الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السنويّة ليوم الأرض- حقائق واستنتاجات!

نزار فجر بعريني

2023 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في الذكرى السنويّة المجيدة ل"يوم الأرض"، اعتقد أنّ السعي لمعرفة الواقع ، وإدراك حقائق الصراع؛ الذي وحّد قدر " الأرض " الفلسطينية وشقيقتها السوريّة؛ بعيدا عن التضليل،وأنصاف أوأرباع الحقائق، هي افضل اشكال التعبير عن تمسّكنا بحقوقنا المشروعة في الأرض ، و العرفان بالجميل لأرواح ضحايا سلطات الاحتلال والاستبداد
الذين تكاملت جهودهم في استمرار حالة احتلال الأرض، وقطع مسارات الانتقال السياسي والتغييرالديمقراطي ، وتعمل على تكريس وشرعنة الواقع من خلال " التطبيع " ، بعد النجاح في " تحييد " الشعوب ، أصحاب الحقوق والمصلحة في التحرر والديمقراطية!

دون أن نغفل حقيقة ترابط عوامل السياق الحديثة لمحطّة التطبيع الراهنة في " النقب " مع عوامل السياق التاريخي الأشمل التي صنعتها نتائج " غزوة " حزيران ،١٩٦٧ ، يُمكن القول إنّ تجرّؤ الانظمة على الاقدام على هذه الخطوة ، رغم ما تعبّر عنه من ازدراء لمشاعر الملايين من شعوب المنطقة، وتجاهل لحقوقها المغتصبة، لم يكن ليحدث بهذه الغطرسة لولا إدراكهم لحجم مشاعر الإحباط ، ودرجة قساوة الظروف التي تعيشها شعوب المنطقة ، في اعقاب هزيمة ثورات " الربيع العربي" ، وتحطيم إرادة الحياة والتغيير لدى جمهورها ، ونشطائها، وما اصاب مؤسسات دولها ونسج شعوبها من تفتيت .
فأذا تمعنّا في حيثيات «منتدى النقب "- برعاية وزير خارجية الولايات المتحدّة، وبضيافة وزير خارجية دولة الإحتلال ،والحضور المباشر لوزراء خارجية الإمارات ومصر والمغرب والبحرين، وحضور غير مباشر لجميع سلطات الاقليمية، الذي أقرّ خطّة للتعاون المشترك في مواجهة الأخطار والتهديدات المشتركة، خصوصاً" التصدي للصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، التي تطلقها إيران وأذرعها باتجاه دول المنطقة" - وما جاء في كلمة افتتاح المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية المُضيف : «عدونا المشترك هو إيران..."، وما ركّزت عليه الرؤية الاستثنائية للسيد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد :
"....السياسة الرشيدة هي السياسة الواقعية التي تنطلق من الأرض وليس من الفضاء الفارغ، ولغة السياسة الواقعية تقول إن العدو الخطير الذي نرى خطره من صواريخ «الحرس الثوري» عبر عميله الحوثي تنهال من اليمن على محطات المياه والكهرباء والمشتقات النفطية في السعودية والإمارات، ونرى ماذا تفعل خلايا إيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والكويت…
هذا هو العدو الذي نعرفه، وحين تريد ردع عدو هاجمك بكل صراحة ووقاحة فأنت تتحالف مع كل من يشاطرك العداء لهذا العدو.. أياً كانت دوافعه، وإسرائيل اليوم تعلن أنها ضد النظام الإيراني… إذن فهي حليف موضوعي بحكم الواقع والضرورة.. تلك هي الحقيقة الجرداء.. دون تزويق ولا تزييف ولا تلميح."، نجد أنّ في هذا القول بعض جوانب الحقّ ، رغم ما يُراد به من باطل!!
أين الحق في هذا القول؟
اذا كان من اللاموضوعي أنّ نصدّق إدّعاء وزير خارجية الكيان الصهيوني بانّ " ايران عدو مشترك "، فأنّ التساؤلات التي يجب طرحها من قبل جميع المصدّقين لطبيعة الدور الايراني" المقاوم " في المنطقة :
الا يقدّم السلوك الايراني ، في اليمن على الأقل، غطاءا واقعيا ، ومبررا منطقيّا لسياسات "التطبيع "مع "اسرائيل"؟
اليست هي النتيحة الرئيسة لتساقط صواريخ" الحوثي" الايرانية الأخيرة على دول الخليج ؟
ألا يحقّ لنا، بل ومن واجبنا ، أن نجري كشف حساب، ومقارنة بسيطة بين كمية الضرر التي احدثتها سياسات المقاومة الإيرانية "لإسرائيل "، ونوعية الضر المدمّر الذي احدثته الميليشيات الطائفية الايرانية في اهمّ دول المنطقة ؛ اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ؛حيث كان لها الدور الرئيسي في ميلشة الدول ، وتطييف شعوبها ، ومنع حدوث تحوّلات سياسية ؛ ما تزال هي الطريق الوحيد لخروج شعوب ودول المنطقة من اسباب وعواقب حالة الاستبداد المدمّرة ؟
اليس السلوك الايراني في مقاومة حراك شعوب المنطقة السياسي ، وما نتج عنه من تدمير مؤسسات دولها ، وميلشة جيوشها ، وتفتيت شعوبها ، منذ ٢٠١١،هو استمرارا لنهج متواصل منذ ١٩٨٠ ، وهو الأكثر خدمة لمصالح دولة الإحتلال في المقام الأوّل، ويتكامل مع سياسات الانظمة العربية المعادية للتغيير للديمقراطي ،من جهة ثانية ، ويفسّر طبيعة الشراكة القائمة موضوعيّا بين اهداف المشاريع المشتركة للجميع ، برعاية واشنطن ، ومساهمة روسيّة ، التي تتمحوّر حول قطع سبل بناء مقوّمات مشاريع دول ديمقراطية ، وطنية ، في قلب منطقة الشرق الاوسط ؟
اليست شعوب المنطقة ، في إيران و اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ، وآمالها في التحرر والدمقرطة ، هي في مواجهة قوى " تحالف" عدو مشترك ، بمراكزه الإقليمية والدولية ، وتشكّل ميليشيات النظام الايراني الطائفية رأس حربته ؟
هل هذا الاستنتاج هو " تفكير مؤامراتي " أم هو من حقائق الواقع العنيدة ، التي لايمكن تكذيبها إلّا مِمَن انطلت عليهم خديعة " نظرية المؤامرة "- التي تروّج لوجود صراعات بين قوى ذاك التحالف المعادي للديمقراطية وحقوق الإنسان، خاصّة بين النظامين الايراني والصهيوني، وبما يضخّم من التناقضات الثانوية ، من أجل ستر حقائق تقاطع المصالح الاستراتيجية الكبرى ، التي تقول بتوافق
الجميع - رغم تصارعهم على مناطق النفوذ والحصص، وهو شيء طبيعي ومفهوم - على العداء لأهداف الشعوب ، وسعيها لتحقيق انتقال سياسي ، وتحوّل ديمقراطي، وهو الأساس الذي يقوم عليه تنسيقهم المشترك ، ويوحّد ادوات حروبهم ؟!
ألا يشكّل إدراك هذه الحقيقة فرقا نوعيّا في الوعي السياسي الديمقراطي ، الوطني ، ويشكّل الأرضية الصلبة لرسم الخطط وتحديد الاولويات ؟
السلام والديمقراطية والعدالة لشعوب المنطقة.
لا لحكومات وسلطات انظمة " تحالف الأستبداد "- المعادية لجهود وجمهور وقوى الانتقال السياسي – الذي تقود جهوده ، وتنسّق خططه المعادية للديمقراطية ،" بمعيّة القيصر الروسي ، إدارات " الولايات المتحدّة، الدولة "الديمقراطية " الأقوى على سطح هذا الكوكب المنكوب !!!!
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم