الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسير والمرأة في مجموعة -عطر الإرادة- سائد سلامة

رائد الحواري

2023 / 4 / 11
أوراق كتبت في وعن السجن


"حدثني الناقد "فراس حج محمد" عن أدب الأسرى، وقال: على الناقد أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يكتبون بها، والطريقة التي يخرجون بها أعمالهم، فلا يجوز أن نحاكم أعمالهم كما نحاكم تلك الأعمال التي تكتب خارج الأسر، رغم هذا الرؤية الموضوعية، إلا أن ما يكتبه الأسرى في فلسطين يتماثل وحتى يتجاوز مع ما يتم إنجازه من أدب خارج الأسر، ومجموعة "عطر الإرادة" شاهد على هذا الأمر.
المجموعة مكونة من 21 قصة، غالبيتها تتحدث عن الأسرى باستثناء قصص: "حب في زمن الحرمان، رنا، ظل حيطة، وصارت له أما" فهذه قصص اجتماعية، وهناك قصتين متعلقة بالمناضلين: "الأرض مقابل البقاء، مجابهة" وبقية المجموعة متعلقة بالأسرى، لكن اللافت في هذه القصص أنها ليست بمجملها تقدم الأسير الإيجابي، أو بصورة المناضل النبيل، بل بعضها قدمته بصورة سلبية، كما هو الحال في قصص: "عرس آمنة، المرايا المهشمة، اقتلاع" كما أننا نجد تنوع في لغة القص، فهناك القص الخارجي/العليم، وأنا القاص، كما أننا نجد حضور قوي للمرأة في المجموعة، وهذا يشير إلى العقل الباطن للأسير وحاجته للمرأة، والمرأة هنا ليست الحبية فحسب، بل هي الأم، والزوجة، والمرأة المناضلة التي تتفوق حتى على الأسير كما هو الحال في قصة "عرس آمنة"، كل هذا يجعلنا نقول أن المجموعة متميزة في طرحها وفي طريقة تقديمها وفي اللغة الأدبية المستخدمة فيها.
سنحاول التوقف عند بعض ما جاء في "عطر الإرادة" ونبدأ من قصة "اتصال هاتفي" التي تتحدث عن معاناة الأسير وكيف أن منعه من الاتصال بأهليه يعد انتهاك لحقوقه الإنسانية، والجميل في هذه القصة أن القاص يبتعد عن الصوت العالي، ويقدم معاناة الأسير بطريقة أدبية هادئة: "أخبرته والدته بأن الأطباء يقدرون بألا تتجاوز الفترة المتبقية من عمر والده ثلاثة أشهر في أحسن الأحوال" ص21، وهذا ما جعل الأسير يقدم طلب السماح له بالاتصال بأهله للتوديع والده المصاب بمرض السرطان، وهنا ينقلنا القاص إلى الوقت وكيف أنه سكين معلقة على رقبة الأسير: "مر أسبوعان على تقديم الطلب، وظل الطلب يتيما، كل المراجعات التي سعة بها كانت تحمل: "ما زال الموضوع قيد الفحص" ص23، نلاحظ أن القاص لا يتحدث عن وحشية الاحتلال ـ بصورة مباشرة ـ وإنما من خلال أحداث القصة واستمراره في انتظار الموافقة على الاتصال التي كانت هاجسه: "كان عليه أن يقاسي لوعة الانتظار المرير إلى موعد الزيارة لكي يطلب من والدته أن تأتي له بالأوراق اللازمة. صار الانتظار جرحه النازف، وهو الوحش المرعب الذي يترصده في كل لحظة، كان الوقت شلال هادر يتدفق ويتحول إلى دوامة تبتلع رائد في داخلها، وتذيبه في دورانها المميت، أما مصير والده فكان بالنسبة له مثل حبل المشنقة، يزداد حول عنقه مع كل يوم يمضي" ص24" نلاحظ أن القاص لا يتناول الاحتلال مباشرة، حتى انه تجنب ذكر إدارة الاحتلال، وكان كل تركيزه على معاناته وتقل الوقت عليه، لكن المتلقي تصل له وحشية الاحتلال الذي جعل "رائد" يعاني كل هذه المعاناة، علما بأن طلبه بسيط/عادي/قانوني، وهنا يكمن إبداع القاص الذي ابتعد عن المباشرة في تناوله لوحشية المحتل.
نلاحظ أن هناك لغة أدبية راقية، بحيث تصل فكرة الألم/القهر الواقع علي الأسير للقارئ، لكن بأقل الأضرار النفسية، فالقاص يعي أنه يتحدث عن ألم، لهذا أوجد لغة جميلة بحيث يمتع المتلقي ويوصل الفكرة التي يريدها.
ويتألق أكثر عندما جعل خاتمة القصة بهذا الشكل: "أخيرا! رفعت السماعة من الطرف الآخر، وما يكد يلقي التحية حتى انسابت دموعه تخالط دموع أمه... دون كلام" ص24، من هنا يأتي الإبداع والتألق، فرغم أن الكاتب أسير، ويتحدث عن معاناته ومعاناة أهله، إلا أنه تجنب المباشرة، وحتى انه جعل القص يأتي من خلال القص الخارجي، وكأنه يريد أن يؤكد حيادته فيما يجري من أحداث، وهذا ما يجعلنا نقول أن أدب الأسرى في فلسطين أدب عالمي، راقي، تجاوز التوقف عند الفكرة إلى شكل تقديمها.
في قصة "الأرض مقابل البقاء" يتحدث عن المناضل المبدئي "أبي جعفر" الذي حمل السلاح دفاعا عن الأرض: "الأرض بحاجة إلى من يدافع عنها ويحميها، لا من يزرعها" ص28، هذه الرؤية كانت في وقتها ـ المد الثوري ـ صحيحة وتمثل الواقع، لكن بعد أوسلو تغيرت أحاوله وأحوال الثورة التي آمن بها: "عصفت رياح التغيير بالثورة التي آمن بها بين ليلة وضحاها وتبدلت كل المعايير والمبادئ عقب "اتفاق أوسلو" ليكتشف أنه كان مجرد حطب في نار مرحلة، أصبحت من عداد الماضي" ص28، اللافت في هذا الطرح انه صادر من مناضل ما زال أسير في سجون الاحتلال، بمعنى أنه ينتقد الاتفاق ومن قام به، ولتبيان عقم الاتفاق الذي كان تأثره سلبا على الفلسطيني: "نهض أبو جعفر من نومه مع صياح الديك، تناول إفطاره ومضى إلى مزرعة صديقه، ...أخذ يحدق في السماء بنظرات ضارعة مستسلمة، كأنه كان يناجيها أو يبثها شيئا من الواعج نفسه، وما مرت إلا لحظات حتى ألفى نفسه يخلع حذاءه ويمشي حافيا، أخذ يدوس التراب بأقدام ثقال، وكأنه يريد إن يغرسها فيه إلى الأبد" ص30، الجميل في هذه القصة أنها تتناول مراحل النضال الفلسطيني، فإثناء انطلاقة الثورة رأى "أبو جعفر" أن الدافع عن الأرض بالسلاح هو الوسيلة الصحيحة لتحريرها، لكن بعد أوسلو وما آلت إليه أحوال الثورة وأحوال الفلسطيني، وبعد أن استفحل الاستيطان وانتشار وتوسع، بحيث بلع الأرض ولم يبقي منها إلا القليل، تحول/تغير النضال وأخذ شكل جديد يتمثل بزراعة الأرض وتعميرها، فالقاص هناك يتحدث عن (تغيير/تبديل) أشكال النضال، ففي مرحلة المد الثوري كان السلاح هو الوسيلة، وبعد التراجع والتخاذل اصبح زراعة الأرض، وهذا التحول يعتبر سلبي في مسار الثورة، لكنه يبقى نضال، فكان "أبو جعفر" مناضلا في المرحلتين، بمعنى انه لم يترك النضال، واستمر يدافع/يحافظ/يعمر الأرض رغم ما تعرض له من تخاذل وما أصابه من تقهقر، أليس هذا الرجل يعتبر نموذج للمقاتل المبدئي؟.
قصة "القبعات التسع" جاءت من خلال أنا القاص، وهي تتحدث عن خذلان الأسير بالمحامي الذي يتاجر بسنوات الأسرى من خلال عقد صفقات مع محاكم الاحتلال، بحيث يلبس أسير سنوات أكثر مما يستحق، مقابل أن يخفف عن أسير آخر، في هذه القصة نجد معاناة الأسير كإنسان فهو يتحدث عن حياته في الأسير بهذه الشكل: "كان العالم تفاحة خضرا فجة، وكنا على وشك أن نقضمها، لكنها سقطت قبل أن نظفر بها، هكذا يحلو لي أن أشبه واقعة دخولي إلى السجن في عمر مبكر" ص32، فالقاص هنا يتحدث عن كونه إنسان وليس (سوبر) يتحدث عن عمره الذي سيقضيه في السجن قبل أن يتمتع بالحياة، قبل أن يخذ حقه/حاجاته/رغباته منها، ورغم السجن وما فيه من مشقة وضغط نفسي، إلا أن مشكلة الأسير لم تتوقف عند الأسر بحد ذاته، بل في موقف المحامي الذي زاد عليه الحكم خمس سنوات، علمنا أنه كان من المتوقع أن تكون فترة السجن "أربع سنوات" لكن لؤم المحامي جعلها "تسع سنوات".
في مثل هذا الموقف نعلم حجم الظلم والقهر الذي يتعرض له الأسير: "...كان لحديثه وقع الصاعقة علي فلم أتمالك نفسي، فرحت أنعته بأوصاف تليق "بتاجر دماء" مثله.
كل ما أعرفه هو أن ذلك المحامي تلقى مبلغا من المال، كان كفيلا بأن يلبسني تسع قبعات، لقد تاجروا بسنين عمري" ص33، طرح قضية (الصفقات) من قبل المحامين قضية وطنية وإنسانيا، فقد طرحها لاحقا الأسير "حسام الديك" في رواية "المرافعة" وهذه معضلة على المؤسسات التي تدعي أنها تدافع عن الأسرى الاهتمام بها ووضع حد لهؤلاء المحامين الذين يتاجرون بدم الأسرى مقابل بعض المال الذين يحصلون عليه من الأسير المخفف عنه.
يحدثنا الأسير عن واقعه اكثر بعد أن وقع عليه الظلم من قبل احد الأسرى الذي قام بتخريب بعض مقتنيات القاص، لكن نبل والموقف المتقدم للقاص جعله يحجم عن تقديم شكوى ضده لإدارة السجن متخذا هذه الفكرة: "لن أغسل دمي من خبز أعدائي" كرافعة له ولكي لا ينزلق إلى الحضيض.
قصة "عرس آمنة" تتحدث عن سلبة الأسير "نبيل" الذي انتظرته "آمنة" عشر سنوات، لكنه بعد أن خرج من السجن، وبعد أن قامت بتسجيل قطعة الأرض التي تملكها باسمه، خذلها بحجة أنها كبيرة في العمر، هذا ملخص القصة، لكن هناك تفاصيل مهمة في القصة، خاصة تلك المتعلقة ب"آمنة" التي تعرضت لضغط اجتماعي كبير عندما قبلت/وافقت على الاقتران بأسير، ومع هذا كانت تواجه المجتمع بكل صلابة وقوة: "لم يجاوز عمرها حينذاك السابعة عشر عندما قالت لهم: "أنا زوجة ولن أتركه أبدا، تلك الفتاة التي ظلت عذراء بعد أن غيب السجن زوجها لعشر سنوات ولم تسلم من ألسنة الناس" ص75و76، من هنا نجد معاناة "آمنة" أكبر من معاناة "نبيل" وحتى بعد أن تم الإفراج عن "نبيل" وجدت نفاق الناس وكيف أخذوا يبدلون آرائهم بسرعة: "كم تعتريني الرغبة في أن أرى وجوههم الآن، أولئك الذين أثقلوا زمني باقتراحاتهم ومواعظهم، أتعلم!؟ أنت تحتفي بالإفراج عنك وبنيل حريتك، أما أنا فأحفل بانتصاراتي على كل شيء، على الزمن الأسود، على وحدتي الباردة على الظروف المرة والناس الذين لم يرحموا" ص78، بعد أن باحت "آمنة" ل"نبيل" بهذه الحقيقة يسألها: "لماذا لم تبوحي بما كان يجري معك؟" ص78، فترد : "ما كنت لأبوح بأي شيء، يكفيك ما كنت تقاسيه في سجنك، أتريد أن أضيف إلى همك هما آخر" ص78، بهذا الموقف، بهذا السلوك أكدت "آمنة" نبلها/أخلاقها/عطائها/إنسانيتها/حبها "لنبيل" فهي واجهت المجتمع وأقوله وانتصرت عليهم، وأبقت "خطيبها" في معزل عن المشاكل التي ترهقه وتؤلمه.
إلى هناك، كان من المفترض أن يرتدع/يتراجع "نبيل" عن موقفه من فسخ الخطوبة واتخاذ موقف يتلاءم/يتماثل/يتناسب مع حجم العطاء والتضحية التي قدمتها له "آمنة"، لكن القاص أرادنا أن نعلم حجم نذالة "نبيل" بعد هذا الحوار:
"ـ كان قد مضى على وجودك داخل السجن سبع سنوات، ومع ذلك فقد نعتني يومها بحارسة أحلامك، لقد شعرت دائما بأنني سبيلك إلى ولوج عتمة السجن، وشعرت بأنني منارتك التي تهتدي بها.
ـ لا أدري ماذا أقول لك يا آمنة، الحياة تفرض علينا دائما خيارات صعبة" ص78، اللافت في هذا الحوار أن القاص لا يكشف موقف "نبيل" وما يريده من هذا الحوار، "فآمنة" ما زالت تعطيه ومتمسكة به، خاصة بعد أن اجتاز السجن وافرج عنه، فطريقة الحوار لا تشي بأن هناك معضلة متعلقة "بآمنة" وإنما بإجراءات العرس:
"ـ لا أدري ماذا أقول لك يا آمنة، الحياة تفرض علينا دائما خيرات صعبة.
ـ نحن من نحدد خياراتنا، ...قررت أن أبيع مصاغي" لأبتاع بثمنه قطعة أرض، كنت أبيع حاضري لابتاع لك زمنا قادما يحمل ذخيرة يمكن أن تكون وسيلتك لتحقيق أحلامك...
كانت تود أن تقول له، "أنا متعبة مثلك وربما أكثر، أضناني الغياب وأجواني الفراق، كم كان صعبا ذلك الانتظار الذي حاصرني كل تلك السنوات" ص 78و79، نلاحظ أن "آمنة" ما زالت تعطي، ولا تبوح بما في نفسها من ألم/ضغط، فهي أعطت وما زالت، تتحمل ولا تحمل "نبيل" ما لا يطيق، وتحافظ عليه وعلى مشاعره/أحاسيسه وكأنه "أبنها" وليس حبيبها/خطيبها. وبعد أن تسجل الأرض باسمه، يأخذ الحوار هذا المنحى:
"ـ في فمك كلام تريد أن تقوله، ويمتنع عليك، دع عنك يا رجل! هل الأمر يتعلق بموعد الزفاف؟ إحساسي يقول ذلك!.
ـ لا... لا... في الحقيقة هناك موضوع يخص كلينا وأريد أن أناقشه معك.
ـ أه كأنني عرفت الموضوع، لقد فاتحتني أمي بالأمر السكن، وأنا قلت لها بدوري بأننا نسكن عند والدتك، هذا موقفي منذ البادية ولم أغيره، أمك هي أمي وسوف أخدمها بعيني.
ـ لا الأمر غير ذلك!
ـ إذا كان الأمر يتلق بالنفقات فيمكننا أن نقلصها إلى حدها الأدنى.
ـ لا يا آمنة، المسألة ليس لها علاقة بالمصاريف وبالنقود...
ـ هل تريد أن نؤجل موعد الزفاف؟، لا بأس أنا نفسي أؤيد هذه الفكرة.
ـ الموضوع يتعلق بك يا آمنة
ـ ما الذي تقصده؟ هل تناهي إليك ما يلوث سمعتي أو يمس بشرفي؟ أنا كما عرفتني يا نبيل، ما زالت كما أردت مني أن أكون، حتى أنني كنت امتنع عن مجالس أصهارنا عندما كانوا يأتوننا زائرين برفقة أخواتي لأنك لست موجودا، كنت أناي نفسي عن كل مناسبة وأحتجب في غرفتي.
ـ لم أقصد شيئا مما تقولين، فأنت أشرف الشريفات.
ـ ولكن إلى ماذا ترمي بقولك؟
ـ أنت كبرت يا آمنة وأنا لا استطيع الزواج منك
ـ ما الذي تقوله، كيف ذلك وما معناه، الآن بت تراني كبرت، وأنا أمامك منذ عشرة أعوام الآن خطر لك أنني كبرت؟
ـ أعرف أن ما تسمعينه مني له وقع صعب وحارج في نفسك، لكن لا بد أن يضحي أحدنا، أترضينها لي أن أتزوج عليك بعد شهر؟!
ـ عن أي تضحية تتحدث أيها الجاحد، عن أي تضحية؟ هل ظل لأي شيء معنى بعد الذي قلته؟...ليكن أنا لا أريدك أيها النذل" ص80-82، بهذا الحوار يكشف لنا القاص سلبية "نبيل" الذي قضى عشرة سنوات في الأسر، وكيف أنه انقلب على مبادئه، وعلى حبيبته التي أعطته الكثير، أعطته ذاتها، حتى أنها أخضعت سلوكها لرغباته، رغم أنه غير موجود، فكانت مخلصة له، بينما هو انقلب على نفسه وعلى كونه أسير، فكان من المفترض أن يكون (مبدئي) يقابل العطاء بمزيد من عطاء، ويرد الجميل بأفضل منه، لكنه انقلب على عقيبه فكان من الخاسرين.
ومثل هذه القصة تبين أنه لا يود (ملائكة) حتى وإن كان أسير، فهناك انتهازيون لا يلقون بالا للآخرين، حتى لو أعطوهم ذاتهم، وبما أن القصة تتحدث عن رجل وامرأة، وكيف أنها تفوقت على "نبيل في تفانيها وعطائها وحبها وصلابتها، وهو يأخذنا إلى نظر القاص الإيجابية للمرأة، فلا نجد أي امرأة سلبية في المجموعة، بينما وجدنا أسرى سلبيين كما هو الحال في قصص: "عرس آمنة، المرايا المهشمة، اقتلاع".
ونلاحظ أن أطول قصة إحدى عشرة صفحة "جوليت في زمن الخطأ" التي جاءت بلغة أنا القاص، جعلت القاص يتحدث عن الوقت/الزمن بطريقة تتنافى مع واقع الأسر: " فالأيام في السجن تمضي سريعة جدا، يكاد المرء لا يشعر بانقضائها" ص49، وهذا (الانقلاب وعدم الموضوعية) في تناول الزمن/الوقت يعود إلى وجود المرأة في القصة، حتى أن القاص تجاهل واقع الأسر وتحدث بلغة ناعمة عن المرأة: "أتذكرها في ذلك المسير على مشارف أحد المسارات الصيفية، إذ بدا الظلام يزحف ويسدل وشاحه الرمادي، ضاربا سكينته الآسرة ومستجلبا نسائم شاردة" ص50و51، هذه اللغة كانت بفعل/بأثر المرأة، التي كانت بطلة المجموعة الحقيقية، رغم أنها تتحدث عن الأسرى.
المجموعة من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، ودار جسور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2018.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون