الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات كاربونية حول العالم

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 23
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


أصبح الكاربون ومشتقاته الدخانية الملوثة للبيئة ملازماً لمعظم التظاهرات الجماهيرية حول العالم. .
في العراق (مثلا) صارت الاطارات المطاطية المعطوبة هي المادة الأساسية لاضرام النيران في الليل والنهار. وتستمر عمليات الإحراق لأيام طويلة. بينما تتصاعد اعمدة الدخان الكثيف، وتنتشر في الساحات والشوارع، لتلبس واجهات البنايات وشاحاً أسوداً، يعكس بؤس الاحياء السكانية، ويعبر عن أحزانها وآلامها. .
لا احد يكترث في العراق لسموم السحب الكاربونية المتفحمة بين ازقة البيوت، ولا احد يهتم لكثافة السموم الكاربونية المنبعثة من الحقول النفط والغاز، فقد قضت الارادة الجماهيرية على مواصلة الحرق والاحتراق حتى لو اشتكت القارات السبع. .
وفي هولندا التي تساوي مساحتها مساحة اقليم كردستان العراق، تبنت الدولة سياسة بيئية مشددة لخفض انبعاث الكاربون، لكن حكومة امستردام اختارت القطاع الزراعي لتنفيذ اجندتها الكاربونية، بدعوى انه يشكل 46 في المائة من إنتاج البلاد من غازات الاحتباس الحراري القوية، فضيقت الخناق على الفلاحين، وألزمتهم بشروطها الصارمة، الأمر الذي اضطرهم لاضرام النيران في الاعلاف الحيوانيه، ثم أغلقوا الطرق السريعة بأكوام القش المحترق، فتصاعدت اعمدة الدخان فوق الربوع الخضراء. .
تحاول هولندا إقناعهم بالحد من قطعان الماشية، أو ترك الصناعة لخفض الانبعاثات. لكن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وقام المزارعون الغاضبون باحتجاجات متعددة، واعتصموا في مراكز التوزيع، وأغلقوا المطارات ومحطات القطارات. .
اما في لبنان ومصر وتونس والسودان وسوريا فلا دخان يعلو فوق دخان الاطارات المحترقة، حيث استوطن المتظاهرون الشوارع، وافترشوا الأرض، وأغلقوا الطرق الرئيسية بحرق الإطارات المطاطية وصناديق القمامة. غير ملتفتين إلى اضرارها الصحية، واندلعت هذه الاحتجاجات الجديدة بعد هبوط قيمة العملة المحلية في لبنان إلى مستوى قياسي تسبب في انتشار الكاربون في كل مكان. .
ويرى فقهاء الكاربون: طالما ان حق التظاهر مكفول دستوريا، ولا يتعارض مع القانون، فلا ضير من احراق المزيد من الاطارات حتى لو كانت غير مستعملة. .
لقد تسبب الكاربون المنبعث من الاطارات بصعوبات في التنفس للمصابين بالربو، وتتسبب بالعديد من الوفيات، آخذين بعين الاعتبار ان الإطار يتكون من المطاط الصناعي المصنّع من مركبات البنزين ومشتقاته، والكربون الأسود والكبريت وأكسيد الزنك والشمع والفولاذ، وعند احتراقه يبعث غاز أول أكسيد الكربون ومعادن ثقيلة ومواد عضوية متطايرة وجزيئات صغيرة تدخل الجهاز التنفسي، وتترسب في أعماق الرئة، ما يترتب عليها آثاراً ضارة وخطيرة على المدى البعيد. .
ختاماً نرى ان الحل الوحيد لمنع هذه التوجهات الكاربونية يقضي بوجوب التخلص من الاطارات بإعادة تدويرها، وتحويلها إلى مواد صديقة للبيئة. .
في الكويت توجد اكبر مقبرة للاطارات المستهلكة، وفيها ما يقرب من 42 مليون إطار، إلا أن الجهود المحلية بدأت مؤخراً هناك للتخلص منها عبر تقطيعها واستخدامها كوقود لمصانع الإسمنت أو ضغطها لصناعة العشب الصناعي وبلاط الأرضيات الملون. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على