الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة ...

صالح محمود

2023 / 3 / 2
الادب والفن


اللانهائي المفترض في النهائي، لا يهبه الموضوع، بل ينتفي بدونه وينعدم ...
ليصبح علامته، شرعيته، صوته الوحيد إن لم يتحول حقيقة ما ...
ففي الحضور، لن يحتاج اللانهائي إلى مقدمات، حجج أو مستندات،
لن يحتاج إلى رموز أو آيات، أعني لن يحتاج إلى تأشيرة لاقتحام الكوسموس،
بل عليه ان يكون لا نهائي، بلا معنى، التباس ...
هل هو نداء؟!!!لا أشير إلى فقدانه وثائق الهوية، إذ سيكون الهوية، حينذاك،
أعني، من أين يأتي هذا الصوت، ما مصدره، ما محتواه؟!!!
وحتى أتحاشى احتجاج المعترضين قائلين:
كيف يدعي تفكيك رسالة اللانهائي والتفقه فيها وهو ظل ...
أصبتم، أعني عن أي خطاب تتحدثون، يا هؤلاء ...
فاللانهائي لا يلتقي النهائي، ولن يُدْرك مطلقا فيه ...
هو ذا بيت القصيد، إشارة إلى اللانهائي في الكوسموس،
سيظهر كلانهائي دوما، هكذا ستجيبون ...
فلو أُدرك صورة ما، علامة ما، بيانا، رسما، مفهوما ...
سيرتد سلبا، تصورا، إسقاطا، قناعا، زيا، استعارة ...
ليظل دوما صفرا، بدءا، لقاء، حلولا، حجته في الكشف ...
أعني اللانهائي لن يكون كشفا بل الكشف فيه، علة، مركز، ذات ...
حينئذ، لا ينسحب من النهائي كما يبدو،
إن كان لحظته، انعكاسه، ظله، حتى يتجرد،
يستحيل نهائيا، تأويلا في المصادر والمراجع ...
إسقاطات اللاشعور، تتجسد هرما، سفانكس،
شريعة وتابوت العهد، كتاب الموتى، إكليل الشوك والصليب،
أعنى الأسطورة عالقة ذكرى، قصص الخلق في الألواح،
في الخطايا والآثام، في الاعترافات،
ورب قائل قد يقول، أيكون الكوسموس رسمه، وجهه، هيأته؟!!!
متناسيا اللانهائي شعور، حضور، مطلق ...
أعني لن يظهر حتى يأفل الكوسموس ويخبو، يستحيل ظلال...
فكيف يكون كلا إن كان جزءا، كيف يكون لانهائي إن كان نهائي،
ولكن رويدكم، فلن يظهر الكل بلا جزء، الشعور بلا لاشعور، الصفر بلا عدد،
عبر نفي الجزء، اللاشعور، العدد، لتأكيد الكل، الشعور، الصفر...
فاللانهائي يظهر لانهائي، كشفا للحجب، عند انهيار النهائي،
أحيلكم على السجناء، على اكليل الشوك والصليب،
سيظل السؤال، رغم ذلك، ملتبسا حول اللانهائي في الأسطورة، ما طبيعته ...
وهذا تلفيق وتزييف، فإن كنتم تشيرون إلى الاستلاب المتغلغل في اللاشعور،
تشيرون بالأحرى، إلى الاغتراب والغياب، تشيرون إلى النهائي ...
بينما لم تدركوا القضية المطروحة، اللانهائي،
الشعور لا اللاشعور، الحضور لا الغياب، الصفر لا العدد ...
فلو كف اللانهائي ولو للحظة أن يكون لانهائي في الصورة، سيمثل النهائي ...
وحتى لو اكتفيتم بالصفر لم تتمثلوه بعد، فبدون النهائي يستحيل اللانهائي،
لذلك لن تدركوه في النهائي بل في زواله، أعني فيما ورائه،
أعني لن يدرك عبر النهائي بل كلانهائي، أثناء الحديث عن النهائي ...
فالعجز عن إدراك اللانهائي لا يكمن في طبيعته،
بل في النهائي إذ يَسعى لرسمه نهائي،
أعني يخشى ان يُخطئ في تحديده كلانهائي، لذلك يستحيل كنهائي ...
والحال، لا يرفض اللانهائي أن يظهر في النهائي، بل يطالب بذلك بصرامة،
ليتحقق كلانهائي فيه بنفيه، ويرفض ما دون ذلك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع