الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنظمة على سرير الاحتضار

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنان على ان التخبط السياسي في أداء بعض الأنظمة العربية هو السبب الرئيس في ضعفها وانهيارها، ولدينا الآن أكثر من دولة تلفظ انفاسها الأخيرة على سرير الاحتضار. لذا بات من المفيد جداً استعراض أمراضها واعراضها المميتة. .
- فعندما ترى رجال دولتك يدينون بالولاء لبلدان أخرى خارج محيطهم الحدودي، ويتلقون التوجيهات من العواصم البعيدة، فأعلم ان حكومتك مصابة بنقص حاد في كريات الدم الوطنية. .
- وعندما تتعدد القوائم الانتخابية في بلدك، وتتكاثر التيارات الحزبية بالانشطار، فأعلم انك تعيش على متن سفينة تبحر باشرعة ممزقة، وتشق طريقها بلا بوصلة، ويقودها أكثر من قبطان، وليست لديها خارطة تدلها على الطريق الصحيح نحو بر الأمان. .
- وعندما ترى المصائب تنهار فوق رأس حكومتك، وترى الامواج العاتية تتلاعب بسفينتها المعطوبة، في الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون بتبادل الشتائم واللعنات، فكن على يقين ان سفينتهم ستغرق بمن فيها إن عاجلاً أم آجلا. .
- وعندما ترى السياسيون يتفقون ضد شخص بعينه، ويسعون للإطاحة به لأسباب ودوافع شخصية، على الرغم من خلافاتهم العميقة، فأعلم انهم لا يدركون حجم المخاطر المحدقة بهم. وأعلم ان صراعهم أشبه بصراع القراصنة في سفينة توشك على الغرق. .
- وعندما ترى رجال الدولة يذودون بالدفاع عن الفاشلين والمحتالين والمزورين على الرغم من كل القرائن والأدلة الثبوتية، التي تدينهم بالجرم المشهود، فأعلم ان العدالة الإدارية مفقودة تماماً في بلدك، حيث لا يمكن تبرير المسؤليات التقصيرية بالشعارات الكاذبة. .
- وعندما يتحول البرلمانيون في بلدك إلى كومبارس يأتمرون بأمر المخرج المكلف باخراج مهزلة مأساوية بموجب السيناريو المرسوم، فاعلم انهم يؤدون أدواراً هابطة على خشبة مسرح الدمى. .
- وعندما ترى الانتهازيون يتحكمون برجال السياسية، ويمولون حملاتهم الانتخابية، فأعلم ان السياسة في بلدك صارت سلعة رخيصة تُشترى وتباع في السر والعلن. .
- وعندما ترى الدولة تذود عن كبار اللصوص، وتطلق سراحهم، وتفتح لهم منافذ الفرار خارج البلد، بينما تستأسد على الضعفاء وتصب جام غضبها عليهم، فاعلم أنها فقدت توازنها، وفقدت صوابها. .
فإذا لم يحصل أيّ تغيير إيجابي في انظمة البلدان العربية المتخبطة، فإن بقاء الحال على ما هو عليه لن يصب في مصلحة المواطن. ولا في مصلحة الاحزاب المتنفذة. ولن تنفع عقاقير المجاملات في إنقاذ تلك البلدان الراقدة الآن على فراش الموت المحتوم. .
انظروا إلى احتضار دولة لبنان التي تزامنت انفجارات موانئها مع انهيارها اقتصادياً، وانظروا إلى تصدّع مجتمعها، وانحدار حكامها إلى قعر غير مسبوق في تاريخ لبنان. وانظروا إلى انهيار الدولة المصرية التي افتتحت المزادات لبيع اصولها بابخس الاسعار. .
وانظروا إلى العراق الذي دب فيه الضعف والوهن، وتداخلت فيه السلطات لتقوده إلى الهاوية. وانظروا إلى سوريا التي ماتت ودفنتها الزلازل تحت الانقاض، وانظروا إلى ليبيا والسودان وتونس التي ماتت فيها الحريات، وضاع فيها مستقبل الإنسان. .
كل شيء في عواصمنا يحتضر: دجلة تحتضر، والنيل يحتضر، وغزة تحتضر، وأدلب تحتضر، والعملات العربية تحتضر، والصحافة تحتضر، وأهوار العراق تحتضر، والنقابات العمالية تحتضر في تونس، بينما ظلت جامعتنا العربية تعاني حتى الآن من أعراض الاصابة بالسكتة الدماغية. وكل من عليها فان. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا