الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب: محرك رفع السرية

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تواجه الحكومة الأمريكية مشاكل لا حصر لها في إجراءات رفع السريه عن الوثائق والمستندات ذات الأهمية القصوى. تلك الأهمية التي تستدعي مواصلة فرز الملفات وتصنيفها بمعدل ثلاثة ملفات كل ثانية، أي بمعدل 180 ملفاً بالدقيقة، بتراكمات هائلة قد تتجاوز إرتفاع نصب الحرية بنحو 25 مرة. .
يكشف المؤلف ماثيو كونيلي في كتابه الموسوم محرك رفع السرية (The Classification Engine) عن أهم أسرار البيت الأبيض، ويسلط الاضواء على المشاكل المتفجرة منذ مدة بين دونالد ترامب والرئيس بايدن. والتي تعكس إنهيار نظام السرية وخروجه عن السيطرة، وتفجر أزمات حقيقية توحي بفقدان الثقة. .
يأخذ نظام رفع السرية بعين الاعتبار عمر الوثيقة وتعاقب السنوات على وجودها في الصناديق الحصينة، ويجري تقييم اهميتها من وقت لآخر بموجب معايير متغيرة بتغير آلية عمل محركات التصنيف، والتي هي الأخرى تخضع من وقت لآخر للتطوير والتحديث. .
يشير المؤلف إلى مقدار الشفافية في سياسات رؤساء البيت الأبيض في التعامل مع صمامات رفع السرية، وفي التعامل مع القائمين عليها، ويستعرض في كتابه حجم التباين في سلوك بعض الرؤساء، وبخاصة الذين احتفظوا بكميات كبيرة من الوثائق السرية في مكاتبهم الشخصية، لكنه يقدم أكثر من دليل على ظلامية حكومة الولايات المتحدة، واجراءاتها المعقدة في التعتيم على المعلومات السرية، على الرغم من إنها رفعت السرية عن بعض الوثائق المنسية والبالية المرتبطة بعمل البنتاغون أو بعمل وكالة الأمن القومي، فنشرت بعض المواد الإخبارية المثيرة عن بعض الأمور التي أكل عليها الدهر وشرب. في غضون ذلك، تتمسك وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية بالكتمان من أجل الحفاظ على السرية بأعلى مستويات الحذر. ومنها المعلومات الاستخباراتية المتداولة في البيت الأبيض: مثل الملخص اليومي لتحركات الرئيس، والمعلومات الاستخباراتية الطارئة، والتحليلات المرتبطة بالتهديدات الدولية والمحلية، وتقارير الوكالات الحكومية الفيدرالية. .
وقد زاد عصر الإنترنت من صعوبة تتبع المستندات السرية ومنع انتشارها عندما يتم الكشف عنها عن طريق الخطأ. وتمتلك كل وكالة حكومية تتعامل مع مواد سرية إجراءات صارمة عندما يتم الكشف عن تلك المواد. لكن ذلك لا يعني أن المسألة يتم التعامل معها بسرعة. وغالبا ما يكون الكشف عنها غير مقصود. ففي عهد إدارة أوباما، أرسل الجيش وثيقة لمحامي كجزء من دعوى قضائية، قبل اكتشاف أنها احتوت على مواد سرية، بحسب مصدر مطلع على الواقعة. وذهب ضابط أمن عسكري إلى منزل المحامي مع مذكرة مصرح بها وحقيبة مغلقة. وسلم المحامي السجلات، والتي وضعت داخل الحقيبة. ثم تلقى المحامي لاحقاً نسخة محدثة (غير سرية) من الوثيقة. ونقل المؤلف عن شخص يدعى (ليونارد) واقعة اكتشف فيها وجود مواد سرية أثناء عمله بالبنتاغون. وقال إنه كان مسافراً في رحلة عمل إلى ولاية فيرجينيا، وسلمه مساعده مخطط الرحلة داخل حقيبته. وعندما وصل إلى غرفة الفندق الخاصة به، اكتشف وجود وثيقة سرية ملحقة بالمخطط غير السري. وأبقى ليونارد الوثيقة آمنة معه أثناء تقديمه العرض في فيرجينيا باليوم التالي قبل إعادتها على الفور إلى البنتاغون وإبلاغ مسؤولي الأمن هناك بالخرق. وقال: (اضطررت للنوم مع الوثيقة، ووضعتها أسفل وسادتي في الليل). .
يعمل المؤلف (ماثيو كونيلي) أستاذاً للتاريخ الدولي والعالمي في جامعة كولومبيا، وكان مديراً لمعهد العلوم الاجتماعية، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة ييل، وكان أستاذاً زائراً في جامعة أوسلو، وجامعة سيدني، وكلية لندن للاقتصاد، ومعهد الدراسات السياسية في باريس (ساينس بو)، ومؤسسة غيتوليو فارجاس في ريو دي جانيرو. وله عدة مؤلفات في السياسة والتاريخ المعاصر. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار