الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يافرنسا إنصاف الأرمن وتجاهل الطوارق؟

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 10 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


رأى الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن على تركيا الاعتراف بارتكاب ما أسماها مجازر إبادة في حق الأرمن قبل أن تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي رده على سؤال في العاصمة الأرمينية يريفان عما إذا كان ينبغي على تركيا الاعتراف بأن المجازر التي تعرض لها الأرمن في ظل الدولة العثمانية بين 1915 و1917, هي مجازر إبادة، قال شيراك "بصراحة نعم أظن ذلك".
شيراك الذي يقوم بزيارة دولة تستمر ثلاثة أيام إلى أرمينيا قال "كل دولة تشمخ باعترافها بالمآسي والأخطاء التي ارتكبتها".
كما وضع صباح اليوم إكليلا من الزهر أمام نصب تسيتسيرناكبربد التذكاري المقام إحياء لذكرى ضحايا "إبادة الأرمن". وقد أقيم هذا النصب بين الأعوام 1965 و1967 على إحدى تلال يريفان في العهد السوفياتي.
وأصبحت فرنسا -التي تضم نحو 400 ألف مواطن من أصل أرمني- أول دولة أوروبية تعترف بـ"إبادة الأرمن"، بمصادقتها على قانون 29 يناير/كانون الثاني 2001 من دون توجيه التهمة مباشرة إلى الأتراك.
بدأت قضية إبادة الأرمن تحتل مكانها في المحافل الدولية. تأكيد أوروبا على ضرورة اعتراف تركيا بالذنب ورفض أنقرة لذلك دليل على أهمية القضية من الناحيتين السياسية والإنسانية

يقول كثير من الأتراك، إنه لمن السذاجة قيام البرلمان الفرنسي (18 كانون الثاني/يناير 2001) باتخاذ قرار يشجب المذابح التي تعرض لها الأرمن في تركيا عام 1915 ، مشيرين في الوقت ذاته إلى الجرائم التي ارتكبها الجيش الفرنسي في الجزائر. لكن مهما كان الموقف المتخذ في البرلمان الفرنسي، يرى كثيرون أنه لا داعي للتستر على ما قامت به الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني بين أعوام 1915 و1917.


ذكرايات المذبحة

تعتبر قضية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن في تركيا من القضايا الشائكة والعالقة حتى يومنا هذا، فالمجازر التي تعرض لها هذا الشعب ووجهت بكثير من ردود الفعل على الصعيد الدولي، وفي الوقت الذي اعتبرت فيه كندا على سبيل المثال أن ما تعرض له الأرمن في فترة الحرب العالمية الأولى بمثابة إبادة جماعية، لم تقبل تركيا الاعتراف بذلك رغم إقرارها بحصول القتل الجماعي ضدهم، واعتبار أن ما حصل بحق هذه الطائفة جاء على خلفية اتهامهم بالتعاون مع الجيش الروسي خلال الحرب العالمية الأولى. وحساسية هذا الموضوع كانت وما زالت من الأمور المطروحة على طاولة المفاوضات المتعلقة بانضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي. هذه الحساسية وصلت إلى البرلمان الألماني، حيث طالبت الحكومة الأرمنية وعلى لسان وزير خارجيتها ألمانيا بإصدار قرار حاسم تجاه رفض تركيا الاعتراف بالذنب، مطالبة في الوقت ذاته عدم مناقشة هذا الموضوع بشكل سطحي. تجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة مرتبطة بالموافقة على انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي. من جانب آخر يلاحظ وجود بعض الأصوات التي تتهم ألمانيا بمساندتها لهذه الجرائم لأن الدولة القيصرية الألمانية في حينها لم تبدِ اعتراضات على هذه الأعمال وغضت البصر عن هذه المجازر التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين الأرمن معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

الإبادة الجماعية


ورغم اعتراف ما يقرب من 15 دولة، إضافة إلى بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني بأن ما حصل للأرمن قبل 90 عاما يعتبر إبادة جماعية، إلا أن تركيا لا زالت ترفض هذا الاعتراف وترفض حتى الاعتذار عن هذه الجرائم. ومصطلح الإبادة الجماعية من الأمور الشائكة والعالقة بين أوروبا والولايات المتحدة من جهة، وتركيا من جهة أخرى. إذ تعتبر تركيا أن ما حصل للأرمن تتحمل مسؤوليته الدولة العثمانية وليس الدولة التركية الحديثة، وذلك لأن هذه الدولة حاولت تقويض أي شيء له علاقة بالماضي. من هنا يأتي التمسك بالقرار التركي على الرغم من قيامها بمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم وإعدام البعض منهم في عشرينات القرن الماضي.
في غضون ذلك استهجنت الحكومة الأرمنية على لسان وزير خارجيتها عدم دخول هذا المصطلح إلى مداولات البرلمان الألماني، وخاصة أن ألمانيا كانت حليفة لتركيا في فترة الحرب العالمية الأولى. أرمينيا لم تتعامل مع هذه القضية بحساسية تجاه ألمانيا، إلا أنها تطالبها في الوقت ذاته باتخاذ موقف واضح في هذا الخصوص.

تجاهل معاناة الطوارق
في الوقت الذي يتعاطف كل الطوارق مع الأرمن فيما تعرضوا له مثلما تعاطفوا مع ضحايا المحارق النازية وهو السبب الحقيقي الذي منع الطوارق من التحالف مع المانيا النازية رفضهم للمحارق المرتكبة ضد اليهود الذين كان يعيش بعضهم بين الطوارق مثل الجرمنوسي .
الطوارق بدورهم عانوا من مذابح على يد الحكومات المالية والنيجرية المتعاقبة بدعم من المخابرات الفرنسية وغطاءها فلم نسمع عن دعوى داخل فرنسا للمطالب بمعاقبة رئيس مالي أمادو توماني توري على جرائمه ضد الطوارق والمذابح ولم نسمع عن قانون يجرم إنكار المذابح التي ارتكبتها مالي ضد الطوارق.
إن القوى الحية في أوروبا مطالبة برفع صوتها من أجل أن يحصل الطوارق على نفس الحق الذي حصل عليه الأرمن وأن تنال معاناتهم حقها من التعريف بها كما نال الأرمن ونالت المحارق النازية.
ولو حسبنا الأمر بلغة المصالح الانتخابية نجد أن في فرنسا أكثر من مليوني أمازيغي من بلاد المغرب الأمازيغي الكبير وأكراد ويهود متعاطفون مع الطوارق وهم أصوات يمكنها ترجيح كفة اي مرشح رئاسي أو برلماني في أي دائرة في فرنسا.
إن الرئيس الفرنسي والبرلمان ومجلس الشيوخ مطالبون بالوقوف من الطوارق نفس موقفهم من الأرمن أم رحيل الزعيم الطارقي التاريخي مانو دياك الذي كان يسقط حكومات فرنسية متعاطفة مع النيجر وينصب نواب متعاطفين مع قضيته والحليق لمنظمة AIPAC اللوبي الإسرائيلي ولم يعد هناك زعيم طوارقي قادر على فرض مواقفه على صناع القرار الفرنسي .
ولكنا لن نكون رومانسيين في توقع تطور ايجابي من فرنسا الداعم الرئيسي لمالي ووسائل إعلامها تروج للدكتاتور أمادو توماني على أنه صانع الديمقراطية في مالي بل إنها تعده للأمانة العامة للأمم المتحدة بعد إنتهاء فترتيه الرئاسيتين فهي لن تقبل بهزيمته وهي وراء إعلان رئيس البرلمان المالي إبراهيم بوبكر كيتا نيته عدم الترشح حتى يحصل أمادو توماني توري على فترة رئاسية ثانية ويستمر في قتل الطوارق بدعم من فرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية