الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش والمالكي ..فرسا رهان خاسران ..!

هادي فريد التكريتي

2006 / 11 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السيد نوري المالكي ، رئيس الوزراء العراقي ، منذ تشكيله لحكومة المحاصصة الثانية ، بعد حكومة الجعفري ، تمثلت فيها كل القوى القومية ـ العنصرية و البعثية ، وقوى الإسلام السياسي ـ الطائفي ، كان موضع رهان الإدارة الأمريكية ، حيث استقبله الرئيس بوش في البيت الأبيض ، باعتباره أكثر إقداما وجرأة من سلفه الجعفري ، في معالجة الملف الأمني ، والعمل على إحلال أمن نسبي في العراق ، بتنفيذ مشروعه الحالم الذي وعد به عند إعلان برنامج حكومته ، ذي النقاط التي تجاوز عددها أكثر من عشرين نقطة ، والذي كان أبرزها حل المليشيات ..! منذ ذلك الحين وحتى اللحظة ، حياة العراقيين الأمنية والمعاشية ، تسير من سيئ إلى أسوء ، وعدد القتلى والمختطفين والمهجرين ، في صعود مستمر ، رغم تنفيذ مختلف الخطط والأفكار الفاشلة ، لوزارتي الدفاع والداخلية ، ومساهمة مستشاري قوى الإحتلال في هذا الصدد . كل ما خططوا له ووضعوه للسيطرة على أمن بغداد وباقي المدن العراقية ، لا يختلف من حيث الجوهر ، عما أعدته ونفذته إدارة نظام صدام ( العبقري ) ، حين الشروع في مجابهة الغزو الأمريكي لاحتلال العراقفي العام 2003 ، فإذا كانت الأفكار الفاشية في الدفاع ، آنذاك ، قد تمثلت بحفر خنادق نفطية وحرقها عند المنازلة مع أمريكا ، فأفكار عباقرة مستشاري الأمن القومي ، من أمثال الربيعي ، في حكومة المالكي ، تمثلت ببناء جدران إسمنتية فاصلة بين الأحياء والمناطق لمدينة بغداد ، شبيهة بما نفذته إسرائيل ، للفصل بين الفلسطينيين واليهود ، وقد لا يخلو الأمر من حكمة لتقسيم طائفي مستقبلا ! كل ما خطط له المالكي ، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ، للسيطرة على الأمن باءت بالفشل ، فهو المسؤول الأول والمباشر عن أمن وحياة العراقيين ، ومنذ أن تولى أمر الحكومة ، وطرحه لبرنامجه أمام البرلمان وموافقة البرلمان عليه ، كان المفروض أن يشرع على الفور في تنفيذ ما يحقق توجهه لحل كل المليشيات الطائفية ، دون استثناء ، ومعالجة جرائمها المرتكبة بحق المواطنيين ، وبنفس الوقت ، التوجه الجاد لمعالجة جيوش القوى التكفيرية والبعثية المتحالفة معها ، إلا أن هذا لم يحصل نتيجة لتراخي وتلكؤ تنفيذ القضايا المهمة والمصيرية ، فرئيس الحكومة ، لم يظهر حزما فعليا في توجهاته لحل مشاكل البلد ، متعللا بأسباب التأني لانتظار قرارات الكتل التي تسيطر على هذه المليشيات ، وسيطرة أمراء هذه القوى على مراكز إصدار القرار في وزارتي الداخلية والدفاع ، وقد ُاستنفذ الكثير من الوقت دون أن يرى الشعب العراقي ولو بارقة أمل في تنفيذ ما وعد به السيد المالكي ، ليس نتيجة لهشاشة ممثلي الكتل السياسية في الحكومة ، وعدم قدرتها على تنفيذ برنامج الحكومة كلا لما يخص وزارته ، وإنما هادفين تردي الأوضاع الأمنية والسياسية أكثر فأكثر ، وبهذا فقط يكونوا قادرين على سرقة المال العام ونهب ثروات البلد ، وليس من مصلحة الحكومة وأعضاء البرلمان معرفة الثروات المنهوبة ، والأملاك المستولى عليها والمسجلة بأسماء الوزراء وممثلي الشعب في البرلمان ، وأمراء المليشيات ، وهنا تكمن الأسباب الحقيقة وراء استمرار دوامة العنف التي تمارسها المليشيات ، والأسباب الحقيقة وراء عدم إمكانية حل المليشيات ومن يقف وراءها ، من الوزراء ورؤساء الكتل والأعضاء في البرلمان .
خيبة أمل الشعب العراقي ، بحكومة المالكي ، وبكل جهاز الحكم ، وبالقوى التي تدعمه وتؤيده ، انعكست آثارها وتأثيراتها ليس على الواقع العراقي فقط ، وإنما امتدت آثارها السلبية على قوى الاحتلال والإدارة الأمريكية ، فالرئيس بوش ، نتيجة الفشل في فرض سيطرة أمنية لقواته على العراق ، أدت إلى تصاعد عدد القتول بين قواته ، مما زاد في تصاعد حركة معارضة الجماهير الأمريكية ، ضد تواجد القوات الأمريكية في العراق ، وبالتالي انحسرت القوى التي تؤيد الحزب الجمهوري وتدنت شعبيته ، مما أدى لخسارة الجمهوريين لكثير من مقاعد البرلمان وفي مجلس الشيوخ ، وبالتالي سيطرة الديموقراطيين على القرار السياسي ، وضعف موقف الرئيس بوش وتأثيره على تنفيذ السياسات العسكرية خارج أمريكا ، وخصوصا في العراق ، مما أرغم الإدارة الأمريكية على إجراء تعديلات في خططها العسكرية ، المرتبكة أصلا ، وزيادة ضغوطها على حكومة المالكي ، لتبني سياسات ليس لا تؤمن بها ، إنما تعارضها أغلب القوى الطائفية الداعمة للحكومة ، وشركائها من القوى القومية ـ العنصرية ، وهذا أحد أسباب فشل حكومة المالكي وقصورها عن تنفيذ أية إجراءات فعالة ضد الإرهاب ، الذي ازدادت وتيرته ، وتصاعدت أنشطة القوى المناهضة للحكم ، بحيث ما عادت جماهير الشعب ، والقوى السياسية الوطنية والديموقراطية ، هي من ينتقد أداء الحكومة وفشلها في معالجة كل ما جاء في برناجها الوزاري ، وإنما شمل النقد لهذا الأداء الفاشل ، أعضاء في مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ، وأعضاء في مجلس النواب ، وهؤلاء يعتقدون ـ بحق ـ أن الشعب العراقي هو المسؤول عن هذا الواقع البائس ، لأنه جاء بقوى الإسلام الطائفي ، وقوى قومية عنصرية مختلفة ، غير حريصة على الشعب ، وليس في اجندتها السياسية سوى الإثراء غير المشروع وسرقة المال العام ، ولا فرق إن كان هؤلاء عراقيون في إدارة المالكي ، فهم نهبوا العراق ولازالوا يمارسون النهب ، أم كانوا أمريكان في إدارة بوش ، فكل ما خصص للعراق من أموال أمريكية لإعادة بنائه ، نهبته شركات أمريكية بعلم بوش وإدارته .الرهان على تحقيق نجاحات في العراق بقيادة المالكي وبوش ، هو رهان خاسر على فرسي رهان متعبين ، تجاوزهما الزمن ، وعلى الشعب العراقي أن يقول كلمته ..!

21 تشرين أول 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا