الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن تيمية يكتب سيناريوهات الرعب

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


عندما تتعمق في قراءة منهاج ابن تيمية في تكفير الناس، وجواز قتلهم، وسفك دماءهم، تشعر انك تشاهد فيلما مرعباً من أفلام الكاتب والمخرج روبرت إيجرز الذي قدم لنا فيلم (الساحرة The witch) عن عائلة مجنونة موغلة في الشقاء، توارثت خرافات تبرر للعجائز، وهن في أرذل العمر، شرب دماء الفتيان من أجل استعادة فتنتهن المفقودة. أو ربما تشعر انك تشاهد الفيلم المرعب (Get Out) للكاتب والمخرج (جوردان بيل). .
وكلما توغلت في قراءة فتاوى هذا الرجل تجد نفسك مشتتا بين طريقين متعاكسين، أحدهما يدعوك إلى الرفق والاحسان والرحمة في تعاملك مع الناس، والآخر يحمل يافطة النقمة والانتقام من الخصوم، وإهدار دماءهم لأتفه الأسباب. ولم يتورع ابن تيمية في هدر دماء الناس، ولم يكن يخشى عواقب تكفيره لهم وهدر دمائهم في ما يسمى بالفقه الدموي، الذي تمثل في جرائم التيارات التكفيرية المتطرفة والمتشددة. وربما تذكرون الفيلم الذي صور مشاهده ابن تيمية لسيناريو تنفيذ حكم الاعدام بالشهيد معاذ الكساسبة حرقا حتى الموت، في لقطات تقشعر لها الأبدان، وتنفطر لها القلوب، ولا شك انكم تذكرون الجريمة التي وقعت في السعودية عام 2016 حين أقدم توأمان متأثرين بأفكار ابن تيمية على قتل أمّهما، لأنها حاولت منعهما من الانضمام لتنظيم داعش، في قضية أثارت حفيظة السعوديين المنزعجين من تنامي الفكر الدموي. .
فالاسلام الذي نعرفه دين الرفق والرحمة لا دين العنف والنقمة. والإسلام الذي نتمسك به دين التراحم والتعاطف والإنسانية، يراعي أحوال الشعوب والامم وحاجاتهم، ويدعو إلى التعاون والتعاطف والتلاحم بين أفراد المجتمع حتى يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. في حين بلغت فتاوى القتل والذبح في تراث ابن تيمية رقما مهولا يجعلنا نقف في حيرة من أمرنا. هل ديننا يدعو لازهاق أرواح الناس والتعامل معهم بهمجية ؟، وهل نحن على صواب أم ابن تيمية هو الذي على صواب ؟، فالغريب بالأمر انه يتعامل بمنتهى الشدة والقسوة حتى مع المؤمنين الصائمين المصلين. فيقول: لو ان رجلاً يحافظ على الصلوات، إلا أنّه تخلف عن صلاة واحدة فقط، أو ترك بعض الواجبات داخل الصلاة، فحكمه القتل، وهذا ما جاء حرفياً في فتواه: (والرجل البالغ إذا امتنع من صلاة واحدة من الصلوات الخمس أو ترك بعض فرائضها المتفق عليها، فإنه يستتاب، فإن تاب، وإلا قُتل). انظر مجموع الفتاوى (3 / 429). وتتكرر عبارة (يستتاب وإلا يقتل) مئات المرات في مؤلفاته، بينما يقول رب العزة في محكم كتابه: (وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، فالاسلام لم يأت من أجل فناء البشرية، بل جاء للخير والاحسان، وجاء رحمة للعالمين: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). .
ختاماً: ماذا لو كانت أزرار القنبلة النيترونية بيد ابن تيمية ؟. أغلب الظن انه لن يتردد لحظة واحدة في نسف القارات وتفجير البحار والمحيطات. .
وللحديث بقية. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية