الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قال.. سياسة..قال ..؟
خليل صارم
2006 / 12 / 1مواضيع وابحاث سياسية
منذ أكثر من ربع قرن .. أقسمت على طلاق السياسة وعدم الانضمام لأي حزب .. بالثلاثة .. طلاقا ً بائنا ً لارجعة فيه .. وهكذا أكون حرا ً .. غير ملتزم بأي تنظيم قد تكون مجبرا ً على الالتزام ببرامجه وسياسته حسب رؤيته ..ذلك أنني قد وصلت الى قناعة بأن السياسة وخاصة من خلال الأحزاب .. لاجدوى منها في أوطاننا السعيدة التي تستلقي حالمة .. غافية .. غافلة .. مسطولة .. مابين الماء .. والماع ..؟ .
بعد ربع قرن .. جاءني أحدهم وبشرني بالتطور الحاصل .. الذي لاأدري كيف هبط فجأة .. وحدثني عن حزب ومعارضة .. وإنهم يحاربون الفساد ويقفون بوجه السلبيات .. وأحلام كثيرة .. الأخ لف دماغي ( جدي لعب بعقل تيس ) .. قللنا عقل حسب مايقال في بلدنا .. وقلنا يالله .. طالما أن هناك من يسمع رأي المعارضة .. وان البلد قد تطورت كثيرا ً ..و.و. الخ .
قرأنا البرنامج .. وقلنا والله معقول .. فهو يتحدث عن العلمانية والديمقراطية .. يتحدث عن مكافحة الفساد والوقوف بوجه السلبيات .. الشباب أظهروا بطولاتهم لنا .. قالوا : نحن وراء التغيير والاصلاح في المكان الفلاني .. ونحن خلف ازاحة الوزير علان .. والمدراء .. كمان .. ؟!! كنت أستمع وكأنني في حلم .. هل حقا ً تطورنا الى هذا المستوى وبهذه السرعة القياسية .. ساهم معنا .. أيها الأخ العزيز .. ساهمنا .. عملنا بحماس .. بجدية ..قلنا إن التنظيم وقبل كل شيء .. يجب أن يكون متماسكا ً .. موحد الأفكار والرؤى .. متناغما ً مع مايطرح .. ابني الأوسط نصحني قائلا ً ..
( تمهل قليلا ً ولاتتسرع ربما فوجئت بما لايعجبك .. ربما كان مايطرحونه لايتعدى الكلام ..) ضحكت في سري .. أشفقت على ولدي .. كيف ينصحني وأنا صاحب الخبرة الطويلة . والعريقة .أنا من عايشت الأحزاب العريقة وانتقدتها وحاربت خمولها وغفوتها..؟ . ولكن وللحقيقة أقول.. لقد تبين لي فيما بعد صحة رأي ابني ..
الحقيقة خجلت من نفسي .. وقد اكتشفت إنني كنت أعيش خارج الزمن .. أعيش أوهاما ً وأحلاما ً لاظل لها على أرض الواقع... مجرد أوهام .؟!!
لقد تبين لي أن هؤلاء يعيشون عقلية زمن مضى .. عقلية لم ولن تتبدل .. يتحدثون بشعارات ويمارسون العكس .. هو نفس العقل الذي يعيش الموروث الكامن في خلاياه .. ليظهر على السطح فور توفر المحفز .. لايوجد فهم معقول للعلمانية . لايوجد فهم سليم للديمقراطية . عقل متملق .. ولاسبب يدعو الى التملق .. تبين لي أنهم دخلوا في سباق ..مزاد .. هم يزاودون حتى على الموالاة .. قلنا لهم أن الموالاة عمياء لاترى سوى مصالحها مثل ذلك الذي يراود امرأة عن نفسها حتى يصل الى مايرغب .. لكنهم .. هم يرسمون صورة غير متوفرة ولا في الخيال .. السلطة تعترف بأخطائها ..وهم لايقتربون منها .. وكأنك يابو زيد ماغزيت .. اذا كانت هذه الأنماط معارضة .. لاأدري بعد ذلك كيف تكون المعارضة .؟. أنا أفهم أن المعارضة العقلانية .. تبحث عن الأخطاء .. بالمجاهر .. بين أكوام القش .. لتظهرها وتنبه منها .. سواء كان ذلك في السياسة أم الاقتصاد أو المجتمع .. المعارضة أيها السادة تقف في صف الدفاع عن المواطن .. ولاتضلله أو تعمي عينه عن الأخطاء ..والبلاوي الزرقاء .. تطالب .. تنتقد .. لاتهدأ ولا تسكت .. وليس مجرد تجمعات تبحث عن موقع ..ما .. ؟ وهؤلاء أشخاص يستجدون احترام المجتمع .. هذا الاحترام الذي لم يتمكنوا من توفيره لأنفسهم في الحالة العادية .. لذلك فهم يركبون أية موجة .. علهم يستجدونه .. اذا كان هذا هو هدفهم من التنظيم أو الحزب الذي يؤلفونه فإنهم لن يحصلوا عليه .. بركوب الموجة .. أية موجة .
المعارضة تؤسس لثقافة الحوار والقبول بالآخر .. فإذا كانت لاتتفهم الحوار بالشكل المطلوب .. ولايمكن أن ترسخ مفهوم الآخر ضمنها .. بين أعضائها .. وتعمل على ترسيخ المناورة وعقليتها والتملق والنفاق .. فما الجديد الذي تقدمه للمجتمع .. المعارضة التي تبحث عن حصة من البقرة ..وتقف في الصف حاملة طنجرة لتأخذ حصتها .. هذه ليست معارضة .. هذه ضحك على الذقون .. والشارع قد مل وشبع مللا ً .. الشارع أيها السادة متطور أكثر بكثير من هذه الأشكال من المعارضات
عيب أيها السادة .. لاتتعاطوا بالسياسة .. قال سياسة قال ..؟.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها