الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية الدينية وحرية التعبير عنها

أحمد فوده
كاتب ورسام علماني

(Ahmed Foda)

2023 / 3 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما قيمة الحرية الدينية اذا لم يكن هناك حرية للتعبير عنها ؟
سؤال يتردد كثيرا وخصوصا بعد تصريحات مشيخة الازهر ان حرية الاعتقاد مكفولة ولكن على كل انسان ان يمارس ما يعتقد في بيته او يخفي اعتقاده حتى لا يجرح مشاعر الاغلبيه المسلمه . ولكن هل حقا هذه حرية ؟؟

بماذا ستشعر كمسلم لو ان الغربيون عاملوك بالمثل ؟؟ منعوا الأذان وهدموا مساجدك واحرقوا بيوتك وقالوا لك ان حرية الاعتقاد مكفوله ولكن ليس من حقك ان تمارس ما تعتقد حتى لا تجرح مشاعرنا كمسيحيين !!! اتسمي هذا منطقا ؟؟ اتسمي هذه حرية ؟؟ اتسمي هذا احتراما لمعتقدات الاخرين ؟؟

فاذا كنت تتضايق فعلا من هذه التصرفات لا تنفذها اذن مع الأقليات الدينيه في بلدك . واذا كنت تنفذها وتحاول منع طقوس وتصرفات وكلام الغير مسلمين فلا تتشدق اذن بالحرية الدينيه التي كفلها الاسلام بعد اذنك . لا تحرض ضد الملحد او تارك الاسلام وتسميه مرتدا ولا تستخدم لفظ كافر كإدانه واتهام ودعوة للقتل ثم تأتي لتقول ان دينك يقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . كن متناسقا مع نفسك صادقا مع ذاتك .

اتذكر انني شاهدت في مرة حلقة للكوميديان ايدي جريفن وفي احدى الفقرات كان يسخر من يسوع ويستهزىء به كثيرا . ردود الافعال من الامريكيين كانت متقبلة لهذا الامر جدا حتى انهم كانوا يضحكون معه . حتى المتدينين المسيحيين لم يستاؤوا الى هذ الحد الكبير بل ومنهم من كان يضحك ايضا . لماذا ؟ لانهم تخلصوا من عقدة التقديس والحساسية الزائدة وصاروا يتقبلون كل نقد بصدر رحب . وهذه بالضبط قمة القوة والثبات فالواثق من نفسه ومن قوة حجته لا يهمه من يسخر ومن يستهزىء . اما صاحب الحجة الضعيفة والعقيدة الهشة المهترئة تجده دائما يستخدم اعنف الاساليب الهجومية في الدفاع عنها سواء العصبية او التهديد او السب او المبالغه في التجهيل والتقليل من شأن الخصوم او محاولة الاخراس والاسكات بالريبورتات او حتى القتل . فهو لا يريد الا ان يسمع صوت نفسه فقط تلك هي طريقة اصحاب الحجج الباطلة .

مشكلة المسلمين هي بالضبط في تلك الحساسية الزائدة عن الحد والتي يسمونها الغيرة على الاسلام او النخوة او ايا كان . وهي في الحقيقة تعبير واضح وصريح عن مجموعة من البشر ظلوا طوال الوقت خائفين مرعوبين من زوال معتقدهم او فنائه فيدافعون عنه بمنتهى العنف املا في ان يستمر هذا المعتقد لفترة اطول وحتى يشعروا بقوتهم وعظمتهم . فهم يريدون اجبار العالم على احترام معتقدهم بالقوة والجعير والصراخ والعنف مع انهم هم انفسهم لا يحترمون اي دين او معتقد آخر وهذا يدل على ضعف الموقف .

تماما مثل ضابط امن الدولة اوامين الشرطة وهو يعذب مواطنة شابة في احدى السجون والمعتقلات وهي تقهره بثباتها وابتسامتها اما هو فيريد التغطية على احساسه الداخلي بالهزيمة عن طريق المبالغة في العنف والضرب والصراخ والسب والشتيمه ومدح الذات .

هم يريدون اقناع نفسهم طوال الوقت انهم اصحاب الفضيلة واصحاب الأخلاق والخير والعدالة . يضحكون على نفسهم بالتشدق بالحريات والديموقراطية طوال الوقت وواقعهم في منتهى الفاشية والديكتاتورية واحتقار الاخر والتضييق عليه واهانته بشتى الوسائل . تجدهم دائما اذا ارادوا عمل دعاية لنفسهم او تجميل صورتهم لجؤوا الى اهانة الاخرين والتقليل من شأنهم وهذه بالضبط طريقة المفلسين .

الغريب في الأمر فعلا ان نفس المسلم الذي يستاء جدا جدا من رسم كاريكاتوري ويجرح مشاعره بشده مفطر في نهار رمضان ويعتبرها قلة أدب وسفاله هو نفس المسلم الذي يتقبل مكبرات الصوت العالي في اذان الفجر وهي تصدع اذان المسيحيين ليلا وهو نفس المسلم أيضا الذي يقرأ سورة الفاتحه يوميا في الخمس صلوات وهو يعتقد تماما ان اليهود هم المغضوب عليهم والضالين هم النصارى !!! أي ازدواجية وأي نفاق وأي نرجسية هذه ؟؟؟ على من نضحك ؟؟ على أنفسنا ام على العالم الذي قد عرفنا على حقيقتنا أخيرا ولم تعد محاولات التجميل تجدي نفعا فكل تصرفاتنا وما نخفيه وما نعلنه بات على مرأى ومسمع من الجميع ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح