الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلينكن زار المنطقة لإنقاذ حكومة نتنياهو والتآمر على المقاومة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


زار وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن القاهرة، وتل أبيب، ورام الله خلال الأيام القليلة الماضية وأجرى محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ وأكد خلال لقائه بنتنياهو التزام واشنطن بأمن إسرائيل، وشدد على توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتهدئة الوضع المتفجر، وأدان ما وصفها " بأعمال الإرهاب "، قاصدا بذلك أعمال المقاومة الفلسطينية البطولية المتصاعدة.
وفي لقائه مع الرئيس عباس قال إن الولايات المتحدة تعارض أي إجراءات أحادية الجانب من ضمنها" توسيع المستوطنات أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وأعمال الهدم والطرد وتغير الوضع القائم في الأماكن المقدسة وبالطبع التحريض على العنف الموافقة عليه"، وأعلن عن تقديم 50 مليون دولار إضافية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا."
التناقض بين ما قاله الوزير بلينكن لنتنياهو ولعباس واضح ويلخص السياسة الأمريكية المنحازة لتل أبيب! أمريكا تدعم إسرائيل بالمال وبأحدث أنواع الطائرات المقاتلة والأسلحة، وتوفر لها الحماية السياسية على الصعيد الدولي، بينما لا تقدم للفلسطينيين سوى مساعدات مالية شحيحة مشروطة، ووعود كاذبة مخادعة لحمايتهم من بطش الدولة الصهيونية والمستوطنين، وتحقيق حل الدولتين.
أي إن زيارة بلينكن للمنطقة كانت دعما لإسرائيل ولحكومة نتنياهو المتطرفة التي أثارت تحفظات ومخاوف الكثير من دول العالم، ولم تحقق شيئا يستحق الذكر للفلسطينيين. فقد ذكرت صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية ان اجتماع عباس وبلينكن " انتهى بدون نتائج تذكر بالنسبة للفلسطينيين، وبلا أي أمل، وبلا أي مضمون. " وإنه، أي بلينكن لم يتطرق لإعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، أو إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وأن الجرافات الإسرائيلية المحمية بقوات الشرطة كانت تعمل على هدم منازل الفلسطينيين في جبل المكبر بالقدس بذريعة بنائها بصورة غير قانونية بينما كان الوزير يجري محادثات مع الرئيس عباس. ولهذا فإن الحكومة الإسرائيلية تبدو مطمئنة من أن أمريكا لن تمارس ضغوطا حقيقية عليها في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإن التصريحات التي أدلى بها الوزير في رام الله هي في الحقيقة مجرد حقن تهدئة " وضريبة كلامية " للاستمرار في تضليل الفلسطينيين وإطالة أمد الاحتلال!
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أمريكا لا تتحرك إلا في حالة زعزعة أمن إسرائيل أو تعرضها لضغوط قد تؤدي إلى فضح سياساتها العنصرية العدوانية وتزيد من عزلتها الدولية، فإننا نسأل: لماذا أرسلت أمريكا مدير وكالة الاستخبارات المركزية" سي آي أي " للقاهرة وتل ابيب ورام الله قبل زيارة بلينكن بأيام؟ وهل الهدف من هذه الزيارات هو الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية للاستمرار في التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال وتطويق وإضعاف المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية؟
الإدارة الأمريكية المتورطة في الحرب الأوكرانية تخشى من تصاعد المقاومة الفلسطينية، وتعمل وتتآمر مع حكومة نتنياهو ودول التطبيع، وتضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية لمنع تحولها لانتفاضة ثالثة عابرة للحدود تكون أكثر عنفا ودموية من سابقاتها، تشعل المنطقة وتهدد المصالح الأمريكية، وقد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأردن ومصر والدول الخليجية وإلى قلب الطاولة على رأس حكومة نتنياهو وأصدقائه حكام التطبيع والخذلان العرب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو