الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٧)

محمد ليلو كريم

2023 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا

(القرآن؛ الأنعام: 148)

القرآن؛ الكتاب المقدس للولي الفقيه، هو كتاب أدبي وليس كتابًا علميًا، ولتوضيح الفارق بين الحقل العلمي وأي حقل آخر نأخذ مثالا.

في سورة النمل، الآية 16، نقرأ: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ". لو إنك، عزيزي القارئ الفطن، استشهدت بهذا النص القرآني أمام أي مسلم متدّين لما وسعه إلا التهليل والتكبير والتصديق والإفتخار، فإن طالبته بتفصيل أو تفسير النص علميًا من ناحية ماهية اللغة أو منطق التواصل الذي تستخدمه الطيور وبحسب كل نوع لما وجدت منه إلا الذهول أو ردة فعل غير محمودة. وهذا الفارق بين العالِم وغير العالِم، وهو ايضًا الفارق بين المبحث العلمي التخصصي والمبحث الديني أو الكلامي، فالمعادلات الدقيقة هي من يتيح اكتشاف الطبيعة وقوانينها واحيائها والتعامل معها وبها تعاملًا فعليًا مثمرًا، أما نصوص القرآن والسنة واحاديث الأئمة فلا طائل منها في مباحث تطويع الطبيعة وتصنيف الأحياء واكتشاف طرق وأدوات تسخيرههما.

هل تمكن أهل الدين من فقهاء وباحثين من اكتشاف ولو لغة واحدة لنوع واحد من الطيور لكي يُطرح هذا الاكتشاف ويكون أداة تستخدمها البشرية، أم هل تمكن الفقهاء وجماعات الحوزات من معرفة ولو لغة واحدة لنوع واحد من الطيور نطق بها أو استخدمها سليمان؟

من المؤكد، أنني سأواجه ذلك المتدين الذي يقول وفي كل مرة أن العلم الحديث أثبت صحة القرآن العلمية، وبدوري أقول له: هل ترك لنا الأولون تفسيرًا علميًا تخصصيًا أو كتاب اشتقاق علمي مرجعه القرآن في هذه المسألة (منطق الطير) وغيرها؟

بل أن القرآن لم يُبين ما المنهج المنطقي الذي يقره للبشر علاوة على رفع الجهل بمنطق الطير، ولهذا فالمسلمون يعرفون ويعترفون أن المنطق اغريقي، وأن منطق الطير علم مخصوص بسليمان!

لماذا لم ينتبه المسلمون الى حقيقة أن القرآن لم يتفوق على أي من مسارات البحوث العلمية التخصصية الحديثة، فهل كان القرآن كتابًا موجهًا الى مرحلة بشرية سبقت المرحلة التي نحن فيها الآن والتي بلغ بها البشر مراحل علمية فذة، ويكون القرآن كتابا بدائيا وضِعَ لبشر بدائيين نسبة الى المناهج والكتب الحديثة والتقدم العلمي الحديث؟

يبدو المتديّن في تسويقه لادعاء نظرية وجود علم في القرآن وأنه الكتاب الذي لا يغادر صغيرة من العلم أو كبيرة وليس من تطور علمي يفوقه كالذي يقول: "جعفر تلميذ متفوق في درس الأحياء"، ولمّا يُسأل من قِبَلِ متخصص أحياء عن تفوق جعفر ويُطالبه بشرح واف يمتعض وينعته بالكافر أو المُشكك ويدعوه الى عدم التطرق بسؤال أو إشكال لمادة الأحياء لأنها مُقدسة وجعفر مُقدس وتدريسها يكون بالتلقين ولا يُسمح بسؤال أو استفسار!

لا شك بأن العقل الذي يقبل النقد ويتفاعل مع المنافسات العلمية وسباقات دحض النظريات أفضل من العقل الرافض للنقد والذي يُكفّر أي رأي مخالف لمقولات معتقده وهذا يبدو كالفارق بين العاقل وغير العاقل، ولكنه فارق بين المتعقل وغير المتعقل. فهل يندرج التعقل تموضعًا في سلسلة التطور التي رفعت الكائن الحي وعبر ملايين السنين الى أن أوصلته لما هو عليه الآن من قوة عقل وقدرة على التعقل وامكانيات هائلة للاكتشاف والإنتاج وتسخير الطبيعة وبقية الموجودات من احياء وجمادات، وهل تفرّع البشر كما حدث مع الأنواع السابقة على الإنسان فمنهم من تمكن من انجاز طفرة تطورية ومنهم من عجز، وأقصد طفرة تطورية في العقل حيث تمكنت انواع أو اعراق بشرية من عبور مرحلة ما قبل امكانية التفكير العلمي بينما ظلت مجاميع بشرية في مرحلة ما قبل التفكير العلمي ما عدى افراد تأثروا لعلة ما بالمجتمعات المتقدمة علميًا ورغم ذلك لم يظهر فيهم آينشتاين أو تسلا أو حتى مايكل آنجلو.

وفي سياق الموضوع؛ هل أحدثت ثورة الولي الفقيه طفرة عقلية فذة في اوساط المجتمعات الإيرانية فدفعت بها الى سمو علمي وتميّز تخصصي وانجازات من اختراعات واكتشافات لا تُضاهى فرفع العالم كله القبعة لهذه الثورة الشاملة والتي فسرت الماضي بما لا يقبل الدحض وأتت بتقنيات وطرق علمية غير مسبوقة وأرجعتها وبما لا يقبل التضعيف الى سلسلة علوم الأئمة المقدسين عند الشيعة فاعترفت الجامعات الكبرى ومراكز البحوث المرموقة بما أفاض به الولي الفقيه من علوم وكشوفات وتفاسير قطعية لكل ما غاب عن التفسير العلمي؟

هل يرتقي الإمام جعفر الصادق بمستواه العلمي الطبي التخصصي لمصاف احدث المشافي العالمية والمختبرات التخصصية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س