حقوق الانسان وحقوق المواطنين أصحاب الأرض من الكرد والأرمن والبلوش والآذريين والنوبيين والاقباط والأمازيغ وغيرهم من القوميات المستوطنة في منطقتنا قبل فتح الإسلامي، وعدم احترام المعتقدات الدينية والمذهبية من المسيحيين والصابئة واليزيديين واليهود، ولا المعتقدات الشيعية في الدول ذات اغلبية السنية ولا المعتقدات السنية في إيران، ولا المسلمين والمسيحيين في دولة إسرائيل التي أنشئت على حساب تهجير الفلسطينيين، وهي التي تدعي بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
• العمليات القتل والاعدامات الممنهجة من قبل السلطات الحاكمة في أفغانستان وإيران والعراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، والصومال، الغريب بأن هذه الدول تدعي نفسها في دساتيرها بأنها دول الإسلامية ويقتلون النفس دون حق، أبلغنا الله عزوجل في القرآن الكريم " وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" (الإسراء، الآية:(33))، بأي حق يُقتل المتظاهر او المعارض العراقي والإيراني والأفغاني، والقتل اليومي للفلسطينيين وهدم منازلهم في فلسطين من قبل الحكومات الإسرائيلية، وقتل الأبرياء من الشعب الكردي في كردستان العراق وسوريا والأناضول بأمر من المدعي خلافة المسلمين الغير المتوج الطاغية أردوغان.
• الحروب الأهلية والإقليمية تثيرها إيران وتركيا والقوى الخارجية وخاصة الدول المصنعة للسلاح والشركات البترولية الكبرى، فاذا استتب السلام في المنطقة فتفلس مصانع الأسلحة في الغرب والشرق.
• الحكم العائلي الوراثي والعشائري كما هو الحال في الدول الخليج، والمغرب، والعراق، وسوريا، وهو مخالف لمبدأ الشورى في الدين الإسلامي كما جاء في القرآن الكريم "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (الشورى، الآية: (38))،
• تولي العسكر السلطة في مصر وسوريا والعراق والسودان وليبيا والجزائر واليمن، فهم تدربوا على الحروب والقتال ولا خبرة لهم في إدارة المؤسسات المدنية ولا يفهمون في الاقتصاد، ان الرئيس جمال عبد الناصر رغم ثوريته وتحرير مصر من بقايا الحكم العثماني وتأميمه لقناة السويس وبناء السد العالي، فقد فشل في حكم مصر بسبب معاونيه العسكر في "مجلس قيادة الثورة" اللذين شاركوه في الانقلاب العسكري وفرضوا عليه تقاسم السلطة معه، ففي احدى خطب جمال عبد الناصر قال "درست الاقتصاد بعد الثورة لأعرف وين تروح وين تجي الفلوس"، فأن العسكر تسببوا في انهيار وضعف الاقتصاد والصراعات الداخلية في منطقتنا، فأصبحت القوة العسكرية قوة قمع وخوف للشعوب في المنطقة، حتى ان صدام حسين منح نفسه ومعاونيه رتب عسكرية عالية ليفرضوا هيبتهم وطغيانهم على الشعب العراقي.
• الحركات القومية العنصرية تنكرت لوجود القوميات الأخرى على اراضيها، بدأت الحركة القومية العنصرية بعد سقوط السلطنة العثمانية المغولية، فبدلا من ان يعودوا الترك المغول الى موطنهم الاصلي الى جبال التاي في منغوليا، اسسوا الترك المغول دولة عنصرية تركية APARTHEID على اراضي أرمينيا والاناضول "كردستان" وانكروا وجود القوميات الأخرى أصحاب الأرض وحرموهم من التحدث بلغتهم ومن ممارسة ثقافتهم، وقلدوهم القيادات العربية في المنطقة بشعار الوحدة العربية من الخليج الى المحيط ابتداء من جمال عبد الناصر وآخرها من حزب البعث "امة عربية واحدة وذات رسالة خالدة" وتناسوا ان الدين الإسلامي هو الذي جعل للعرب والأعراب شأنا في المنطقة ورفعهم من قبائل بدو رحل تتقاتل على الماء والرعي الى دولة إسلامية عظمى تجمع العرب والاعراب والأقوام الأخرى تحت راية الإسلام وتهزم امبراطورية الفرس وامبراطورية الروم.
• تولي المتاجرين بالدين الحكم في إيران والعراق ولبنان واليمن وتقاسموا الحكم على أسس المحاصصة القومية والمذهبية والسلالية وتهميش القوميات والطوائف الأصيلة في الدول المنطقة وتهجيرهم ونشروا بدع دينية والخرافات وإحلال المحرمات والسرقات على أنها مُلك مشاع للجميع.
• استعمار ديني - مذهبي وسياسي للعراق وسوريا ولبنان واليمن من قبل السلطة المذهبية العنصرية في إيران.
• تواجد ميليشيات مسلحة في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وفي اليمن مأجورة لإيران وتركيا وسطوة العشائر والقبائل المسلحة على المجتمع في العراق وليبيا واليمن.
• الفساد المستشري في كل المفاصل الدول المنطقة، ويعتبر العراق من أكبر الدول الفاسدة في المنطقة حيث بلغت السرقات ونهب المال العام والرشاوي أكثر من ترليون دولار منذ سنة 2003 كافية لبناء عشرات المدن مماثلة للعمران في مدينة دبي، أن نسبة الفقر في العراق الآن تتراوح من 12 الى 52 بالمئة حسب المحافظات، ويعتبر العراق ثاني أكبر دولة نفطية في المنطقة وشعبه فقير.
• الإسراف من قبل شيوخ دول الخليج في شراء يخوت بحرية تعتبر من أضخم اليخوت الخاصة في العالم ولا يستخدموها الا لأيام في السنة للتباهي والتنافس مع الشيوخ الآخرين المسرفين في المنطقة، وكذلك شراء لوحات فنية وإقامة متاحف غربية لا صلة لها بحضارة البدو ولا بحضارة العرب والمسلمين، وتأجير لاعبين كرة القدم وشراء فرق كرة قدم غربية بالمئات الملايين الدولارات، وصرف 220 مليار دولار لإقامة مسابقة كرة القدم والملايين من المسلمين مهجرين لا يملكون ما يسد رمقهم من الجوع والعطش ولا لباس يقيهم البرد والحر.
• إزاحة أمير دولة خليجية من قبل ابنه العاق لصالح عقد تجاري بترولي لاستخراج الغاز لصالح شركة بترولية اجنبية.
• تحكم الجهلة والأغبياء في السلطة وتوليهم المراكز العليا في دولنا مما سبب وتسبب في اهدار الأموال في مشاريع فاشلة والفساد وعدم الإعداد لمواجهة المتغيرات السياسية والاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية، والعلمية.
• الحكومات الإسرائيلية تقتل الفلسطينيين منذ 1948 وتستولي على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية وتهدم بيوتهم، والحكام العرب يسارعون الى التطبيع مع حكومة إسرائيل لحماية عروشها وخوفا من إيران، وكأن الشعب الفلسطيني ليسوا عربا ولا مسلمين.
• لا فرق بين القيادات الفلسطينية والقيادات العربية السياسية الكلاسيكية، فهم يركزون على تقاسم السلطة والولاء لإيران دون ان يحققوا نقيرة من الأمان والرفاه للشعب الفلسطيني، فلم نر منهم سوى سماع الزعيق او إطلاق العاب نارية على الأراضي المحتلة تسبب في رد فعل اسرائيلي في قتل الأطفال وأبرياء الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة.

o لا يمكن ان يدوم هذا الوضع الهش والمقلق للشعوب المنطقة، والحكم بيد الجهلة والقتلة من اللذين يتولون السلطة في منطقتنا، وما ثورة الشعوب الإيرانية الا بداية لربيع آخر للشعوب المنطقة للإطاحة بالكهنة والعسكر والعائلات الحاكمة.
o أصبحت الوسائل التواصل الاجتماعي من أقوى الأسلحة في متناول الجميع، وهي لا تدمي ولا تقتل، ولكن تكشف زيف وخفايا القيادات والحكام والفاسدين في المنطقة وتكشف عيوبهم وعورتهم وفضائحهم وإسرافهم واثرائهم غير المشروع وممتلكاتهم وراء البحار، كما تكشف الاشعة السينية الأمراض الخبيثة غير الظاهرة في جسم الانسان.

كلمة أخيرة:
• خاضت الدول الغربية حربين عالميتين وقدمت عشرات الملايين من الضحايا لتتبنى السلام والرفاهية وخدمة شعوبها بدل صراعاتها لقرون عديدة، وتزيل الحدود المصطنعة بين شعوبها ومعتقداتها الدينية، وما حالة المارق والمجرم بحق الانسانية فلاديمير بوتين الا حالة شاذة لا تختلف عن وباء كورونا سيقضون عليه بلقاحات تصنع محليا داخل روسيا، فلا يمكن ان يخدع فلاديمير بوتين الشعب الروسي بأحلامه القيصرية للبقاء في الحكم، فأكاد أراه مخلوعا من فوق كرسي الحكم ومن طاولته المستديرة الطويلة ويرمون جسده وجرائمه وفضائحه في مزبلة التاريخ.
• ان ثورة الشباب على الكهنة والمتاجرين بالدين بدأت في العراق في تشرين/اكتوبر 2019 بشعار "باسم الدين باكونا" وذهبت ضحيتها اكثر من 800 عراقي بنيران عملاء إيران في العراق، وتطور شعار الشباب العراقي في إيران في أيلول/سبتمبر 2022 الى شعارات "اسقاط النظام"، "المرأة، الحياة، الحرية"، "الموت للديكتاتور]خامنئي”[، وستعود شعلة الثورة الى العراق بعد سقوط النظام الإيراني ومنها ستمضي الشعلة الى سوريا ولبنان والى اليمن والسودان وليبيا والدول الخليج، ولكننا سنحتاج الى عمر جيل كامل بعد سقوط الأنظمة الحالية لإعادة تأهيل القيم والأخلاق في النفوس وتصفية الفاسدين ونشر المساواة وسيادة القانون ونزع سلاح المليشيات والعشائر، لأن الأمراض الاجتماعية أصبحت أمراض مزمنة تعايش الناس معها، فنحتاج الى تأهيل ثقافي وذهني وأخلاقي لنعيش أحراراً في أوطاننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ستطبق دول أوروبية نموذج ترحيل طالبي اللجوء؟ | الأخبار


.. تقرير أممي يبرئ -الأونروا- ويدحض ادعاءات حكومة نتنياهو




.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان