الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العلامة حسين علي محفوظ/ لم اقو على السياسة ولو بحمل عصاي بعد ان بح صوتي
محمد خضير سلطان
2006 / 10 / 19مقابلات و حوارات
حفزتنا الاجواء الرمضانية الحذرة الى ان نشارك بالدعوة الى استذكار شخصياتنا الابداعية العراقية التي حالت ظروفهم الصحية وظروفنا الامنية دون ان نراهم في المناسبات الثقافية العامة ألا نادرا بل ان قسما منهم غدوا قعيدي الدار والتذكاربعد ان كان نشاطهم الابداعي يملأ الافاق حقا وحضورهم ملء الارجاء صدقا، فآثرنا الزيارة بعد الاستئذان وتقرر في موعد مسبق ، ان نزور الاستاذ الجليل حسين علي محفوظ في بيته ، ليس من اجل ان نحزم اوراقنا واسئلتنا مثلما هي اشتراطات المهنة ولكن اعددنا انفسنا للقاء صاحب ما يربو على الالف مطبوع ، تراثي وفقهي ، ومعرفي، والذي احتفل قبل اسابيع بدخول العقد التاسع من عمره المديد احياء لفكرة الاحتفال التي نفذها العميد الثقافي الناشط زاهد البياتي، وما ان ازف الموعد مع الشيخ الجليل حتى قدمنا مدفوعين بان نستوقف شيخ العراق قليلا كما وصفه عارفوه،نستوقفه امام منجزه الثقافي الكبيروعمره المديد ونقف امامهما باجلال ، لنقل هي محطة استعادة لانطلاق اسئلتنا في الحصيلة المعرفية لالف مطبوع ، ولكننا يجب ان نعترف، من يشاهد اجواء الطوارىء في الطريق الى محفوظ، وجوه الناس المتوجسة من تفخيخ والمتسارعة الخطى خشية الانفجار والمرتابة بالنظر الى بعضها فضلا عن ان خواء الشوارع من المارة والنظرات الزائغة لشرطة المرور ، يفضح بقوة آثار سيارات محترقة وتخريب ارصفة بعبوات ناسفة ومواضع اطلاقات، مرت صاخبة على واجهة واسيجة البيوت،، لابد ان يستدرك هذا الشاهد العابر ،،، كيف يرى مثل هذه المظاهر في بلد ، فيه عالم مثل حسين محفوظ وغيره، اين الحقيقة، في محفوظ ام في الطريق اليه ، هل يصدق( الآخر) ان وضعا على هذه الشاكلة، ينتج في المقابل نقيضا كاسحا، من علامات الموت الاعتباطية في الطريق( وهل هي حقا اعتباطية ) الى سحنة متطامنة، يكسيها السلام دعة ويشبعها الوئام القا حتى كانك امام فخارة من الطين، الشديد النقاوة ولامتناهي الحبور بين الشمس والماء.
اذن (هاتان امتان)، محفوظ والطريق اليه،وما دام مفكرينا وشيوخنا الاجلاء لم يؤثروا في هذه الطريق وحدث كل شيىء بالرغم من وجودهم فان امرا آخر اكثر خطرا سيلوح في الافق، وهو ان الثقافة ليس لها وجود حقيقي في بلادنا، والمثقف المنتج ما هو ألا ذاكرة مترعة ، متسامية، على هامش تاريخ متباطىءفي العقل ومتسارع في الزمن العادي، تمتلك تلك الذاكرة حق ودائع تاريخية ، ضاعت عن وجودها الحقيقي الفعال في الحياة ، نعم ضاعت وتغربت لولا ان تأخذ ركنا قصيا في مكتبة جامعية اومعهد بحوث قابل للحرق في نزوة استبدادية من قبل السلطان في أي زمان وتوثق الحيازة لهذه الودائع في شكل كتب ثم تنتقل بحيازة آخرى الى احد الطلبة الدارسين ، وهكذا تستمر الذاكرة ولا تبلى ما دام هناك بحث علمي ، ينقذها من النسيان ويحقق تواصلها في خط العلماء من وقت لآخر بالرغم من خبو التاريخ ومحصلة هزائمه المرة، وبذلك فان ألق ذاكرة مصطفى جواد وحسين علي محفوظ وعلي الوردي ، هي اقباس من ذاكرة قديمة لم تتوار خلف وقائع الاستبداد،فانتقلت الملكية اليهم بعد ان امتلكوا بامتياز حق الحيازة بواسطة الاثر المعرفي ومن ثم ستنتقل بامتياز ايضا الى آخرين دون ان تحقق معطاها الحقيقي في الواقع وتستثمرفي وصل الحلقات المفقودة من تاريخنا الطويل واستعادة الزمن الضائع من وعينا في الحياة وصورتنا الوطنية للثقافة مثلما استفادت الامم من تراثها في ابتكار اساليب حياتها لا المحافظة عليه حسب،واذا كان علينا ان نعيد اكتشاف هذه الاقباس وندفعها الى خارج كمونها الجامعي فيجب ان نقر باننا نمتلك رجال نهضة ولا نمتلك نهضة، عندنا امتياز تحول الذاكرة من عالم الى آخر ومن وقت الى آخر دون ان تلتحم هذه الذاكرة بوقائعنا العامة وتعمل على ايجاد جدل مشترك ومتنام مع التاريخ .
في اثر هذه التداعيات ،قلت للاستاذ الجليل محفوظ بعد ان استقبلنا في ممر حديقة بيته الذي تظلله ثلاث اشجار كثيفة الاوراق ، المدارس في العراق الحديث بجميع مشاربها المعرفية ( التبشيرية الدينية والسياسية) لم تعلم الابجدية بقدر ما هي تجانيد سوق لمؤسسات اممية وتاريخية، ارادت ان تنشىء ثقافتها واثرت بمرور الوقت في الموزائيك العراقي بحيث لم تدرك المكونات المجتمعية نفسها وسط الاضطرام واصبحت كل ثقافة ، تؤثر بمرجعياتها في المعطيات العامة للثقافة العراقية الفاقدة للهوية... عبر الاستاذ الجليل عن قلقه في هذا الشأن ووعدنا بالاجابة على هذا السؤال بعد كتابته واكد بانه لايملك سوى تعزيز الهم وترسيخ المشكلة والمشاركة في القلق والاقلاق من اجل الوصول الى الحل.
وحين تامل الشيخ طبيعة حديثنا السياسية حول انعدام تأثير البعد الثقافي في المكونات المجتمعية والسلطوية بالرغم من توفر الفرص التاريخية لاقامة الجسور في الفضاء الاجتماعي، قال ، وما العمل ، لقد بح صوتي من المناداة بالتعايش والوئام والحب ، ولا استطيع اكثر من ذلك ، ولو نتفحص تاريخنا لوجدنا بيسرالامثلة الباتة لدرء اخطار الطائفية والعرقية، لقد حرم سماحة السيستاني قتل المسلم من طائفة آخرى حتى لو ابيدت مدينة بكاملها من قبل طائفته، غير ان مقدرات الثقافة لاتقوى على لعبة السياسة وانا في السياسة لم اقو على رفع عصاي، ويرفع بيده الراجفة عصاه قليلا ويدق بطرفها الارض بهدوء.
قلت لشيخنا الجليل، كنت عدوا للسياسة في بعدها المباشر ولكن موقفك الثقافي ،يحمل كيانية سياسية بالحتم وخلق لك اعداء سياسيين وألا بماذا تفسر عدم اهتمام المجمع العلمي العراقي المطلق بحضورك الاكاديمي ابان النظام السابق فيما احتفى بمنجزك المجمع العلمي في القاهرة، ان وضعك الابداعي يبز السياسة ومن المستحيل ان تلتقيا ، لأن المثقف لن يلتقي حكومته ابدا.........
رفع عصاه بيده الراجفة ثانية ودقها الارض بهدوء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري