الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحرقة الطائفية.. بين جورج بوش وعبد العزيز الحكيم

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تصريحان في الآونة الأخيرة شكلا صدمة لدى الشعب العراقي لا يقل أثرها عن صدمة الذبح اليومي.. أشبه بمفخختين زرعتا داخل القلب العراقي لتفجيره حزناً ويأساً ..
جورج بوش الذي ما زال مصراً على قيادة العالم بروحية (النبي) ـ كما عبر عن ذلك كيسنجر منذ أيام قلائل ـ صرح من عمان رافضاً أن العراق يعيش حرباً أهلية.. ويجب التعامل معه مثل كل البلاد المنكوبة التي تحتاج إلى تدخل أممي حقيقي لوضع حد لشلالات الدم القبيحة التي تجتاح أرصفة البلاد..
وكأن هذا (النبي!!) ما زال بحاجة إلى مزيد من مئات آلاف الضحايا العراقيين للاعتراف أننا دخلنا الحرب الأهلية من أبوابها الواسعة وأصبح العراق دولة وشعباً في مهب الريح؟!..
وإن كان جورج بوش غريباً عن العراق وأهل العراق ويصرح ضمن أجندة سياسية ـ عسكرية تتعلق بمعطيات الاحتلال ومصالحه وإستراتيجياته البعيدة، وبغض النظر عن ادعاءاته (الروحية) وحماقات نبوءاته.. فإننا لم نستطع فهم تصريح عبد العزيز الحكيم مؤخراً من عمان إبان لقاءه الملك الأردني، حين قال: إن الخاسر الأكبر في الحرب الطائفية في العراق سيكونوا (إخواننا السنة!!) ..
بذهول ربما استمع العالم لهذا التصريح من رجل ارتدى عمامة الحرب الأهلية ونصّب نفسه (أميراً) لحرب لا يعلم إلا الله نهاياتها..
وفي قراءة سريعة لتصريح الحكيم نراه من جبهة (يطمئن!!) فريقاً من غلاة الطائفيين المرتبطين بأجهزة إقليمية أن النصر سيكون حليفهم في هذه الحرب القذرة.. وكأنه يدعوهم لخوضها من أبوابها الواسعة.. ومن جهة ثانية يتحدى مشاعر طائفة أخرى ويؤكد لها هزيمتها عاجلاً أم آجلاً في هذه الحرب.. إنه الكهف الأسود الذي يقبع عبد العزيز الحكيم في داخله ويحرك أدوات القتل عبره.. فضلاً عن كونه ـ هو نفسه ـ دمية في مشروع إقليمي لم يعد خافياً على أحد..
بين بوش (النبي) والحكيم (الشيطان) هناك سلسلة فاحشة من محطات ذبح العراق..
استعراضات مقتدى الصدر ورعاعه.. جرائم الداخلية والدفاع.. مشاريع المالكي وتناغمها مع الميليشيات..بهلوانيات المشهداني وانتهازيته .. التكفيريين وحلم الصعود إلى (الجنة!) عبر أجساد الأبرياء في المدن العراقية.. وأيضا التكالب الإقليمي ودفع البلاد نحو التقسيم.. فضلاً عن التجاهل الدولي لمجزرة ربما لم يعرفها التاريخ منذ زمن بعيد..
محطات قبيحة تبدأ من الجثث بلا رؤوس.. وقوافل السيارات المفخخة.. والقصف العشوائي على الأحياء.. والقتل على الهوية.. ولم تنته بإحراق المصلين في مساجدهم..
جورج بوش يطلب المزيد من أبريائنا..أطفالنا ونسائنا ورجالنا وعجائزنا، نقدمها قرابين إلى المحرقة.. ليعترف أننا في حرب أهلية وأن العراق بلد منكوب يحتاج إلى مشروع أممي تكون أولى خطواته خروج مرتزقة المارينز من أرض العراق..
وعبد العزيز الحكيم ، رجل إيران المدلل في العراق ، يوسع حجم المحرقة لتشمل هذه المرة ـ ليس غلاة الطائفيين فقط ـ وإنما ليدخل عرب العراق ..كل العرب سنة وشيعة في جحيم محرقة حرب أهلية لا تبق ولا تذر..
بين نبوءات جورج بوش، و(السحر الأسود) الذي يمارسه الحكيم.. يبدو أن البلاد مقبلة على ملايين من الضحايا.. قرابين من أجساد العراقيين في محرقة إمبراطورية، إمبريالية ـ أميركية من جهة ،وسلفية ـ إيرانية من جهة أخرى..
كلاهما لا يريد البقاء.. للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد