الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان(9).. (تجميع لنصوصي -الفيسبوكية- القصيرة جدا التي تم نشرها سابقا) / أذ. بنعيسى احسينات – المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان(9)..
(تجميع لنصوصي -الفيسبوكية- القصيرة جدا التي تم نشرها سابقا)
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب

لا تنتظر مِن مَن لا أصل له، أن يصدر عنه ما ليس من تربيته وأخلاقه.. لأن "فاقد الشيء لا يعطيه". فهو يعبر عن ما بداخله من حقد وكره.

من السهل أن نتهم أي كان، بشكل غامض وغير مسئول، دون اعتماد المواجهة المباشرة، التي تقوم على الحجج والبراهين، لتأكيد الادعاء.

إن الاهتمام بالشأن الخارجي مهم جدا، لكن ليس على حساب الداخل. فنجاح السياسة الخارجية الحق، لا بد أن يمر عبر نجاح السياسة الداخلية.

نجاح بلاد، لا يقاس بسياسته الخارجية وتقدمه الاقتصادي، بل يقاس بمدى توفيره للحرية والعمل والكرامة، وجودة الصحة والتعليم للمواطنين.

ما كان خفيا بالأمس، أصبح اليوم مكشوفا،. أهمها الاستغلال والجشع؛ الممارس من طرف الدول الغنية، اللذان يرهقان شروط تنمية بقية العالم.

ينتقل العالم الثالث اليوم، من الاستعمار الاستيطاني، إلى الاستعمار عن بعد؛ بالتحكم في مقدراته، بمخططات اقتصادية وسياسية وثقافية.

العمل السياسي اليوم، يحقق الريع بمختلف مظاهره. أبوابه مفتوحة في كل الاتجاهات. تلتقي فيه المصالح وتتصارع، دون تجريم الفساد فيه.

القوى العظمى اليوم لا تقاس بالثروة، وقوة الجيوش وتنوع أسلحتها، بقدر ما تقاس بامتلاك العلم والتكنولوجيا الحديثة، وحسن تدبيرهما معا.

للتحكم في البشر، مطلوب نهج إستراتيجية الإلهاء، وإبقاء العامة في حالة الغباء والجهل، واستخدام لغة العاطفة، بدل لغة العقل والمنطق.

الانتخابات لا تعبر عن الديمقراطية، ما دامت جل الأحزاب لا تقوم بمهامها، تعتمد على مرشحين يضمنون النجاح، على حساب خدمة الصالح العام.

الناجح عندنا في أي مجال؛ إداري اجتماعي أمني.. يحتاج إلى جرعة من التملق والانبطاح والنفاق والارتشاء.. حتى يُحض بالترقية المناسبة

إن استمرار الفساد في الانتخابات، فد يُشرَعُ له في جميع المجالات وفي كل القطاعات.. قد يصبح عملة متداولة، يتعامل بها جل أفراد المجتمع.

عندما يستيقظ الوعي بالمصلحة الوطنية، في لوبيات المال والأعمال، وكبار رجالات الدولة في بلادنا، إذ ذاك ستنهض الأمة وتتقدم بين الأمم.

إن لم تكن قادرا على تصديق الحقائق، التي تتوصل إليها أو تصل إليك، على الأقل لا تصدق الأكاذيب والأباطيل، التي تنتشر حولك صباح مساء.

أيام زمان، كانت السياسة محرمة، لأنها كانت تعني الثورة والتغيير. واليوم ًأصبحت مبتذلة، يمتهنها من هب ودب، لأنها تعني الجشع والفساد.

لقد تعرض العمل السياسي لتشويهات عبر تاريخه الطويل، حيث أصبح مرتعا ناجحا للترقي، مما أدى إلى احتكاره من ذوي السلطة والمال والأعمال.

إن الله يمهل ولا يهمل، والحق سينتصر مهما طال الزمان، والباطل لا بد زاهق لا محالة، وحبل الكذب والكاذب قصير. حسبنا الله ونعم الوكيل.

أقي شر من أحسنت إليه. ففي الغالب، لا يكون هذا الإحسان دوما في مكانه المناسب. فلذا لا بد من التفكير ألف مرة قبل الإقدام على فعله.

. من كان رصيده من الكذب والنفاق والغش بحق، فإنه لا ينفق إلا مما يملك، ولا يجني إلا مما يزرع من كل ذلك، عندما يحل موسم الحصاد والجني.

عندما لا تتمكن من مواجهة الواقع بأسلوب علمي عقلاني موضوعي، لم يبق لك إلا الكذب والنفاق والغش. لكن حبلها قصير جدا لا ينطوي على أحد.

نحن قوم نجعل من الكذب فطنة، ومن النفاق مجاملة، ومن الغش شطارة، ومن النصب والاحتيال ذكاء، ومن الرشوة قضاء حاجة. فمن نكون يا ترى؟

الانتخاب هو أن يختار المواطنون من يمثلهم من المرشحين. فهل هؤلاء يمثلون المواطنين في الواقع، أم يمثلون فقط، مصالحهم الذاتية الخاصة؟

في الانتخابات، تتأكد قيمة المواطنة الحقيقية، حيث توضع كرامة الإنسان على المحك، فإما أن يكون مواطنا أو مجرد أحد الرعايا التابعين.

الانتخابات اليوم، لم تعد مناسبة للدفع نحو تنمية البلاد، وتحقيق المصلحة العامة، بل يعمل الساسة على جلب الريع، وخدمة مصالحهم الخاصة.

اكذبْ ثم اكذب حتى تعتقد أنك صادق، ونافقْ ثم نافق حتى تصدق أنك أمين، وغش ثم غش حتى تقتنع أنك نزيه. تلك عقيدة الفاسدين في مجتمعاتنا.

أموال الأغنياء بدون استثناء، بشكل مباشر أو غير مباشر، معجونة وملطخة بعرق الفقراء، من خلال الأعمال التعسة والشاقة المقدمة من طرفهم.

الأنثى عندما لا تستطيع أن تكون امرأة، تتحول بطبيعة الحال إلى رجل. والذكر عندما لا يستطيع أن يكون رجلا، يصبح بالطبع امرأة لا محالة.

إذا لم يكن الزواج محبة، ومودة وتفاهما وتضحية، ووفاء وإخلاصا ورحمة.. فهو جحيم على الأرض، لا مثيل له، والذين يحترقون به هم الأطفال.

قد تتحمل الألم ساعات، لكن لا ترض باليأس لحظة. فلا تيأس إذا، فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح، هو المناسب لفتح الباب.

الابتسامة لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير على صاحبها، إنها لا تستغرق أكثر من لمحة بصر، ولكن أثرها وذكراها يبقيان طويلاً.

الغش والفساد عندنا، معجون بالكذب والنفاق، مفبرك بالنصب والاحتيال، قد استشرى في البلاد في كل مكان، فمن سيوقف هذه الآفة الفتاكة؟

عادة ما يرجع تخلف المجتمعات وجهلها، إلى اهتمامها وممارستها، للسحر والشعوذة والتفكير الخرافي الأسطوري، وتغييب التفكير العلمي لديها.

أن تكون ناجحا في عمل أي كان؛ إداري اجتماعي أمني وغيره في مجتمعاتنا، لا بد من تملق وانبطاح ونفاق ورشوة، حتى تتمكن من الترقية فيه.

الحياة معركة دائمة؛ البعض فيها يَقود، والبعض فيها يُقاد، فإن لم تستطع أن تكون سيدا لنفسك فاعتزل البشر، ولا تكون أبدا عبدا للآخرين.

يعتبر الجهل والفقر والتخلف أصلا في الإنسان، لكن العلم والغنى والتقدم من صنع الإنسان؛ بذكائه وإرادته الحرة واجتهاده المستمر الدائم.

عندما تعرض عليك مشكلة ما، ابعد نفسك من التحيز والأفكار المسبقة، وتعرف على حقائق الموقف، ورتبها ثم اتخذ موقفا أكثر عدلا وعقلانية.

إن الكاذب في الغالب، لا يستقر على رأي أو موقف. فهو عندما يعاد طرح السؤال عليه، يقع دوما في تناقض. لذا يقال حقا أن حبل الكذاب قصير.

التعليم مسئولية جد صعبة، لا يتحملها إلا المحبين للمهنة، والمخلصين لها، والقادرين على العطاء، مهما كانت الضروف قاسية وغير ملائمة.

الاستثمار الحقيقي هو في العلم والمعرفة، مع التمتع بالحرية والاستقلال في طلبهما، هما وحدهما يفتحان أبواب في الأرض وفي السماء.

في العمل السياسي المسموح به ببلادنا، انتقلنا من النضال إلى الابتذال، ومن خدمة الوطن والصالح العام، إلى خدمة الريع والمصالح الخاصة.

الفقر ليس عيبا والغنى ليس امتيازا، كل منهما يستفيد من الآخر. فعيب الفقر أن تضل أبدا فقيرا، وامتياز الغنى بلا تجديد لا يدوم طويلا.

في عصرنا، انقلبت كل القيم؛ فأصبح الكِذب صدقا والنفاق فضيلة، والتحايل ذكاء والنصب شطارة، والرشوة حقا مشروعا والجشع قيمة أخلاقية.

إن الإدمان على التعاطي المفرط، لاستعمالات الهواتف الذكية وتطبيقاتها عند المتمدرسين، سيؤدي إلى تعطيل ملكة الذاكرة والتفكير لديهم

هناك أناس لا يحترمون البيئة، يقومون يوميا بتلويثها وإتلافها وتدميرها بكل عنف، رغم أنها لا تسيء إليهم، بل هي في خدمتهم على الدوام.

الأرض أُم، تحضننا في الحياة وبعد الموت. علينا أن نعتني بها ونرعاها ونحافظ عليها، من كل تلوث ودمار وإتلاف، قد يصيب مناخها وبيئتها.

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الرقمي في العالم، بدأ الإنسان يتخلى عن علاقاته الحميمة، وعن قيمه الإنسانية، مع غيره من الناس.

ما دام من غير الممكن، العيش خارج هذه الأرض، التي ننتمي إليها أحببنا أم كرهنا، فما علينا إلا الحفاظ عليها، والعمل على سلامة بيئتها.

ما يحفظنا ويخلدنا في الحياة بين الناس، هو أعمالنا وأخلاقنا وتواضعنا.. وليس جاهنا أو وجاهتنا أو ثرواتنا، التي هي مجرد مظاهر لا غير.

إن اللجوء إلى الكذب والنفاق، ناتج عن توالي الفشل، دون تحقيق نجاح معقول. لذا نجد الفاشلين، أكثر ميولا إلى الكذب والنفاق من غيرهم.

بدائل "النفاق": أمان، أمانة، إِخلاص، استقامَة، ، صِدق، نزاهة، وفاء.. قال النبي (ص): "أكْمَلُ المؤمنين إيماناً أحْسَنُهُم خُلُقا".

ما يحتاجه ديننا الحنيف، عند ممارسته وتطبيقه، هو مواكبته بالأعمال الصالحة حتى يكتمل، مع جرعة من المحبة الصادقة لكل الناس أجمعين.

ما يُبنى على الكذب، سيبقى وهما إلى أن يزول مع الأيام. والحقيقة مهما تمت محاولة إخفاءها بشتى الوسائل، ستظهر للناس يوما ما لا محالة.

إن الكذب من شيم النفوس. لا تجد هناك إنسانا لا يكذب. فالكذب إذن عملة طبيعية يداولها الناس. لكن علينا أن لا نجعله يضر بنا وبغيرنا.

إن التدين من دون الالتزام بالقيم الإسلامية، ممارسة للدين في شقه التعبدي، دون القيام بالعمل الصالح، الذي من دونه لا يكتمل الدين.

إن أول درس في الأخلاق، احترام أنسنة الإنسان. سواء كان ذكرا أو أنثى، فقيرا أو غنيا، ضعيفا أو قويا، ذميما أو جميلا، معوقا أو سليما..

إن القيم الأخلاقية وما يترتب عنها من أعمال صالحة، هي مفتاح نجاة لتأكيد إنسانية الإنسان، في مختلف الأنظمة كيف ما كانت إيديولوجيتها.

الإنسان في النظام اللبرالي الرأسمالي، مجرد رقم من الأرقام.. وفي النظام الشيوعي الاشتراكي، مجرد عنصر من الجماعة الضاغطة لا قيمة له.

نحن أمة ننتج ونستهلك الكلام المشبع بالكذب، بالغش، بالنفاق، بالجشع.. وندعي أمام العالم، أننا خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

فكيف تحكمون؟ والله أقر بالاختلاف وبالحرية: "لا إكراه في الدين"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، "لو شاء الله لهدى الناس جميعا".

إن استمرار الحياة تقوم على اثنين: الحرب والسلم؛ فالحرب إلى حين، والسلم في كل حين. الحرب ضارة ومكروهة، والسلم دوما مقبول ومحبوب.

قيمة الناس في مجتمعنا تبدأ بالنسب، ثم بالسلطة، فبالمال، فبالعلم، فبالعمل، وأخيرا بدون عمل، ذلك أحقر قيمة في تراتبية الإنسان عندنا.

لقد أصبح للمال في عصرنا سلطة خارقة، تتحكم في كل شيء؛ في الاقتصاد، في السياسة، في القيم، في المجتمع.. إنه إله العصر بلا منازع.

إن الهواتف الذكية اليوم، سرقت وتسرق منا أنفاسنا. لم نعد نتنفس إلا ما تقدمه لنا شاشاتها، دون إيجاد وقت للتفكير، في أنفسنا وفي ما حولنا.

جل الناس في العالم اليوم، يستهلكون مواد وسلوكات وأفكار وقيم، من دون استعمال عقل أو ذوق سليم، لأنهم فقدوا خاصية الإنسان فيهم.

من المعتقد أنه لا يوجد شيء يسمى بالصداقة الدائمة الأبدية بين البشر. فالصداقات عادة ما تكون وقتية لفترات، تغذيها المصالح المتبادلة..

الهواتف الذكية تعلم أطفالنا الغش والاتكال والكسل، وكذا الخوض في أمور لا تعود عليهم بالنفع بالمرة، بل تفسد أخلاقهم وتضيع مستقبلهم.

زمننا اليوم، زمن الشهرة والتشهير، زمن قياس النجاح بعدد المشاهدات، زمن استجماع نقرات الإعجاب، زمن الضغط على أزرار مشاركة المحتوى.

النفاق خصلة بشرية، يكتسبها الإنسان، عندما يبحث عن تحقيق هدف ما. قد يلجأ إلى مجاملة تفوح منها رائحة النفاق، لجلب اعتراف لا يستحقه.

من يتجاهل الإساءة، ليس عاجزاً عن ردها بالفعل، ولكنّه عرف قدر المسيء فتجاهله. والتجاهل أبسط شيء تفعله عندما تسود حولنا التفاهات.

االفرق بين نظرة الأمل ونظرة التشاؤم، هو أن الأمل ينظر إلى لحياة كما ينبغي أن تكون، أما التشاؤم فينظر إلى الحياة كما هي في الواقع.

ما ينقصنا اليوم، هو التواصل الهادف إلى التفاهم المتبادل، وفق ضوابط أخلاقية، تحكم العملية التواصلية المتاحة، حسب معايير متفق عليها.

الإرادة الصادقة للإنسان، تشبه قوة خفية، تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعا إلى الأمام، وتتنامى مع الوقت، وتمنعه من أي تراجع أو تقهقر.

إن الفضيلة والثروة في أحوال الدنيا، ثِقْلان في كفتي ميزان، لا يمكن أن يرتفع أحدهما دون أن ينخفض الآخر. فلنجعل الفضيلة ترتفع دوما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah