الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال البسمة ..في اغتيال الفنان وليد حسن جعاز

احمد ثامر جهاد

2006 / 11 / 23
الادب والفن


احقا ستمضي حياتنا خطى حزينة لرثاء الاصدقاء والاحبة ، واحدا تلو الاخر ؟
من عساه سيكتب الرثاء الاخير ؟ من يمكن له ان يصنع الفرح يوما ما ؟
لكن من اين ياتي الفرح للعراقيين ؟ ومن اين له ان يستدل على معبر آمن لقلوب اليائسين ؟
هل هذه حياتنا الجديدة التي انتظرناها طويلا وتحملنا لاجلها عقود المذلة والجوع والخوف ، ان نموت فرادى وجماعات لاجل احقر الاهداف واشدها خسة ووضاعة ؟
اهذا هو وطننا المحلوم به ابدا ؟ هل تلك هي احلامنا المنشودة تنقلب علينا كوابيس لليل والنهار ؟
اكره هذا الوطن القاسي .. اكره مصائبه وحججه وشعاراته ووعوده وقدره الموجع وشهوته لصنع الدم والدمار ..
وليد يا صديقي الوديع ، يا اخي الباسم ، يا ثمرة مدينتي المعطاء ، يا محبة الطامحين والشرفاء .. لا تبتأس ، سيكون حالك افضل من حالنا ، ونحن نصطف من ورائك بانتظار رصاصة طائشة وجنازة باهتة وقبر بارد .
موت اصبح اكبر من الحياة كلها سينتظرك في لحظة خروجك من بيتك او مدرستك او دائرتك ، وربما يتربص بك امام افران الخبز او في حافلة صغيرة او طابور التطوع للجيش او عند عيادة الطبيب ، في حفل زفاف او عزاء مأتمي ، في ساحة عامة او سوق شعبي او جامع او مقهى . وربما تصطادك قذيفة هاون وانت تسقي بعض زهورك الشذية في حديقة بيتك ، ولا تستبعد ان يسحقك دمارها حينما تكون مسترخيا في احضان زوجتك . ستقتل هنا وهناك .. الان وغدا وبعد غد ، لتموت واقفا او نائما . ستموت على الدوام ، لكن بلا ابتسامة .
يا صديقي الجميل ، لن ننسى جهدك النبيل في صنع البسمة على شفاه محبيك ، بمزاحك وادوارك التي كانت تحلم على الدوام بوطن فسيح آمن .
كنت سببا في خلق لحظات ألفة منزلية استمتعت بها عشرات العوائل العراقية التي تنتظر دائما ظهورك البهي وظلك الخفيف وبياض قلبك .
كنت تعرف اننا نموت كالاخرين وغيرنا يتفرج ببلادة ووحشية .
من عساه يكترث لموتنا هذا . . من ؟
دعني استريح لنفسي ايها الضاحك الابدي ، دعني اعد ما تبقى من اصدقائي قبل ان يحل صباح موت اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير