الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-p in the Air - -View from the Top -(هناك في الأعلى)

هاله ابوليل

2023 / 2 / 17
الادب والفن


المنظر من الأعلى)
View from the Top*
كانت الصالة واسعة وارضيتها لامعة ونظيفة , وثمة عشرين كرسيا يجلس عليها ؛ ذ ذكور وإناث , يلاحقون نظرات المدرب " راندي جونز" الذي كان لا يرى إلاّ بعين واحدة , قام بدوره الممثل المضحك (Joshua Malina).
وربما كان هذا العيب في عينه (أحول ) هو الذي جعله يهبط من السماء ( من الأعلى ) ليصبح موظفا في الأرض كمدرب لأفواج متعددة ممن يريدون أن يصبحوا مضيفين جويين .
امر راندي المتدربين بالوقوف, فوقف الجميع , ثم طلب منهم الجثو على ركبهم , فجثا الجميع وبالجهة التي يرى بها استدار نحوهم قائلا :" ماذا ترون في الأسفل ؟
كان هناك ظرف, فتناولوه وهم مسرورين بداخله دولار لكل مشترك ربما لشراء قهوة من البوفيه في فترة الإستراحة
اعتقد المشاركون أن التدريب انتهى ولكن المدرب الذي لا يرى إلآ بعين واحدة
سألهم مجددا : هل تعتقدون أنني سأمنحكم الدولار بدون أي شيء وبعد ان أخذ نفسا سأل مجددا : ماذا تعلمت من هذا الدرس
ولم ينتظر الاجابة, فقد التف حول نفسه وبالعيّن الوحيدة التي يرى بها ,التفت نحوهم : وهو يقول: نريد أن نعلمكم
فـ لكي تحصل على دولار يجب أن تحرك مؤخرتك هههههههههههه
ضجت القاعة بالضحك ههههههههه
ثم استدار بعد أن ضحك هو الآخر قائلا : في الواقع ,نحن لم نتعلم هنا كيف نحصل على المال ولكننا نتعلم كيف نتعامل مع الركاب
وكأنهم ملوك .
في ذات الفيلم المسمى فيلم View from the Top 2003 لبطلته Gwyneth Paltrow كانت المضيفة اللامعة سالي وستون ؛ مؤلفة كتاب "حياتي في السماء " (ربما لا يوجد كتاب بهذا العنوان ) .
وهذا الفيلم قد يفيد مراهقات الثانوية العامة عند إختيار مهنة المستقبل.
المهم
أخبرت المشاهدين قائلة "على الرغم من أني احب مدينتي الريفية الناعسة إلا أنني لم اجد فيها ما يحقق أحلامي ؛ يبدو أنه لم تكن أحلامي على الأرض
لقد كانت تنتظرني هناك في الأعلى "
صحيح أن وظيفة المضيفة هي خدمة الناس ولكنها أفضل أنواع الخدمات لكي يستطيع شخص من عامة الناس أن يسافر للعالم من خلالها ,
فاذا لم تكن تملك المال لتصبح طيار, فلا بأس بمهنة المضيف ؛فهي ستفتح لك ابواب التنقل والسفر ,حتى لو كانت مجرد مهنة خدمية متواضعة , فبالنهاية المضيف أو المضيفة الجوية , اعلى مرتبة من نادل في مطعم أو مقهى , أليس كذلك!
ولأنني أشجع على الطموح , فلا تقبل اقل من طيار
صحيح , لو اقترضت المبلغ فأنت بعد سنتين ستكون قادر على سداده , فهم يدفعون الكثير للطيارين وربما , إذا لم يضحك لك الحظ, فمضيفة طيران لابأس بها
هل تعلم أن من يقضون سنوات في الجو يعانون من مرض يؤثر على شيخوختهم و يؤثر على جيناتهم مستقبلا كما في رحلات الفضاء
لا أصدق ذلك
وهكذا نتوصل إلى أن أبواب السماء مفتوحة دائما للجميلات, فإذا كنت قبيحة لا بأس , فالمكياج لم يترك امراة قبيحة في زمننا
فعمليات التجميل , تعمل ليلا ونهارا ,على قدم و ساق و ركبة
لإعطاءك الشكل الذي تريدينه ؛ (مقدمة هيفاء وهبي, مؤخرة رانيا يوسف , خصر مريام فارس, خدود نانسي عجرم , براطيم الهام شاهين ,طعجة يسرا , تشكيلة هيفاء ماجيك الماسخة , انف مفيد فوزي ههههه
طبعا لابد ان تبتسم , فمفيد فوزي لا يمكن ان يكون بوسامة الرجل الذي تصفر له الفتيات ولكنه وصل الى القمة لأشياء اخرى , تتجاوز حجم انفه الضخم ههههههه
وهكذا ستجدين ان لا شيء ستحرمين منه في الحياة , فقد فكري في انف مفيد فوزي وكيف وصل للشهرة والرفاهية انه مثل انف نيقولاي غوغول
الأنف في القصة هو البطل الذي تدور حوله الأحداث ؛ لقد ترك صاحبه نائما وذهب ليتسكع في بدلة عسكرية
قصة رمزية لعبث الحياة التي تجعل البعض يرتفع والبعض الآخر ينزل حسب مقاييس عجيبة وغريبة للغاية.
لقد كان مفيد فوزي انف للحكومة الديكتاتورية التي يعيش تحت ظلها ,
فالأنف وأن كان بالذات يدل على بقايا ارستقراطية كلما كان دقيقا, فسوف تكتشف ان أنف محمد فوزي لا يمت الا للواجهة الشعبية المعتمة , وهذا يدل على واسطته التي ادخلته للتلفاز, لذا فلديك الفرصة لتصبحي مشهورة ,لا شيء ستحرمين منه, فقط تذكري برميل السيسي كيف اصبحت سيدة مصر الاولى وهي في الخمسين من عمرها ,فلا شيء مستحيل فـ (كل شيء جايز عند العجايز ).
المهم أن يكون لديك كيس نقود مفتوح , فجراحين التجميل أطمع من موسرجية المنازل ,على الرغم من انهما يتشابهان في تصليح المعطوب وإعادة المياه لمجاريها .
اعلم أنه تشبيه ابن 33 كلبة ولكنها الحقيقة .
تقول لي امرأة من سني: والله وتغيّرت كثيرا يا هلولة
كانت تشير الى تلك الفتاة التي كان يدير الرجال وجوههم وراءها
طبعا هذه المرأة يبلغ وزنها 90 على طول 150 و خصر 100 , فتناولتها من فوق لتحت وأنا أقول :"يبدو ان جميعنا تغيّر للأسوأ يا سيدتي
وابتسمت ابتسامة المنتصر فـعلى الأقل , لا املك من الشيخوخة سوى تجاعيد طفيفة على وجهي استطيع اخفاءها بـ a syringe صغيرة مقياس 21 معيار.
نعم , لا تقف مثل المسمار ...كن مطرقة !!!!
لقد قلنا سابقا ,ان تجاعيد الشيخوخة, ليست مرضا جلديا (فقد وجدوا له حلا بالبوتكس ) بقدر ما هو شعور نفسي باقتراب الأجل , فعلى الأقل دعوا الدود يتوهم انه يأكل بشرة طرية بدلا من مضغه لأدمة ناشفة متهالكة .
لذا انصح الحكومات, أن يكون حقن الوجه والأيدي بالبوتكس مجانا للعجائز , تقدمه الدولة لعجائزها مجانا وبدون منة أو استكثار لحقوقهم في حياة صحية وكأنه احد أدوية الضغط والسكري , فالحكومات المحترمة ؛ عليها أن تظهر احترامها لعجائزها ,بتقديم خدمات تجميلية مجانية مثل حقن البوتكس والفيلر للنساء وللرجال معا .
وذلك من اجل حياة صحية نفسية ملساء خالية من الإكتئاب والكآبة . وهكذا نجد ان البوتكس والفيلر لم يعد ترفيهيا بل حاجة نفسية تمنع المسن من الاكتئاب وهو يرى التجاعيد الصغيرة بدأت تحفر لها ممرات على جدران وجهه وبإمكان الموسرجي اصلاحها على حساب الدولة .
و عودة للفيلم الذي يتحدث عن الطيران وبعض مشاكل المضيفين وكيف يسرقون تلك العينات من الويسكي وكيف أن هناك عقوبات قد تصل للطرد ,فيما لو امسكوا بك تخبئين بعضا منها في جرابك.
عندما التقت "سالي وستون" التي قامت بدورها الممثلة Candice Bergen بالفتاة الريفية "دونا جنسن" نصحتها نصيحة مبهرة ذات مستوى مرتفع من الطموح.
على سبيل المثال ؛إذا كنت تخطط للسفر فيجب أن تكون
الوجهة :فرنسا
الدرجة : FIRST CLASS
الفندق :خمس نجوم
نعم هكـذا يجب أن تكون أحلامك
PEREFECT كاملة بدون نقصان و مثالية بدون أخطاء , كاملة متكاملة بدون نقص, لكي تعيشي اسبوع ملكي , فالملوك ليسوا افضل منك !
أنت ستسافرين من تعبك وجهدك في حين يسافر الملوك الطفيليين وعائلاتهم و اقاربهم وحاشيتهم من الخدم ,على حساب الشعب من الضرائب التي يجبرون الشعب على دفعها ليستمتعوا هم بالحياة على حسابك ؛يزورون كل دول العالم على حسابك, يشترون ملابس من اغلى الماركات على حسابك , ينامون بقصور على حسابك وبفنادق سبع نجوم على حسابك و يسافرون بطائرات خاصة يتحمل تكلفتها الشعب المسكين.
وهكذا على الشعب أن يعرف أنك عصامي تود العيش لمدة اسبوع كـملك ولست مثلهم كائنا طفيليا بل كائن يجوع لكي يشبع غيره ,كائن يشتري من الملابس المستعملة لكي ينعموا هم بـ FIRST CLASS ونظارات دافنشي وعطور شانيل ومكياج ديور وحقائب" لوي فيتون "
كل ذلك من ضرائبك .
فقد تجد أن أميرة تافهة ولا تسوى , قد تشتري حذاء براتب عشر موظفين من ابناء شعبك .
نعم , انت تستحق أن تركب في درجة FIRST CLASS او درجة رجال الأعمال حتى لو كنت تاجر مواشي, فالدرجة لا تعني تميّزك أو ارتفاع طبقتك , فقد تكون مجرد تاجر بغال مثل حميدتي السوداني الذي قد تسمع خبر وصوله للرئاسة قريبا, فالبغال هي من تحكم العالم.
والدرجة FIRST CLASS أو درجة رجال الأعمال , لا تختلف كثيرا عن الدرجة السياحية إلا بقلة الموجودين فيها والكراسي الاوسع وببعض الخدمات التي يمكن الإستعناء عنها . فـبعض شركات الطيران تقدم لك هدية (على الأغلب تافهة).
ففي احد مرات ركوبي لدرجة FIRST CLASS والتي لم ادفع ثمنها مضاعفا, بل حصلت عليها كـهدية؛ فقد كنت ارتدي عباية مغربية جميلة وثمينة من تلك التي تتدلى طاقية منها على الكتف وكنت امسك شنطة سمسونايت مليئة بالعطور الفاخرة والساعات ,على عكس المتوقع, فالكل يعتقد أنها مليئة بالذهب والدولارات ).
كان هذا قبل خمس وعشرين عاما بالتحديد.
كنت اجلس في مقعد لا يجاورني فيه احد كالعادة , فإذا بموظف الارتباط في الطائرة وهو عسكري محظوظ برتبة تؤهله السفر مجانا من طائفة الطفيليين التي تكلمنا عنها .
يطلب مني بأدب الجلوس في درجة FIRST CLASS ,واكتشفت فيما بعد , أن الأمر لا علاقة له بالعباية المغربية ولا بالحقيبة المصفحة ؛كل ما في الأمر أن سيدة بمعية زوجها كانت تبكي بحرقة تريد أن تلحق بتابوت والدتها المتوفاة صباحا لكي تراها , قد ان يهيلوا التراب عليها ,فحزن الطاقم لمصابها ولأنهم اثنين كانوا يحتاجون لمقعدين , وكنت بالصدفة الوحيدة التي تجلس في مقعد لا يجلس بجانبها أحد , فادخلوني طبقة FIRST CLASS واجلسوا بالمقعدين المجاورين الزوجين المكلومين .
اجلستني المضيفة بجانب رجل في الأربعين من عمره , شعرت أن ذلك مدبر لكي اجري حوار مع هذا الشاب . فالمقاعد فارغة
ورغم ان عدد المسافرين بتلك الدرجة لا يتجاوز خمس أنفار ,كانت نسبة الترحيب بهذا الرجل من المضيفات لا تحتمل وهذا ليس بغريب فقد رأيت "الناس قد مالوا إلى من عنده مال ".
وبعد حديث قصير مع تاجر البغال والمواشي الذي اجلستني بجانبه المضيفة
هرب الرجل تاركا مقعده بجواري فارغا ههههههههه كالعادة.
فتنفست الصعداء بعد أن قلت في سري : "هذا ما يمكن توقعه من البغال"
فعندما قلت له متفاخرة بأني لاجئة وابنة مخيم لاجئة و معتدة بنفسها, فتحرك البغل بداخله ولم يعجبه تفاخري ؛ فإذا به يقول : أن سكان المخيمات ينطون على سطوح بعضهن ويقصد بها ان العائلات لا دين عندها ولا أخلاق , وهي تهمة ربتها وكالات المخابرات في دول الاستضافة لشيطنة الفلسطينيين في ظروف لجوؤهم القاسية ؛ فلا يكفي الغربة والفقر بل لاحقونا بتدنيس شرفنا, لكي توصم نساءهم بالشرف , وكل ذلك لمنع التزاوج , وهذا ما نشروه حول الليبيات والعراقيات والسوريات لاحقا .
في واقع لا يقول ذلك ابدا . فالوساخة والقذارة موجودة بالقصور قبل الجحور .
فقلت له : يبدو أن صحبتك الطويلة مع البهائم ؛ جعلتك تعتقد أن الناس اصبحوا بهائم مثلك
فلم يتوقع هكذا جواب , فانكمش بحجم كلب جلس يلهث و يمد لسانه كالغبي. (جـــــــــول)
نعم , فمجرد حديث قصير معه عرفت أنني اتكلم مع بغل يملك المال ليركب هذه الدرجة ويحظى بالأبهة والفخامة والترحيب من المضيفات اللواتي يصبحن رقيقات فجأة وخاصة لمن يمتلك محفظة مفتوحة حتى لو كان موسرجي بلاعات . خاصة لو علمت ان البغال تُولَدْ ولا تَلِدْ
ولأنني فتاة فقرية لا احب الفقر إلا لأنه يجعلني أعاني ؛ فأكتب وانقد واهرس المجتمع تحت سنابك خيول قلمي اللاذع .
فالفنان يجب أن يظل فقيرا
اليس كذلكّ!
حقيقة , كنت أشعر أني لا انتمي لهذا المكان ليس لنقص في شخصيتي ,فأنا جميلة وطويلة ورفيعة وذات عيون فتاكة , ولدي كل مواصفات الفتاة التي ستعيش كأميرة في حياتها المقبلة لو أنها انتبهت للمحيطين حولها من نظرات ومشاعر فاحصة .
والله مارح يوديك جهنم غير غرورك ياهلولة ياهلولة
ولكن لسبب آخر يخصني يتعلق بتعليمي وثقافتي التي استقيتها من عدالة الثورة الروسية (عيش , حرية , عدالة اجتماعية) قبل أن تركبها موجة البلشفية وتفسدها .
لوهلة شعرت إني متطفلة مثل ابناء الملوك والأميرات اللواتي يركبون بدون أن يدفعون مليما ثمن كل تلك الرفاهية , فعندما جاءت المضيفة بتابلت خاص لفتح اي قناة افلام على عكس من يجلس بالدرجة السياحية الذين برمجت لهم اربع محطات فقط للإختيار , ادعيت النوم.
ولكن بعد احضرت لي العصير على صينية مغطاة بمفرش مزخرف , شربته وكأني اشرب عصير الجنجر في مقصورة الناس الفقراء متجاهلة الشرشف والصينية التي لم تكن شيئا عظيما ,
الشيء الوحيد الذي طلبته كان القهوة
تذكرت لو ان بلزاك كان يجلس بجانبي لطلب خلال خمس ساعات طيران 50 فنجان قهوة
ولتذمرت منه المضيفة و من طلباته الملحة , وربما فتحت نافذة الطائرة و رمته منها
(انموجي يغمز)
ليس بالشيء الفخم ذلك الذي تستحقه لكي تنفق مالك على غرور شخصي , انه نفس ما يقدم لي بالدرجة السياحية , أما قائمة الطعام فكانت عبارة عن اربع وجبات اثنتان تختلفان عن الدرجة السياحية , فاخترت وجبة السمك ,وهكذا شعرت إني لست طفيلية وأني مجرد سائحة تجلس في مقعد وثير وبدون إزعاج وبشعور كامل بالرضا من هدية غير متوقعة .
عند هبوط الطائرة و الإستعداد للنزول كانت المضيفات تسهل نزولنا أولا قبل ان تفتح الستارة لأخوتنا من عامة الشعب الذين ينتظروننا أن ننزل أولا
كان تاجر البغال يقف بموازاتي ونحن نتحرك وإذا به يطلب مني أن اخذ هدايا تركها المسافرين من طبقة FIRST CLASS على مقاعدهم وهي عبارة عن كيس أنيق عليه شعار الشركة , فيه مشط و معجون اسنان وفرشاة أسنان وصابونة صغيرة جدا , لقد قدمتها لي المضيفة عند جلوسي, لذلك عرفت محتوياتها ,وهي تنفع لمن سيقيم في فندق وليس لمن سينام في سريره بعد ساعات.
كان يعتقد أنني مثل اي فتاة جشعة أو شعبوية , قد تلتقط بعض مما تركه الآخرين وراءهم .
لم يعرف هذا الفقير الذي لا يملك سوى المال أن بداخلي محارة أحمل بداخلها ثراء وغنى الأرض كلها من كـرامة وكـبرياء.
نظرت له شذرا , وأنا اتمتم :"هذا ما يمكن توقعه من البغال".
والبغال لمن لا يعرفها , فـهي ثمرة تزاوج الفرس عندما لا تجد حصانا , فتضطر المسكينة للزواج من حمار ؛مثل كثير من الزيجات التي نراها ونتعرف على ذريتها الحمقاء في المطارات , فيكون الناتج بهيمة تسمى البغل. عافاكم الله هههههههههه
فأنت لا تجني من الشوك العنب
أليس كـذلك
والحقيقة :" كم من جاهل قد سبني وهو لا يسوى غرزة في حذاءي"
والثمرة لا تسقط بعيدا عن الشجرة
وكل لبيب بالإشارة يفهم
واستطيع أن اذكر عشرات من المأثورات والحكم والاقتباسات لإظهار اطلاعي مع إنني احتفظ بدفتر صغير اكتب فيه انطباعاتي وبعض ما اشاهده أو اقرأه
فالذاكرة لم تعد تنفع
ولكن هذا يكفي لهذا المقام , فلكل مقال مقام و ما دمنا نتكلم عن الطيران والذكريات فـ كنت مع صديقتي عيوش نجلس في مقصورة السياح في طائرة ايرباص كبيرة متجهة لأم الدنيا , وبالمصادفة أو بـغيرها , كانت تجلس بجانبنا ,سيدة مصرية في الخمسين من عمرها قد تكون عانس فاتها قطار الزواج ( مع ان هذا لمصلحتها ) او مطلقة حديثا من زوجها بعد أن خانها مع الخادمة أو تعاني من مرض نفسي ولم تأخذ الحبة قبل ركوب الطائرة أو ربما مطرودة من البلد ومسفرة لبلدها " أم الدنيا "
يقول المدرب في ذات الفيلم السابق الذي يتحدث عن عالم تدريب المضيفين , ان المسافر الغاضب أما أن يكون جوعان أو وحيد او متعب أو لديه رؤية سيئة للعالم .
فأيهما ,كانت تلك السيدة الغاضبة أو جميعهم , فأن ثمة خطب لا نعرفه في تصرفاتها , كانت عصبية ومنفعلة لدرجة أنها ترغب بضرب المحيطين بها , لكزت صديقتي من ذراعها , فاسقطت القهوة على ملابسها ولم تعتذر , ثم رمقتني شذرا عندما بدلنا المقاعد وجلست بجانبها , فرمقتها شذرا بنفس النظرة وكأني اقول لها : كفى عبثا
ويبدو إنني أخفتها ( يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين أن كنت تقصد ازعاجي ,ازعجتك مرتين ) فبدأت بالتحرش بالشاب الذي أمامها مطالبة اياه أن يعيد كرسيه الى وضعه الطبيعي , فرفض الرجل بأدب جم , فما كان منها سوى القيام بعملية ركل المقعد وبقوة لا تتناسب مع عمرها ولكنها توازي مقدار الغضب الذي يملأ روحها الوثابة للتحطيم .
ثم بدأت بالصراخ وعلو صياحها وكأنها تستغيث , حتى جاء المضيفين والمضيفات للإستفسار وبدلا من معاقبتها على سوء افعالها , تم اخذها لدرجة " الفيرست كلاس " وهكذا كوفئت هذه العجوز على ازعاجنا بتقديم هدية مجانية لها .
وللحقيقة فقد استخدم المضيفين كل وسائل التهدئة من الاستماع , فالاعتذار ,مع الشرح لها رغم أن الاعتذار عنها كان يفترض ان يقدم لنا وليس لها , ومع ذلك شرحوا لها سياسة الشركة بعدم منع المسافر من استخدام توسعة المقعد , ولكنها اصرت على رأيها وتم توسعة مقعدها ومع ذلك بقيّت على عصبيّتها المفرطة , وكوفئت مكافاة ممتازة على ازعاجنا .
ربما تنبهت شركات الطيران حاليا لمثل هذه المواقف , فصارت تكافأ من وقع عليه الضرر , بالجلوس في مقصورة رجال الأعمال بدلا من محدثي الشغب . كنت و ما زلت حتى الآن , اتذكر وجهها الممتلىء , وهي تشرب عصيرالزنجبيل ( الجنجر) بلذة وحشية تعانق السماء فوق 300 كم بعيدا عن الأرض في مقصورة الأثرياء , وهي تبلع حبتها المنسية وتغفو .
ولأن القصص تتداعى, فقد تذكرت عجوز تشبه هذه السيدة ولكنها لا تولول مثلها, لقد كانت عجوزا ماكرة تتسلسل للطائرة بعد أن تدعي ان ولدها نسيّ محفظته معها ,فتدخل للطائرة لتعطيه اياها وهي اصلا لا ولد لها وهكذا تسافر مجانا الى حيث تعيش ابنتها , ثم تعود بنفس الطريقة , وخاصة أنهم لا يحصون عدد المسافرين ليعرفوا أن كان هناك متسللين أم لا , وعندما اكتشفوا امر هذه العجوز المحتالة والتي روت لهم كل خدع التسلل التي قامت بها لدرجة إنك تحب ذلك منها بل وتتعاطف معها حبا بطريقة احتيالها فـهي ارملة وابنتها تسكن في ولاية بعيدة ولا تملك المال لزيارتها , فتبتدع من طرق الاحتيال ما تبتدع حتى يحصل لها شيء خطير , ولا تتمنى أن يحدث لها ما حدث في الفيلم
أي فيلم !
ولكي تعرف مصير خداعها وتحايلها , فـعليك ان تحضر الفيلم للبطل بيرت لانكستر الوسيم الذي تصفر له الفتيات عند رؤيته في ذلك الزمان الفائت.
وهو فيلم يحمل اسم " المطار" (Airport)‏ وصدر في سنة 1970.اي قبل 53 سنة كان الاحتيال حاضرا كما هو الآن ,فقد ضحكت علي احدى شركات الطيران الجزيرة والتي الغت نفسها بدون مراسلتي بل ولم تعوضني باي مبلغ , فتكفلت باقامة فندقية على حسابي وبتذكرة اخرى دفعتها من مدخراتي القليلة ومصاريف تنقل اضافية ( اشكيكم لله يا ظلمة هههه) .
وهو ذات الشيء فيما لو اردت معرفة ؛ لماذا القتلة في رواية همنجواي كانوا يطاردون السويدي" اول اندرسن" كما قلنا سابقا !
فـعليك قراءة الرواية أو مشاهدة الفيلم لتتعلم الحياة , فـاذا تصادف أنك لم تسرق يوما في حياتك , فسوف ترى ذلك بأم بعينيك , وإذا لم ترى خداع المرأة في حياتك , فسوف تتعلم أن لا تحب إمرأة ابدا لأنها سوف تستغلك , وستنتقم من بطل رواية الحب في زمن الكوليرا ( فلورنتينو أريثا) والذي احب فيه ( فرمينا داثا) وازعجنا وازعج كل كولومبيا بذلك الحب القديم الشائخ المريض. وجعلنا نصاب بدوار البحر بينما الراية الصفراء تعدنا بداء الكوليرا.
في فيلم توم هانكس بعنوان ( The Terminal ) اكتشفنا كيف يمكن أن تجني بعضا من المال بطريقة لا تقرب مما قاله يوما الفنان المصري الساخر يونس شلبي :" انا عايز وظيفة محترمة ما اتمسكش فيها . "
انها حقا ليست سهلة تلك الحياة !
اكتشف توم هانكس وهو عالق بالمطار , أن المتسوقين في السوق الحرة , يضعون فكة صغيرة جراء استخدام عربة التسوق (التروللي ) , وان النقود تنهال من الماكينة في حالة ارجاعها الى مكانها ,وكان اكتشافا مهولا بالنسبة له وخاصة أنه لا يملك المال ليطعم نفسه فملة بلده التغت , كان يتضور جوعا , فقد وفرت له تلك الطريقة مبلغا من المال اعتاش به حتى تنبه مدير المطار الأصلع لذلك , فابتدع وظيفة جديدة , وعيّن موظفا لأجلها ليحرمه من الأكل ويجبره على مغادرة المطار ليتصل بالشرطة فتمسكه ويصبح في قبضة الشرطة على شاكلة العرب الذين يرحّلون مشاكلهم الى غيرهم لكي يريحوا ادمغتهم من الواجب . هذا الفيلم حقيقي وهو لرجل ايراني قضى سنوات طويلة وهو محجوز بالمطار .
في اكاديمية "توب غان " (بالإنجليزية: Top Gun) للتدريب على الطيران وفي فيلم ؛ وصلت ارباحه لمليار و بعض الفكة من الملايين رغم ان ميزانيته لم تتعدى 15 مليون فقط . فـهو مجرد فيلم محاكاة على الكمبيوتر
كان في الجزء الاول توم كروز طالبا في الأكاديمية
وفي الجزء الثاني صار مدربا للطلاب في نفس الأكاديمية .
ولكن ما اختلف غير الشيب والتجاعيد , ان الفتاة التي هجرها أول مرة كانت قد اصبحت ارملة مع ابنتها ونادلة في مطعم .
وعاد الحب من جديد , من جديد عاد الحب .
هل من الممكن أن يعود الحب المنطفأ لسنوات طويلة للإشتعال من جديد!
دعونا لا نتوقع ذلك
نصيحتي لـ حياة صحية ؛لا تنظري للوراء ولا تفكري بالماضي ولا حتى بالمستقبل ولا تستخدمي الرفيرس في السيارة الا للضرورة القصوى
وإن اضطررت لذلك (عند الضرورة القصوى)
مش عارف, شو اقلك
ارجعي قليلا ولكن باصابات على الجانبين ههههههههه حتى تخسر شركات التأمين ما تسطو عليه من الناس من مبالغ مضاعفة بدون وجه حق .
في فيلم للوسيم جورج كلوني فيلم "Up in the Air 2009 ,كان جورج متخصصا في وظيفة لـ مواجهة العمال اثناء طردهم من اعمالهم , ونتيجة لهذا العمل القاسي, عديم الرأفة , كان يسافر مئات الاميال فليتقي باحداهن , تسافر كثيرا فتحصل بينهم عملية انجذاب ,وعندما يشعر لأول مره بحاجته لإمرأة لتكون بجانبه وقد غامر من اجل ذلك بالغاء رحلات جوية بحثا عنها ليكتشف انها متزوجة ولديها اولاد
يا للخيبة ! !
وهذا يعيدنا للمربع الأول للحفرة ؛ حفرة الحب الدوامة التي ابتدعها أصحاب الخيال الجامح لكي لا يرموا بأنفسهم من النوافذ.
أو بالأحرى "الحفرة " هي الحياة نفسها بما نبتدعه من اوهام و أحلام.
أنا أحبك .أنت لا تحبني ,,,, الحب يكسب
أنت تحبني ,أنا لا احبك ,,, أنت تكسب
- يوليو 15, 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج