الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمود البريكان الشاعر العراقي الزبيري في ذكراه ال (21)

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 2 / 28
الادب والفن


- ابراهيم العلاف
كمؤرخ كيف استطيع ان اتجاوز الشاعر محمود البريكان وإرثه الشعري ورؤاه ومواقفه بدون الوقوف عندها والتذكير بها اقصد تذكير شاباتنا وشبابنا بالرموز والمثابات والايقونات التي مثلت الثقافة العراقية المعاصرة وعبر المائة سنة الاخيرة على اقل تقدير . ومحمود داؤد البريكان واحد من ابرز هذه الايقونات توفي يوم 28 من شباط سنة 2002 وقيل اغتيل وهو من مواليد بلدة الزبير بمحافظة البصرة سنة 1929 وقيل 1931 والتاريخ الاول هو الاصح .
درس القانون في جامعة دمشق ، واشتغل مدرسا للغة العربية في عدد من المدارس المتوسطة والثانوية في البصرة والكويت وفي دار المعلمين في البصرة وكان يتقن اللغة الانكليزية ويقرأ بها . وله كم كبير من القصائد الشعرية وقسم منها مبثوث في الصحف والمجلات وقسم قد جمعه في ديوان وكان جده ووالده تاجرا ومن خلال مكتبة جده لامه نجده قد فتح بابا الى الفكر والثقافة بابا واسعا فأصبح شاعرا
ولم يكن شاعرا عاديا بل شاعرا رائدا حاله حال السياب وبلند الحيدري ونازك الملائكة فهو من جيلهم عاش بيئتهم وتأثر بما تأثروا به فكان شعره متميزا اثار انتباه النقاد والمتخصصين وكانت بينه وبين الشاعر بدر شاكر السياب علاقة صداقة وثيقة فهما ابناء ولاية واحدة هي البصرة الحبيبة ثغر العراق الباسم .لمحمود البريكان مجموعة شعرية رائعة ومشهورة عنوانها ( أعماق المدينة)
تعود للسنة 1951 وكان مما ينقصه الرغبة في الظهور كان منعزلا منكفئا لهذا لم يأخذ نصيبه الكافي من الاضواء ومن مجاميعه الشعرية المهمة مجموعته (متاهة الفراشة:قصائد مختارة 1947- 1998 ) .
وقد تعرض شعره للدراسة والنقد وظهرت دراسات ومقالات وبحوث وكتب حول شعره وسيرته ترون اغلفة بعضها الى جانب هذه السطور . وشعره موجود في بعض كتب الادب المدرسية ودرسه الاستاذ علي حاكم صالح مع الشاعر سركون بولص ضمن كتابه ( الوقوف على حافة العالم ) . وقد اشرف وحرر وقدم الدكتور حسن ناظم وزير الثقافة السابق كتابا عنه بعنوان ( الشعرية المفقودة ) يضم دراسات وشهادات عن الشاعر محمود البريكان 1929-2002) .كما اصدرت الدكتورة ولاء محمود كتابا نقديا بعنوان ( الجملة الشعرية في قصائد محمود البريكان ) .
الاستاذ صلاح نيازي الكاتب والمترجم العراقي المعروف كتب عنه مقالة في مجلة (نزوى ) العمانية عدد 24-1-2010 قال فيها ان محمود البريكان :" كان مهتمّاً بالفلسفة، وبالموسيقى الكلاسيكية، وكان معجباً أشدّ الإعجاب بالشاعر الهندي طاغور" الذي يقول عنه : " انه شاعر حقيقيّ عميق الروح والذين يظنّون أنّه مجرّد وصّاف ينظرون إلى صوره الظاهرة ولا ينفذون إلى روحه" .كما تأثر بالشعراء لوركا وريلكه واراغون و خمينث وحتى يفتشونكو .
ويضيف أنّ محمود البريكان كان رسّاماً يحاكي لوحات عالمية. لنر كيف استفاد البريكان من الرسم في بناء الصورة الشعريّة؟ في قصيدة :»خطّان متوازيان» يقول البريكان:
«يندفع الرصيفْ/ إلى المدى، حافته الدكناء صخريّهْ
تعكس أضواء رصاصيهْ/ ترسم خطّاً ذاهباً عنيفْ
إلى المدى/ يندفع الرصيفْ/ مندفعاً بألف مصباح لها رفيفْ/ وخضرة في جنّة الليل الخرافيّهْ/ ترسم خطّاً غامضاً خفيفْ/ إلى المدى/ وفوق أرض الشارع الكبير/ ظِلٌّ، وإنسان وحيد يسير".
رحم الله البريكان كان شاعرا متفردا له حضور طاغ في الشعر العراقي المعاصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع