الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجْنِحَةُ السَّمَرِ

كمال التاغوتي

2023 / 3 / 30
الادب والفن


نَـــافِذَتِي

تُطِلُّ عَلَى أُفُولِ الشَّمْسِ

خَلْفَ جِدَارٍ لا أراهُ،


تِلْكَ البِئْرُ العَمِيقَةُ

تَقْذِفُ أدْفَاقَ الدِّماءِ

عَلَى شاشَةِ الأَصِيلِ

وتُخضِّبُ الحُقُولَ والمَرَايَا

وتُحَــرِّقُ وَجْهَ المَدِينَةِ

فَيَشْتَــدُّ الشَّوْقُ إلى الغَمَامِ،

وأبِي يَقْطَــعُ دَرْبَهُ

العَائِمَ فَوْقَ أحْزانِ الفُقَراءِ

عَائِدًا مِنْ حيْثُ يَسْتَنْزِفُهُ الأمْسُ،

"لسْتُ سِنْدَبادَ هذَا العُهْرِ"

ذَاكَ ما يَشُدُّ أزْرَهُ كُلَّ حَنِينٍ ...


تِلْكَ الجَرَّةُ العَتِيقَةُ

فِيهَا تَرْقُدُ الشَّمْسُ

بَعْدَمَا تُسْرِجُ أشْرِعَةَ الصَّهْيلِ

لِيَجْمَحَ القَمَرُ،

يُجَفِّفُ الأُفْقَ الجَرِيحَ

يَغْسِلُ وَجْهَ السَّمَــاءِ،

فَتنْبُتُ النُّجُومُ فَوْقَ كُوخِنَــا العَنِيدِ

فَالظِّلاَلُ الرَّطْبَةُ

فالنَّهْرُ الآتِي مِنْ أعْمَاقِ الغَابَاتِ

(يَقُولُ العَارِفُونَ: نَهْرُ الخَوْفِ

يُسَمِّيهِ الطَّاعِنُونَ: نَهْرُ الأشْبَاحِ

وتَرْوِيهِ النِّسَاءُ: نَهرُ الكُحْلِ)


تِلْكَ البِرْكَةُ العَرِيقَةُ

تَحْضُنُ غُصَّةَ المَصْلُوبِينَ

فِي الإسْمَنْتِ والرَّمْلِ:

يَحْتَسِي القَهْرُ

مِنْ شُرْفَةِ هَذَا القَصْرِ

البَعِيدِ البَعِيدِ

أمْعَاءَنَــا

وَئِيدًا

وَئِيدَا

يَعْصِرُ القَهْرُ

فِي جَــامِ ذاكَ القُرْصَانِ

الجَدِيدِ الجَدِيدِ

دِمَاءَنَا

وَرِيدًا

وَرِيدَا

ونَحْنُ - العَابِرِينَ إلى المَوْتِ

سَهْوًا -

بُرْكَــانٌ يُسْرِجُهُ الصَّبْرُ ...


تِلْكَ المِشْــكَاةُ الغَرِيقَةُ

عَنْهَــا أَخْبَرَنِي أبِي:

-إنَّــهَا بَابٌ مِنْ أبْوَابِ الجَحِيمِ

-لِمَ لاَ نَخْرُجُ هَذَا الصَّبَاحَ؟

-وأيْنَ الخُيُولُ يَا وَلَدِي !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه