الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الأفكار/ جزء 3 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى العبيدي

مرتضى العبيدي

2023 / 5 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


السيناريو الحالي للصراع الأيديولوجي
من أجل الحفاظ على امتيازاتها، استخدمت البرجوازية دائمًا جميع الوسائل: فرض القوانين، والقمع المفتوح، وإقامة الديمقراطية التمثيلية، وتقسيم السلطات، والاقتراع العام، والديكتاتوريات العسكرية، والفاشية والنازية، والإرهاب.
في ظل الرأسمالية، الأفكار السائدة هي أفكار البرجوازية والإمبريالية. إنها منتشرة في جميع أنحاء العالم وتؤثر على المجتمع بأسره. إنها بمثابة دعم لإضفاء الشرعية على النظام ولتبرير جميع أنواع الاعتداءات وحروب الغزو والسيطرة من قبل حفنة من الدول الإمبريالية على الغالبية العظمى من الدول.
إن تكوين الطبقة العاملة كطبقة بذاتها، وانتقالها إلى مكانة طبقة لذاتها، ونضالها المستمر من أجل التحرر الاجتماعي، وقوة وإمكانات أفكارها المتجسدة في الماركسية اللينينية، قد انفجر في عالم رأس المال وهدد وجوده معلنا عن تصفيته.
إن القمع المباشر والوحشي والرجعي لم يكن ولن يكون كافياً أبداً لاحتواء تنظيم البروليتاريا وسيرها نحو الاشتراكية، بل وحتى القضاء عليها.
بحث رأس المال عن بدائل لمواجهة المُثُل التحررية للبروليتاريا ووجدها في عالم الأفكار.
لقرون حاول عبثًا أن يثبت استحالة الاشتراكية، وفشل الماركسية اللينينية، وعدم جدوى الثورة. واقترح تمجيد عالم الملكية الخاصة، عالم الفرد، وفضائل المنافسة، وما إلى ذلك.
إن تحريفية أوائل القرن العشرين، والتحريفية الحديثة، و" الأوروشيوعية" و "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" شُيِّدت في مقترحات فلسفية، ونماذج اجتماعية واقتصادية تهدف إلى تليين الرأسمالية من خلال السياسات الإصلاحية، من خلال بعض التنازلات والمنافع المادية للطبقة العاملة: زيادة الأجور، بعض الرفاه المادي – من أجل إبقاء الملكية الخاصة لكبار الرأسماليين على حالها.
لقد أظهرت التجربة التاريخية أن كل شيء قدمه الاشتراكيون الديمقراطيون والتحريفون والانتهازيون على أنه اشتراكية لم يكن سوى صورة كاريكاتورية للاشتراكية، وتمويه للحفاظ على الرأسمالية.
حاليا، وبعد الإطاحة بالاشتراكية، بعد انهيار "الاشتراكية الحقيقية"، وانهيار جدار برلين، واختفاء الاتحاد السوفيتي والديمقراطيات الشعبية في أوروبا الشرقية، وهزيمة الاشتراكية في ألبانيا، فإن الهجوم الأيديولوجي ضد الاشتراكية تكثف واكتسب جماهير في الرأي العام وحتى في الطبقة العاملة.
إن أفكار البرجوازية، كتمجيد الفردية، المنافسة الحرة، التجارة الحرة، التعددية الإيديولوجية، الديمقراطية التمثيلية، الانتخابات الحرة، إمكانية تناوب الأحزاب في الحكومة، تفوق الرأسمالية؛ وإدانة دكتاتورية البروليتاريا على أنها اضطهاد للعمال، كدكتاتورية حزب أو شخص، والتبشير بفشل الثورة، وتقادم الاشتراكية، لها صدى، ومصداقية بين قطاعات كبيرة من السكان والطبقة العاملة.
من الأخطاء التي تنشرها الإصلاحية، والاشتراكية الديموقراطية ومختلف أشكال الانتهازية والتحريفية: أن مصالح ورغبات العمال يمكن أن تتحقق بالكامل في إطار الديمقراطية البرجوازية، بقوة المطالب والنضالات السلمية، مع الثورة في الحرية، ثورة عبر الاقتراع، وحول فظائع الستالينية والإرهاب الفردي وفشل دكتاتورية البروليتاريا والعديد من السخافات الأخرى وصلت إلى مستويات عالية من القبول بين الجماهير العاملة والشباب.
علينا نحن البروليتاريين الثوريين أن نواجه المواقف الرجعية للبرجوازية، وندين أكاذيبهم، ونكشف النقاب عن الآفات الاجتماعية للرأسمالية، ومسؤوليتهم عن البطالة والجوع والبؤس لآلاف الملايين من البشر، عن حروب النهب التي تتسبب في موت الملايين من الناس، وتدمير اقتصاد الدول، ونهب الطبيعة والبيئة، مما يهدد بتدمير الحياة على هذا الكوكب.
يجب علينا أيضًا تقديم ردود محددة على الأفكار التي يروج لها الاشتراكيون الديمقراطيون والانتهازيون؛ يجب أن نفضح الطبيعة المثالية والرجعية والمضادة للثورة لأفكار التوافق الطبقي والمغامرة البرجوازية الصغيرة.
في الإكوادور، نحن، الثوريين البروليتاريين، نواجه الفكر البرجوازي التقليدي، والأفكار الرجعية للقطاعات المحافظة من الطبقات الحاكمة، والاقتراحات المنتشرة حول الإمبريالية الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والظهور المفاجئ والعدواني للإمبرياليين الصينيين والروس. كما أننا نواجه هجوم الديمقراطية الاشتراكية والإصلاحية، و "الثورة المواطنية" و "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" التي وصلت إلى السلطة حتى وقت قريب، وتأثير أفكار الوفاق الطبقي للتحريفيين والانتهازيين داخل العمال والحركة الشعبية.
تعبر "الثورة المواطنية" و"اشتراكية القرن الحادي والعشرين" عن الفكر الإصلاحي للبرجوازية الصغيرة في البلاد. إنها أدوات أيديولوجية وسياسية لرأس المال المالي لصرف العمال والشعوب عن أهدافهم في الثورة والاشتراكية، وعن ضرورة وجدوى الاستيلاء على السلطة وبناء العالم الجديد، والاشتراكية، مع الجماهير، ومن أجلها.
فالديمقراطية واللامركزية ودور الفرد كانت وما زالت هي الأخطاء الأيديولوجية والسياسية التي بشر بها "كورّيا" [الرئيس السابق للأكوادور] والحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية في محاولة لتقويض الاقتصاد المركزي، ودور الطبقة كطليعة وقائدة للعملية الثورية. وفي الواقع، فإن هذه التصريحات تدعم الرأسمالية وتعارض دور الطبقات الكادحة في العملية الثورية.
"اللاعنف"، "ثورة الاقتراع العام" ، "الثورة السلمية" تهدف جميعها إلى نزع سلاح الطبقة العاملة والشعوب بخصوص دور العنف الثوري والجماعي في التحول الاجتماعي.
من المؤكد أن ما يسمى بـ "الحكومات التقدمية" في أمريكا اللاتينية لم تستجب لمصالح وتطلعات العمال والشعوب. إن التدابير الاقتصادية والسياسات الاجتماعية والأشغال العامة المتلألئة قد خففت جزئيا فقط من ويلات الاستغلال الرأسمالي. أصبحت الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان للعمال، كلمات تخفي السياسات المناهضة للعمال، وشيطنة العمال والشباب في النضال، ووصم الشعوب الأصلية والقوميات الذين دافعوا عن حقوقهم وثقافاتهم. أما الدفاع عن الطبيعة والبيئة واحترام رأي مجتمعات الأجداد فقد كانت كلمات تتناقض مع الحقائق الملموسة، مع عبادة الاستخراج كمحرك لتقدم الدول، مع تسليم الأرض وما تحتها لشركات النفط والتعدين الكبيرة. كانت الوعود بالصدق وبالأيدي النظيفة مجرد واجهة تخفي المديرين الأعلى أجراً وسرقة الأموال العامة؛ كل الحكومات التقدمية كُشفت حقيقتها كأوكار للفساد، كعصابات منظمة للإثراء الشخصي والجماعي. لقد تحولت السيادة الوطنية واستقلال الدول إلى موضوع تفاوض على تبعيتها وانفتاحها على تدفق رأس المال الصيني والروسي، دون القطع بشكل نهائي مع الإمبرياليين الغربيين.
لقد عاقبت الشعوب غالبية الحكومات التقدمية في صناديق الاقتراع لكنها كانت تفتقر إلى القدرة والإرادة والحزم لاستبدالها بحكومات شعبية. لقد خلفتهم قطاعات أخرى من البرجوازية الموالية للإمبريالية في السلطة، من خلال التشديد على السياسات النيوليبرالية، التي لم يتم إلغاؤها بالكامل في ظل "اشتراكية القرن الحادي والعشرين".
من الواضح أن معظم الحكومات التقدمية لم تعد موجودة في أمريكا اللاتينية. لم يبقوا إلا في فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا. لكن سياساتهم ومقترحاتهم ما زالت قائمة. لديهم تأثير على قطاعات ملموسة من الجماهير العاملة والشباب. لذلك، فإن مهمة كشف سياساتهم بين الطبقة العاملة والشعوب ما زالت قائمة.
يجب أن يهدف النضال الأيديولوجي في المقام الأول إلى تعزيز الماركسية اللينينية والثورة والاشتراكية. علينا نحن الشيوعيين أن نسلح الطبقة العاملة بأيديولوجيتها، الاشتراكية العلمية، مع مراعاة مبادئ الصراع الطبقي، والدور الذي تلعبه هذه الطبقة في تنظيم الطبقات الكادحة الأخرى، والشباب والنساء. وحول دورها الطليعي في الثورة. يجب أن نذكر بدورها في النضال النقابي من أجل تحقيق مطالب العمال وحقوقهم المباشرة، مع اليقظة إلى أن نكون مدركين دوما للحاجة إلى الاستيلاء على السلطة، والحفاظ على وجود ونشاط وتطور حزب البروليتاريا الثوري، الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور، PCMLE.
نحن الثوريين البروليتاريين نتحمل مسؤولية جلب الاشتراكية إلى الطبقات الكادحة الأخرى، للفلاحين، للعاملين لحسابهم الخاص، للعمال بالفكر، والتأكيد داخلهم على أهمية الثورة والاشتراكية، لتوضيح أن مجتمع العمال، لا يمكنه التحقيق الكامل لمصالحهم إلا بالاستيلاء على السلطة، مع ضرورة مشاركتهم في النضال الثوري للحصول على الاستقلال الكامل والسيادة الوطنية، وذلك بتطوير الوحدة والنضال بين عمال المدينة والريف في النضال الاجتماعي والسياسي من أجل إقامة سلطة الشعب.
يجب علينا نحن الشيوعيين أن نعمّم الهجوم الثوري على قطاعات واسعة من العاملات والشباب. إنهم مناضلون تاريخيون اجتماعيون دعموا، في قطاعاتهم المتقدمة، التمرد ضد عدم المساواة وانتهاكات الإمبرياليين والرأسماليين. هذه هي القطاعات الاجتماعية التي لعب فيها الحزب دورًا مهمًا، حيث كسب عديد الخبرات التي يجب تقييمها وتعميمها. إن النضال من أجل الثورة والاشتراكية، والنصر الذي يجب الفوز به، لن يكون ممكنا بدون المشاركة الحاسمة للنساء العاملات والشباب.
علينا نحن الشيوعيين أن نواجه الهجوم الأيديولوجي ليس فقط من خلال كتابة وتوزيع منشوراتنا: جريدة "الى الأمام"، و"المجلة السياسية"، و" الوحدة والنضال" (المجلة الأممية) والوثيقتان الرئيسيتان للحزب " خطه السياسي" و" برنامجه ونظامه الأساسي ". لا يقتصر الأمر على البيانات وتوزيع المنشورات، على خطابات الأعضاء في اجتماعات النقابة. يجب على الحزب أن يروج لهذه المطبوعات والآليات، ولكن قبل كل شيء يجب أن يخدم المواجهة الأيديولوجية والسياسية ضد الرأسماليين والحكومة القائمة، ضد هيمنة وقمع الإمبريالية. باختصار، يجب أن يقود النضال المباشر للطبقة العاملة والجماهير الكادحة من أجل حقوقهم، والأمة الإكوادورية وشعوبها من أجل الاستقلال.
تشكل كل من هذه النضالات حلقة مهمة في بناء الوعي الثوري للعمال والشباب.
نؤكد أننا مقتنعون بسمو الاشتراكية على الرأسمالية. يجب إثباته نظريًا وعمليًا بتحليل الوضع، للأزمة العامة للرأسمالية، من خلال شجب الآفات الاجتماعية، بصحة مبادئ الماركسية اللينينية، وأهمية الصراع الطبقي، وضعف الرأسمالية والإمبريالية، وإمكانية هزمها مجدّدا.
يجب على الحزب أن يتحمل، نظريًا وعمليًا، مسؤوليته باعتباره طليعة الطبقة العاملة والنضال من أجل الثورة والاشتراكية.

بابلو ميراندا، مجلة "وحدة ونضال"، العدد 39، نوفمبر 2019

ببليوغرافيا
بيان الحزب الشيوعي ماركس وانجلز
رسالة إلى عصبة الشيوعيين وماركس وإنجلز
نقد فلسفة القانون لماركس هيجل
أوغستين كويفا: نظرية الصراع الطبقي
بابلو ميراندا: المعلم والمجتمع وبناء مدرسة التحرر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز




.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز