الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النخبة العراقية الحاكمة.. وغياب القانون والوطن
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
2006 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية
حالة العراق اليوم لا مثيل لها ولا تشبه إلا نفسها!!
بانوراما دموية تضرب البلاد من أقصاها إلى أقصاها.. احتلال وتدخل إقليمي.. انفلات أمني وميليشيا مذهبية.. (زعران) وقطاع طرق..
حكومة لا تملك سلطة أبعد من مكتب رئيس وزرائها.. ولا يمكنها أن تحمي حتى نفسها..
وبرلمان تشرذمت ولاءاته وانتماءاته بدءاً من الولاء للمارينز الأميركي مروراً بالولاء الإقليمي وصولاً إلى الولاء لأمراء الحرب الأهلية.. وأقبية فرق الموت.
بانوراما مأساوية المشاهد والصور.. وولاءات أقرب إلى (الارتزاق) والمرتزقة..
والغائبان الكبيران عن هذه المشهدية (النادرة) بقسوتها هما الولاء للوطن.. والولاء للقانون!!..
وفي غمرة هذا الغياب اندفع وحش من غياهب المصالح الشخصية القاصرة والمحسوبيات الآثمة..
وبدأ يلتهم الأخضر واليابس.. دون أي رادع وطني أو قانوني.. ذاك الوحش الذي لا يعرف شبعاً أو ارتواءً اسمه الفساد.. وكما بينت السنوات الثلاث كان خطره لا يقل عن خطر الاحتلال والميليشيا التي فرّخت على أعتابه..
فالفساد أفقر البلاد من ثرواتها النفطية وغير النفطية وتحول إلى شريان يغذي أمراء الحرب جاهاً وسلطاناً ويغذي الاحتلال والمطامع الإقليمية فحشاً وجشعاً.. بينما يغذي شوارع بغداد بالقتل والجثث المجهولة الهوية.. ويرفرف بجناحيه السوداوين ليخطف لقمة الفقير وحبه دوائه بعد أن خطف أمنه وسلامه..
ثلاث سنوات ونصف مضت والنخبة السياسية الحاكمة في العراق تزداد تخمة وتكرشاً.. بينما يفتقر المواطن العراقي لأدنى مقومات الحياة الطبيعية..
حقاً إن حالة العراق اليوم لا مثيل لها.. ولا تشبه إلا نفسها!!..
فكل تجارب الشعوب تحت الاحتلال لم تخلُ يوماً من الأمل الوطني.. وحتى الحكومات التابعة للاحتلال بقي لديها شيء من الانتماء للبلاد وأهلها.. وظلت تلك الحكومات تترك (حصةً) للمستقبل والمصير القادم..
ما خلا هذه النخبة التي تحكم العراق اليوم وتسير شؤونه فهي لم يكفها أنها هراوة الاحتلال الضاربة في العمق العراقي.. وإنما وضعت الشعب العراقي أمام خيارين أحلاهما أشد مرارة من العلقم.. فإما الرضوخ للاحتلال والتدخل الإقليمي والكف عن المقاومة.. أو التقسيم والتناحر والاقتتال المذهبي.. وفي كلا الحالين كان المطلوب من المواطن العراقي استساغة طعم الذل.. والقبول بمن يطأ كبرياءه التاريخي ويدمر مستقبل أبنائه وأحفاده..
نخبة ربطت مصيرها بمصير الاحتلال.. وتعلن ذلك دون حياء من خلال هذه المناشدات الحادة لجورج بوش وإدارته أن لا يفكروا بسحب جيوشهم من البلاد تحت ذريعة الخشية من الانفلات الأمني والخوف من الفوضى..
الغريب في أمر هذه النخبة أن لا أحد يعرف انفلاتاً أمنياً أكثر توحشاً مما نحصده اليوم في العراق من قتلى ومخطوفين ومشوهين.. ولا أحد يعرف شكلاً للفوضى أسوأ من فوضى التهجير المذهبي والطائفي..
نخبة لا تخشى في خروج الاحتلال إلا عودة الغائبين الكبيرين إلى الساحة العراقية: الوطن والقانون...
وآنذاك فالوطن بكل عراقته وعظمته وعدالته سيحاسب هؤلاء ليس بوصفهم خارجين عن القانون فقط.. وإنما بوصفهم مارقين.. خانوا التراب الذي حمل أصالة النخيل.. وغدروا بأحلام أطفالنا البسيطة..
وبمستقبلهم القادم..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار