الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!

محمد رضا عباس

2023 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عجيب امر الغرب , في القرن الواحد والعشرين ومازالوا يتعاملون مع العالم , جنوب يجب ان يستعبد و يفقر وشرق يجب ان يسبح شبابه بدمه ويقهر . يتحدثون من على الفضائيات والمؤتمرات باحترام الانسان وحقوقه وهم اول من يخترقهما . بالحقيقة ان مفهوم حقوق الانسان عند الغرب لم يتغير منذ ان قسمت الإمبراطورية اليونانية مواطنيها الى طبقة الحكام والعامة و العبيد . هناك شعوب لا تستحق الحقوق والحياة , وشعوب تستحق الحياة بلا حقوق , و شعوب تستحق الحقوق والحياة . شعوب الشرق الأوسط التي تقارع الاحتلال الصهيوني دمهم وكرامتهم مهدورتان فهي من طبقة العبيد , شعوب افريقيا تستحق الحياة , ولكن لا تستحق الحرية , لان في الحرية الانسان هناك يشكل خطر على هيمنتهم على المواد الأولية , فهم من الطبقة الثانية , فيما ان شعوبهم تستحق الحياة والحرية والويل كل الويل لزعيم دولة يعارض سياساتهم او يتبنى سياسة مستقلة خاصة بشعبه . تذكر كوبا , ايران , فنزويلا , العراق, سوريا , الصومال , اليمن, نيكاراغوا, شيلي , مصر عبد ناصر , ودول شرق أوروبا في الزمن السوفيتي.
محكمة الجنايات الدولية , وان كان اسمها دولية , ولكن في الحقيقة هي مؤسسة بناها الغرب و تمثل فكر وسياسة الغرب , وتنفذ إرادة الغرب . وما اصدار مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهامه في " جرائم حرب " بسبب ترحيل غير شرعي لسكان ( أطفال) ونقل الكثير من السكان (الأطفال ) من مناطق محتلة في أوكرانيا الى روسيا , الا واحدة من حزمة العقوبات التي فرضها سيدها الغرب على مؤسسات وشخصيات روسية . الروس اعتبروا قرار المحكمة لا يساوي قيمة الورقة التي ادرج فيها القرار ,وانه قرار مشين .
ليس دفاعا عن بوتين , فان للرجل دميتري مدفيديف ذو السان الطويل يتحدث نيابة عنه , ولوزارة الخارجية الروسية فم لا يسكت يتحدث باسمها , وهي ماريا زاخاروفا . كما واعتقد , ان كل انسان , مهما كانت مرتبته السياسية , لا يحترم حقوق الانسان الأساسية يستحق اللعنة في الدنيا والعذاب الشديد في الاخرة . وأتمنى ان المحكمة الجنائية الدولية ان تعامل البشر على السواء اذا ارادت لنفسها الاحترام والوقار ,ان لا تغمض عين على ناس وتفتح عشرة على الاخرين , لان هذه السياسة تسقط هيبتها , لهذا السبب اصبح لا احد يكترث بقراراتها , بل أصبحت قراراتها محل ضحك واستهزاء . لماذا ؟ لنأخذ امثلة من خرق حقوق الانسان في الشرق الأوسط ولم تكترث بها المحكمة , بل سكتت سكوت اهل القبور , ومنها:
أتذكر جيدا عندما سئل صحفي وزيرة الخارجية الامريكية اولبرايت ان الحصار العالمي على العراق قتل 500 الف طفل بين جائع و مريض , فهل من الضروري ان يموت هؤلاء الأطفال , فكان جواب نعم ضروري .قطعا , عدد من مات من أطفال العراق يفوق 1000 مرة اعداد أطفال اكرانيا الذين قضوا بسبب الحرب.
العبادة حق معترف بها في كل دساتير العالم , فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية احد المعتكفين داخل المسجد الأقصى بعد اقتحام عناصرها المصلى القبلي , حيث طالبوا المعتكفين بالمغادرة تحت طائلة استخدام القوة ضدهم .
مستوطنون يحرقون منزلا فلسطينيا في بلدة سنجل شمال رام الله .
مقتل فلسطيني برصاص الشرطة الإسرائيلية في بلدة كفر ياسيف.
قرار إسرائيل السماح بإعادة الاستيطان في مناطق شمال الضفة الغربية , وطرحها عطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية.
ذكرة صحيفة هآرتس العبرية ان وزارة الداخلية الإسرائيلية ازالت قبة الصخرة من صورة لساحة حائط البراق. هل يوجد استهزاء بالأماكن الإسلامية اكثر من ذلك ؟
تصاعدت اعمال التخريب والاعتداءات التي تستهدف المسيحين والمؤسسات المسيحية في القدس بشكل حاد منذ بداية العام , وهو الامر الذي ربطه قادة الكنائس في المدينة بلهجة الحكومة الجديدة . المسلمون سكتوا عن حقوقهم , اين القادة المسيحين من هذا الامر ؟
وزراء خارجية دول مجلس التعاون بعثوا برسالة مشتركة الى بلينكن (وزير الخارجية الامريكية ) ادانت بها تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بإزالة بلدة حوارة من الوجود وتصريحاته التي تنكر حقيقة وجود الشعب الفلسطيني.
حذرت اليونيسف من ان الملايين الأطفال يواجهون مخاطر متزايدة سوء التغذية في اليمن , اذا لم تخصص أموال بشكل عاجل لهذا البلد حيث يموت طفل كل عشر دقائق. هذا الموت جاء بسبب الحرب في اليمن وبمباركة الغرب.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية , ان القوات الامريكية استخدمت ما لا يقل عن 300 طن من اليورانيوم المنضب ضد الشعب العراقي . جميع المناطق التي شاهدة استخدام هذه المادة اصبح سكانها يعانون من امراض مختلفة .
أعلنت صحيفة هآرتس الإسرائيلية وفاة الضابط الإسرائيلي الشهير , اميتسور كوهين , ابرز مرتكبي المذابح ضد الجنود المصريين خلال حرب عام 1948 . هذا المجرم ظهر في اجدى اللقاءات التلفزيونية يتفاخر بما ارتكبه من جرائم ضد الإنسانية , قائلا : لم أتذكر عدد العرب الذين قتلتهم عام 1948 , لم احسب ابدا العدد فقد كنت قاتلا , ولم اخذ أي اسرى , بل كنت اقتل الاسرى انفسهم . تصور لو ان عربي قتل عشرة جنود من إسرائيل , ماذا سيحدث في العالم ؟ هرج ومرج بطبع.
في وقت سابق من هذا الشهر اشارت السلطة الفلسطينية , ومقرها في الضفة الغربية المحتلة , الى انها ستقدم قرارا بشان التوسع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني الى مجلس الامن الدولي , مما أدى الى بذل جهود دبلوماسية فورية من إدارة بايدن لمنع ذلك , حدث ذلك بعد ان اعلن النظام الإسرائيلي اعترافه بتسع بؤر استيطانية في انحاء الضفة الغربية , بالإضافة الى خطط الضوء الأخضر لتوسع 10,000 وحدة استيطانية أخرى.
هذه المعلومات كانت بعض اخبار الأسبوع السابق , ولو اردنا سرد عدد الجرائم التي وقعت بحق العرب وضد الإنسانية خلال عام واحد فقط لاحتجنا الى مجلدات . الان , الا من حق الروس الاستهزاء بقرار المحكمة المحترمة جدا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي