الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور العلاقة بين عناصر العملية التعليمية و التعلمية

حبطيش وعلي
كاتب وشاعر و باحث في مجال الفلسفة العامة و تعليمياتها

(Habtiche Ouali)

2023 / 2 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


1- تطور العلاقة بين عناصر العملية التعليمية و التعلمية:
تتضمن العملية التعليمية مجموعة من العناصر التي تقوم فيما بينها علاقات تفاعلية بحيث تشكل في النهاية نظامنا تربويا متكامل اللبنات للوصول إلى تحقيق أهداف المنظومة التربوية، وكذلك لتهيئة جيلا متعلما يساير ركب التطور العلمي والثقافي قادرا على خدمة مجتمعه، وطامحا إلى مستقبل زاهر مملوء بالإنجازات والنجاحات.
فالعملية التعليمية في جوهرها عملية تنظيم لمحتوى المادة المدروسة، مع مجموعة من المواقف والأنشطة الصادرة عن المدرس والتلاميذ ترتبط بكيفية منطقية وتعاقب منتظمة إلى حد كبير.
فتتكون العملية التعليمية من عدة عناصر تعد أساسا لنجاحها وهي كالتالي:
أولاً: المعلم
للمعلم دور أساسي وفعال في العملية التعليمية، إذ يستطيع بخبراته وكفائتة تسهيل المادة الدراسية على فكر المتعلم ودور المعلم ليس مقتصرا على حشو المتعلم بالمعلومات ولكن العبرة هي إعداده للمستقبل إعدادا سليما ولذلك لا بد أن توفر في المعلم شروط هي:
• أن يكون متخصصا ملما بكل مفاهيم التدريس، ونظريات التعلم مستخدما طرائق إستراتيجية تتلاءم وطبيعة المادة الدراسية.
• أن يتقمص المعلم دورا قياديا، بحيث يوفر جو التعلم ، إدارته لنشاطات الحجرة الدراسية
• توفير الجو المناسب في الصف، من خلال تكوين علاقات اجتماعية وكذا كشف ميول واتجاهات المتعلم ومساعدته على تنمية قدراته.
• أن تتوفر في للمعلم خصائص الناحج, وهي المراقبة الذاتية(ضبط النفس), والحماس, والتكيف والمرونة, والجاذبية, والعقل في الحكم, وبعد النظر.
لأن المعلم هو صانع المتعلم، والقطب الفعال في العملية فلا بد من تجميع صفاته العقلية والنفسية والاجتماعية،لأن فاعلية التعليم هي من الآثار المباشرة لشخصية المعلم وخصائصه الجسمية والنفسية.
ثانياً المتعلم:
يعد المتعلم محور العملية التعليمية التي تتوجه إليه عملية التعليم لذلك فإن التعليمية تبدي عناية كبرى له فتنظر إليه من خلال خصائصه المعرفية والوجدانية والفردية في تحيد العملية التعليمية وتنظيمها ،وتحديدها أهداف التعليم والمراد تحقيقها فيه فضلا عن مراعاة هذه الخصائص في بناء المحتويات التعليمية، وتأليف الكتب واختيار الوسائل التعليمية وطرائق التعليم.
ومن بين خصائص التي يجب توفيرها في المتعلم حتى يكون قادرا على عملية التعلم ما يلي:
• النضج هو عملية نمو داخلية تشمل جميع الجوانب , وهذا النضج الجوانب التالية: النمو العقلي، النمو الانفعالي، النمو المعرفي، النمو الاجتماعي.
• الاستعداد يعرف بأنه مدى قابلية الفرد للتعلم، إذ ما تهيأت له الظروف المناسبة, ويعد الاستعداد أهم عامل نفسي في عملية التعلم لأنه في غياب هذا العامل المساعد يبقى فعل التعليم والتعلم مجرد جهود مبذولة هدرا.
• الدافع وهو حالة داخلية مرتبطة بمشاعر الفرد تهدف إلى استشارة سلوك المتعلم وتنشيطه وتوجيهه نحو هدف معين يرغب في الوصول إليه.
ولا بد من وجود دافع لكي يحدث التعلم الإنساني سواء كان هذا الدافع شعورياً أو غير شعورياً، وفي حالة عدم وجود دافع لن يكون هناك سلوك، فالتعلم الناجح هو التعلم القائم على دوافع الطلاب وحاجاتهم، والذي ينتج عنه تغير في سلوك الطالب.
والدافع قد يكون فطرياً ينتقل إلى الفرد عن طريق الوراثة البيولوجية، فلا يحتاج الفرد إلى تعلمه واكتسابه كدوافع الجوع والعطش والحاجة إلى النوم والاستطلاع، ومنها ما هو مكتسب ثانوي، أي يكتسبه الفرد نتيجة خبراته اليومية أثناء تفاعله مع بيئة خاصة، كالشعور بالواجب.
وتعد الدافعية للتعلم أحد العوامل المهمة التي تحرك أنشطة الطلبة الذهنية في عملية التعلم وتنشطها وتوجهها وتصونها ، وكلما كان الدافع قوياً زادت فاعلية التعلم أي مثابرة المتعلم عليه واهتمامه به.
ثالثاً:المحتوى التعليمي
هو كل الحقائق والأفكار التي تشكل الثقافة السائدة في مجتمع معين وفي حقيقة معينة، إنها مختلف المكتسبات الدينية والعلمية والأدبية والفلسفية والتقنية وغيرها، مما تتألف منه الحضارة الإنسانية، التي تصنف في النظام التعليمي إلى مواد مثل:التربية الإسلامية, واللغة ، التاريخ، والجغرافيا...
بناء الغايات والأهداف المتوخاة، في حين يبقى تنظيم المحتوى مرهون بمتطلبات العملية التعليمية وذاتها بأشكال العمل التعليمي.
عموما فإن عدم بلوغ المكتسبات وتحقق التعلم في درس الفلسفة يجد تبريره في عوامل متداخلة متفاعلة، تشمل بالأساس الطرفين الرئيسيين في العملية التعليمية التعلمية (المدرس والمتعلم)، كما تشمل التصور المؤطر للدرس (المنهاج) و الشروط التي يتم فيها هذا الدرس، وعليه فإن كل تفكير في تجويده لا يمكن أن ينجح ما لم يتأسس على منظور نسقي تركيبي يأخذ بعين الاعتبار كل العناصر التي تتداخل في تدريس الفلسفة، إلى جانب توفير الشروط والإمكانات التي تسمح بتحقيق أهداف التعلم، وهو ما لا يمكن أن يحصل دون الاتفاق على المستلزمات التربوية والتعليمية التي ينبغي أن يتوفر عليها مدرس الفلسفة وصياغة نموذج ديداكتيكي مطابق للسياق التربوي والاجتماعي الثقافي.
السياق البيداغوجي لدرس الفلسفة: المتعلم والمعلم ووضعيات التعلم
تتكون وضعية التعليم والتعلم في درس الفلسفة من: المدرس، المتعلم والمادة الدراسية، وهو ما يعرف بالمثلث التعليمي الذي تتحدد علاقته كما يلي :
أ- علاقة المتعلم بالمعرفة: وتتمثل في ضرورة توظيف المعرفة لصالح التعلمات من خلال معرفة أساليب بناء المعارف والعوائق التي تحول دون ذلك.
ب- علاقة المدرس بالمعرفة: إن رهان المعلم بالمعرفة يكمن في ما يسمى بالنقل أو التحويل الديداكتيكي بحيث تتحول المعرفة الخالصة إلى درس بيداغوجي.
ج- علاقة المدرس بالمتعلم: وهي علاقة بيداغوجية تقوم على تعاقد تعليمي ديداكتيكي.
إذا كانت الغاية من المقاربة بالكفايات تتمثل في خلق ممارسة تعليمية تدفع المتعلم إلى الانخراط في وضعيات دالّة تكون ملائمة ومطابقة لوضعيات المحيط السوسيو ثقافي، فإن تجليات الكفاية تكمن في توظيف المعارف والقدرات في وضعيات فصلية أو صفية مصطنعة مطابقة للوضعيات الحقيقية (تستهدف حل المشكلات المصطنعة في أفق حل المشكلات الحقيقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | ضربات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت


.. مراسل الجزيرة: غارة إسرائيلية على منطقة الليلكي في ضاحية بير




.. الجيش الإسرائيلي: نهاجم وسائل قتالية لحزب الله أسفل مبان في


.. عمليات رفع الا?نقاض بعد القصف الا?سراي?يلي على الضاحية الجنو




.. معلومات عن زعيم حزب الله حسن نصرالله