الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هشاشة العلاقة المالية – الأمريكية بين مطرقة اللوبي الزنجي وسندان الهلال السامي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 12 / 3
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


منذ استقلال مالي عن فرنسا كان دور الحكومات المالية لعب دور الطابور الخامس لفرنسا داخل المنظومة الشيوعية بشقيها السوفيتي والصيني حيث تقرب موديبو كيتا رئيس مالي الأول منذ الاستقلال 22سبتمبر 1960 إلى الصين فكان صاحب نهج شيوعي جرد الطوارق من إبلهم وثرواتهم الحيوانية وأفقر كل الأسر الطوارقية وأسقط كل الزعامات القبلية التي كانت عامل استقرار في المنطقة .

ومع تنامي قوة الاشتراكيين الفرنسيين بعد سقوط الرئيس شارل ديجول وهم أقرب إلى السوفييت قامت المخابرات الفرنسية بإزاحة موديبو كيتا عبر انقلاب قاده الجنرال موسى تراوري المقرب من الاشتراكيين الفرنسيين عام 1968 وصاحب سياسة القتل البطيء للطوارق عبر الإقصاء من صنع القرار وخلق زعامات جديدة من الأسر التي كانت معدمة لاقتلاع جذور أمراء الطوارق المعارضين لمالي فشهدنا حط من قدر أمراء كبار في أزواد وتعيين شخصيات غير معروفة الأصل في مواقع برلمانية وحكومية لامتصاص الولاء الشعبي لقادة الطوارق الحقيقيين .

ومع سقوط جدار برلين وبداية نهاية الاتحاد السوفيتي السابق قامت فرنسا بترتيب انقلاب قاده أمادو توماني توري عام 1991 الذي ينظر له على نطاق واسع بأن رجل فرنسا الاشتراكية والصديق الحميم للأكاديمي الأمريكي من أصل مالي شيخ موديبو جرا وهو أستاذ للفيزياء في جامعة بوسطن وعضو في مجلس أمناء وكالة ناسا لعلوم الفضاء والعضو في اللوبي الزنجي تجمع جمعيات دعاة الحقوق المدنيين السود الصديق الشخصي لجسي جاكسون وهذا اللوبي الزنجي هو الذي يقوم بصياغة السياسات الأمريكية حيال القارة الأفريقية ويقنع الحزبيين الجمهوري والديمقراطي باتخاذ سياسيات معينة وتقديم دعم أمريكي لبعض الدول الأفريقية التي ينحدر كثير من السود الأمريكيين منها بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات الرئاسية والكرنجرس وهذا اللوبي وراء دعم واشنطن تعيين كوفي عنان على رأس الأمانة الأمم المتحدة على حساب التجديد للمشرح المصري بطرس غالي .

أقنع اللوبي الزنجي أمادو توماني بفبركة انتخابات وتفويز أحد رجاله المخلصين ألفا عمر كوناري من أجل تسويقه أمام الأمريكيين على أنه نموذج للزعيم الأفريقي الذي خلص شعبه من الديكاتورية وسلم الحكم لمن اختاره الشعب طواعية وجعل مالي تتصالح مع ذاتها عبر اتفاق باماكو بين الحومة والجبهات وهو اتفاق جرد الطوارق من كل حقوقهم وأظهر موقعيه على أنهم مجرد مرتزقة تافهين لا قضية لهم حيث صيغ الاتفاق بلغة ساخرة تثبت أن هولاء جائعين يبحثون عن التوظيف في مالي وليس لهم أي هدف أو قضية وحصل على ملايير الدولارات واشترى بها ذمم بعض الزعماء القبليين ليشرع الأمر الواقع المتمثل في عدم حق الطوارق في المساواة مع السود داخل مالي ناهيك عن أن يطمحوا في الانفصال عنها.

وبعد مرور الفترتين الرئاسيتين لكوناري كانت سياسة الأمر الواقع قد ترسخت في نفوس الطوارق وصار مجرد الحديث عن معارضة مالي نوع من الجنون أو المرض النفسي حيث دول الجوار مع مالي أمريكا ولوبيها الزنجي حليف لمالي والمجرم الذي قتل أكثر من 40 ألف طوارقي في التسعينات يقدم للعالم كرجل مصلح وصانع الديمقراطية وليكمل الحلقة الثانية من مسلسله الإجرامي فبرك كذبة انتماء قادة الطوارق الذين باعوا له قضية شعبهم مثل إياد غالي بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة وزعم أن مناطق الطوارق وكر للقاعدة وجلب واشنطن بتحريض من اللوبي الزنجي لقتل البيض الطوارق تحت غطاء مكافحة الإرهاب وشوه سمعة أمة بأكملها ليبرر تكرار قصة أصحاب أخدود جديدة تحت غطاء مكافحة الإرهاب وجر الأنظمة العربية الجزائر ومجلس وزراء الداخلية العربية ليكونوا معه في إبادة الطوارق.

وبعد مبادرة التيار الوطني الحر " المؤتمر الوطني لتحرير أزواد " في التعريف إعلاميا بقضية الطوارق من كل جوانبها وبنائه حلف مع الأكراد وتواصله مع اللوبي الإسرائيلي داخل أمريكا لإنقاذ الطوارق من المؤامرة التي يحيكها ضدهم اللوبي الزنجي الداعم لرئيس مالي في مشروعه إبادة الطوارق من الوجود وقلنا لليهود أن رئيس مالي واللوبي الزنجي يكذبون على الإدارة الأمريكية ويورطونها في معاداة للسامية وعلى اليهود إنقاذ شعب الطوارق من الانقراض ولكم علينا أن نمنحكم نسبة من ثرواتنا النفطية تقوون بها الاقتصاد الإسرائيلي من جهة وتمولون الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين والبرلمانيين الأمريكيين ونقيم هلال سامي يضم الطوارق والكرد واليهود والأمازيغ يطوق منطقة الشرق الأوسط والمغرب الأمازيغي بسياج حماية المصالح الأمريكية ويكون نفط الطوارق الدم الذي يضخ الروح في جسم الزعامة الإسرائيلية وتكون إسرائيل أقوى مما كانت وتكون أرض الطوارق قاعدة خلفية لإسرائيل في افريقيا وقواعد أمريكيا صفقة النفط مقابل الاستقلال وبدل من أن يتلاعب اللوبي الزنجي المعادي للسامية بمصير العالم فليبقى اللوبي الإسرائيلي عبر الهلال السامي هو المهيمن على السياسية الأمريكية وحاكم العالم.

وحاليا تحاول مالي والجزائر هدم الهلال السامي من الداخل بدفع إياد غالي وبعض عملاء مالي ليقدموا أنفسهم للمغرب وفرنسا على أنهم قيادات طوارقية شعبية رافضة للاستعمار الأمريكي ورافضة لفكرة الهلال السامي وأنهم مسلمون تبليغيون يرفضون منح اليهود أي حق داخل الساحة الطوارقية وفي هذا عض لليد الإسرائيلية التي أنقذت حياة الطوارق من حرب تطهير عرقي تحت غطاء مكافحة الإرهاب كانت ستقضي على الأخضر واليابس وتزيل العرق الطوارقي من الوجود بسبب إصابة واشنطن بهوس مكافحة الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 ولولى اللوبي الإسرائيلي لكنا اليوم تحت الرمال فكيف نسمح لإياد وعملاء مالي بالحديث كذبا باسم الطوارق بعدما باعوا قضيتهم في اتفاقية تمنرست واتفاقية باماكو1992 واتفاقية الجزائر 30يوينو2006 بعد كل ذلك الطوارق بريئون من إياد فهو خطر على مستقبل الطوارق بسبب قربه من الجزائر ورفضه الهلال السامي والطوارق بريئون من كل من يتحدث باسم إياد وبريئون من كل سياسة مضادة للهلال السامي .

لقد أعاد الهلال السامي للطوارق الاعتبار وكل من يرغب في أن يبيعنا لمالي أو يقوم بنشاط ضد الهلال السامي فشعب الطوارق برئ منه لقد تجازنا عهد شخصنة القضايا قضية الطوارق لم تعد مرتبطة بعمر أو يزيد كل من يتحدث ويطالب بالاستقلال هو الذي يمثل الطوارق وكل من يتحدث عن اتفاقيات واندماج مع مالي فهو مالي ولا يمت للطوارق بصلة.

لقد أدى قيام الهلال السامي إلى فقدان مالي كل ما كانت تحظى به من احترام ولم تعد المساعدات الأمريكية تتدفق على مالي كما كانت ولم تعد وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن مالي كدولة ديمقراطية تحل مشاكلها بشكل سلمي وحضاري بل صارت دولة مجرمة معادية للسامية وقد تكون الأيام والأشهر المقبلة حبلى بالكثير من التطورات التي لن تكون في صالح مالي ولا في صالح عملائها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس