الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواجز الاحتلال رغم بشاعتها الا انها خلقت وظائف وبنت صداقات

هيثم الشريف
(إيëم الôٌي‎)

2006 / 11 / 9
القضية الفلسطينية


" بشيكل السوس يابا... برد ... خروب، تمر هندي، ليمون، سوس بارد.. برد برد" بهذه العبارات ينادي كل يوم عماد عواد (44 عاما) من مخيم قلنديا على المارين على حاجز قلنديا، بالرغم من شدة الريح المصاحبة لحرارة الصيف، التي لا تقيه منها سوى مظلة مهترئة، تحفظ مشروباته باردة على أمل أن يجني في نهاية يومه قرابة المئة شيقل، علها تغطي ولو جزءا بسيطا من احتياجاته هو وعائلته كما قال.
"لقد فقدت عملي كعامل بناء في اسرائيل قبل ست سنوات.. وقد أصبحت عربة المشروبات الباردة مصدر رزقي الوحيد منذ أربع سنوات أنا وعائلتي المكونة من تسعة أفراد الى جانب والدتي وليس لدي أي مصدر رزق آخر.."
عواد الذي اضطر للعمل على الحاجز سعيا للرزق أخذ يقول: "هناك حديث يقول أطلبوا الرزق عند تزاحم الاقدام، أي أينما وجد منطقة بها تزاحم الاقدام وأقل كلفة علينا نقف ونعمل".. فبهذه الكلمات يهتدي عماد عواد وغيره من الباعة فالحاجز، حيث يبيع فيه المشروبات الباردة، هو المكان الاقرب للمخيم حيث يسكن.
وحاجز قلنديا هو واحد من مئات الحواجز التي أقيمت على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث يتزاحم المسافرون السائرون على أقدامهم أو المنتظرون في طوابير السيارات.
لتخلق الحواجز الثابته رغم بشاعتها واقعا جديدا،،تتشابه مشاهده بانتشار الباعة،حاملين مختلف أنواع البضائع والمشروبات الباردة منها والساخنة.
لكن عماد عواد أو أبو محمد كما يلقبونه لا ينفي أنه اضطر لاختيار الحاجز مكانا ليبيع فيه مشروباته الباردة: "كان بودي أن أبيع المشروبات الباردة في نفس رام الله على دوار الساعة أو دوار المنارة ولكن نظرا لتضييق الخناق على أصدقائي من قبل البلدية فقد رأيت أن أفضل شيء أن أضع عربتي عند الحاجز وفعلا أنا آتي كل صباح من السابعة ولا أترك مكاني قبل الثامنة مساءا".
مشروبات أبومحمد الباردة من السوس واللوز والخروب، ساعدت المنتظرين منذ ساعات لعبور الحاجز، على تحمل حرارة الشمس الحارقة وقد عبر عن ذلك أحد المواطنين قائلا: "أنا بحب السوس جدا فشرب الشراب البارد شيء ضروري خاصة مع حرارة الصيف المرتفعة، وكذلك نظرا لظروفنا النفسية السيئة الناجمه عن سوء معاملتنا من قبل الجنود على الحواجز التي أصبحت أمرا واقعا، فما من خيار سوى التأقلم معه"..
مواطن آخر، وهو طالب جامعي، أخذ يقول: "أنا أشتري اللوز من عند أبو محمد منذ أكثر من سنتين، وقد أعتدت على ذلك، وان مر يوم دون أن أجده، أشعر ان هنالك شيء ناقص في نهاري".
وأضاف الطالب الجامعي: "تربطتني الآن علاقة طيبة بأبو محمد وليست مجرد علاقة مشتري وبائع، ومن سخرية الأقدار أن سبب ذلك هو الحاجز اللعين الذي لولاه ما أصبحنا أصدقاء!!"
أبو محمد واحد من أربعة بائعين يسعون يوميا لكسب رزقهم عند الحاجز من خلال أماكن اعتاد الجميع وجودهم فيها، فلا يقبل أي منهم أن يزاحمهم فيها كما أنه لا يستطيع أن يغير مكانه بعدما أعتاد المارة على وجوده في مكان معين "بعدما اعتاد الجميع على وجودي في نفس المكان منذ سنوات، لا يمكن أن أقبل من أحد الباعة والذي يعرف أن هذا هو مكاني الدائم أن يقف بعربته مكاني لمجرد أن الجيش طرده من مكانه!! هذا غير مقبول.. وبصراحة سبق أن حدث معي ذلك وكنّا ننهي الامر بهدوء".
أما راسم خيري بائع القهوة منذ سنتين على حاجز قلنديا والذي أصبحت تربطه علاقة حميمة مع أبو محمد بحكم العمل في نفس المكان، فقد رأى أن الحواجز ليست المكان الافضل للعمل، بسبب ما يتعرض له البائعون من مضايقات متكرره من قبل جنود الاحتلال ومع ذلك اعترف انه مصدر رزق للكثيرين وأوضح يقول: "يحضر الجنود كل فترة ويهددونا باخلاء المنطقة والا كسّروا البسطات وعرباتنا ومصدر رزقنا الوحيد، ورغم ذلك فقد خلق الحاجز رزق لأكثر من 200شخص، بالرغم من أن البيع قد قلّ منذ أن أصبح المسافرون لبيت لحم والخليل والمناطق الجنوبية لا يتوقفون على الحاجز ويسلكون طريقا جديدا واقتصر الامر على من يذهبون الى القدس أو الرام أو بيت حنينا".
زوال الحاجز بات أمنية أبو محمد وان زال معه رزقه الذي يتعثر أصلا في فصل الشتاء نظرا لأن مشروباته باردة حيث ختم حديثه وهو ينادي على المارة بالقول: "لم يكن الحاجز في يوم من الأيام مصدر الرزق فدائما الرزق على الله واذا كان الرزق على الحاجز أتمنى أن يزول الأن".
لا يزال المشهد هو ذاته، أبو محمد أمام عربة مشروباته الباردة، والعطشى من المسافرين ينشدون في هذه المشروبات ما قد يخفف عنهم بعضا من وطأة المعاناة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام