الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2023 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان العالم قد اعتاد على خطاب "اسرائيل" الناري ضد الجمهورية الاسلامية ، كتعبير عن أيديولوجية يدعمها الغرب تنفث المشاعر المعادية للاسلام ، فإن دعوة قادة هذا الكيان الأخيرة لحمل السلاح ضد ايران ، من خلال التذرع باحتمال عبور "العتبة النووية" ، يدل على وجودٍ جديد لهذا العداء.

يظهر بفخر على الصفحات الأولى لكبريات الصحف في اسرائيل ، تحشيدٌ دعائي بالحرب ضد ايران ، وما هو أبعد من ذلك ، فإن المصالح الغربية بصفتها "أرض الواقع" هي حليف استراتيجي وشريك للكيان الغاصب للقدس .

تتفاخر "إسرائيل" بدعم الغرب و بقوة تحالفها الإقليمي - السعودية والإمارات والبحرين و سياسيين نافذين العراق - و توضح تصريحات المسؤولين الأمنيين والسياسيين بعبارات لا لبس فيها كيف تنوي اسرائيل إهدار المنطقة وإعلان هيمنتها عليها إلى الأبد. هناك إلحاح مثير للقلق لـ اللهجة "الغربية".

وعلى الرغم من أنه قد يبدو من غير المنطقي بالنسبة لطهران أن تتحدث عن الحرب في منعطف في تاريخها عندما تهدد التدخلات الخارجية المفضوحة النظام السياسي من الداخل ، على خلفية الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعودت عليها منذ قيام ثورتها الاسلامية عام 1979 ، فإن إيران تريد ، كما تبين بعد فشل مؤامرة الداخل ، أن توصل رسالة للإقليم مفادها أن الصمود مرة واحدة وإلى الأبد يجلب الغرب للركوع على طموحاته الجيوسياسية ، وتجبره على طبيع مطالباته ، والأهم من ذلك ، التأكيد على أن الجمهورية الإسلامية هي القوة الإقليمية العظمى الجديدة - تاركة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى تطفو في الغبار تحت وهم اتفاقات أبراهام .

كان فشل الغرب الأكبر حتى الآن مفاهيمياً .فهو يدرك أن "الكيان الصهيوني" لايريد "السلام" من أجل فوائده ، فهو يلعب للحصول على الوقت للاستعداد بشكل أفضل لاستسلامنا الجماعي - إن فهم الغرب للنظرة المستوحاة من الأخرويات للإسلام ، تجعل تجعله يستوعب حقيقة أن الحرب احتمالية أقل تخويفًا لرافضي التطبيع المتدينين من أي لاعب " علماني ".

وبما أن الغرب فشل في تركيع ايران لمطالبه - بقدر ما طالبت بإنهاء جميع العقوبات وإزالة الحرس الثوري الإسلامي من القائمة السوداء للإرهاب ، فإن "اسرائيل " تشحذ سيفها وتشجعها بلا شك العواصم الغربية بما لديها.
يُنظر إلى الوضع الراهن على أنه لامبالاة من قبل طهران فهي ماضية في خططها التنموية وتعزيز اقتصادها الحر وتنفتح على روسيا والصين.
و مع التلويح بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية ، و عدم وجود خطوط حمراء نووية واضحة أو ذات مصداقية للالتزام بها إلا ما وضعتها طهران لنفسها ، تدفع (إيران) بشكل منهجي الظرف ، وتختبر شهية الغرب للتدخل العسكري الذي يعترف الغرب نفسه بفشله في العراق وأفغانستان.

يكمن الخطر اليوم في عدم قدرة الغرب على الارتباط المنطقي بطبيعة إيران ، وبالتالي فهم مسارها دون التخلي عن فكرة فرض "اسرائيل" لتصبح لها اليد العليا في المنطقة . إذا كان الأمر كذلك ، فإن أعظم سلاح إيران لا يكمن في ترسانتها النووية المحتملة بل في جغرافيتها. لن تعمل القنبلة المفترضة إلا كدرع لاستراتيجية هي في جوهرها عدمية.
قبل التهديد بوقوع حرب نووية ، فإن مبدأ التدمير المتبادل من شأنه أن يصد أشد الحماسة - مما يجعل احتمال نشوب صراع مفتوح أمرًا مستحيلًا.وهذا يوفر القليل من الراحة في ضوء الابتزاز الذي قد تقرر "واشنطن " قريبًا إطلاقه ضد ايران وحلفائها في المنطقة، بطريقة لا تختلف عن رهان الغرب - الخنق الاقتصادي عن طريق فرض المزيد من "العقوبات" .

إن الإمساك بمضيق هرمز وباب المندب بحكم قدرات أنصار الله المتعاظمة في اليمن ، تجعل واشنطن وحلفاءها والكيان الصهيوني في وضع صعب ، ويمنح بالتالي إيران نفوذاً كبيراً.
على مدى عقود ، تراجع الغرب عن فكرة شن حرب شاملة على ايران خاصة بعد فشل ما أصبح يُعرف بالحرب العراقية الايرانية التي فرضها صدام على البلدين والشعبين . وبات واضحاً للجميع أن حركة الملاحة البحرية وأسواق الطاقة العالمية سيكون وضعهما صعباً في حال تصاعدت التوترات في الخليج وعموم المنطقة ووصلت الى نقطة اللاعودة .

اعتبارًا من يوليو تموز 2021 ، أمنت إيران لنفسها طريقًا يسمح لسفنها بتجاوز مضيق هرمز على حد تعبير الرئيس آنذاك حسن روحاني الذي قال إنه "يؤمن استمرار صادراتنا النفطية". أضف إلى ذلك اتفاقية إيران والصين التي تبلغ مدتها 25 عامًا ، والتي تغطي على وجه الخصوص الطاقة والبنية التحتية والتعاون العسكري ، وسيتم تفعيلها خلال زيارة الرئيس الايراني لبكين ، ويمكن للمرء أن يفهم بشكل أفضل تكتيكات طهران الجديدة ضد المصالح الغربية. يمكن لإيران أن تنجو وستنجو من حصار الطاقة في الخليج الفارسي فيما تطورت الأمور.

نعم، يجب عدم استبعاد حقيقة أن إيران لديها شريك رئيسي في الصين. يمكن أن تؤدي إعادة تنظيم القوة في الشرق الأوسط إلى توفير فرص اقتصادية والوصول إليها . أفادت قناة "فوكس نيوز" الإخبارية أن لقاء السيد ابراهيم رئيسي مع شي جين بينغ هو بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين . وكتبت هذه القناة الأمريكية على موقعها الالكتروني يوم الاثنين ، أن هذه الزيارة هامة بالنسبة للبلدين في الجانب الإقتصادي مشيرة الى مخاطر وتبعات تعزيز التعاون بين  ايران والصين على امريكا والغرب.

عموماً ًلا يمكن للعالم أن يتحمل المزيد من الاضطراب في أسواق الطاقة - ليس فقط عندما تكون روسيا شوكة في خصر الغرب ، مع عدم وجود أمل في بديل عن طريق المكونات الإضافية.
كما لن تكون الحرب مسألة ضرورة مطلقة . رغم كل ما قد يترتب عليها من عنف ودمار، فهي ستخنق الغرب أولاً إذ يكمن الأمل في قدرة العراق (وباقي دول المنطقة) على إجبار النظام الغربي على التراجع والقبول بالأمر الواقع ، عن طريق تفعيل استخدام المفاصل الحيوية خاصة الطاقة ، وتعزيز شبكته الدفاعية الشعبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن