الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المغرب والصحراء والجزائر 2 (من منظور مغربي).. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


حول المغرب والصحراء والجزائر 2 (من منظور مغربي)..
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


ما نكتبه عن نظام الجزائر ليس شماتة ولا تحرشا وكذبا، بل هو حقائق وتاريخ وواقع. الجزائريون هم إخواننا، لهم منا كل حب واحترام وتقدير.

الثورة الجزائرية، حررت الجزائر وليس حدودها. فالقول بالحدود الموروثة عن فرنسا لا يستقيم، لأن الحدود مع الجيران، من اغتصاب المستعمِر.

ما الفائدة من الحرب بين الجيران؟ ألم يكن هناك عقلاء بينهما؟ فمن سيستفيد من هذه الحرب؟ فالشعوب المقهورة والجنود المأمورة هم حطبها.

على المغرب اليوم، وهو أمام استهدافه من جيرانه وغيرهم، أن يوازن بحكمة، بين قواه الأساسية: اقتصادية، سياسية، دبلوماسية واجتماعية.

المغرب اليوم، محاط بالحاقدين والحساد.. للتصدي لهؤلاء جميعا، عليه أن يقوي جبهته الداخلية؛ بانفراج عام، والقضاء على الفساد بروح المسئولية.

اسبانيا اهتدت في النهاية، إلى ما كانت تتنكر له، منذ بداية مشكلة الصحراء، على أنها اليوم مغربية. رغم مساهمتها في خلق البوليساريو.

بعد حوالي نصف قرن، تعترف جل قوى العالم، بأن الصحراء مغربية، وسيطوى الملف نهائيا. فماذا ستصنع الجزائر غدا، بربيبتها البوليساريو؟

منذ الستينات تربى الشعب الجزائري منهجيا، على الحقد والكراهية والعداء للمغرب، وذلك بإيعاز الحكم العسكري، المتحكم في رقاب المواطنين.

الفاشل والغير القادر على مواجهة خصمه، يختار الحلقة الضعيفة عنده أو بجواره، ليصب انتقامه. هكذا يفعل نظام الجزائر مع المغرب.

العقدة الوحيدة لدى نظام الجزائر، هي "المروك" (المغرب). والشعب الجزائري مُغَيب عنده تماما، والحاضر لديه باستمرار هو البوليساريو.

شبح "المروك" يطارد النظام الجزائري في كل مكان، يكاد يحشره في كل شيء. فهو فزاعة تؤرقه، وفي نفس الوقت مشجب، يعلق عليه مشاكله.

غالبية الشعب الجزائري يكرهون نظامهم إلى حد كبير، سواء في العلن أو في السر. لكن عندما يتعلق الأمر بالمغرب، يتفقون معه في معاداته.

لماذا الجزائر استُعمِرت هي الأولى واستقلت هي الأخيرة، ومساحتها الأكبر في شمال إفريقيا؟ لأن أجزاء منها اقتطعه الاستعمار من جيرانها.

نظام الجزائر يحصد اليوم ما زرعه، لحوالي نصف قرن، في تبنيه لجماعة البوليساريو؛ إيواء ودعما وتسليحا، لجعله حجرة في حذاء المغرب.

ما بني على باطل سينتهي إلى باطل وإلى زوال، مهما طال الزمان، ومهما خطط الطامعون. تلك كانت حقيقة جماعة البوليساريو وصنيعتها الجزائر.

سياسة الطوابير بالجزائر، مقصودة ومتعمدة لإلهاء الشعب، عن القضايا المصيرية للبلاد، حتى لا يجدون وقتا للتفكير في العودة إلى الحراك.

الشعب الجزائري اليوم، يبيت على أوهام ويستيقظ على طوابير، ما دام قد تم غسل دماغه من أي ردة فعل واعية، إلا من كراهية ومعاداة المغرب.

" فوبيا" المغرب تسكن نظام الجزائر وإعلامها الرسمي. فكلما حدث أو وقع لهم أي شيء، سواء صغر شأنه أو كبر، جعلوا منه شغلهم الشاغل.

يبلغ عمر جبهة البوليساريو اليوم 47 سنة ويزيد. وهي لم تفارق تيندوف، إذ اتخذت منها دولتها حاليا، بترسيم حدودها مع صنيعتها الجزائر.

منذ استقلال نظام الجزائر، وهو يحاول تزوير تاريخ شمال إفريقيا. لقد تنكر لاسم المغرب، وأطلق عليه اسم "مروك" تيمنا بصنيعته فرنسا.

تلقى جيراننا من نظامهم، منذ حوالي 60 سنة، جرعات الكراهية للمغرب، والحقد المشبعين بالحسد والنفاق. واليوم يحصدون ما زرعوه بالأمس.

إن الأمير عبد القادر الجزائري، ليس جزائريا بالمعنى السلالي للأصل، هو إدريسي من شرفاء الأدارسة، الذين حكموا المغرب في القرن 9 م.

من الغرابة بمكان، أن تجد دولة تعشق البطولات الوهمية، وتعمل على خلقها باستمرار، كما تستحوذ على تراث وثقافة جيرانها، وتدعي ملكيتها.

أرجعت الجزائر إقصاءها من مونديال قطر، إلى مؤامرة خارجية بفعل المغرب. لقد أنساها الغرور سياسة الشيكات الخاصة، لقلب النتيجة بميدانها

عناد نظام الجزائر مع المغرب، سيعجل بنهاية أسطورة البوليساريو، كما سيساهم في خنق وحصار "القوة الضاربة" في شمال إفريقيا.

عقدة حكام نظام الجزائر من الاستقلال إلى اليوم، تتجلى في كونهم سجناء تصور نمطي، على أنهم تقدميون، وجيرانهم إما أقل منهم أو رجعيين.

اتهام نظام الجزائر للمغرب بالعدوان المتكرر، غير موجه للرأي العام الدولي، بل هو موجه للداخل، قصد تأجيج الحقد والكراهية لدى الشعب.

الدولة التي تلجأ إلى الطوابير، لندرة المواد الغذائية الضرورية، تزحف إليها المجاعة حتما، إما لكونها فقيرة أو تعاني من سوء التدبير.

زرع الكراهية والحقد في قلوب الجزائريين إزاء المغرب، عقدة وعقيدة حكامهم منذ الاستقلال. إنها سارية عبر الأجيال من الصعب التخلص منها.

إن العقل الجزائري بدأت صياغته، مع بداية السبعينات بعد الاستقلال، من خلال مخطط ممنهج، لصناعة تاريخه وثقافته، من رصيد جيرانه.

جماعة وجدة، هي التي أججت حرب الرمال، للاستيلاء على الحكم في الجزائر، بخلقها عدو خارجي، وإعلان الجحود وخيانة العهود مع المغرب.

ما أشبه الأمس باليوم؛ جماعة وجدة مغاربة، تستولي على الحكم بالجزائر، وجماعة البوليساريو مغاربة، تحاول الاستيلاء على صحراء المغرب.

حرمان أمة من تاريخها وثقافتها، بحكم توالي الاستعمار عليها، يجعلها بعد استقلالها، تنتحل من جيرانها كل ما سيحقق هويتها التي أضاعتها.

إن المهم من خلق نظام الجزائر لبوليساريو، هو تحقيق هدفين أساسيين؛ الأول تقسيم المغرب لإضعافه، والثاني فتح منفذ نحو المحيط الأطلسي.

جبهة البوليساريو اليوم، تدعو نساء وفتيات المخيمات، إلى التعاطي لنكاح الجهاد، لتكثيف إنجاب المواليد، من أجل حرب ومقاومة المغرب.

هل نظام الجزائر حقا، يدافع عن الشعب الصحراوي لتقرير مصيره؟ أم ترى يدافع عن مصالحه الخاصة، جاعلا من هؤلاء وسيلة فحسب لا غاية؟

استقلال الجزائر، لم يكن في مستوى الثورة والتضحيات لملايين الشهداء. لقد تم اختراقها من الحَرْكِيين، وأبنائهم المجندين في جيش فرنسا.

فقدان أمة لتاريخها الخاص بعد استقلالها، لا يمكن صناعته بالكذب والسرقة، من خلال ماضي جيرانها. فالأمر لا يخرج عن كونه انتحال وسطو.

منذ القدم وبعد الاستقلال، جيراننا لم يعودوا أنفسهم على التفكير والإبداع والعمل، فكان البديل عندهم هو تقليد الجيران وسرقة ما لديهم.

إن القاعدة النفسية لبعض الناس أو الشعوب، تقوم على حب الامتلاك. فكل ما يرونه أو يسمعون به عند غيرهم، يجعلونه ملكية لهم أو لبلدهم.

عندما تفقد أمة ذاكرتها بفعل طول الاستعمار لقرون، وبعد استقلالها تجد نفسها في حاجة إلى تاريخ وثقافة، فتلجأ لتراث جيرانها تنسبه لها.

عندما تفتقد أمة لتاريخها ولثقافتها، تتجه إلى الترامي على تراث جيرانها، فنية كانت أو تاريخية أو ثقافية، لإعادة بناء هويتها المفقودة.

قوم بلا تاريخ وثقافة، أصبحوا دولة بعد استقلالهم، بحدود موروثة عن فرنسا على حساب الجيران، واليوم يحاولون سرقة تراث هؤلاء بلا حياء.

فبعد استقلال الجزائر، وجد الشعب نفسه بين هويتين: عثمانية وفرنسية. ولما أراد البحث عن هويته الخاصة، لم يجد أمامه سوى تراث جيرانه.

نظام الجزائر مخترق طولا وعرضا، وهو يعلم ذلك يقينا، ومما يزيد في الطين بلة، هو الوسواس المرضي عنده، الذي يصاحب هذا الاختراق.

عندما يعيش شعب تحت نير استعمارين متواليين لقرون، يفقد أصوله وهويته وثقافته. وعند استقلاله لم يجد بدا من انتحال تراث جيرانه.

عندما انطلقت مسيرة الحراك بالجزائر، كان يُعتقد أن التغيير قادم. لكن سرعان ما أجهضت، كما حصل تماما بعد ثورة مليون ونصف شهيد سابقا.

إن القاعدة النفسية الأساسية، المسيطرة عند جل الجزائريين، التي يشتركون فيها جميعا، هي تضخم الأنا المفرطة، وجنون العظمة المرضية.

بلاد الجزائر مقاطعة فرنسية، وسعتها على حساب جيرانها، وأطلقت عليها اسم الجزائر بعد استقلالها. وظلت تابعة لها ثقافيا واقتصاديا.

لقد تعاظمت عقدة نظام الجزائر، إزاء المغرب أي "المروك "، وكل ما هو مغربي؛ تاريخيا وتراثيا وثقافيا.. إلى درجة المس والهوس المرضيين.

هناك أقوام منذ استقلالهم، لم يستطيعوا بناء دولة مدنية بمؤسساتها الديمقراطية، لأنهم لم يعرفوا معنى الأمة قبل قرون من الاستعمار.

لم ينج من تحريفِ وادعاءِ نظام الجيران، لا الدين والنبي (ص)، لا الكعبة وسفينة نوح، لا شيشناق وابن بطوطة، لا طارق بن زياد والتراث..

عندما تفتقد أقوام هويتهم وثقافتهم، بفعل توالي استعمارين لقرون، لم يبق لهم سوى الحقد وانتحال شخصية المستعمر، وسرقة تراث الجيران.

إذا كان الشعب الجزائري، يثق في ما يروجه نظامه عن المغرب، فاعلم أنه شعب تم تضبيعه، وغسل دماغه، وطمس معالمه، كشعب محترم بين الأمم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام