الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإمبراطورية الخوارزمية سقوط إلى الابد

ديار الهرمزي

2023 / 3 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سلالة تركية مسلمة حكمت أجزاء كبيرة من آسيا الوسطى كل من تركمانستان و أوزبكستان و قرغيزستان و طاجيكستان و مساحة كبيرة من كازاخستان أويغورستان وافغانستان وإيران وأذربيجان وبعض من قفقاسية الشمالية.
و كثير من الشعوب والأقوام كانت جزءا من هذه الإمبراطورية وكانوا يخدمون دولتهم .
ومن الاقوام الموجودة ضمن إمبراطورية الخوارزمية هم الترك والفرس والهزارة والكورد والبلوج وقسم من البشتون وغيرهم.

الخوارزميون،  أو شاهات خوارزم  هي سلالة تركية مسلمة  كانوا اتباع إقطاعيين للسلاجقة ثم استقلوا وأصبحوا حكامًا مستقلين في
 القرن 11.

كثير من الناس لا يعلمون شيئا عن هذه الإمبراطورية و تاريخها.
هذه الإمبراطورية هي اولى ضحايا لاجتياح المغول بقيادة تموجين جنكيزخان والتي انهارت انهيار سريعا بالرغم انتصر على المغول في بداية المعركة ،ولكن بوجود حاضنة الخيانة مما أدى إلى تمرد وانهيار الإمبراطورية الخوارزمية.

تأسست الإمبراطورية الخوارزمية في سنة 1077 م وكانت مقرها في البداية في قونا أوركنش:
من 1077الى 1212،
ثم سمرقند: منذ 1212 وحتى سقوط الدولة على يد المغول وهروب جلال الدين منكبرتي إلى الهند.

ينقسم الحكام الخوارزم إلى قسمين وهم حكام خوارزم الغزنويون فترة البداية توشكيل وتخطيط قبل التوسع أو إعلان انفصال عن السلاجقة. وهم :-

أبو علي مأمون الأول 992-997

أبو الحسن علي 997-1009

أبو العباس مأمون الثاني  1009-1017

محمد 1017

ألطون ياش 1017-1032

هارون 1032-1034

إسماعيل خاندان 1034-1041

وثم شاهات الخوارزميون الذين حكموا في الفترة احكام قبضتهم على المساحة واسعة من أراضي الدولة السلجوقية وهم :-

أنوش تكين غارتشاي 1077-1097

إكينچي 1097

قطب الدين محمد 1097-1127

علاء الدين أتسز 1127-1156

إل أرسلان 1156-1172

سلطان شاه 1172-1193

علاء الدين تكش 1172-1200

علاء الدين محمد 1200-1220

جلال الدين منكبرتي 1220-1231
هو آخر الشاهات الإمبراطورية الخوارزمية.
بالرغم وجود سلطة الخوارزمية منذ ٩٩٢ م ، ولكن انفصالهم أو إعلان استقلالهم في سنة 1077 م.

كان مؤسس السلالة أنوش طغين (1077-1097) من مماليك السلاطين الغزنويين. علا شأنه أثناء خدمته مع السلاجقة، ثم عينه هؤلاء والياً على خوارزم.
في عهد قطب الدين محمد (1097-1128)
ثم علاء الدين أتسز (1128-1156) تمتعت الدولة باستقلالية كبيرة.
بدأ الخوارزميون بالتوسع في خراسان، ثم دخلوا في صراع
منذ عام 1157 مع السلاجقة.

ضم ألب أرسلان (1156-1172) إليه كل المناطق الشرقية من دولة السلاجقة. استطاع علاء الدين تكش (1172-1200) أن يخلف السلاجقة في بلاد فارس عند استيلائه على خراسان عام 1187، ثم توسعه حتى إقليم الري عام 1192.
أصبح بعدها حامي الخلافة العباسية الجديد.


ارتكب شاه محمد خوارزم خطأ تاريخي فضيع عندما أمر بقتل الوفد من التجار المسلمين التابعة لجنكيزخان ، مما أدى حرب طاحن وانهزام وانهيار الجيش الخوارزمي و سقوط دولتهم.


رجع السلطان بعد فشل أمله في السيطرة على بغداد إلى بلاد ما وراء النهر،

واستقبل هناك وفدًا من تجار المغول المسلمين يحملون رسالة من جنكيزخان إلى السلطان يعرض عليه إبرام معاهدة تجارية بين البلدين فوافق السلطان على مضض،

بعد أن شعر أن الرسالة تحمل في طياتها التهديد والوعيد،
وكان في السلطان أنفة وكبرياء، فأسّرها في نفسه وإن لم يبدها في الحال.

ثم حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد قدم جماعة من التجار من رعايا جنكيزخان إلى مدينة “أترار” التابعة للدولة الخوارزمية،

فارتاب فيهم “ينال خان” حاكم المدينة دون تثبت، وبعث إلى السلطان الخوارزمي يخبره بالأمر، وبشكوكه فيهم،

فبعث إليه يأمره بالقبض عليهم وقتلهم؛ باعتبارهم جواسيس من قبل جنكيزخان.
وكان من الطبيعي أن تسوء العلاقة بين الدولتين بعد الحادث الطائش الذي أقدم عليه السلطان،

دون أن يدري أن كل قطرة من
دماء هؤلاء التجار كلفت المسلمين سيلاً من الدماء لم ينقطع لفترة طويلة،

وأرسل جنكيزخان إلى السلطان يطلب منه تسليم حاكم “أترار” ليحاكمه ما دام قد تصرف من تلقاء نفسه دون أن يرجع إليه،

لكن السلطان رفض احتجاج جنكيزخان، ولم يلجأ إلى اللين والتلطف، وتملكته العزة بالإثم

فأقدم على قتل الوفد الذي يحمل الرسالة دون بصر بعواقب الأمور، قاطعًا كل خيط لإحلال السلام محل الحرب.


بدأ استعداد جنكيزخان وجيوش الاربعة ثم تحركات باتجاه الدولة الخوارزمية وبلغ جنكيزخان وجيشه نهر سيحون على مقربة من مدينة أترار في رجب (616هـ=1219م) ولم يشأ أن يهاجم الخوارزميين من جهة واحدة،

بل من جهات متعددة تربك استعداداتهم،
وتشتت وحدتهم،
فقسم جيشه الذي يبلغ ما بين مائة وخمسين ألفًا إلى مائتي ألف جندي إلى أربعة جيوش:
– الأول بقيادة ابنيه جغتاي وأوكتاي ومهمته فتح مدينة أترار.
– والثاني بقيادة ابنه جوجي وهو الابن الأكبر لجنكيز خان، ووجهته البلاد الواقعة على ساحل نهر جيحون.
– أما الثالث فمهمته الاستيلاء على مدينتي بنكات وخسجند على نهر سيحون.
– والجيش الرابع كان تحت قيادة جنكيزخان، ويتألف من معظم الجيش المغولي ويضم القوى الضاربة،
وكانت وجهته مدينة بخارى الواقعة في قلب إقليم ما وراء النهر،

وكانت مهمة هذا الجيش هي التصدي لقوات الخوارزميين، والحيلولة دون وصولهم إلى المدن المحاصرة على نهر سيحون من ناحية الشرق.

وقد نجحت الجيوش الثلاثة فيما وكل إليها من مهام،

فسقطت مدينة أترار، بعد أن صمدت للحصار شهرًا كاملاً،

وأبلى حاكمها بلاءً حسنًا في الدفاع حتى فقد معظم رجاله، ونفدت المؤن والأقوات،

ولم تكن المدن الأخرى بأسعد حالا من أترار فسقطت هي الأخرى أمام الجيشين الثاني والثالث.

وبعد أن أجهز جنكيزخان على بخارى اتجه إلى سمرقند حاضرة إقليم ما وراء النهر،

وضرب حولها حصارًا شديدًا، ودار قتال عنيف هلك فيه أكثر الجند الخوارزمي؛

ما أضعف مقاومة أهل سمرقند فطلبوا الأمان نظير تسليم المدينة، فأجابهم المغول،

وما إن دخلوا المدينة التعسة حتى أعملوا فيها السيف بعد أن جردوهم من أسلحتهم،

وأحرقوا المدينة ومسجدها على من فيه من الناس.

وما كادت تصل هذه الأنباء المفجعة إلى السلطان حتى ازداد غمًا على غم،

وأصابه الحزن والهم، وكان قد انتهى به الفرار إلى جزيرة في بحر قزوين،

يحوطه اليأس والقنوط، فأسلم نفسه للأحزان، ولم يقوى على دفعها، وسيطر عليه القلق، وحلت به الأمراض،

ولم تكفّ عيناه عن البكاء على المجد الضائع والرئاسة والسلطان،

وظل على هذا الحال حتى أسلم الروح في (13 من شوال 617هـ=9 من ديسمبر 1220م).
التكبر والتعنت والطمع وعدم انصياع إلى عقلاء القوم مما أدى إلى ارتكاب جريمة بحق الابرياء وإعطاء الفرصة لعدو الشرير لقتل المسلمين وتدمير مدنهم ومحاولة القضاء على الدين الإسلامي وتعاون مع الصليبيين وإدخال العالم الإسلامي لفترة مظلمة ولها تداعيتها السلبية على التأريخ المسلمين.
هكذا انتهت الدولة الخوارزمية إلى الأبد .

مصادر:-


أحمد تمام-
ويكيبيديا
من مصادر الدراسة:

ابن الأثير: الكامل في التاريخ – دار صادر – بيورت – 1978م.

حافظ حمدي: الدولة الخوارزمية والمغول – دار الفكر العربي – القاهرة – 1949م.

عباس إقبال: تاريخ إيران بعد الإسلام – دار الثقافة للنشر والتوزيع – القاهرة – 1410-1990م.

عبد السلام عبد العزيز فهمي: تاريخ الدولة المغولية في إيران – دار المعارف – القاهرة – 1981م.

عصام عبد الرءوف: الدول الإسلامية المستقلة في أشرق – دار الفكر العربي – القاهرة – 1987م.

تاريخ الدولة الغزنوية-
تاريخ السلاجقة-


فؤاد عبد المعطي الصياد: المغول في التاريخ- دار النهضة العربية- بيروت- 1970م.

النسوي: سيرة جلال الدين المنكبرتي- تحقيق حافظ أحمد حمدي- دار الفكر العربي- القاهرة- 1953.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا