الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة العدالة .. إن لم تصدقوا اسألوا داليما

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 11 / 14
دراسات وابحاث قانونية


لم يعد مهماً القول إن اختيار قضية (الدجيل) لمحاكمة صدام حسين ومعاونيه كان لأسباب مذهبية أرادت طهران وحلفاؤها في العراق أن تصل إلى أكثر من نصف مليون ضحية في عراق الحرب الأهلية..
وصولاً إلى تمرير مشروع الفيدراليات، الأقاليم، الكانتونات.. (الضيع) المذهبية الرّثة المتناحرة على حبة تمر.. وبرميل نفط!!..
ولم يعد مهماً القول إن محاكمة صدام حسين ومعاونيه باطلة.. لأنها بكل قضاتها وادعائها العام، والحكومة من ورائهما، تقبع تحت حذاء المارينز الأميركي..
ولم يعد مهماً القول إن صدام حسين ونظامه كان يستحق محاكمة وطنية عادلة وعبر إرادة شعبية لبلاد مستقلة وذات سيادة وطنية حقيقية.. وسلطة قانون وطني يستحقه الشعب العراقي بعد كل الويلات والكوارث الإنسانية التي عانى منها على مدار ربع قرن..
ويبدو أيضاً أنه لم يعد مهماً إن كان صدام حسين يستحق الإعدام.. أم لا؟!.. بغض النظر عن كل ضحايا نظامه، مع الاحتفاظ بقدسية حقهم في الحياة والحرية الذي اغتصب منهم ذات يوم..
وأيضاً يبدو أنه لم يعد مهماً عقد المقارنات بين نظام شمولي قاده صدام حسين وبين (نظام) الميليشيات وكفرها الحالي..
والمقارنة ليست معقدة!!..
فمن عراق موحد وآمن نسبياً.. إلى (عراقات) الجزر المعزولة..
ومن عراق غابت عنه الحريات العامة والمواطنة الحقة.. إلى (عراقات) الاختطاف والاعتقال والذبح.. والدم المسفوح..
ومن عراق الرافدين المتحدين، وظلال نخيل العروبة.. إلى (عراقات) روافد الدم والهزيمة وظلال نخيل الأقاليم المتناحرة التي ضاعت في مهب ولاءاتها الإقليمية وتشرذمت معها لغة البلاد الوطنية..
أقول .. ليس مهماً الآن كل ما يمكن قوله حول نظام صدام حسين وما أتى بعده..
ما هو مهم حقاً لماذا الحكم بالإعدام على صدام حسين في الوقت الحالي؟!..
مع أن الجميع يعرف أن إعدامه الآن هو بمثابة تفجير بركان من القتل المذهبي لا يعلم عواقبه.. إلا الله..
من الواضح أن إخفاقات الإدارة الأميركية في العراق كانت وراء خسارة الحزب الجمهوري لصوت الناخب الأميركي.. وخلال الأشهر القليلة الماضية بُنيت الحملة الإعلامية للديمقراطيين ضد الجمهوريين على هذه النقطة بشكل أساسي.. وبالتالي كانت حاجة جورج بوش لأي انتصار في العراق في سبيل إنقاذ حزبه من السقوط أكثر من مصيرية بالنسبة له..
هو أمر لا يحتاج إلى كثير من التوضيح.. الحكم بإعدام صدام حسين أضاف سهماً بغاية الأهمية لدى الناخب الأميركي لصالح جورج بوش وحزبه..
أن يعمل جورج بوش في سبيل المصالح السياسية لحزبه هو أمر ليس من الصعب تفهمه..
لكننا نجد صعوبة بالغة في تفهم موقف الرئاسات الثلاث في العراق وموقف المحكمة والأطراف الفاعلة في العملية السياسية أنها لا تحسب حساباً (كما جورج بوش في أميركا) للمصالح الوطنية العليا للعراق .. وإنما لمصلحة المذهب أو الطائفة أو العرق.. وبمعية الأطماع الإقليمية!!..
الاتحاد الأوروبي بكامل أعضائه وبكل عراقة القانون وقداسته بالنسبة له عارض حكم الإعدام.. وأدانه الفاتيكان والمنظمات العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان وأهمها منظمة العفو الدولية، وهي مؤسسة حقوقية عالمية لا يشك بنزاهتها ـ ولا علاقة لها بحزب البعث أو المقاومة الوطنية العراقية ـ أعربت عن أسفها لهذا الحكم (غير العادل.. بسبب التداخل السياسي الذي قوض استقلالية وحياد المحكمة) على حد تعبيرها..
وزير العدل الأميركي الأسبق رامزي كلارك قال كلمتين في هذا الحكم (مهزلة العدالة!!)..
والأهم ما قاله داليما (إن إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين لن يكون مقبولاً، لسبب مبدئي أنه سيقود العراق إلى حرب أهلية حقيقية).. وأضاف (على المجتمع الدولي أن يطلب على وجه السرعة من السلطات العراقية عدم إعدام الرئيس المخلوع)..
وللعلم (داليما) ليس من تكريت أو من الفلوجة.. وعشيرة (داليما) لا تمت بصلة لعشيرة (الدليم) العربية..
هو (ماسيمو داليما) وزير خارجية إيطاليا، سليل أوروبا العريقة، لكنه على ما يبدو حريص على العراق وأهل العراق أكثر بما لا يقاس من حرص الحكومة والمحكمة وجميع الميليشيات المذهبية المنتشرة كما الطاعون في شوارع المدن العراقية الحزينة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال