الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد شافيز وموراليس وأورتيغا ؟؟

عماد يوسف

2006 / 11 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أمريكا اللاتينية، تلك القارة التي أنجبت الكثير للبشرية، وقدمت بسخاء أسماء يصعب على ذاكرة التاريخ أن تمحيها، لم يكن غيفارا أولهم ولا ماركيز الروائي العظيم ثانيهم، ولن يكون أورتيغا المناضل الماركسي الكبير آخرهم، إن لم تخونني الفراسة، فقد بدأت هذه القارة الجميلة اليانعة، تعكس في واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي حاولت أمريكا، ودول منظومة العولمة الرأسمالية المعاصرة( النيو ليبرالية) تشويهها، وتسفيهها، وسحق طاقاتها الإنسانية الجميلة التي عكسها ماركيز بعبقرية لا مثيل لها، صاحب " مائة عام من العزلة، وخريف البطريرك، والحب في زمن الكوليرا" وغيرها من مؤلفاته، وغيره الكثيرون من مبدعي هذه القارة السمراء الشقراء الصهباء ..
هاهي اليوم، نيكاراغوا وبوليفيا والبيرو وفنزويلا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، تحاول جاهدة أن تفتح نافذة أمل صغيرة، تشكل من خلاله نواة لنظام عالمي يسوده بعض من عدالة مفقودة، إن لم تكن عدالة أرض، ونهج وإيديولوجيات، فلتكن عدالة منطق الحق، الذي يعلو على كل أنواع الا يديولوجيات والأنظمة السياسية، التي بدأت تتحكم بكل تفاصيل النوع البشري، في مستوياته الكثيرة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وكذلك في كل أنواع الأنظمة، من التوتاليتارية القمعية إلى الثيوقراطية والملكية والديمقراطية والليبرالية والرأسمالية، وغيرها من أشكال الأنظمة السياسية التي ابتدعها العقل البشري على مرّ العصور الغابرة !
يبدو أنه لا مفر للمجتمعات من مواجهة استحقاقاتها، فالشيء لا ’يعرف نقيضه، إلاّ عندما ’يعرف ضدّه، وربما من هذا المنطق الدقيق، والعلمي التحليلي أن نادى " ماركس " بضروروة المرور في طور أو مرحلة الانتاج الرأسمالي للدول والمجتمعات، من أجل بلوغ الهدف الأسمى في بناء نظام اشتراكي راسخ ، فقد عوّل هذا المفكر العظيم كثيراً على التناقضات التي تنتجها الرأسمالية، هذه التناقضات هي التي تؤدي إلى التراكم في المفارقات والتمييز الطبقي والإنساني بين بني البشر، وهي التي؛ على ما يبدو تؤدي إلى انتاج الوعي الأمثل لمواجهة هذه الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بينهم ، في مكان واحد وبيئة واحدة، ونمط انتاج مشترك، وفي زمن ماركس، رأى أن الاحتباس الرأسمالي الذي يشكله فائض فضل القيمة في أيدي الطبقة الرأسمالية في ذلك الزمن، سيؤدي بالضرورة إلى جعل طبقة كبيرة جداً من المجتمع مسحوقة ولا تملك من شأنها شيئاً، سوى قوتها العضلية، وأطلق عليها تسمية البروليتاريا، فماذا يحصل لو كان ماركس اليوم بيننا، وعلم أن حوالي أربعمائة شخص فقط، يملكون أكثر من ثمانين بالمئة من ثروات العالم، وأن شخصاً مثل مايكل جاكسون ’يباع حذاءه ( على سبيل المثال) بمئات الألوف من الدولارات، وأن بيل جيتس الملياردير الأمريكي الشهير صاحب شركة " مايكروسوفت ومخترعها" يمتلك بفضل نظام الاحتكار الرأسمالي أكثر من ثمانين مليار دولار، وأن راقصة أو مؤدية مثل نانسي عجرم تتقاضى مليوني دولار عن دعاية لمشروب الكوكاكولا، وأن، وأن ، ... وأن هذا العالم يسير إلى المزيد من الهستيريا والجنون البشري الذي لا يضبط لجامه أحد ..؟!
قد لا تكون عودة أورتيغا بعد ستة عشر عاماً من مغادرته القسرية " ربما " للقصر الرئاسي، هي بداية عصر زاهي جميل للقارة الأمريكية، وقد لايكون شافيز وموراليس بهذا الحجم الذي يصوره البعض بأنهم النواة الجديدة لليسار الاشتراكي الجديد في العالم، والذي بدأ بالتشكل هناك " بحسب قول الكثيرين"، ولكن ما هو ثابت بأن البشرية تثيت يوماً بعد يوم بأن نظام التفاوت الطبقي الذي بلغته الإنسانية، والتفاوت الاقتصادي الذي بلغته الدول، والتوزيع الظالم والجائر للثروة والقوة بين دول الشمال ودول الجنوب، ليس، ولن يكون يوماً هو الأمل المنشود ولاحتى النظام الحتمي لعالم اليوم . يقودنا هذا إلى الاستنتاج بأن نظام العولمة المنفلتة من الضوابط والمعايير، والنهج النيو ليبرالي New liberalism" " قد بدأ يتقوض شيئاً فشيئاً، أو لنقل حتى أنه بدأ ينكشف على العلن، ويدحض الطروحات والمقولات التي تبنتها الكثير من قوى اليسار العربية المتحولة ؟! وتحاول التسويق لها، وتحطيم الايديولوجيا، والمناداة بسقوط الماركسية، والاشتراكية، والأممية، والعدالة الإنسانية، وتغليب مقولة الرأسمالية المنتصرة، والعولمة التي تشع نوراً على البشرية، والاشتراكية المهزومة، بسبب غياب الديمقراطية السياسية في نهجها وأدائها، وأن الديمقراطية لا يمكن أن تكون إلاّ نتاجاً للأنظمة الليبرالية الحديثة، وها هي أمريكا اللاتينية تثبت بالديمقراطية السياسية الحقّة ، وبوجود أكثر من سبعة عشر ألف مراقب دولي في نيكارغوا، أن الشعوب تريد أكثر من مراكمة رؤوس الأموال الهائلة في أيدي ثلة قليلة من البشر، على حساب حرياتها وديمقراطيتها السياسية ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران