الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نموذج حضاري ضعيف

عصام محمد جميل مروة

2023 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بداية الصراع الحضاري يجرنا الى قراءة بعيدة لما تترتب عليه مقتضيات الازمات والادلة التي سادت منذ اعلان صفقات نهاية صدام الحضارات التي إختص بها الكاتب اليهودي الامريكي صاموئيل هنتنجنتون في ابحاثه ومقالاته الاخيرة التي جُمعت في كتاب نهاية التسعينيات بعد سلسلة ملاحقة الصدامات والسقوط للنظريات الكبرى واهمها عودة الاتحاد السوفياتي الي قفص روسيا البروتستانتية وتخليها عن كيانها ونظامها الماركسي الحديث الذي ساد عقوداً منذ "" مبادئ كارل ماركس وفريدريك انغليز "" ، حيث خرج البيان الشيوعي الشهير الذي كان ديمومة خلاصات حضارات سابقة يهودية ومسيحية و مؤكداً حسب الترجمات كانت هناك فصولاً تخص الدين الإسلامي .واختراق نظرية الإلحاد وتغييب الآلهة او عدم وجودها !؟.
لكن هنا عودة الى سقوط ما أُتفق عليه تسوية وتمرير الحضارات في الانظمة السياسية التي عاشت مراحل توالد دول وانظمة دينية وقومية وأممية وحتى شيوعية . ودول ذات طابع عنصري محط كدولة الصهاينة بعد دعمها الاعمى من قِبل صهاينة حداثة تنظيم الكون مطلع القرن الماضي "" فلسطين محتلة "" وشعبها مشرد !؟ وإسرائيل دولة ونظام ديموقراطي معفى بكل صلافة من اخطائهِ مهما كانت حتى لو حصلت مجازر مهدت الى محارق وانقسامات دولية كبرى . مع بدأ ظهور انقسام حضاري غداة تفكك الامبراطورية العثمانية على الاقل في طردها من اوروبا وجعل بقاياها في محيط الاسلام السياسي والعربي . محور مشاريع حرب ابدية ما بين الحضارات الكبرى المسيحية واليهودية من جانب !؟ ووقوف الاسلام مكتوف الايادي بعد فراغ بلا رأس يتحكم بما يُرادُ او كما يحدث في الاحوال العادية بعد اتفاقات مشاريع السلام ونهاية قرع طبول الحروب .
لماذا نتحدث عن نموذج حضاري ضعيف للظروف والمعطيات الخارقة بعد تبدل فصول تحول السياسات العامة في اغلبية الظروف خصوصاً ما تكاد تتغلغل على جوانبها فراغات ممتدة ومختزنة مآسي خطيرة، كالحروب والامراض والجوع او التجويع والفقر والإفقار الذي ساد بعد اتفاقات مطلع القرن العشرين مباشرة. وتأثر العالم الاسلامي والعربي والشبه افريقي واسيوي في مردود معاهدات واتفاقات تم ترسيمها دون الاخذ بما سوف ينتج عنها خصوصاً في فلسطين وجوارها من دول شابة اخذت ربما حقها التاريخي في استعادة الامجاد للمسيحية في لبنان الكبير !. الذي وُلِد مباشرة بعد نشوء الامم من براثن الامبراطوريات العثمانية والبريطانية والفرنسية في مهد بلاد ولادة الانبياء موسى وعيسى ومحمد .
ربما هنا تأخذنا قراءة سطحية ومبسطة لما ساد على المستوى الاقليمي حينها .
ليس هناك بلد اسلامي وحيد او مكتمل يُعتمدُ عليه في قضايا مهمة مثلاً لطرح حلاً جذرياً لإنهاء الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي لفلسطين منذ بداية التفكير في إستباحة منطقتنا العربية بعد شرح التقسيم ودراسة اخر مشاريعه دون محاذير عمق الصراع المتوقع والمنتظر الى اللحظة !؟.
أن العالم العربي والدول الاسلامية الكبيرة في تعداد وزيادة سكانها ليس لها مقدرة حتى على ادارة امنها ووجودها المتخبط من حينٍ لأخر تنحدر نحو الاغراق مجدداً في جوف المستنقع للحروب المُدارة على اسس حضاري ملغوم تقودهُ الولايات المتحدة الامريكية والغرب والتوابع . جميع الدول فاشلة وفقيرة وضعيفة وتكاد تكون معدومة حتى عندما نتحدث عن بنائها الثقافي والحضاري يتجه نحو التيه الازلي لأسباب تمرد زعماء الاديان والطوائف والمذاهب .
على غِرار من يُرِيدُ إسلاما ً غربياً لا يعارض امواج ما تفرضهُ تلك القوة العنيفة التي لها ابعاد حضارية اولها استبعاد الدين الاسلامي عن مكتسبات دول الشرق الاوسط الحديثة ومجاراتها في تناسى فلسطين!؟. والحلول الاخرى كما تراها من منظار عنصري لا يمت للحضارة بأية صلة سوى فرض قرارت دون نقاش او معادات للغرب وديوانهِ المرسوم . او حتى تعميق لغة الإنحياز لهذا الطرف بمواجهة طرف اخر ودق اسفين خطير بين ايران وجيرانها وإستعادة ايام "" كسرى "" وامجاد الفرس !؟.
في العالم الناشئ اليوم بعد فتور غامض لن تعود حضارات العالم المتمثلة بوجه الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها إلا من إتباع كل الجماعات الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، التي اخذت مدارها تنحصر وتتحدد اشكالها على غرار علاقة شرطي واحد ولا يُناقش او يُحاسب أو يُقاضي !؟. هكذا تطمح قوى الحضارة في فلسفتها وطرد وملاحقة من يزعم ان التقسيم الحضاري مُكون شعبي يحتاج الى موجه واحد وجيش وقائد واحد على الساحة الدولية .
حرب الحضارات وصدامها كان لا بد من مراجعة قوية الى من وضع دستور الشعوب حيث هناك تباين واقعي بين ما يُكتب في مواثيق الكتب ، وبين ما يُمارس . يُشيرُ صاحب كتاب صدام الحضارات صموئيل هنتنجتون الى فرضية سلام أعمى وكفيف بين الشعوب التي هي اساساً مصدراً مقلقاً ومهماً الحضارات .
هل مثلاً ؟ توافق امريكا والغرب على مشاركة الدول الفقيرة في تقدم نموها . الجواب - كلا / كلا / كلا / .
هل توافق اوروبا الغربية على تتقبل نفس الدور المناط مع الدول التي ليس لها موارد حقيقية ؟ الجواب كذلك مثلث اللاءات ، هل تقبل إسرائيل العرب وجيرانها الجواب الف كلا ؟!.
هل الاسلام يستطيع أن يجد حلولاً لمشاكل الفقراء الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر !؟ الجواب متروك الى مَنْ يعتقد إن التسامح الديني هو مفتاح تقبل الحضارات وتغيَّيب صدامها وصراعها المرير والمُدرج على لائحة التصاعد في التباعد والعداء عبر مصالح يفرضها القوى . والاسلام اليوم اضعف من بداية بزوغهِ وفتوحاتهِ التي اسست الى إعتبارهِ ديناً يعمل بالسيف ولا يتقبل الأخر .
فمن يُغيثُ الضعفاء اليوم الولايات المتحدة الامريكية والغرب الذين يحتمون بتعاليم المسيح !؟. او الصهياينة الجدد في إسرائيل اليهود الذين يتمسكون في إسترجاع حائطهم الأيل الى الإنهيار الإنساني في العصر الحديث !؟.
فلذلك نموذج الحضارة ما زال غارقاً في ظلام دامس لأن إحترام قوانين البشرية مرهون بالمستوى والمقدرة على تقبل حقوق الاخر!؟. قبل فرض شروط الحوار او اعتبار الاراء المعادية خارج محور استخدام سلطة المال التي بدورها تشكل داعم اولاً واخيراً لإستمرار حكم الشعوب منذ بداية عصور الانفتاح او غزوات وحملات وفتوحات اسلامية خطيرة وصليبية ما زالت الى الان تتصدر صيحات هذا الزعيم او ذاك بعد كل خضة تحصد ارواح الالاف من الناس الذين يعيشون على كوكبنا .
كما شاهدنا عندما صرح زعيم القاعدة اسامة ابن لادن ان الغرب يُستباحُ ساعتئذ لا نُلامُ على هجمات سبتمبر الشهيرة في نيويورك عام "" 2001 "" ، كما لسنا اغبياء الى درجة تفوه ألرئيس الامريكي جورج بوش جونيور حيث اعلن الحرب الصليبية كعقاب لِمَن يهدد امريكا المسيحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي