الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاية إنجازات إلهي يسعدكم

محمد حسين يونس

2023 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أننا قد وقعنا كمصريين في فخ .. فقد وجدنا أنفسنا في حقل ألغام واسع لا نعرف متي ستنفجر فينا وحداته بعد أن ساقنا الإصلاح الإقتصادى و تحكم مليونيرات العسكر و قوانينهم و دستورهم ..بشكل تدريجي للسير خارج المسارات الأمنه .
لقد تمت الأمور بسلاسة و بساطة .. منذ 2014 .. حتي الأن .. حكومة أغلب أعضاؤها خدموا في مؤسسات البنك الدولي .. و تدربوا علي دور الكومبرادور و أثروا منه .. و مع ذلك لم نرتاب ..و لم نتساءل كيف تم إختيارهم .. فقد تعودنا علي هذا التهميش والضبابية في إتخاذ القرارات .
و برلمان بشقيه جرى أختيار أعضاؤة بالواحد لكي يقول ((نعم )) ..يصدر قوانينه في الخباثة .. لا ندرى عنها شيئا إلا أمام خزينة التحصيل ..أو جهات التحقيق .. فمناقشاته محجوبة عنا .. و أعماله لا تهم أغلبنا .
وإعلام ملاكي مسيطر عليه بواسطة اجهزة الأمن و المخابرات قاطعناه لفترات ..و كشفناة في مناسبات .. ولكننا أصبحنا من كتر الزن علي الودان .. نردد سخافاته .
اليوم يتحدث المصريون .. في موضوعين أساسيين .. أحدهما كرة القدم بمناسبة الهزائم المتلاحقة للفرق المصرية علي المستوى القومي للكبار و الأشبال ..أو المواقف المتأخرة للأندية في المسابقات القارية .. و يتحسرون علي زمن حسن شحاته الذى كنا فيه سادة إفريقيا بدون خبراء أجانب يدفع لهم الملايين ..... ويهمسون أن السبب هو ان الإتحاد المفروض علي اللعبة ضعيف ، مرتشي ، فاسد .. و يشيرون من بعيد إلي عناصر من أجهزة سيادية تدعمهم و تسوقهم لتحقيق أهدافها ..أبرزهم سيادة الفريق بطل معارك جزيرة الوراق .. و صاحب حوادث القطارات التي لا تنتهي .. و لم تتوقف منذأن ( نحل وبر الحكومة ) و ورط بلدنا في قروض بالمليارات .
و الأمر الثاني لا يخفي علي أحد نسمعه جميعا يتداول بصوت عالي ..من فئات مختلفة من ناس مصر..وهو الشكوى من الغلاء و تزايد الأسعار بمتوالية هندسية. .يعقبها دعاء علي من كان السبب .
مترافقا مع هذا ..الإحتفال بالحكم الذى صدر لصالح المحاميين..بعد تعبيرهم النقابي عن عدم الرضي بسبب الفاتورة الإلكترونية .
السؤال الذى طرح نفسه هل سيدعم الناس إضرابات المحاميين و يطورونها .. لإحتجاج شعبي واسع ؟
بالطبع لا .. لان الموضوع لا يهمهم....((تضرب الحكومة راسها في الحيط .. إذا أردت أن تطاع فأمر بما تستطيعه أم محمود الفررجية ..و الاخ مصطفي الفكهاني و شعبان البقال و اللي واقف بعربية فول علي الناصية )).
المصريون أصابتهم قلة الحيلة بسبب كثرة الإجراءات و تتابع الأحداث ..وإرجاع جوعهم و ضيق ذات اليد لإرادة موزع الأرزاق و(( اللي بيرزقك و الدولار بتمانية جنية .. حيرزقك لما يبقي بخمسة و تلاتين جنية ))....
لذلك هم في الغالب لن يثوروا ضد الفاتورة الإلكترونية .. ولا حتي عندما يصل سعر الدولار لميت جنيه .. صدقوني الطاطورة قوية .
سيقولون أهو إتورطنا مع نظام حكم فاشل .. و إعتبرنا أنفسنا في حالة نكبة كما لو كنا قد بلينا بزلزال أو عاصفة أو أسراب جراد أو طاعون إسود .. و ليس لها حل إلا عندما يريد سبحانه. . الصبر .. ثم الصبر .. ثم الصبر .. ثم يضع كل منا يده في جيوب الأخرين بصورة أو أخرى .. فيزداد الغلاء و الجرائم و الرشاوى و تجارة المخدرات ... و هم يدعون (( يا ربنا يا متجلي داهية تاخد العثمانلي )) مجرد دعاء و أمل .
خبراء الجيل الرابع من الحروب..( في المخابرات الحربية التي تحكمنا اليوم ).. درسوا المصريين جيدا..و نجحوا في أن يدخلوا بنا حقل الألغام بسلاسة .. و أن يقف كل منا في مكانه لا يتحرك و لا ينطق خوفا من أن ينفجر اللغم اللي تحت رجله .
برافو يا حكومة لو كانت حكومة إحتلال لما نجحت في توريطنا في سياسة جباية و إستنزاف وقهر و خوف مماثلة .
الخروج من ( حقل الألغام ) شبه مستحيل . مع سقوط الاحوال علي المستوى الإقتصادى و الأخلاقي و الفكرى و بعدما أصبحت الحلول المنطقية خيال و تراكم الديون الخارجية و الداخلية ..و العجز عن التنمية .. و ضياع الثروة في بناء كبارى و طرق لا لزوم لها .. و عمل منشئات فاخرة لن يسكنها إلا المليونيرات .. و قصور و مباني و ملاهي .. و أعلي سارية علم.. و أضخم الجوامع و الكنائس .
ويبدو أن الصندوق السيادى غير المسيطر عليه من قبل الناس سيبيع مؤسسات مصر للديانة .. دون أن نستطيع الإعتراض أو الرفض ..او المطالبة برجوع حضرات الضباط لوحداتهم العسكرية ((و كفاية إنجازات إلهي يسعدهم )).. وسيبوا حكم البلد لاهلها .
أمابعد
فالحل أن يفهم الناس أن أسباب ضيقهم تكمن في كون الحكومة تتبني سياسة معادية لهم و أن قادة الجيش المليارديرات الذين كونوا ثرواتهم من حصيلة الأعمال التجارية والصناعية التي يقوم بها الجيش منحازين لهذه الحكومة و لسياستها .
ثم يعقب هذا أن علي الناس (من الأن) التخطيط لتولي أمرهم بنفسهم .. و وضع منافيستو لخطوات مستقبل يحرص علي الديموقراطية و حقوق الإنسان و العدالة الإجتماعية ..وتكوين أحزاب جماهيرية تقوم بقيادتهم خارج حقل الألغام الذى نقف فيه ..
نقطة البداية ستأتي مع إنتخابات الريس في 2024 و علينا أن نصر علي جعلها مناسبة للتعبير عن عدم الرضى و أن يقول الناس بقوة ( كفاية ) ( لا ) لإستمرار معتمد علي تعديل فاسد للدستور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعب هو المعضله
على سالم ( 2023 / 3 / 13 - 19:34 )
لاشك استاذ محمد ان التمنيات هنا لن تجدى او تفيد بتاتا , شعب مصر هو الملام الاول عن كوارث مصر واحزانها وبؤسها وفقرها , دعنى اقول لك حدث تم فى اليونان مؤخرا , منذ اسابيع مضت كانت حادثه تصادم قطارين فى شمال اليونان مما تسبب فى مقتل العشرات واصابه المئات , بعدها انطلقت مظاهرات كاسحه فى كل مدن اليونان مما اجبر وزير النقل هناك الى تقديم استقالته لكن هذه الاستقاله لم تشفى غليل الشعب بل تجددت الاضطرابات والمظاهرات تطالب بأستقاله رئيس الجمهوريه نفسه وممكن جدا ان يقدم استقالته , هذا يحدث فى الدول الديمقراطيه الراقيه التى تتمتع بحريه الرأى والشفافيه والمحاسبه , اما عندنا فى مصر فالوضع السح الدح امبو يفقع المراره كارثى , الشعب المسكين الذى يؤمن بالخرافات والدجل ويسمع كلام الشيوخ الكذبه والحل هو صلى على النبى وخليها على الله والنصيب والقدر والعيل جاى برزقه , هذه توليفه كارثيه لدمار امه , الامه المصريه فى حضيض الامم ولازلت اتذكر شخصيه ( حنكوره ) المضحكه فى روايات نجيب محفوظ


2 - المحتلين عقليا
عدلي جندي ( 2023 / 3 / 13 - 21:22 )
قرأت ع السريع موجز عن كتاب عالم المختلين عقليا وإن كثيرا منهم أحرار خارج السجون وبعضهم يشغل مراكز قيادية
تقريبا منذ ١-;-٩-;-٥-;-٢-;- تمكنت من حكم مصر شلة أو جماعة من هؤلاء ... لا يزالوا يتبادلون الكراسي فيما بينهم ..إضافة عليهم القائمين على رأس مؤسستي العقيدتين
لإنه مش معقول حد عاقل فيهم حيث يكرروا نفس الخطأ بنفس الطريقة وينتظروا نتائج أفضل مما سبق
خسارة بلد بحجم و مثل مصر تحكمها شخصيات....عقليا مثل التي تحكمت بها منذ ٥-;-٢-;- وحتى اليوم


3 - الأستاذ علي سالم
محمد حسين يونس ( 2023 / 3 / 14 - 02:59 )
نعم التكوين الفكرى و الثقافي للناس في مصر و الذى تسببت فيه عهود طويلة من القهر .. يجعلنا في حالة موات .. لا نتنفس كما لو كانوا بييعون الهواء لنا ليبنوا قصورهم ..
أتابع مظاهرات في إسرائيل لمحاولة نتياهو التغول علي السلطة القضائية .. ضمت نصف مليون .. و هو عدد كبير بالنسبة لهم ..
لهذا هناك إختلاف و تباين بيننا و بينهم سواء في اليونان أو إسرائيل أو حتي تركيا .. حكم الجنرالات خصوصا في الفترة الأخيرة قضي علي أى أمل لدى الناس في الخروج من حقل الألغام الذى نقف فية محبوسي الأنفاس .. تحياتي .


4 - الأستاذ عدلي جندى
محمد حسين يونس ( 2023 / 3 / 14 - 07:26 )
أشكر مرور سيادتك و إضافتك .. في طفولتي كان المشايخ .. من افقر فقراء مصر .. و كانوا في السينما يقدمونهم مسروعين علي اللحمة و الفته ..أو تجدهم في المقابر ينتظرون ما يحمل أقارب المتوفي .. و يقنعون بشلن لقاء قراءتهم بعض من أيات القران أمام المدفن ..

حتي بدأت الوهابية السعودية تستأجرهم لقاء أجور تفوق أجور الأطباء و المهندسين .. و فتح التلفزيون لهم الأبواب فأصبحوا من أغني أغنياء البلد .. مقابل نشر السلفية الوهابية .. خصوصا بتوع الأزهر الذين كانوا بنتدبوا في الخليج و السعودية علي أساس أنهم من أساتذة الجامعة ..

ثم أنهم تحالفوا مع العسكر يروجون لهم .. و لأفكارهم و يدعمون بعضهم بعضا .. فتأخروا بالفكر المصرى قرون .. و للاسف توغل الداء بحيث أصبح العلاج شديد الصعوبة .. تحياتي


5 - مش غريبه
خيرت حماد ( 2023 / 3 / 15 - 09:29 )
حضرتك فى مصر المشكله عندنا ان المتوفين لهم اصوات انتخابيه يعنى يعنى اذا قلنا لا المتوفين بيقولوا نعم وحدث هذا فى انتخابات كثيره جدا كمان الدستور معدل علشان نبقى مدى الحياه زى
اللى قبل منه ونرجع نغنى ونقول ( اخترناه .. اخترناه .. يوم 30 -6 وصدقناه )
المهم كل شىء مظبط انه مدى الحياه وده ميراث انقلاب 1952
كل شىء جاهز

اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة