الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غروسي في طهران : زيارة سياسية بغطاء تقني

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2023 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تٌعد زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران الأكثر أهمية له في السنوات القليلة الماضية لأن نتائج هذه الزيارة ستحدد مستقبل خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بالاتفاق النووي.

في الماضي ، كلما خطت إيران والغرب باتجاه التوصل الى اتفاق سياسي بشأن برنامج إيران النووي ، كانت مشاكل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقل . لكن هذه المرة ،يمكن لحل المشاكل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ، أن يوضح معالم خارطة الطريق نحو تنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة. من هنا يمكن القول إن الدور السياسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المرة أهم من مسؤوليتها في المجال التقني وتفاصيل الخلاف حول نسبة تخصيب اليورانيوم.
و على الرغم من أن طهران كانت تؤكد دائمًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تكون قادرة على تنفيذ مهمتها التقنية الفنية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة ، لا يمكنها تجاهل حقيقة أن الخلافات بينها والوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت دائمًا تحت تأثير الحوار السياسي المتعثر بين إيران. والغرب. 
وكلما كانت هذه المحادثات أكثر تفاؤلاً ، قلّت خلافات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكلما زادت خلافات إيران مع الدول الغربية ، زادت خلافات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن ورغم التصريحات الايجابية لغروسي غداة زيارته لطهران ، فإن الثابت هو أن الانتظار والترقب هو سيد الموقف.
بينما كان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور طهران ، وصفت وسائل الإعلام الحكومية الرحلة بأنها مفيدة ، لكن الواقع سيتضح في المستقبل.
من الواضح أن إيران لم تجب بعد على جميع أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن السؤال الأهم هو علاقة هذه الرحلة بمستقبل خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015). 
حتى لا يتم الرد على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، لا يمكن أن تعلق إيران الآمال على إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. الحقيقة أن عدد الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مرتفع وليس من السهل حل كل الخلافات خلال الرحلة. 
يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في كل موسم ويجب على غروسي تقديم تقريره ربع السنوي إلى المجلس. 
يبدو أن غروسي عقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار لكتابة تقريره النهائي.بشكل عام ، يبدو أن الجانبين يحاولان تقليص الخلافات ، على الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه القول إن الزيارة ستوفر الأساس لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أو بدء مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة.
اجتمع غروسي الى العلماء النوويين .لم يكن هذا الاجتماع ضروريًا من واقع أن رفائيل غروسي معروف بعلاقته بإسرائيل منذ أن كان نائباً لـ يوكيا أمانو المدير العام السابق للوكالة الدولية ، وقد زار الكيان الصهيوني كثيراً خصوصاً في الآونة الأخيرة.
بعد تقرير أمانو حول PMD الضمانات الذي تم فيه تبرئة إيران ، طلبت منه الولايات المتحدة سحب التقرير ، وكان غروسي من بين أولئك الذين اتفقوا مع الولايات المتحدة ، لكن أمانو اختلف معهم.
هناك رأي بين المسؤولين النوويين في الغرب وبين بعض الصحفيين الأمريكيين والأوروبيين أن أمانو الياباني قتل على يد الموساد ليحل محله غروسي!
غالبًا ما يزور غروسي إسرائيل قبل ذهابه إلى إيران وبعده، وقد أعلن علنًا أنه يتشاور مع مسؤولي النظام الصهيوني حول برنامج إيران النووي.
قال مسؤولو النظام الصهيوني إنهم تلقوا معلومات عن منشآت إيران النووية من خلال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تم تنفيذ التخريب الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية واغتيال العلماء النوويين باستخدام هذه المعلومات.
خلال رحلته الأخيرة إلى إيران ، التقى غروسي بعدد قليل من أساتذة الجامعات والباحثين النوويين. مما لا شك فيه أن غروسي سيقدم تقرير الاجتماع إلى المسؤولين الإسرائيليين
ليس هذا وحسب، فقد قال الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف يوم الأحد إن بعض أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسربون معلومات حساسة لتعقيد المحادثات المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية. وقال ميخائيل أوليانوف: "مع درجة كبيرة من الاحتمال ، يمكننا تحديد الدول الأعضاء التي تسرّب معلومات سرية من أجل تعقيد المناقشات في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية". .

في تغريدة له على تويتر ، قال أوليانوف : " إزالة الكاميرات من المنشآت النووية الإيرانية كان نتيجة مهمة جدًا لقرار الترويكا الأوروبية بريطانيا وفرنسا والمانيا ، و قرار برعاية الولايات المتحدة لمجلس محافظي الوكالة بشأن إيران. إن تحييد هذا الخطأ الاستراتيجي غير المسؤول ليس بالمهمة السهلة ".
زار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي طهران يومي الجمعة والسبت بعد تقارير إعلامية غربية قالت إن مفتشي الوكالة اكتشفوا جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 84٪ في إيران ، وهي تهمة شرحتها طهران.
تحدث غروسي يوم السبت مع رئيس الوكالة النووية الإيرانية محمد إسلامي ورئيس إيران إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع إسلامي ، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن أي ضربة عسكرية لمنشآت نووية محظورة ، ردا على التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد أمير عبد اللهيان من جهته ، خلال الاجتماع مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، عزم إيران على معالجة المخاوف الفنية المتعلقة باتفاقيات الضمانات في أسرع وقت ممكن.
من جانبه ، أكد غروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لحل الخلافات بين الطرفين بالطرق الدبلوماسية والفنية.
وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعم أي مبادرات إيجابية تساعد المشاركين في مفاوضات فيينا للاتفاق على قرار نهائي بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 - خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA). 
وصرح رئيسي أن إيران تتمتع بأعلى درجة من التعاون مع الوكالة بناءً على بادرة حسن النية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا