الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران والخليج الفارسي

سامان نديم الداوودي

2006 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك ان التداعيات الايرانية بمناطق وجزر من الخليج العربي
هو غير جديد على اسماع الكثير من المراقيبن والباحثين ، ووصفه من قبل البعض بانه صفة مشتركة يشبه الخطر الاسرائيلي في فلسطين المحتلة ، وتغير مادتها البشرية ، أي القضاء على قومية الارض وقومية البشر ! .
واختلفت التداعيات الايرانية في الخليج العربي بالوان مختلفة اولها التمسك بتسمية الخليج " بالخليج الفارسي " ، وادعائها بعائدية مناطق الخليج العربي وبالاخص البحرين الى بلاد فارس بدعوى انها قد سيطرت على بعض هذه المناطق في القرنين السابع والثامن عشر ، فهي اذن ذات حقوق في السيادة عليها ، والعوامل التي ساعدت ايران ومكنتها من اتخاذ هذه الخطوات والمواقف في حينها وحتى يومنا هذا في ادعائاتها بالخليج الفارسي الى ما يلي :-

الكثافة السكانية ، والمساحة الجغرافية ، والقدرة العسكرية المدعومة وامكاناتها النووية والصناعية .


موقعها الجغرافي السراتيجي التي يبلغ طول ساحلها المطل على الخليج ب (860) كم ، وكذلك اطلالها على المحيط الهندي وحدودها الطويلة مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي .

امتلاكها للطاقة سواء بالانتاج الحالي او بالمخزون الاحتياطي الستراتيجي .


كانت توجهاتها تلقي دعما حتى من معارضيه الداخلية والخارجية ( الايرانية ) ، تحقيقا واحياءا لاحلام الامبراطورية الفارسية .


سكوت انظمة الدول العربية لانشغالها بسياساتها الداخلية .

كانت لهذه العوامل تباعاتها ، بادعاءات ايران الاقليمية بعائدية بعض مناطق الخليج لايران ، وابرز مثال على ذلك مشكلة البحرين ، وكانت نتيجة هذه الادعاءات الايرانية ومنذ عام 1843 م والتي تحاول فيها جاهدا الى ضم دولة البحرين اليها وابراز الادلة والشواهد التاريخية بشتى الوسائل وفي عدة مناسبات بتبعية البحرين لها ، وتوالت هذه الادعاءات ما بين عامي (1842 -1869) م وكذلك عام 1906 بادعائها باضطهاد رعاياها من الايرانييت في البحرين ، وفي عام 1914 م احتجت ايران عندما تعهد الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة ، شيخ البحرين الميجر البريطاني (تريفور ) الوكيل السياسي البريطاني هناك بعدم استغلال البترول الا بمشورته ، وفي عام 1928 م قالت ايران في عصبة الامم بان كل معاهدة مع البحرين غير شرعية وباطلة ، لان البحرين جزء من ايران ، وفي عامي ( 1930-1934 )م اجتجت ايران بنمنح شيخ البحرين امتياز استغلال البترول لبعض الشركات البريطانية ،وعندما وجدت ايران ان كل ما تقدمت به لم يجد نفعا ، تقدمت بخطوة من برلمانها اقرت من خلالها حق السيادة على البحرين وذلك في عام 1949م وبدا الوفد الايراني في الامم المتحدة يحتج كلما يذكر اسم البحرين ، واخيرا انتهى المطاف بايران بان تعلن وفي عام 1958م بالتحديد انظمام البحرين الى اراضيها باسم الاقليم الرابع عشر الفارسي .
وترتبت من خلفية هذا الاجراء بعدم اعتراف السلطات الفارسية بجوازات السفر البحرينية بل اكتفت باعطائهم ورقة دخول عادية الى اراضيهم باعتبارهم مواطنين احدى الاقاليم الفارسية ، وكما منعت السواح والاجانب والتي كانت جوازاتهم تحمل تاشيرات بحرينية بالدخول الى ايران .
معتمدة في جميع ادعاءاتها هذه على الاتفاقية (معاهدة ) والتي حصلت وتم توقيعها بين المقيم البريطاني في الخليج العربي الكابتن (بروس) وامير شيراز وذلك في 1822م ، وقد حددت هذه المعاهدة فيما يتعلق بالبحرين ووضعها بانها كانت دائما تابعة للحكومة الفارسية ، وان شيوخ البحرين متمردون على هذه الحكومة ، ولكن شاءت ان هذه المعاهدة وقعت بدون علم شاه ايران ، مؤكدا اعترافه (شاه ايران ) بسيادة العرب على البحرين ، علما ان ايران استمرت تؤكد هذه العائدية طيلة الفترة ما بين (1985-1969 ) م ووصفها اقليما فارسيا رابع عشر .
الا ان التحول في السياسة الايرانية في 1969 م حينما اعلن شاه ايران قبوله بخق تقرير المصير في البحرين ، ويبدو ان الدوافع من اتخاذها هذا الموقف ، رؤيتها التي كانت ترى ترك السلطة بيد ابناءها ( ال خليفة ) ، تدعيما للانظمة المحافظة في المنطقة طالمالا يهددون نفوذها هناك ، اضافة على الاتفاق البريطاني الايراني بتخلي ايران عن البحرين مقابل تعويضها بمناطق اخرى ، وفعلا ما تم عند استيلاء ايران على جزر ثلاث جزر في تشرين الثاني من عام 1971م .
وبعد الاتفاق المذكور وبموافقة السعودية والكويت عرضت مشكلة البحرين على الأمم المتحدة ، التي استقر رأيها على تكوين لجنة لتقصي الحقائق وقد أوضحت اللجنة في تقريرها مطالبة سلطات البحرين بتحقيق الاستقلال الفعلي في 14 أغسطس 1971 وبذلك انتهت المطالبة الإيرانية بالبحرين .
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل هذا
لماذا التمسك الإيراني بتسمية الخليج الفارسي ؟
وماذا نسميه نحن ؟
خليجا فارسيا لارضاء الفرس ؟
أم خليجيا عربيا لإرضاء العرب؟
واقترح أن يسميه العرب خليجيا فارسيا !
والفرس خليجا عربيا !
لإرضاء بعضهم الآخر !!!!.


المصادر :

د. سيد نوفل / الاوضاع السياسية لامارات الخليج العربي
د. جمال زكريا قاسم /الادعاءات الايرانية في الخليج العربي – بحث مقدم لمؤتمر التاريخ العالمي ببغداد _اذار 1973م
د. صلاح العقاد / التيارات السياسية في الخليج العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت