الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الغورية من البداية حتى النهاية

ديار الهرمزي

2023 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


.
لقد قامت دول كثيرة ثم سقطت دون أن نعلم عنهم شيئا حتى لا تذكر أسمائهم في كتب التاريخ في بلداننا.
بالرغم من أن التاريخ الغوريين ليس قديمة أنها جزء مهم من الحضارة الحضارة الإسلامية في خراسان وايران وافغانستان وهند وقسم من اسيا الوسطى.
هنا السؤال الذي يطرح كالآتي:
ما السبب إهمال كثير من الدول التي أسست في ظل التاريخ الإسلام والمسلمين.
الجواب حسب رأيي هو أن الحكومات المتتالية في ١٠٠ سنة الاخيرة اهملوا التاريخ الحقيقي لامتنا وانشغلوا في مشاريع المضرة مثل الصراع المذهبي والقومي والحزبي خدمة لاسيادهم الذين أتوا بهم إلى سدة الحكم.




الغوريون، الشنسباني: سلالة تركية كانت تقطن إقليم الغور و إليه تنسب ،
حكمت في أفغانستان وشمال الهند سنوات 1150-1206م .
المقر: فيروزرخ: 1150-1186 م،  لاهور: منذ 1186 م .
دخلت قبيلة الشنسباني و التي
تنحدر من الجبال الواقعة وسط أفغانستان،
دخلت في الاسلام في القرن
الـ 11 م.
وضعت القبيلة نفسها ومنذ 1010 م في خدمة الغزنويين.
منذ 1099 م أصبح الشنسباني ولاة على غزنة من قبل الغزنويين.
ثم أسسوا إمارة في فيروز رخ منذ 1146 م. مع تولي علاء الدين حسين (1149-1161 م).
استولوا على غزنة سنة 1150 م.
ثم سيطروا و حتى 1161 م على كل المناطق التي كانت تحت حكم الغزنويين.
منذ سنة 1178 بدأوا حملاتهم على الهند، بشاور و الساحل حتى السند (1182 م) ،
ثم استولوا على لاهور سنة 1186 م وقضوا على الغزنويين نهائيا.
حكم فرعين للأسرة أحدهما في فيروز رخ تحت سلطة غياث الدين (1163-1203 م)،
والآخر في غزنة تحت سلطة أخيه معز الدين (1173-1206 م) والذي كان في لاهور منذ 1186 م.
استولى الغوريون على دهلي (دلهي) سنة 1193 م.
وسعوا مملكتهم حتى غوجرات جنوباً والبنغال شرقاً (1202) .
كان مقتل معز الدين بداية النهاية للدولة الغورية.
سقطت أفغانستان (1212 م) في أيدي الخوارزم شاهات،
 والهند (1206 م) في أيدي القائد التركي أيبك،
الذي أسس دولة المماليك في الهند (سلطنة دلهي).
كان الغوريون يقيمون في منطقة جبلية بين غزنة وهراة تسمى "غورستان"،
وفى هذه المنطقة قلعة مشهورة تسمى "فيروزكوه"،
وكان الغوريون جندًا مخلصين للسلطان محمود الغزنوي،
وظلوا على ولائهم للغزنويين حتى قوى أمرهم في الوقت الذى بدأت فيه الدولة الغزنوية تسير في طريق الأفول.
مؤسس الدولة الغورية الحسين بن الحسن الملقب بعلاء الدين الذى كون جيشًا قويًا زحف به في اتجاه غزنة في عهد ملكها بهرام شاه بن مسعود الغزنوي،
 فاستولى عليها عام (547هـ)،
ولكن الأهالى ساعدوا بهرام شاه على العودة إلى غزنة مرة أخرى بقتل نائب علاء الدين في غزنة،
ولما علم علاء الدين رجع إليهم واستولى على غزنة مرة أخرى،
وفر منها خسرو بن بهرام شاه إلى الهند.
وفى (567هـ) توفى علاء الدين وولى مكانه أخوه غياث الدين
أبو أعظم محمد الغورى الذى
تمكن بمساعدة أخيه شهاب
الدين من التمكين للحكم الغورى في غزنة.
وعندما فر خسرو بن بهرام إلى الهند واصل فيها حكم الغزنويين متخذًا من "لاهور" عاصمة له،
و توفى في عام (555هـ)،
وخلفه ابنه خسرو ملك آخر حكام الغزنويين.
وفى عام (582هـ) أرسل غياث الدين أخاه شهاب الدين إلى الهند فاستولى على "لاهور"، وقبض على خسرو ملك وبذلك أنهى حكم الغزنويين في غزنة والهند وبدأ الحكم الغورى.
أصبح شهاب الدين نائبًا عن أخيه السلطان غياث الدين في حكم الهند فأخذ يعمل على توسعة ملكه لكى يخضع الهند كلها للدولة الغورية واتخذ "لاهور" عاصمة له.
وفى (572هـ) استولى شهاب الدين على "ملتان" من القرامطة الذين كانوا يحكمونها،
ثم استولى على قلعة بتهندة وكانت تحت يد ملك "أجمير".
(587هـ) تحالف الهندوس مع بعضهم البعض وحشدوا جيوشهم بقيادة راجابتهورا لمواجهة خطر شهاب الدين، والتقى الجمعان في موضع مشهور على نهر سرستي بدلهى يسمى "تراورى"،
وكان القتال عنيفًا استبسل فيه المسلمون؛ ولكنهم هزموا أمام الكثرة الهندوسية،
وجرح شهاب الدين وكاد يقتل لولا أن أنقذه أحد الجنود، وفر به من الميدان حتى بلغ مأمنه،
وأقسم شهاب الدين لا يبدل ملابسه ولا يقرب النساء حتى ينتصر وينتقم لما لحقه من هزيمة. وفى (588هـ) أعد شهاب الدين جيشًا كبيرًا سار به إلى الهند وتقابل مع الجيش الهندوسى في نفس الموقع الذى هزم فيه من قبل وهدده ملك أجمير من أنه سيلاقى نفس المصير الذى لقيه من قبل،
ولكن في هذه المرة انتصر المسلمون وتمكنوا من أسر الملك، وأقام شهاب الدين مكانه على أن يدفع له الجزية ثم قام بقتل الملك.
وفي عام (589هـ) أقام شهاب الدين مملوكه قطب الدين أيبك نائبًا عنه في الهند ورجع إلى "غزنة"، وتمكن قطب الدين من الاستيلاء على "دلهى" وجعلها عاصمة له في
الهند،
ومنذ ذلك الوقت احتفظت بمكانتها كعاصمة للدولة الإسلامية،
واحتفظت بسمتها المميز بين مدن الهند الكبرى كمركز للفكر والحكم الإسلامى.
وفى (590هـ) عاد شهاب الدين إلى الهند وتوجه بجيشه إلى مدينة "قنوج" فاستولى عليها وغنم منها غنائم كثيرة،
وكان ملك "بنارس" يستعد لحرب المسلمين بجيش كبير تتقدمه
الفيلة،
فتوجه إليه شهاب الدين والتقى الجيشان واقتتلا اقتتالاً عنيفًا،
وكتب الله النصر للمسلمين،
ودخل شهاب الدين بلاد "بنارس" وحمل غنائمها إلى مركز الدولة في "غزنة".
وفى (599هـ) مات السلطان غياث الدين وتولى بعده شهاب الدين حكم الدولة الغورية.
(601هـ) أشيع أن شهاب الدين هزم وقتل أثناء حربه مع دولة خوارزم شاه،
فشقت كثير من بلاد الهند طاعة الغوريين مثل ملتان وغيرها فسار إليها شهاب الدين وقضى على حركات التمرد بمساعدة قطب الدين أيبك نائبه في الهند،
وعاد إلى غزنة ولكن في طريق عودته هجم عليه رجال مجهولون وقتلوه غدرًا وهو في خيمته.
يعد قتل شهاب الدين هو نهاية الدولة الغورية،
بعد ذلك اختلف الغوريون على الحكم،
وكثرت حركات التمرد ضدهم في بلاد الهند فرأى الجند الأتراك من مماليك شهاب الدين تولية قطب الدين أيبك الحكم في الهند وبذلك بدأ عهد دولة الممالك بالهند.
قويت دولة الغور في عهد أميرها علاء الدين وتطلع إلى توسيع رقعة دولته،
فسار إلى خراسان وخربها،
وضم إليه بلخ.
وتصدى للسلاجقة وهزموه وأخرجوه من خراسان وبلخ.
طمع الغور في غزنة بعد وفاة علاء الدين عام 556هـ، 1160م، فاستولوا عليها،
واستردها منهم غياث الدين محمد، خليفة علاء الدين وابن أخيه.
وعقد العزم على القضاء التام
على آل سبكتكين حتى يضمن
لدولته الاستقرار.
فاستولى على بلدان الغزنويين غير الهندية.
واستولى أخوه شهاب الدين على ممتلكات الغزنويين بالهند، ودخل لاهور، وقبض على السلطان الغزنوي خسرو شاه،
وبذلك فقدت الدولة الغزنوية آخر معاقلها. واعترفت الخلافة العباسية بالدولة الغورية.
وتوسع الغور على حساب السلاجقة، فضموا إليهم هراة  وبوشمنح  وبادغيس وبعض البلدان المجاورة
لها في إقليم خراسان.
واستولى الغور على بلاد السند والبنجاب، وحكمها شهاب الدين الغوري نيابة عن أخيه السلطان غياث الدين،
واتخذ لاهور مركزًا وسعى للتوسع في بلاد الهند.
خشي الأمراء الراجبوتيون ـ حكام شمالي الهند ـ من خطر الغور فحشدوا قواتهم لطردهم من الهند،
وتمكنوا في المعركة الأولى من هزيمة الغور،
ولكن تمكن الغور من هزيمتهم
في العام التالي واستولوا منهم
على شمالي الهند، وضموا دلهي لملكهم.
وحاول الراجبوتيون استرداد ملكهم، ولكنهم فشلوا. وضم الغور إليهم المزيد من بلاد شمالي الهند،
واستولوا على جاولار  ونهرواله  وكالنجار، وبذلك سيطروا على أراضي شمالي الهند كلها.
واستولوا على إقليم بهار وإقليم البنغال.
بدأت متاعب الغور في بلاد الهند في مستهل القرن السابع الهجري،
وذلك أن بعض الولايات الهندية خرجت على دولة الغور منتهزة فرصة انشغالها بالحروب في إيران.
ومن أبرز الانتفاضات ثورة الكهكوية الذين قطعوا الطريق بين غزنة ولاهور، واستفحل أمرهم، فاضطر السلطان الغوري إلى أن
يسير إليهم بنفسه ويهزمهم هزيمة نكراء.
سار غياث الدين وشهاب الدين سيرة حسنة في دولتهما، على أن دولتهما اضطربت بعد وفاة السلطان شهاب الدين محمد.
فقد تنافس الأمراء على عرش السلطنة وحدثت حروب أنهكت قوى الدولة الغورية،
وتسببت في زوالها.
انتهز الخوارزميون ضعف الدولة فانتزعوا منها بلاد خراسان،
ثم انتزعوا ممتلكات الغور في أفغانستان،
وساروا إلى فيروزكوه ـ عاصمة الغور ـ وتمكن الحشاشون من قتل السلطان الغوري غياث الدين محمود نجل السلطان غياث الدين محمد سنة 605هـ،
واستولوا بعد هذا على غزنة عام 612هـ، 1215م، وأزالوا آخر معاقل الدولة الغورية.

مصادر:
سلسلة زمنية لتاريخ إيران ...
ويكيبيديا ...
تاريخ الغزنويين...
إسلام اون لاين....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة