الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برويز مشرف وصدام حسين وجهان لعملة واحدة

سامان نديم الداوودي

2006 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كثر الحديث عن دكتاتوريات العصر وجرائمهم المنظمة ، لما فعلوه ويفعلوه بأبناء شعبهم من جرائم مشينة يدنى لها جبين الإنسانية في العالم بحجج واهية خارج حدود العقل والمنطق .
كثر المنظمات الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان في العالم ، لاحتواء أزمة المنكوبين والمتضررين ومعالجة نفسياتهم المتهدمة ، نتيجة لسياسات القتل والدمار والجينو سايد التي تمطر عليهم ليل نهار، ودون أن يسعفهم أحد بمظلته خوفا من البلل ! .
كثر الإذاعات وتعددت الفضائيات وتسابق المراسلون ، لبث الرعب والخوف وترويج بضاعة الدمار على الشعوب القابعة تحت كهنوت الظلم والاستعباد ! .

كثر مسيرات السلم والتضامن والاستنكار ، ولا يحصى حشود الجماهير المتجمهرة , لنرى هل فعلوا شيئا ؟ نعم فعلوا .
العاطل يقضي وقته ! ، والمحب للتعارف يتعارف ! ، والمخفف للسمنة يضعف نفسه ! ، والمحب للرياضة يهرول ! .
هكذا هو الوصف الحقيقي لحملة اللافتات ومحرقي الأعلام ومستهلكي الحناجر، المبتلين بجبابرة يقبعون في الحصون .


مفردات متضادة لغة واصطلاحا ( دكتاتوريات ، منظمات ، مسيرات ، فضائيات ) ، إلا أنها تلتقي في مصب الأحداث لخلق رؤية متكاملة لبني البشر من ألف إلى ياء .

بعيدا عن المثاليات المفرطة ، والأدبيات المبهمة ، والفلسفة الغامضة ، هل لي أن أقول متى ومتى ومتى . نعم لك أن تقول .
متى يجئ اليوم الذي نكف عن سرد جرائم المجرمين وبطولاتهم المنحطة تجاه الشعوب المظلومة ؟
ومتى نرى إعلاما منصفا بعيدا عن قيود العبودية المظلمة ؟
ومتى نرى منظمات مهنية وشفافة وحرفية الأداء بعيدة كل البعد عن تسييس العمل الإنساني ؟
نعم ، يحصل كل هذا ، إذا استطعنا أن نجسد أفكارنا بواقع ملموس ، ونهدي أقلامنا لشعوبنا ، ونحد إرادتنا بعيون طغاتنا هكذا هو حل المعضلات المخيمة على هياكل احبائنا .

ولكي لا نبتعد اكثر ، ونسرد ما بدأنا لأجله وهو عنوان المقال الذي يصح كسؤال أيضا .
أليس برويز مشرف وصدام حسين وجهان لعملة واحدة ؟ .
إذا كان الجواب نعم ، فنعم ما قلت .
وإذا كان الجواب لا ، فبما تفسر أخي المناصر لطبيعة حكم ( برويز ) ، هذا العمل الإجرامي المخل بكل آداب القتال والشرف العسكري والقيم الإنسانية ؟ .
قصف مدرسة يدرس فيها طلابا عزل ، غير أقلامهم ودفاترهم التي ترافقهم طلبا للعلم وإنارة طريق الحياة ، والتي باتت حلما على شعوب الأنظمة العربية والإسلامية ! ، هل هو انتصار عسكري وإنجاز ميداني ؟ .
يا تجار الحروب الخاسرة ، ويا حملة الطاعات العمياء ، ويا من تحبون رؤية إذلال الغير, كفوا عن تعذيب أبناء جلدتكم وتمرير مشاريعكم الفاشلة !.
كفاكم إذاقة الشعب الويلات و آهات الحروب والنزاع .
وليكن صدام وهتلر وميلوسوفيتش عبرة لكم ، نعم كانوا يهدمون القرى ويهتكون الأعراض ويذبحون الأطفال ويرملون النساء ، بغية القضاء على معارضيهم .
أهو المعارضة فكر أم جسد ؟ وهل بقتل الناس ينتهي الضد ؟
فاعود ثانية و أقول بان قصف المدارس والقرى القبلية المعارضة ليس إلا خزي وعار على برويز وازلامه ، وان الصبح لقريب ، وهم يأتون مكبلي الأيدي ، ومسودو الوجوه ، ومختلو العقل ومهزوزين الكرامة والضمير ، يحاكمهم أرواح الأبرياء في تلك المدرسة الخالصة ، أرواحهم المفعمة بالمحبة والحنان في قلوبنا ، كما يحاكم اليوم طاغوت العراق منكسا رأسه ومنفصما شخصيته أمام أرواح شهداء حلبجة و الأنفال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح