الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد االمسؤول في سبيل التغيير

صلاح بدرالدين

2023 / 3 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مايزيد الوضع سوء في ساحتنا الكردية السورية المنكوبة أصلا ببقايا نظام الاستبداد ، والاحتلالات ، وسلطات الميليشيات ، وبالاحوال الاقتتصادية المتردية ، واستغلال أمراء الحرب ، وفساد الأحزاب المتحكمة ، وبقاء القضية السورية من دون حل هو الفوضى الذي يضرب باطنابه الشارع الكردي في الداخل ، والخارج .
فكل البيانات ، والتصريحات ، والديباجات الانشائية والتجمعات الاحتجاجية الشللية ، خلال الأسبوعين الأخيرين لم تحقق شيئا يذكر بالملموس لاهلنا في – جنديرس - ، كما لم تتناسب مع قطرة من دماء الشهداء الأربعة – شهداء شعلة نوروز – ( مع كل التقدير للنوايا الحسنة ، والجهود الفردية المخلصة ) ، ومهما استمرت هذه الأساليب وبهذا الشكل – ويبدو انها ستستمر – فلن تحقق اية نتائج مرجوة ، فموضوع – جنديرس – والمواضيع الأخرى المتفرعة عن القضية المركزية – القضية الكردية السورية – وعندما يتم التعامل معها بطرق متباينة ، واشكال مختلفة ، ودوافع حزبية ، ومناطقية ، وتتحول الى منصة للمزايدات ، وسرعة تسجيل المواقف ، فلاشك انها ستنحرف عن المسار ،وتلحق الاضرار .
ولكن لماذا ؟
أولا – ومن حيث المبدا وكما اثبتت التجارب الحية على ارض الواقع ، يفتقد الكرد السورييون اداتهم النضالية ، الشرعية الجامعة الموحدة – الحركة الوطنية السياسية – وهذه الحقيقة تعني فقدان الاستراتيجية الموحدة من مشروع قومي كردي ديموقراطي ، الى برنامج سياسي وطني ، الى سياسات مدروسة معبرة عن مصالح الغالبية الكردية ليس حول مجمل القضية الكردية فحسب ، بل حتى بشأن المناطق وتحديدا – عفرين – والمناطق الأخرى التي ترزح تحت قبضة النظام ، ونير الاحتلالات ، وسلطات الامر الواقع ، وتحكم المستوطنين المسلحين .
ثانيا – فشلت تجربة ( الإدارة الذاتية ) حتى في تعريف نفسها ، هل هي شكل من اشكال الحقوق القومية الكردية ، ام تعبير عن الآيديولوجيا الآبوجية الوافدة التي فشلت في موطنها الأصلي – تركيا – ام سلطة الحزب الواحد كوليد مشوه خارج من رحم حكم الحزب الواحد بدمشق الذي له الفضل الأكبر في الصعود – الصاروخي – لحزب العمال الكردستاني وزعيمه عبد الله اوجلان في البدايات الأولى .
ثالثا – لم ينجح – المجلس الوطن الكردي – وقبله – الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا – في الحلول بديلا للإدارة الذاتية ، وحتى شريكا لها ، من دون ان يعترفا بذلك حتى الان ، وفشلا حتى في الدعوة الى إعادة بناء الحركة الكردية ، وخسرا الجمهور الواسع المتعلق روحيا بإقليم كردستان العراق حينما ارادا استثماره ، عندما اكتشف هذا الجمهور ومعه الوطنييون المستقلون انهما لايحملان المشروع الكردي السوري بشقيه القومي ، والوطني ، والفساد ينخر الجسد والمفاصل فيهما .
رابعا – حتى اللحظة – ويجب الاعتراف - لم تنجح التيارات الفاعلة في صفوف الوطنيين المستقلين من انجاز تنظيم الطاقات ، والتوصل الى جسم تنظيمي موحد شرعي من خلال المؤتمر الكردي السوري المنشود لاسباب مختلفة ، بينها تردد فئات من المثقفين ، واعتراض أحزاب طرفي الاستقطاب ، وفقدان الدعم المطلوب من العديد من الأطراف المعنية بالملف الكردي السوري ، الذي لن يتم طبعا دون تنازلات باهظة الثمن .
خامسا – وإزاء ماتقدم وفي ظل هذا الواقع المرير نرى حصول اختزال القضية الكردية السورية ( بشمال شرق سوريا ) او بهذه المنطقة اوتلك ، او بشروط التبعية الأيديولوجية ، والتنظيمية ، والسياسية ، والشعاراتية للعمق الكردستاني ، وهذا يعيد القضية عقودا زمنية الى الوراء ، وسيستمر ذلك اذا لم ننجز مهام إعادة بناء حركتنا من جديد وبالسرعة الممكنة بالرغم من كل العوائق ، وتجسير الهوة مع المعارضة الديموقراطية السورية بتعزيز الحوار مع شركاء الوطن حول الحاضر ، والمستقبل .
قراءة الواقع كما هو عليه بمثابة الخطوة الأولى نحو التغيير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة