الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر

مجدى سامى زكى

2023 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عثرت فى أوراقى على مقالات طويلة هامة جدا كانت منشورة فى يونيو عام 2018 فى صفحة الصديق المرحوم محمد البدرى عن هزيمة 1967 ( سموها حرب الستة الأيام وسماها البعض حرب الثلاثة ساعات وهى فى الواقع حرب ال 15 دقيقة التى تم فيها تدمير الطائرات المصرية ) ..وتكشف هذه المقالات عن العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر التى تترواح بين المحبة العمياء والتوجس المتبادل وسياسة الشلل.أرسلها لحضراتكم لانه أصبح من المستحيل العثور عليها مع تعليقى المذكور فى الأول.
-----
حاجة تخوف فعلا .كنا نعيش فى رعب . البلد ضاعت . فقدت الأمل فى الأصلاح ( أنفجار سكانى رهيب + فساد سرطانى مزمن + هوس دينى بالوراثة ...) . رغم التوحش سوف تسمع العقل الجمعى الخرافى يردد دون تفكير :" ربنا يستر "!!!..." الله - أصلة ألة القمر ، أنظر نادى الفكر ، مغلق - يدافع عنكم وانتم صامتون " !!! نص التوراة الذى لم يعد يؤمن به معظم اليهود بعد المحرقة فقد فهموا أمرين - فوق طاقتنا - أولا : الأنسان وحيد فى العالم + ثانيا:
العالم تحكمة القوة والمصالح.
Magdi Sami Zaki
---------------------------------------------



Mohamed Elbadry
· June 5 at 11:06am ·



في ذكري يونيو ويوليو

منذ عاد جمال عبد الناصر من حرب فلسطين بعد حصاره في الفالوجا حسب تأريخ المؤرخين فلم تكن له من خبرة عسكرية الا بكيفية التعرض للهزيمة. فأتت معاركه العسكرية جميعها بعد هذا التاريخ بنفس النتائج كسنة لا تفارقــه الي ان اضاع البقية الباقية من ارض فلسطين في مغامرة عسكرية في عام 67. المفارقة ان كل هزيمة مع الخارج كان يخرج منتصرا وقويا علي الداخل. فتاريخ وتراث الناصرية معظمه تحت السطح لم يخرج بعد الي النور، تآمرا من اصحابه وليس لاسباب أخري، لكن من الجزء الطافي منه ومن نتائج سياسة الفترة الممتده من يوم انقلابه العسكري الي يوم مماته يمكن منها استنباط كثيرا مما خافي علينا.

رفع الفلسطينيين صورتة باعتباره المخلص ويرفعها البعض في بلاد اخري تدعي العروبة. ولم يدركوا انه خدع الفلسطينيين كما خدع المصريين وكل من آمن بالناصرية. بل ومارس التضليل علي قادة دول عدم الانحياز والاتحاد السوفييتي والصين. في ذلك الزمن لم يكن هناك احد غير منحاز. فالعالم مقسم بين ايديلوجيات متعارضة ويصطف وراء كل ايديلوجية كتلا سياسية. فاوروبا باتت علي حلم الاشتراكية الدولية الثانية وامريكا بالراسمالية والليبرالية، اما الشرق فكان مقسما الي اكثر من اشتراكية. فالصين لها نظامها الماوي الذي تعادية به اشتراكية السوفييت. وعلي ارض اوروبا الشرقية كان هناك اسري كملك يمين لا يقلون مهانة عن اسري موقعة بدر، فالسوفييت اخذوا أعضاء حلف وارسو رهنا. وكان هناك اسري في امريكا الوسطي الجنوبية لصالح امريكا الامبريالية. اما في اقصي الشرق فاليابان ومعها كوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج كانوا ضمن المعسكر الامريكي.

كان زعيم يوليو 1952 ليبراليا وراسماليا وغربيا عندما طلب تمويل السد العالي من البنك الدولي اي من امريكا. وانقلب اشتراكيا عندما يحتاج السلاح لدعم نظامه أو إذا ما احرجه الامريكيين بسحب التمويل لعدم ثقتهم في نظامه. لم ينقلب الزعيم مدافعا عن الطبقات الكادحة بين ليلة وضحاها الا لانه انقلابي في طبيعته وليس عن قناعة بالفكر الجديد. فكان مصريا عندما اكتشف ان هناك فساد في الداخل المصري يحتاج الي معالجة بالانقلاب علي السلطة ثم انقلب عروبيا ينشد الوحده مع نظم بدائية تحالف معها الامريكيين وبها فساد وبربرية تزكم الانوف.

لم يكتفي الرجل بحل كل التشكيلات السياسية المصرية لتتحول الطبقات الاجتماعية، حسب تنصيف الاقتصاد السياسي ليبراليا او اشتراكيا، الي بلازما بشرية. عمل وعملت معه حكومات العرب علي تحطيم الصناعيين وكبار الملاك للاراضي او رؤوس الاموال وتم منعهم من التوسع الاقتصادي لئلا يزداد نفوذهم فيشاركوا او يطالبوا بالاشتراك في السلطة وصنع القرار. لم يكن التاميم او التمصير او اشتراكيته العربية طريقا للعدل الاجتماعي بقدر ما كانت سدا وحاجزا لمنع اصحاب الاملاك ورؤوس الاموال من المشاركة في السلطة وصنع القرار. لهذا فعندما حل السلم بالجميع حسب ما هو حادث الان فاننا نجد ارضا فراغا وفضاءا خاويا لا مكان فيه الا للسماسرة.

بعد حل اعمدة الدولة واصبح المصريون كتلة جماهيرية من اللحم الذي بلا وعي، فسال لعابة علي ما يطلق عليه الامة العربية لان هناك من اوحي له بانها شعوب من القطيع تسمع فتطيع وبلا عقل، تؤمر فتنفذ وتنصت للوعود الغرائزية وبجنات اللذة ولا يمكنها محاسبة من وعدها لو لم تفي بوعودها. فهل هناك من شروط افضل تشجع اي مستبد كعبد الناصر لئلا يتبني العروبة. فالعروبة له حسب ما سبق هي مغارة ملئ بالكنوز وليس مشروعا للتقدم. لهذا فليس غريبا ان تكون علاقاته بالحكام العرب قد حكمتها الشتائم والسباب ونتف اللحي وسب الامهات لسلب الشعوب من حكامها.
يخدع الطاووس المشاهدين له بزهو الوانه وانتفاش رياشه، فجعل الزعيم الثوري مؤسسسته طاووسية المظهر. فالمنفذين لسياسته العسكرية او السياسية تمت ترقيتهم من رتب دنيا الي رتب تضاهي الفيلدمارشال. خطبه كلها رنانه بها ازهي انواع السب والشتم لامريكا والغرب. دخل الزعيم بطووايسه المارشالية حروب السويس واليمن وحرب 67. كان قائدا فذا مثله مثل القائد الضرورة في ارض الرافدين. مع فارق واحد ان نهايته التي وضعتها له القوي الدولية باجماع كانت اكثر رأفة به كطاووس من النهايات الاخري المحتومة في صباح عيد الاضحي.

أما السوفييت، وبغباء غير مسبوق ناصروه رغم علمهم انه لم يكن اشتراكيا او حتي إصلاحيا انما حاكما مستبدا. كان الزعيم مفضوحا أمام السوفييت عندما وقف ضد عبد الكريم قاسم مشهرا به وبنظامه ليوفي بدينه للامريكان بعد ان انقذوه من ورطة السويس. ولم تفوته فرصة غزو السوفييت للمجر، فدارت مطابعه لتوزع علي المدارس والجامعات كتيبا احمر بلون الدم، صفحاته كلها صور ومشاهد دموية لما جري للشعب المجري من الدبابات السوفيتية. وبانتهازية تفوق البرجماتية الامريكية ناصروه فانقلب عليهم بوضع الشيوعيين في السجون. زيارات الرفيق خروشوف جرت وكانت تسبقها حملات القبض علي الشيوعيين. فالسوفييت مثلهم مثل الاسلاميين يبحثون عن الخرائب باعتبار سكانها وقود مشتعل للفوضي او لاعتناق الدين الحنيف. دخلوا افغانستان رغم خلوها عن اي تشكيل اجتماعي ذو نمط انتاجي واضح الملامح والطبقات فكان الاسلام اكثر كفاءة منهم في سحب النخاع من عقول الافغان لصالحه لانهم علي بدائية اجتماعية تبعد كثيرا عن اي تشكيل انتاجي أو حتي وجود مدني عقلاني.

كانت اخبار قتل الشيوعيين في سجون عبد الناصر تاتيه وهو في اجتماعاته من القادة الاشتراكيين في العالم. ووصل خبر مقتل شهدي عطيه اليه وهو في حضرة الاشتراكي جوزيف بروز تيتو، يجالسه ويتحدث معه عن تحرر الشعوب ويشرب نخبها رغم حرصه علي الظهور في صلاه الجمعة والاعياد وبث صورها في صدر صحف تنظيمة الوحدوي. فهل كان يهين تيتو ام ان غباء اجهزته الطاووسية كانت تورطه بدون خجل او حياء. لم تكن صوره الكثيرة مع القادة السوفييت تقول شيئا مثلما اوحت للقارئ اكبر واهم صورة في صدر الصحيفة القومية الاولي حيث يظهر الزعيم وبجانبه قائده العسكري الفذ الفيلد مارشال عبد الحكيم عامر يجلسان في تواضع باكبر مسجد في موسكو لصلاة الجمعة (الصورة اعيد نشرها في نهاية القرن الماضي بجريدة الحياة اللندنية لا سباب لا تخفي علي لبيب).

منذ ما قبل ليلة 23 يوليو 1952 وحتي الجلاء كان الانجليز يحتلون مصر متمركزين علي ضفتي قناة السويس أي علي الطريق من القاهرة في اتجاه فلسطين. ومع ذلك تحرك الجيش المصري عابرا فوقهم وحتي الحدود الدولية !!!!! لتحرير فلسطين؟!!! بعد العودة طيب الامريكان خاطر الضباط فانشأوا لهم تنظيم ثوري سري في الجيش في صيف 1949. كان التنظيم كخلية عنقودية من تنظيم اكبر هو الاخوان المسلمين. نضجت الفكرة وبزغت البراعم لانها زرعت في تربة الاخوان المسلمين التي انشأها الانجليز غداة صدور كتاب في الشعر الجاهلي. البراعم من امثال جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وعبد المنعم عبد الرءوف، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف بغدادي، وزكريا محيي الدين، وجمال سالم. وبطريق الخطأ دخل بعض المشكوك في ايمانهم امثال ثروت عكاشة، ويوسف منصور صديق. وحققت لهم القوي المتواجدة والفاعلة اضغاث الاحلام ليلة 23 يوليو، ثم قرروا انهيارها في كابوس يوم 5 يونيو 1967. بينهما لعب الزعيم دور القائد والملهم والبطل وارتدي كل الازياء وتحدث بكل اللغات الانتهازية والاشتراكية والليبربالية والنازية والفاشية. لم يخطأ ولو مرة فظلت كلماته كلها مصوبة الي قلب الاستعمار والامبريالية والرجعية والالحاد والشيوعية.
بعد أن فض السوريون الوحده معه اصابته لوثه، قرر ان يضع منافستو علي طريقة كارل ماركس أو ملحمة كالاياذة والاوديسا. فوقف وقرأ اطول وثيقة امام جماهير الامة باسم الميثاق كمنافستو اشتراكي. وقال فيها ما لم تقوله الاشتراكية السوفيتية او الماوية انما الليبرالية الراسمالية حيث قال بالحرف: إن حرية الكلمة هى المقدمة الأولى للديمقراطية.

طبق الزعيم ونظامه ديموقراطية الميثاق بالتاميم والمصادرة وتكميم الافواه ومصادرة الكلمة والراي الي حد تحديد تكلفة دخول المرحاض العمومي في ميادين القاهرة. وفي العام 1968 وبعد مظاهرات الطلبة وهتافهم بكلمات لم يسمعها الزعيم من قبل خرج ليقول في خطبة شهيرة لا اعتقد ان هناك من نسيها، ليرد بها علي الطلبة ومن والاهم في المظاهرات قائلا " الديمقراطية هي رغيف الخبز". وباسرع من البرق تغيير اساس الميثاق الاشتراكي الليبرالي من ان " حرية الكلمة هى المقدمة الأولى للديمقراطية" لتصبح "الحرية هي رغيف الخبز". الم نقل انه كان انقلابيا.

لم يربط الزعيم الحرية برغيف الخبز الا بعد ان تاففت الجماهير من افعاله خاصة بعد محاكمات الطيران وسقطت اشتراكيته وبدأ يقدم التنازل للغرب الليبرالي للفكاك من اسر الهزيمة. منذ تلك اللحظة اكتشفنا ان الامور كلها في زمن الثورة كانت مرهونة بالفوضي وبغريزة البقاء في السلطة وباستخدام اي شعار يمكن المرور به من وسط الزحام. مرت سنتين بعد هذه الايه الناصرية الكريمة ومات الزعيم دون صدور كلمة حرة من اجل الديموقراطية او امتلاك رغيف خبز. لم يمهله القدر وقتا كافيا حتي تتمدد الديموقراطية الناصرية ولئلا تتطرق فلسفته الي مناطق اخري علي امتداد الخط المستقيم الراسي الواصل بين اللسان والمعدة. راجعوا كتابات وخطابات فيلسوفه الصحفي الجرنانجي الذي تبرزه قنوات خليجية حديثا باعتباره مفكرا وسياسيا وله تجربة حياه، لاكتشفنا غياب لفظ الديموقراطية كليه لا لسبب الا لانهم منذ ليلة 23 يوليو لم يعرفوا هل هي مرتبطة بالكلمة ام بالخبز.

عند السوفييت اصدقاء عبد الناصر اختفت الكلمة لانه لا لزوم لها ولم يكن الخبز هو شاغلهم انما البطاطس لاختلاف انماط التغذية عن الشعوب. وعندما اشتدت الازمة لديهم بدأ التندر علي الانجازات الفكرية والانجازات الانتاجية. ففي زيارة للزعيم الشيوعي الاول في الحزب الي مزارع البطاطس واستعراض الانتاج اخبره المسؤول الاول عن المحصول ان إنتاج هذا العام قد غزيرا الي حد انه لو وضعناه في كومة واحده لوصل ارتفاعه الي الله في السماء. رد زعيم الحزب، كيف ذلك ونحن نعرف انه لا يوجد شئ اسمه الله. فاجاب المسؤول عن الانتاج الزراعي ولا يوجد لدينا ايضا محصول للبطاطس.
كان الجميع يكذبون علي انفسهم فلم يكن احدا منهم اشتراكيا وهو يطحن الخبز او يزرع البطاطس ولم يكن احدا منهم يحترم الكلمة ويسمع ما يقوله الاخرون. هزموا جميعا وسقط من سقط. وما زال الموهومين منهم يحتفلون بالذكري ويتمنون عودتها.


Mohamed Elbadry
· June 5 at 8:03pm ·

أين أصبح المصريون بعد 66 عاما من الثورة؟
وكأننا لم نراوح مكاننا


حركة ضباط يوليو لم يكن لها من اختبار حقيقي إلا في الخامس من يونيو 67 من جانب إسرائيل في الساعة التاسعة إلا الربع مع أول غارة فوضعت الحرب أوزارها في التاسعة. فنتائج الحرب ليست أحلاما بالنصر أو إيمانا به إنما حقائق ووقائع ما علي الأرض وما في السماء. وظل المصريون مبتهجون بما يتمنوه كأضغاث أحلام أو أوهام يقظة حتى تسائلوا في نهاية اليوم التالي عن معني خط الدفاع الثاني، وأين موقعه؟ فإذا كانت هزيمة 1967 نهاية لحركة 23 يوليو وفلسفاتها وعروبتها واشتراكيتها ونظامها السياسي والاقتصادي فكيف نصف ما حدث منذ تلك الساعة التاسعة وحتى الآن؟

بعد أن حسمت إسرائيل الحرب في 15 عشرة دقيقة ما زلنا نحن المصريون بعد اكثر من ستون عاما منها غير قادرين علي التخلص من آثارها أو تصحيح للروح المصرية. تجليات الهزيمة تبدو في اعتلاء أهل العمائم والفتوى منبر القول فأصبح الخطاب بكل أنواعه ملغما بكل ما هو ديني من آيات وأحاديث. فخطاب يوليو كان ملغما بالأكاذيب والخطاب الحالي بعد 66 عاما يمتلئ بالغيبيات وأحاديث الفساد. كانت المهرجانات بعيد العلم تسلم فيه الجوائز علي الأوائل لكننا لم نسال أين ذهب هؤلاء المتفوقين عندما كتبت صحف الدولة بالخط العريض قبل الحرب مباشرة أننا نملك سلاح طيران يمكنه التحليق بلا انقطاع بدون وقود. والآن فأحاديث المعجزات والخوارق تطل علينا أيضا. كانت الصحف عند لحظة اختبار المعرفة والعلم علي ارض المعركة تضرب العلم في مقتل. فقوانين الطاقة بكل أنواعها تقول بأنها لا تفني ولا تستحدث. فكيف يمكن إدارة محركات الطائرات لاكتساب طاقة وضع وحركة للتغلب علي الجاذبية الأرضية بدون وقود؟ كان نظام يوليو وإعلامه العربي صاحب الأساطير القومية يناقض ما تقوله المدرسة والجامعة بعلومهم الطبيعية والنظرية وكان علي استعداد للقول بأشياء أخري لم تصمد في ربع ساعة فقط. في المذكرات الإسرائيلية كان الطيارون الإسرائيليون يتعجبون كيف لا تنفجر الطائرات المصرية بعد ضربها. فمن المفترض أنها ممتلئة بالوقود استعدادا للإقلاع خاصة وان المعلومة المحددة لموعد المعركة أعلنها زعيم الأمة في خطبه عصماء قبلها بأيام. أعلمه بها الرئيس الفرنسي شارل ديجول محذرا إياه. فالعالم كان صادقا فيما يقول وفيما يستخدم من أسلحة ونحن نخدع أنفسنا بما هو غيبي ولا عقلاني. فهل نفتح أيضا سؤال فساد الأسلحة عام 1948؟

كان عجب الاسرائيلين مرده خلو الطائرات من الوقود لان امن النظام وحرصه علي تحييد الجيش من التدخل الداخلي أهم من تحركه للدفاع عن الوطن. بهذا تحققت الأسطورة علي الأرض بينما الواقع بات لصالح إسرائيل في السماء بامتلاك القوانين، فعرفت كيف تسخرها دون أي غش في العلم بجوائز لتبرئه الذمم وحصدا للهتاف وتعميما لصورة الزعيم. بعد أربعين عاما تدني وضع العلم ومعارفه وتمت أسلمته من ارض العرب وساد الفكر الخرافي باعتباره علما ودينا في وقت واحد يقوم به فرق وكتائب من الجهلة في كل العلوم مع صبغة دينية لتحسين الصورة.
تضافرت الأسطورة مع الكذب ليس فقط قبل الحرب لكن علي مدي 55 عاما مع واقع السياسات الغير معلنه من رجال يوليو. فالمعلن هو الحرب ضد العدو، التحرير، عوده الحقوق، أمة عربية واحده، اشتراكية عربية ... الخ الشعارات التي ملأت وجدان أجيال الثورة بأعمارها الحالية التي فوق الستين عاما. كثيرين منهم ظهرت عليه سيماهم التي في وجوههم من اثر السجود. وكأنه تتقاذفهم الأوهام بين عسكرة يوليو وتدينها. حرمانهم الطويل من إبداء الرأي أوصلهم للدفاع عن الشورى، أي تكريس ابتعادهم عن صنع القرار. فالشورى ضمن صلاحية أهل الحل والعقد وليس الجمهور والشعب. فكلاهما مستبعد تحت حكم العسكر أو العمائم.

66 عاما علي هزيمة يوليو وهزيمة المصريين لم تحقق شيئا سوي المعايشة بانحدار وبمزيد من الاستبعاد للعقل. والتجلي الأكبر لها في حال المراة التي توارت كما تواري الرجال وراء جدران المساجد. فمظهر التقوى المفتعل في الأزياء وكثرة ممارسة الشعائر والتمتمة بالآيات ليست أكثر من دفاعات عن الذات المستباحة في كلا الزمنين قبل وبعد الهزيمة. فحركة الناس في الشارع لم يعد يحكمها الصلاحية والصواب والخطأ إنما علي قاعدة السؤال عن حلالها من حرامها. فالفعل لا حكم عليه من نتائجه إنما له صلاحية سابقة مفروضة له وعليه. وهو ذات الأمر بان الانتصار كان من نصيبنا شاءت إسرائيل أم أبت، السنا اكبر قوه ضاربه في الشرق الأوسط دون اختبار؟ بهذا أصبح العمل بكل أشكاله مقيدا بإطار لا حرية فيه ولا اختبار له. إنما تصدر له الأحكام قبل فعله ويحكم عليه قبل وقوعه. ولم يسال أي عاقل نفسه، ممن عاصروا المد والانكسار، وما فائدة الوجود إذن إذا كانت الأمور سابقة التجهيز والحكم؟ وما فائدتنا نحن إذا كان كل شئ لصالحنا مقدما؟ بينما يحصد الطرف الآخر كل ما نتمناه؟

دعوة عروبة مصر من رجال يوليو تكفلت بهزيمة المصريين وتبديد ثروتهم ووضعهم اسري نظام اقرب إلي القبيلة، فليس في العروبة سوي طاعة لأولي الأمر ولو كانوا من الكذبة الدجالين. ولم تكن تجليات العروبة في الواقع المصري الغزير والممتلئ بعناصر ثقافية من الشرق والغرب إلا بتآكل لتلك المكتسبات الحضارية الموروثة أو الوافدة علينا وتفاعلنا معها وامتصتها الروح المصرية فأصبحت جزءا منها. فكراهية الغرب بحجه فلسطين والأمة العربية المزعومة أفقدت المصريين ما يميزهم عن باقي المجتمعات المغلقة. الآن خسرنا كل تلك الإضافات الحضارية المنفتحة ولم نكسب إلا تفتت قضية الفلسطينيين بين فساد السلطة وإرهاب حماس. كلاهما شر. فحيثما وليت وجهك شطر من يتحدث بلغة الضاد فهناك انقسام بين فصيلين علي نفس المنوال. فالعروبة منقسمة علي ذاتها وتورط كل من تبناها بين الهزيمة أو الإرهاب. أي بين القومية والاسلمة. فانهيار القضية المركزية التي رهن نظام يوليو نفسه عليها كانت هي سببا في انهياره كتكامل حتمي بينهما.

كانت مشاريع الهزيمة تقدم علي طريقة الهدايا في أعياد الميلاد، بالحرص علي المفاجأة والإبهار حتى ولو كانت الهدية مغشوشة. فمجرد إعلان الاشتراكية كإيديولوجية رسمية للدولة كانت توجه الضربات الساحقة للرأسمالية باعتبارها جريمة ينبغي لها العقاب. رغم أن النظام رفل في نعيمها لتسع سنوات كاملة قبل الانقلاب عليها ومع ذلك لم يحدث أي تعديل في ميزان القوى لصالح اليسار. إنما نشأت طبقة من طالبي المزيد من التأميم كلما نضبت الأصول وتآكلت الثروة. أنهت الاشتراكية البطالة في المجتمع لان المواطنين احتلوا مقرات الحكومة والمصانع والحقول ببطالة مقنعة. لم يسال احد عن العائد وعن مردود كل هذه العمالة بينما حسابات الاستهلاك تقول بارتفاعها دون تعويض ومع تدني في مستوي الخدمة وقيمة السلع بكل أنواعها. كانت المجمعات الاستهلاكية المنافس الاشتراكي لمحل البقالة باعتباره رأسمالية مستغلة رغم تساوي الأسعار!! ومع ذلك كانت صورة الجمعيات الاستهلاكية مقرونة بالطوابير وندرة السلع.

لم تقتصر الندرة علي السلع بل علي الكلمة والأشكال السياسية التي ألغيت منذ سنوات. يقول كمال الدين حسين وزير التربية والتعليم " الأحزاب لا مكان لها لأنها عميلة وتتعاون لبيع الوطن ". وقال الزعيم "خالد الذكر" عبد الناصر بعد قرار حل الأحزاب " إن الاستعمار لن يجد بيننا خائن بعد اليوم ". زعيم الأمة أقر بالحياة الحزبية كمؤامرة استعمارية. وقال إن الإنجليز قسموا الشعب إلي شيع وأحزاب. فالنظام السياسي المتعدد الأحزاب وسيلة لتغلغل الأجنبي ليهدم القاعدة التي نبنيها. وفي العام 1968 كان الألم يعتصر خالد الذكر عندما ابدي تبرمه في خطبة طويلة من حالة اللامبالاة لدي الجماهير التي حشدها وعبأها بدون أحزاب علي مدي خمسة عشر عاما. هكذا وضع نظام يوليو نفسه أمام خيارين. جماهير حزبية من الخونة أو شعب واحد لا يبالي. فاستدرك في اللجنة المركزية بحاجته لحزب معارض مع طناش متعمد للخيانة التي ستأتي عبر الحزب المزمع إنشاؤه ..! كان خالد الذكر في حاجة لصوت الخونة ليصلح مؤسسته الشريفة.

ولم تكن مأساة النظام بقيادته التاريخية أن زمن اختباره لم يتجاوز الربع ساعة فقط إنما رؤيته لذاته بكونه ديموقراطي من نوع فريد. فالنظام كان يردد، كما يتردد الآن، بان ديموقراطيتنا ذات طابع خاص، ونابعة من ظروفنا وخصوصيتنا الثقافية. فهي ديموقراطية لم تختبر إلا بتمني وجود معارضه أي خيانة وعماله للاستعمار. تماما مثلما كنا اكبر قوه ضاربة من نوع غير معروف وفي حاجة لربع ساعة فقط لإثباتها كذبها. وكان وطني وهو يدافع عن العروبة الوافدة بقوة السلاح وصلافة التكفير. ويصادق السوفييت وهو يحارب أيديولوجيتهم. في هذا الوقت كان يأخذ معونة من الاستعمار الأمريكي فقال في احد خطبه مهيجا الجماهير الخالية من الأشكال الحزبية وكعقل مفكر بديل لها قائلا: " إذا كان الأمريكان بيدونا معونة علشان يتحكموا فينا ... أنا باقولهم متأسفين. وإذا لزم الأمر هنوفر 50 مليون جنية. وعلي الجزمة المعونة ولا بيهمنا والله العظيم. واللي مش عاجبه يشرب من البحر. وإذا ما يقضهوش البحر الأبيض يشرب من الأحمر. إحنا ما بنقبلش كلمة من أي حد، واللي يكلمنا أي كلمة نقطع له لسانه، الكلام واضح.."
ورفض الكونجرس قطع المعونة في ذلك العام، اعتبارا لحالة الصحة النفسية للزعيم ورؤيته المتضخمة لذاته، فكتب احد كبار الصحافيين في الصحف القومية تعليقا وشرحا للجماهير " إن هذا دليل علي الخوف مما يمكن أن يصيب أمريكا إذا قطعت المعونة. صحيح ناس تخاف ولا تختشيش".

هكذا أصبحت ثورة يوليو بين خطبة وضحاها اقوي من أمريكا فحسمت ربيبتها الأمر في خمسه عشر دقيقة من صباح الخامس من يونيو. فحسابات الزعيم ورجاله العظام هي نفسها حسابات ابن الحارة وفتوة الحته واجدع ناس. فالتراجع عند رجال يوليو ليس من الشهامة بل عمل من أعمال النسوان حتى ولو كانت حسابات القوه في غير صالحه. لهذا صمت عن الانسحاب الارتجالي علي مدي ستة أيام، اختفي أثنائها الزعيم وراء حجاب فلم يكلم يومها انسيا ثم عاد واستوي أمام الميكروفون ليتنحى. فسميت الحرب بزمنها والتي دخل بعدها الزعيم منتصرا في نهايتها إلي غرفة الإنعاش الأمريكي فقبل مبادرة روجرز واسلم الروح وسلم المصريين إلي مصير انتهي بحكم المفتي في نهايته بجواز شرب بول الإبل ورضاعة الموظف الحكومي الذي يرفل في نعيم بطالة التأميم الاشتراكي من زميلته في العمل البيروقراطي كأحد المكاسب الاشتراكية المؤجلة إلي زمن المشايخ ورجال الدين.





Mohamed Elbadry
· 3 hrs ·

سقوط المشير

مساء 5 يونيو قرر الرئيس جمال عبد الناصر أن عبد الحكيم عامر لابد له ان يرحل .. بنى استراتيجيته وتخطيطه على أساس تركيز مسئولية الهزيمة على عبد الحكيم عامر .. فرغم ما أعلنه فى خطاب التنحى عن استعداده لتحمل المسئولية كاملة , إلا أن هذا الإعلان لم يخرج عن الكلمة الأدبية .. أما الوقائع الحقيقية فأثبتت أن الزعيم المصرى لم يكن لديه استعداد لتقديم اى شىء من التنازل لا عن السلطة ولا عن أسلوبه العام فى الحكم ولا عن تحمل نصيبه فى الكارثة .

خطط جمال عبد الناصر بيان التنحى للإستفادة منه على محورين ..

المحور الأول : كسب تعاطف الجماهير واستمرار تأييدهم .

المحور الثانى : وهو الأهم .. أن يتخلص من المشير .. اذ لم يكن عامر بالرجل العادى الذى يقال بقرار . فإن مجموعته فى واقعها كانت أقوى من المجموعة الناصرية . ليس فقط لأنه يسيطر على القوات المسلحة , ولكن ايضا وزير الداخلية , ووزير الحربية , ومدير المخابرات العامة , ومدير السجن الحربى , وجميع المسئولون عن جميع مرافق الأمن والأسلحة العسكرية وملفات التحقيقات هم من مجموعته والمخلصون له .

من هنا تم الإتفاق بينهما أن يرحل الرئيس ويرحل المشير كإجراء تكتيكى وأن يتولى شمس بدران – وزير الحربية وهو من رجال المشير وواحد من أشد المخلصين له – يتولى رئاسة الجمهورية مؤقتا لحين تهدأ الأوضاع . ثم يطلب من شمس التنحى ويعودا بعد ذلك عبد الناصر وعبد الحكيم إلى موقعيها .. رتباها ناصر وعامر وكأنها مسرحية عبثية كواحدة من تلك التى اعتادا أن يرتباها سويا من قبل فتتحول بقدرة قادر إلى نص تاريخى ..! .

قدم المشير استقالته حسب الإتفاق .. استقالة عامر تعنى أن كل رجاله قد انفرط عقدهم , توهموا أن الإجراء مؤقت ليتهربوا من أى مسئولية وأن القائد والرئيس اتفقا على كل شىء , أقنعهم عامر فاستكانت نفوسهم .. وجلس المشير ليستمع إلى بيان التنحى الذى يستقيل فيه بدوره رئيس الجمهورية عن منصبه ... أول احساسه بالغدر حين فؤجىء أن عبد الناصر يرشح زكريا محى الدين لرئاسة الجمهورية وليس شمس بدران ..

كان زكريا من المجموعة الناصرية أى يستطيع ناصر تحريكه لأى خطة مقبلة . فضلا أنه أبعد ما يكون عن القبول الشعبى , لأنه ارتبط فى الأذهان بحركة رفع الأسعار وغلاء المعيشة حينما كان رئيسا للوزراء , وقد برر عبد الناصر ذلك فى حينها أن زكريا يرفع الأسعار لمواجهة تكاليف الخطة التنموية .. وفور سماع عبد الحكيم عامر لإسم زكريا محى الدين , أحس أن عبد الناصر سوف يلعبها وحده .

بالتوازى كان مشهد آخر يجرى فى مكتب على صبرى .. ايضا من المجموعة الناصرية ومن أعداء المشير .. هو حامل الرسائل بين السوفييت وعبد الناصر , حائز على ثقة جمال من قبل 23 يوليو بسنوات . تولى لفترة رئاسة المخابرات و رئاسة الوزراء وهو الآن الآمين العام للإتحاد الإشتراكى العربى , والمسئول الأول عن التعبئة والحشد للجماهير , وخبير داهية بالخطط والمهام .. قبيل بيان التنحى كان على صبرى يعد " المفجر الشعبوى " .. اللوريات تحمل آلاف من الاتحاد الاشتراكى وتوزعهم على الميادين الرئيسية ومفارق الطرق بلفتات قماش ملفوفة على عصيانها وصور عديدة للرئيس .. لجان الحزب الكبير تفعل نفس الشىء بجميع المحافظات .... ( .. سوف يطلق أنور السادات على الإتحاد الإشتراكى فيما بعد " البالون المنتفخ " ) .

فور بيان التنحى انطلقت عناصر الإتحاد الإشتراكى بعد أن فردت الأقمشة الملفوفة .. لافتات كتب عليها ( لا تتنحى ) .. رفعوا مئات الصور لعبد الناصر .. انسال المفجر الشعبى – بحسب التخطيط المستمد من نظريات الإتحاد السوفييتى فى الحشد – وعلى أثره يستطيع هذا المفجر أن يصيب الكتلة الجماهيرية الأكبر بالعدوى , فتنزل إلى الشارع تطالب بما تريده السلطة بالضبط .... ( فى حديث للرئيس مبارك أعرب أنه يستطيع أن يتظاهر بالإستقالة وناس تنزل تطالبه بغير ذلك , لكن على حد تعبيره " البلد ح تبوظ " ) .

الناس تهتف : - ( أرفض . أرفض يا زكريا .. عبد الناصر مية المية ) .

الأجهزة الأمنية لا تتعرض لنزول الشارع , بل على العكس جاء تصرف الشرطة مشجعا ومتراخيا وغير مباليا على خلاف عادتها , ما دفع الجماهير إلى التزايد بالتزامن مع نداءات المذيعون بالراديو تستغيث من قرار الرئيس وتطالبه بالبقاء والأغانى الحماسية التى تتوعد العدو وتخلق حالة من الفوران .. كان طبيعى والطوفان البشرى قد انفجر بمصر أن تنحدر سيول أخرى فى الدول التى حاقت بها الهزيمة تطالب الزعيم بالبقاء اقتداءا بحالة التشنج التى أصابت المصريون .... ( لاحظ نفس الشىء سوف يتكرر حينما تنجح 25 يناير فى مصر بزخم شعبى – له محركاته – وفى تتابع سريع يحدث نفس الشىء فى ليبيا وسوريا واليمن ) .. نفس الإقتداء العربى والتاريخى والمزمن بالحركة والآداء الجارى فى مصر .

تحركت جماهير الدول المنكوبة .. بالأردن وسوريا والفلسطنيين . وكذلك الجزائر وتونس والسودان , تلك الجمهوريات التى ساعدها عبد الناصر على نيل استقلالها , ترد له الجميل الآن .. كانت الروح التى لمست الجماهير أن فى تظاهراتهم لبقاء ناصر تحد للهزيمة , وخصوصا بعد أن جاء فى خطابه ما معناه أن الغرب يريد منه التنحى لضرب القومية العربية .. خطاب من إعداد محمد حسنين هيكل أعد بحرفية متناهية لدفق التعاطف .

( كتبت التايمز : عجبا لهؤلاء العرب يستقبلون زعماءهم المهزومون بأكاليل الغار ..! ) .. قرر جمال عبد الناصر العودة إلى كرسيه فى رئاسة الجمهورية " استجابة لرغبة الشعب ! " , بينما شعر عبد الحكيم عامر أنه ليس فقط مستقيل استقالة فى حيزها الإدارى أو الوظيفى ولكنه الآن منعزل سياسيا هو مجموعته على جزيرة نائية يلفها طوفان بشرى يموج بعبد الناصر .

عبد الناصر صاحب العقلية التآمرية العميقة التى حاكت من قبل خيوط العنكبوت حول الملك فاروق والباشوات , ثم محمد نحيب وسلاح الفرسان , ثم المرشد و الإخوان , ثم قادة العرب غير الموالين له , يحيك الآن نفس الخيوط على المشير ومجموعته .. هو الآن فى أخطر لحظاته وأكفأ حالاته العقلية .. انه يخوض لعبة تمرس عليها .. حنكته تكمن دائما فى قدرته على صيغ التآمر السياسى وليس صنع الانتصارات الحربية .. والآن وقع عبد الحكيم عامر فى نفس الخيوط العنبكوتية وآن لناصر إحكامها سريعا قبل أن ينفلت منها صديقه القديم .. جاءت ضربته المباغته بتعيين العدو اللدود للمشير عامر على رأس الجيش .. رقى رئيس الأركان الفريق محمد فوزى إلى منصب القائد العام للقوات المسلحة .. مع إقالة سريعة لكل رجال المشير من مناصبهم .

شمس بدران ( وزير الحربية ) .. الفريق أول سليمان عزت ( قائد القوات البحرية ) .. الفريق أول صدقى محمود ( قائد القوات الجوية ) .. الفريق أول هلال عبد الله هلال ( قائد سلاح المدفعية ) .. الفريق أول عبد المحسن مرتجى ( قائد جبهة اليمن ) .. الفريق أول أحمد حليم أمام ( مساعد القائد العام للقوات المسلحة ) .. الفريق أول طيار جمال عفيفى ( رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوى ) .. الفريق أول أنور القاضى ( رئيس هيئة العمليات ) .. اللواء طيار إسماعيل لبيب ( رئيس شعبة الدفاع الجوى ) .. اللواء طيار عبد الحميد الدغيدى ( قائد طيران المنطقة الشرقية ) .. اللواء حمزة البسيونى ( مدير السجون الحربية ) .. اللواء عبد الرحمن فهمى .. اللواء عثمان نصار ( قائد الفرقة الثالثة مشاة ) .. صلاح نصر ( مدير المخابرات العامة ) .

فى الوقت نفسه جرت تعيينات موثوق بهما من رجاله وترقيتهم .. الفريق عبد المنعم رياض , أصبح ( رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة ) .. الفريق طيار مدكور أبو العز ( قائد القوات الجوية ) .. الفريق صلاح الدين محسن ( مساعد للقائد العام للقوات المسلحة ) .. اللواء بحرى فؤاد محمد ذكى ( قائد للقوات البحرية ) .. أمين هويدى ( مديرا للمخابرات ) .

هنا لم يكن التكليف الأول للفريق فوزى هو إعادة ترتيب القوات المسلحة لحرب مع إسرائيل – لعل هذا التكليف جاء فى المرتبة الثانية – ولكن كانت المسئولية الملقاه على فوزى هى ضبط الجيش سريعا قبل أى محاولة غير متوقعة يقوم بها هؤلاء المقالين .. وكان الرأى السديد هو وضعهم فى السجن .. منها تقديمهم ككباش فداء للهزيمة ومنها عزلهم عن أى محاولة لإستعادة أوضاعهم القديمة .. لكن المشكلة أن عامر لن يقبل بإعتقالهم .

لم يكن عامر يصدق ما يحدث . فقد اعتاد أن يكون دائما فى طرف المتآمر الأقوى بجانب صديقه .. أما الآن فهو فى الجانب الأضعف يتآمرون عليه .. رحب الشعب بعودة الرئيس كما رحب بعزل رجال الجيش .. جرت بعض المقابلات التى لم تستمر وقتا طويلا بينه وبين الرئيس , وبعض المكالمات التليفونية التى سب فيها عامر وشتم .. أغلب اللقاءات والمكالمات دارت حول مطلب واحد .. - ( اذا كنت تدعى أن الشعب طالب بعودتك فإن رجال الجيش يطالبون بعودتى ) .. رفض ناصر .

الحالة العامة تزيد من انعزال عبد الحكيم عامر .. أم كلثوم تناشد جمال عبد الناصر بالبقاء .. تغنى من كلمات صالح جودت وألحان رياض السنباطى أغنية " أبقى " ( حبيب الشعب ) , بذكاءها القروى الملامس لكل أحداث السياسة وتقلباتها استطاعت أن تضع على موجات صوتها كل نبرات القهر والتوسل بعدم الرحيل .. ( ابق فأنت السد الواقى لمنى الشعب .. ابق فأنت الأمل الباقى لغد الشعب .. أنت الخير وأنت النور .. أنت الصبر على المقدور .. أنت الناصر والمنصور ) .

يجلس عبد الحكيم بمكتبه يراجع ذكرياتهما معا .. مئات الصور بمراحل مختلفة وأوضاع مختلفة .. فى بيت جمال , وفى فرح منى , وفى مجلس قيادة الثورة , وفى السباحة كأصدقاء ببحيرات قصر المنتزة .. يلتقط صورة تجمع بينه وبين محمد نجيب و جمال عبد الناصر .. يبتسم متهكما على نفسه بنصف إبتسامة , هو الذى ساعد صديقه بالجيش أن يتخلص من محمد نجيب صاحب الشعبية العارمة .. الآن فإن على صبرى يساند جمال بالتنظيم الشعبوى الذى بنوه سويا ضد الجيش .. ! .. اليوم عبد الناصر ليس الفتى صاحب الـ 36 ربيعا عام 54 , و المجرد من أى سند جماهيرى إلا من اخلاص صديق له يحميه على رأس الجيش .. جمال عبد الناصر الآن هو زعيم الأمة العربية .. يستطيع حشد ما لم يدر ببال نجيب يوما .. عبد الحكيم يسأل نفسه :: ترى هل يستطع الإفلات من كارثة الهزيمة ؟! .. تطالم الأفكار عقل عبد الحكيم عامر وقلبه .. الصور , الذكريات , الآمال , الخوف من القادم ..

الدموع تنحبس فى أحداقه وقد نسى لحيته حتى برزت شعيراتها .. يتذكر أن كليهما سمى ابنه بإسم الآخر إعزازا وتقديرا ... عبد الحكيم جمال عبد الناصر و جمال عبد الحكيم عامر .

يصعد أنور السادات إلى منصة مجلس الأمة يعلن فى بيان رسمى رجوع الرئيس عن قراراه بالتنحى .. يتعجب المشير من مواقف أنور السادات .. إلى وقت قريب كان يحافظ على اتزانه بين مجموعة ناصر ومجموعته .. كان يحميه من سخافات الأقوياء فى مجلس قيادة الثورة فى عز انشغال عبد الناصر بتدشين أسطورته .. أنور من القلائل الذين عرفوا بالزواج من برلنتى عبد الحميد .. يتبدى اليوم أنه سوف يعود ادراجه إلى معسكر ناصر , متنصلا من اليالى و السهرات وولوجه المستمر إلى عالم ضباط المشير . . تأكد عبد الحكيم عامر من هواجسه حينما أرسل له عبد الناصر أنور السادات برسالة أن يبقى نائبا لرئيس الجمهورية ويتخلى تماما عن أى علاقة بالجيش .

عامر يشغل منصبان : .. الرجل الثانى فى الدولة عسكريا لكونه ( نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ) – وهو منصب لم يتكرر جاء تفصيلا على مقاسه واخترع من أجله .. وسياسا ( نائب أول رئيس الجمهورية ) .. رفض عامر ورد بسخف على عرض السادات الذى هو عرض الرئيس بأن يكتفى بمنصبه كنائب :: - ( أنا مقبلش أكون مجرد تشريفاتى يستقبل سيادته فى المطار . روح قوله انى راجع الجيش يعنى راجع ) .. استطرد : - ( وبعدين .. انت فين يا سى أنور . يعنى مبقتش بتسأل . ولا خلاص ! ) .

يقرر عامر أن يحمى عدد من ضباطه إلى آخر لحظة .. بعضهم تحصن فى بيته .. صدرت الأوامر بسحب حراساته .. منهم من استجاب للأمر الرسمى , ومنهم من بقى اخلاصا وولاء ومخالفة للرسميات .. استجلب عامر رجال يأكلون الزلط من بلده اسطال . دججهم بالأسلحة . تحول بيته إلى قلعة محصنة .. بدوره استمر ناصر بالضغط على أعصاب المشير , فهناك دائما سيارات تراقب الداخل والخارج إلى البيت وقوات بوليس تحاصر المنزل . . أحس عامر أن المؤامرة تستهدفه الآن لوضع مسئولية الهزيمة كلها فوق رأسه .. كما أن عملية تحريضه من قبل ضباطه تتزايد وتشحنه مستخدمة جراح كبريائه , وجراح احساسه بالإحباط , وظروف تكوينه النفسى التى تسمح بإستغلال الآخرين من باب " الجدعنة " و " الشهامة " .

لم يكن الفريق فوزى بحاجة إلى من يوصيه على عامر , كانت الكراهية بينهما متبادلة لأن عامر طالما اعتبر فوزى فى فترة رئاسته للأركان هو قيد على رقبته وضعه ناصر .. أما ناصر فقد وضع على رئاسة الأركان وهى عصب الجيش واحد من رجاله وليس من مجموعة المشير .. كلها أمور كانت تشير أن الثقة بينهما كانت مفتقدة حتى من قبل الهزيمة .. يذهب الفريق محمد فوزى إلى الرئيس ويبلغه بضرورة وضع حد لقصة المشير .. فهو يتأخذ بيته ثكنة عسكرية ويمنع القبض على رجاله لتقديمهم للمحاكمة .. وادعى فوزى أن المشير يخطط الهرب إلى الجبهة ومن هناك يعلن عودته قائدا للجيش فيلتف حوله الضباط والعساكر مما يؤذن بإقتتال بين القوات إذا حدث ذلك .. وأضاف فوزى أن وجوده فى بيته يجعله دائما أسيرا للأمن , لكن اذا نجح فعلا فى التسرب والهرب إلى الجبهة أو المنطقة الشرقية فهناك موطن الخطر الحقيقى لأن هذا مكمن قوته الحقيقة ... ( فى حديث لجمال عبد الحكيم عامر يقول أنه اذا جلس والده مع جيشه لن يحتاج أن يقول لهم أنه عاد لمنصبه , فمجرد تواجده بين قواته سيجعله أقوى من النظام نفسه ) ... هذا ما أراد جمال عبد الناصر أن يمنع وقوعه بأى ثمن .

رغم كل شىء لم يكن عامر يتصور أن رفيق عمره قد يطعنه بضربة تودى بعمره .. جاءه تليفون فى 26 أغسطس 1967 يرجوه أن يقابله فى منزل الرئيس بمنشية البكرى , كان عبد الناصر على الطرف الآخر وقد وعده أن يسترضيه , لم تخلو المكالمة من بعض كلمات المزاح .

تحرك عبد الحكيم عامر إلى منشية البكرى ومعه أربعة من ضباط الصاعقة السابقين .. ينفتح الباب الجرار لمكتب الرئيس .. ينغلق الباب .. يتمسر عامر حينما يلمح زكريا محى الدين , حسين الشافعى , وأنور السادات .. كان يتصور أن اللقاء سوف يقتصر عليه وعلى جمال .. يدعى الثبات ويقول مداعبا .. - ( هى محاكمة ولا ايه ..؟ ) .. الموجودين لا يبادلوه الإبتسام .. المشير مدخن قديم , لكنه فى هذه اللحظة أحس انه يختنق بدخان سجائر الرفاق .. الجو معبأ بأكثر مما قدر . يحس بالندم أنه جاء ولم يمتثل لنصائح ضباطه اللذين طالبوه بعدم الذهاب لمنشية البكرى .. عبد الناصر لم يقم للترحيب به كالعادة , بجبين مقتضب طلب منه أن يجلس .

يجلس عامر .. ويبدأ جمال فى مصارحة لم يتعودها حكيم , عنفه وأرجع إليه كل أخطاء الهزيمة أمام الجميع مما زاد الموقف توترا .. - ( ... كنت دايما لما بسألك عن حالة القوات بتقولى انها جاهزة وتسد عين الشمس ) .. يقال أن عامر كان يضرب على رقبته بكفه ويقول " برقابتى ياريس " ....

يهاجمه جمال : - ( وفى الآخر اصدرت قرار بالانسحاب ضيعنا وضيع البلد .. ذنب اللى ماتوا فى رقبتك ) ... يرد عامر : ( فى رقبتى أنا !! .. وهو أنا اللى قولتلك تثق فى الروس ؟ ) .. ( أنا اللى قفلت مضيق تيران وخليج العقبة ؟ ) .. ( أنا اللى طلبت سحب قوات الطوارىء الدولية ؟ ) .

ينفعل ناصر : ( وانت شايفنى بعمل كل دة , مقولتش ليه انك مش مستعد ؟! ) .

يقف عامر بحدة .. - ( انا غلطان انى جيت ) .. يحاول الخروج يفاجأ برجال أشداء تحرس الباب .. ينادى على حرسه .. لا يجيبون .. تم التقبض عليهم .. يقفل عائدا إلى الصالون .. - ( كدة يا جمال . يعنى بتعتقلنى ) .

يرد ناصر : ( انا قررت تحديد اقامتك .. انت عايز ترجع للثكنة العسكرية اللى عاملها فى بيتك .. وكمان جايب رجالة من البلد يحرسوك .. هى دولة جوا دولة ؟ .. سيبنى اصلح شوية من اللى أنت ضيعته .. على فكرة .. بيتك اتنضف من كل اللى فيه ..!! ) .. يقفز عبد الناصر صاعدا إلى الدور العلوى , خشى اذا مكث أكثر من ذلك أن يحنو على صديق قديم ورفيق طريق كان أكثر من أخ .. ينظر حكيم إلى خروج عبد الناصر بذهول .. ينهار تماما .. الجميع يقف احتراما لوقفة الرئيس .. يستند عامر إلى ذراع زكريا فى جلوسه وكأنه شوال حصى يقع على الأرض .

مشهد آخر لا يقل إثارة يحدث فى نفس التوقيت .. الفريق فوزى ومعه الفريق عبد المنعم رياض يحاصرا بيت عبد الحكيم عامر فى الجيزة بعدد كبير من المدرعات و السيارات المصفحة .. طلب الفريق فوزى من الموجودين تسليم أنفسهم وإلا دك المنزل على رؤوسهم .. مرت لحظات من التوتر .. بعد المهلة المنقضية أمر القائد العام , فتحركت المدرعات فى وضع الاستعداد .. قبل الهجوم كان من بيت يرفعون القمصان البيضاء والملاءات ويطلبون التسليم بصوت مايكروفون مرتفع .. هنا تدفق رجال فوزى إلى الداخل للقبض على كل من بالبيت , عثروا على مدافع آر بى جى و 11 صندوق من القنابل اليدوية المتفجرة والحارقة و27 صندوق زخيرة .

بعد أن رجعا فوزى ورياض إلى بيت الرئيس لإبلاغه " التمام " .. طلب عبد الناصر من الفريق عبد المنعم رياض أن يصطحب المشير بسيارته إلى بيته , حيث يعلم أن البغضاء مستحكمة بين حكيم وفوزى وخصوصا بعد أن تبوأ منصبه فى القيادة العامة , بالاضافة أن عبد المنعم رياض تجمعه مشاعر ودية بالجميع بما فيهم المشير .. دخل الفريق رياض إلى مكتب الرئيس ليصطحب عامر .. سار عبد الحكيم ساكتا بجوار عبد المنعم رياض شبه مقبوض عليه , جلسا على المقعد الخلفى فى سيارة رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة .

حكيم : - ( عاجبك اللى بيحصل دة يا رياض ) .

عبد المنعم رياض : - ( معلش . الريس معذور . المصيبة كبيرة ) .

تصل السيارة بهما إلى بيت الجيزة , يدخل عامر ليجده خالى تماما إلا من أفراد أسرته .. لا حراسة . لا ضباط . لا أصدقاء . لا سلاح . لا نفوذ . لا شىء .. لم تمر سوى أيام حتى اقتحمت قوة البيت بمنتهى العنف والقسوة , يفسر ذلك بأن وجوده رهن الإقامة الجبرية لم يمنعه من الاتصال ببعض الضباط عبر خروج أبناءه من البيت وتحميلهم رسائل مؤامرة مع دمغ عبد الناصر بالخيانة .. التفسير الآخر أن البعض من رجال ناصر أشاروا عليه بالخلاص منه نهائيا لأن عامر ظل يلح فى طلب محاكمة عادلة لجميع أطراف الهزيمة .. كان يحصر القيادة السياسة بين عودته إلى الجيش أو طلب محاكمة علنية .

هجمت القوات على البيت , أفزعت من به , أهانوا ابناءه , سحبوا عامر من بيجامته , أوقعوه على السلم ..بدا فى اجراءات العنف أن السلطة تخاف فعلا وقد اهترأت أعصابها .. قبضوا عليه لينقلوه بعد ذلك إلى استراحة بالهرم قضى بها أياما أخرى .. فى هذه الاستراحة كتب عامر بعض خطوط من مذكرات التى لم تكتمل.. - ( الضابط المكلف بالقبض على وترحيلى , لم يكن يجروء على النظر لى حين كنت فى مجدى ) .

15 سبتمبر 1967 يعثر على المشير عبد الحكيم عامر جثة هامدة .. مات ومعه ألغاز الصداقة الطويلة التى جمعته بعبد الناصر .. وأسرار أخرى على طريق الهزيمة .. ينقل الجسد إلى مستشفى القوات المسلحة تحت الحراسة .. يتصل شعراوى جمعة وزير الداخلية بعلى صبرى تليفونيا .. ينفث فى أذنه بكلمتين يفهمها على صبرى جيدا : - ( ... صاحبك اتوكل ... ) .. كلمتان فقط كتبا نهاية الفيلم الطويل لمسيرة صداقة غيرت وجه المنطقة العربية .. كلمتان وكأنهما خاتمة رواية طويلة عجز كاتبها عن استئنافها فبترها فجأة , وترك للقارىء شغف الغموض وربما .. الغيظ و الاستهجان .

فى القاهرة لا تقام جنازة فخمة أو أى مظاهر توديع .. يدفن سريعا فى اسطال بعدما جاء الإذن الجمهورى بالدفن .. لمدة أشهر تظل المقبرة تحت الحراسة المشددة وكأنهم يخشون أن تهرب روحه إلى مذابح الاعتراف بقاعات المحاكم أو يخافون اتصاله بضباطه وهو ميت ..! .

#مدحت_عبد_الرازق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيرة البلطجية موجزا
د. لبيب سلطان ( 2023 / 3 / 12 - 13:03 )
شكرا لك على المقالة والمشكلة هي انه لليوم وقع الفاس في الراس ولا احد يعلم كيف تخليص الضحية، اليس سخرية ان بعض المتفلسفين ينفون دور الفرد في المجتمع والتاريخ، وخاصة البلطجية فدورهم هو الطاغي ومن يوم انقلاب عبد الناصر لم تعش شعوب مصر والمنطقة يوم راحة بعدها، قمعا بعد قمع، وبلطجي بعد بلطجي


2 - الفرد ظاهرة أستثنائية واجتماعية عند Maihofer
Magdi ( 2023 / 3 / 12 - 18:27 )
الفرد قد يكون نعمة ( موسيقار مثل بتهوفن ، أديب مثل مارسيل بروست ، أو فنان مثل سالفادور دالى ) وقد يكون نقمة على البشرية (سفاح ، طاغية ، دكتاتور ، دجال ألخ )
التعليق الذى شرفنى به د.لبيب سلطان ذكرنى بالفقيه :
Werner Maihofer ( 1919- 2009 )
- كان وزيرا فيدراليا.
ميز فى رسالته فوق الدكتوراه
( يسموها فى ألمانيا Habilitation )
نشرت عام 1954 بعنوان:
Recht und Sein
أى القانون والكائن ، ميز بين
الفرد ك
Selbst sein
أى الفرد كظاهرة أستثنائية وحيدة توجد مرة واحدة ولا تتكر ( أنظر بصمة كل أنسان )
والفرد ك
Als sein
أى كشخصية أجتماعية ، واحد وسط آخرين :
Einer von den anderen
يعمل ويشقى مثل آخرين ( لاعب كرة وسط لاعبين ، عامل وسط عمال ، مدرس وسط مدرسين ..) --
مع الشكر ومودتى.مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال